حينما تتبلد مشاعرنا ونصبح بحالة لامبالاة لكل شيء حولنا حينما نلهو بسكره حياتنا . حينما نستسلم للقدر حينما نموت كل طلعة شمس وبليلنا نتجرع كأس المرار . بِهَم ديوننا حينما نصبح بحالة لامبالاة لكل أمورنا حينما نعاني مرار الأمَرين حينما نعيش الحياة بلا شباب وشبابنا بلا ربيع وقتها نفقد كل حواسنا نغمض أعيننا لنموت بيومنا مائة مرة حينما . نترجل على أقدامنا وترفع النساء أثوابها لتتجنب مياه طفح مجاري وأختلاطها بمياه الأمطار بشتاء أيامنا وأختلاطها بمياه الشرب بصيف حياتنا . وحول بيوتنا حينما نرى النساء والولدان يحملون جراكل المياة من مكان لمكان للبحث عن المياه النقية ونحن نرى الموت يتربص بنا بكل كوب ماء نشربه ونحن نرى طبقة من الزيت تعلوا فوق سطح الكوب الذي يروي عطشنا . وقتها نتجرع كأس المرار . حينما نقف مكتوفين الأيادي للبحث عن عشرة جنيهات أو خمسين أو مائة لتكملة علاج فلذات أكبادنا حينما ننظر لمحلات الجزارة وللحوم المعلقة ونشتهيها تدخل بيوتنا بالشهر مره أو مرتين أو ثلاثة على الأكثر ونكتشف بأنها لحوم حمير أعزكم الله وكلاب وخنازير وغيرنا يأكلها من أجود الأصناف باليوم مرات ومرات ومرات نتجرع كأس المرار. حينما نشتري رغيف الخبز وننظر إلية بعد دقائق من الشراء لنجدة قطعة عجين مغمسة بالغبار حينما نرى بناتنا وأولادنا يترنحون يأساً وكسلاً وضياعاً وينغمسون بدروب الأشواك ونحن عاجزين عن تقديم يد العون لهم نتجرع كأس المرار حينما يقال لنا من بناتنا وأولادنا لماذا أتيتوا بنا لهذه الدنيا طالما الدنيا كده ولا تستطيعوا توفير حياة كريمة لنا نتجرع كأس المرار حينما نسأل فهل من مجيب لا مجيب لا مجيب لا تسأل نسأل من . أولي الأمر . نسأل قادتنا نسأل قدوتنا.. نسأل حكومتنا .. وولاة أمرنا ومن فوضناهم عنا.... لتحسين حياتنا . هُم نعم للأسف هُم من يسرقون قوت يومنا هُم من يبتزون سبل علاجنا هُم من يبيعون أرضنا هم من يتقاضون الرشاوي لبيع أكبر قدر من ممتلكاتنا آه يفعلون هذا . عمداً ومع سبق الإصرار والترصد فبماذا نحكم عليهم . لا بالآخره يحكم بيننا وبينهم أحكم الحاكمين وبحياة الغاب تتخيلوا هُم من يحكمون علينا بالموت . نعم يرون ويسمعون نبض الأنين بقلوبنا لا لا يأكلون ويشربون وبعضهم يذهب بالطائرة لعزيمة عشاء خارج البلاد ونحن لم نجد فتات خبز داخل بيوتنا وداخل بلادنا لا لا يحكم عليهم بالبراءة وعلينا بالإعدام ونصبح أحنا كبش الفداء وقتها نتجرع كؤوس المرار . أتدرون كأس المرار . حينما يريد الولد بعد تخرجه وبحكم غريزة الحياة يريد الباءة أي الزواج وهو يرى البرمودا والتيشرتات والضيق والواسع والمتغطي والمكشوف وآآآه ياخوفي من المكشوف . من المكشوف . نقول له (عليك بالصبر يابني فمن منكم يستطيع الباء فاليتزوج . ومن لم يستطع فعلية بالصوم أي صوم يا سادة . نتكلم عنة بهذا الزمان . نستغرب ونبكي من غير دموع . نتجرع مرار الأيام ويلزمنا الصمت ونسأل هل من مجيب بالطبع لا نترجل بمواصلات نرى فيها عجب العجاب من مكان لمكان وأحياناً نستلف قيمة المواصلات جنية وأثنين وثلاثة ولم نجد نمشي نترجل على أقدامنا لنوفر قيمة مواصلات لنذهب لقضاء حوائجنا من أوراق وتبريرات ولكي نصلح أخطاء موظفين بالأوراق وعندما نصل يكون الوقت قد فات . ليرد علينا موظف بيأكل داخل مكتبة ويشرب الشاي كما لوكانت الماما والبابا كتبته له قبل الممات يقول فوت علينا بكره ياسيد نتجرع كأس المرار . أتدرون كأس المرار. في إيه لا لا لا بجد في إيه يابلدي يا مصر في إيه يا بلدي يا أم الدنيا إيه جرالك . لا لا ياأخي ياأختي . بيحصل وأكثر من هذا بيحصل. حرام بجد حرام أرحموا قوم عزيز ذل يرحمكم الله . ممكن لا بجد ممكن أغني آه شر البالية مايغَني . أقصد مايضحك . حغَني لا لا مش لكم لبلدي مصر . حغني . حغنيلك يا بلدي ........ بدموعي وأنا أتجرع كأس المرار حَغَني . مصر بلادي ....... الحلوة ....... بلادي ....... السمره ....... بلادي.... ونا .. على الربابة . بغَني . وتحية لكِ يا مصر. يا بلدي ... يارب .... مس شعب مصر الضُر وأنت أرحم الراحمين . *عادل أمين صادق*