حياة الفنانه «عزيزة امير » لم تكن ممثلة فقط بل كانت منتجة ومؤلفة ومخرجة. اسمها الحقيقي مفيدة محمد احمد غنيم ولدت في محافظة دمياط في 19 ديسمبر عام 1901 ويعود الفضل إليها في تأسيس السينما المصرية، ولدت مفيدة يتيمة لأسرة متوسطة وانتقلت مع أهلها إلي الإسكندرية ومن بعدها إلي القاهرة، ورغم عدم نيلها شهادات في التعليم لكنها علمت نفسها الفنون والموسيقي واللغة الفرنسية، بعد ذلك زارت العديد من الدول الأوروبية وتعرفت علي ثقافات دول مختلفة، وكذلك شاهدت مسارح واستديوهات السينما في أوروبا وأبهرها ما رأته من تقدم صناعة السينما في هذه البلدان، وفي عام 1925 وقامت بتمثيل مسرحيه الجاه المزيف وانتقلت بعد ذلك الى فرقة ترقية التمثيل العربى عام 1926 وادت العديد من المسرحيات من بينهم مسرحية ( احسان بك) مع محمد عبد القدوس وزوجته فى تلك الوقت روز اليوسف وانجبا طفل اطلقا عليه اسم احسان ونفس القصه نقلتها الفنانه الى السينما باسم بنت النيل تعرفت الفنانه عزيزه امير علي يوسف وهبي الممثل والمخرج وصاحب فرقة «رمسيس» المسرحية، وانضمت عزيزة إلي الفرقة وكان أول أعمالها علي خشبة المسرح مسرحية «المجد الزائف»، ثم انتقلت خلال عام بين عدد من الفرق منها فرقة «التمثيل العربي» وفرقة «نجيب الريحاني»، في عام 1926 خاضت أولي تجاربها الإنتاجية والتمثيلية (شركة ايزيس فيلم) و فيلم «نداء الرب»،من اخراج المخرج التركى وداد عرفى الذي أعيد إنتاجه بعنون «ليلي» وشارك فى التمثيل استيفان روسيتى ووداد عرفى وعزيزه امير وايضا الراقصه بمبه كشر ومحمود جبر والمخرج فيما بعد حسين فوزى واحمد الشريعى وكان المونتاج من ابداع عزيزه امير ايضا وكان العرض بدار سينما محمد على ( اوبرا سيد درويش حاليا) بالاسكندريه فى الجمعه 10 فبراير 1928 ويعود أهمية هذا الفيلم إلي أنه أطول فيلم روائي في ذلك الوقت، ويعتبر أول أفلام السينما المصرية، والأهم أنه كشف الوجه القبيح للمستعمر الأجنبي علي كل المستويات، واستغل طلعت حرب هذا الفيلم وقد أخرج النسخة الأولي من هذا الفيلم الفنان التركي وداد عرفي، وقام ببطولته مع عزيزة أمير، والنسخة الثانية تم تصويرها عند أهرامات سقارة وفي شوارع القاهرة وساعد في إخراجها الممثلان استيفان روستي وأحمد جلال، وقد توقفت عزيزة عن الإنتاج فترة، وفى دار سينما كوزمو بالاسكندريه ويوم الخميس 25 ابريل 1929 كان الموعد مع عرض فيلم بنت النيل ومن اخراج روكا وبعد سفره المفاجئ اكمل الاخراج عمر وصفى والذى اختلف ايضا مع الجميع واكملت عزيزه امير اخراج الفيلم وهنا عزيزه امير مشاركه فى كتابة السيناريو وايضا التمثيل مع احمد علام وعباس فارس وعمر وصفى وفاطمه نصحى ومارى حداد ومنسى فهمى واحسان فهمى ومع اهل الفنون المطرب عبد اللطيف البنا والراقصه بمبه كشر والموسيقار محمد عمر والعازف سامى الشوا وكان الفيلم الثالث فى حياتها فيلم من انتاج تركى من اخراج محسن بك ارطفرل بعنوان المؤلفه المصريه ومجموعه من الممثلين الاتراك وعرض فى 4 فبراير 1932 الفيلم الرابع فى حياتها الفنيه هو فيلم كفرى عن خطيئتك وقامت بشخصية ماها بوتامى الهنديه ومن انتاج وقصة وسيناريو وايضا اخراج الفنانه عزيزه امير وساعدها فى الاخراج مصطفى والى وشارك فى التمثيل الملاكم محمود صلاح الدين وتوفيق المردنلى وزكى رستم ويوسف عرفان وغنت ايضا بالصوره فقط وصوت المطربه رتيبه رشدى من كلمات احمد رامى والحان احمد صبرى النجريدى وكان العرض 23 يناير 1933 وبعد ان قدم الموسيقار ثانى افلامه دموع الحب امام نجاة على وايضا المطربه نادره بطله لفيلم انشودة الراديو وقبل ان تقدم ام كلثوم اول افلامها وداد بايام معدوده كانت الفنانه عزيزه امير سباقه فى تقديم الفيلم الخامس لها ( بسلامته عايز يتجوز ) وشخصية بثينه والذى اخرجه الكسندر فاركاش عن قصة وانتاج وتمثيل نجيب الريحانى والحوار لبديع خيرى وقامت الفنانه عزيزه امير بالتمثيل امام بشاره واكيم وعبد الفتاح القصرى والمطربه فتحيه شريف وحسن فايق وايضا تمثيل زكريا احمد وبديع خيرى وزينات صدقى وشفيقه جبران وبهيجه امير وكان العرض 6 فبراير 1936 والعرض بدار سينما كوزمو بالاسكندريه بياعة التفاح كان الفيلم السادس من انتاج وكان المونتاج هنرى بركات قصة وسيناريو وحوار وتمثيل عزيزه امير والتى قامت بدور فرحانه بائعة التفاح ومعها زوجها ولاول مره فى السينما محمود ذو الفقار وفردوس محمد وحسن فايق و انور وجدى وعبد السلام النابلسى وامال زايد وسرينا ابراهيم وعمر وصفى وايضا شاركا الثنائى ناديه وعلى العريس السوريين وغنوا مونولوج اوعى تبكى وايضا غنى المنولوجيست محمد كامل مونولوج بنت العم وشارك بغنائه والحانه الفنان ( استاذ الموسيقى والطرب حسن مختار صقر ) وتلك الدعايه طبعت على شريط الفيلم وهو ماهو مدون على تتر الفيلم وكانت الاغنيات من نظم بيرم التونسى وكان العرض فى دار سينما كوزمو بالاسكندريه 19 اكتوبر 1939 والفيلم السابع هو الورشه من اخراج استيفان روسيتى وقامت بشخصية (الاسطى زهره ) ومن انتاج وتمثيل وقصة وحوار وسيناريو عزيزه امير وزوجها محمود ذو الفقار وشارك التمثيل انور وجدى وسارينا ابراهيم وعبد السلام النابلسى وثريا فخرى وعمر وصفى ويكلى الفيلم عن دور المراه فى العمل والفتاه العامله وكانت الالحان للموسيقار عبد الحميد عبد الرحمن وكان العرض ايضا فى الاسكندريه ودار سينما كوزمو فى 28 نوفمبر 1940 وكان الفيلم رقم 8 ليلة الفرح وشاركت فى القصه وانتاجها و البطوله مع محمود ذو الفقار وفردوس محمد والراقصه صفيه حلمى ومحمد توفيق وزوزو شكيب ونجمه ابراهيم وغنى الفنان حسن مختار صقر وتحكى القصه عن عادات وتقاليد الزواج وكان الاخراج حسين فوزى وعرض1 مارس 1942 الفيلم التاسع ابن البلد من انتاجها وقصتها والبطوله مع محمود ذو الفقار ودولت ابيض وبشاره واكيم ومحسن سرحان وغنت المطربه شهر زاد من الحان ابراهيم حسين ورياض السنباطى وفريد غصن والقصه تتناول الاخلاق المصريه الصحيحه وكان الاخراج لاستيفان روسيتى والعرض 29 اكتوبر 1942 بسينما كوزمو الاسكندريه وتوالت الافلام وادى النجوم – طاقية الاخفاء – ابنتى – حبابه – الفلوس – البنى ادم – عودة طاقية الاخفاء – شمعه تحترق – هديه – فوق السحاب – فتاه من فلسطين – ناديه – الليل لنا – قسمه ونصيب – اخلاق للبيع خدعنى ابى – وكان الفيلم الاخير فى حياة الفنانه عزيزه امير هو امنت بالله ومن اخراج زوجها محمود ذو الفقار وكان الوجه الجديد الممثل نبيل الالفى عى عالم السينما وشاركها التمثيل اسماعيل يس ومديحه يسرى و عليه فوزى وعبد الغنى النجدى وجمعه ادريس وعبد الحميد زكى ووداد حمدى وثريا حلمى واستيفان روسيتى والراقصه كيتى ولاول مره ولدور ثانوى سميره احمد وايضا اعطت الفرصه للصغيران سهير فخرى وعادل عزمى وكان العمل من اخراج زوجها محمود ذو الفقار وكان العرض 3 نوفمبر 1952 (العرض بعد وفاتها بشهور عده) وايضا فى دارالسينما والتى دائما ما كانت تتفائل بشاشتها الا وهى سينما كوزمو الاسكندريه والتى تركت نفس طيب داخلها عندما جاءت الاسره من دمياط وسكنت عروس البحر المتوسط وعزيزة أمير هي الأم الشرعية للسينما المصرية لإسهاماتها الفنية في المجالات المختلفة كمنتجة وممثلة ومؤلفة ومخرجة، وتلك الام لم تنجب فى حياتها وانما ساعدت الكثير من اهل الفنون وزادت شهرتهم ومنهم سعاد محمد فى فيلم فتاه من فلسطين – ايضا اظهرت مواهب المطربه نجاة الصغيره وفيلم هديه – والمطرب عبده السروجى وفيلم وادى النجوم – والفنان اللبنانى محمد سلمان وفيلم الفلوس – ايضا اظهار الراقصه ساميه جمال وفيلم البنى ادم – ساعدت المخرج حسين فوزى عندما بدا ممثلا – ايضا اظهرت ولاول مره فن المخرج فطين عبد الوهاب وفيلم ناديه- وزياده شهرة المطربه صباح وفيلم الليل لنا – ايضا زادت جماهيرية محمد الكحلاوى فى فيلم طاقية الاخفاء – الفنانه عزيزه امير اعطت الفرصه السينمائيه والشهره للممثل انور وجدى ابن سوريه – ايضا منحت الشهره للممثل محمود ذو الفقار والذى اقترن بها وعمل ايضا فى الاخراج ان العظيمه عزيزه امير لابد ان يوضع لها تمثال فى معهد السينما وحتى يتعرف من يعمل فى مجال السينما من سيناريست او العمل فى المونتاج او التصوير او الاخراج ان عزيزه امير لم تكن مجرد فنانة عادية فقد كانت أفلامها ذات رسالة وهدف وتعكس الواقع والبيئة والمجتمع المصري بكل مشاكله. وغادرت عالمنا في 28 فبراير 1952 عن عمر يناهز 50 عاماً، المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى وللتواصل 01006802177 01006802177 [email protected]