جامعة الأقصر تنهي استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    خبير اقتصادي: أمريكا تعلمت «درس النفط».. وخزنت احتياطيات ضخمة    حقيقة إيقاف شهادة 23.5 من بنك مصر بعد قرار التعويم الأخير    قطر تدين دعوة وزير إسرائيلي لتفعيل الاستيطان ومنع دخول المساعدات لغزة    الناتو: القوات الروسية أثبتت قدرتها على التقدم بمرونة كبيرة    روسيا تقدم 30 طنًا من المساعدات إلى غزة عبر مطار العريش الدولي    بمشاركة الأهلي والزمالك.. 10 "حفلات أهداف" في الدوري المصري هذا الموسم    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    "علقوه عاريًا في السقف وصوروه".. السجن 15 عامًا ل 6 متهمين باختطاف عامل بالإسكندرية    بالصور- حمادة هلال في جنازة زوجة أحمد عدوية    قومية المنيا تقدم «دون كيشوت» ضمن عروض الموسم المسرحي ب أسيوط    خمسة معارض في فعاليات مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة (تفاصيل)    فعاليات فنية ل ذوي الاحتياجات الخاصة وسبل تخطي الأزمات ب ثقافة الغربية    بالفيديو.. أمين الفتوى للمقبلين على الزواج: محدش هيقدر يغير حد بعد الزواج    بعد وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية- كيف يسبب السكري الموت؟    حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية.. ومصر ترفض طلبات إسرائيلية    بالفيديو.. كواليس كوميدية للفنانة ياسمين عبد العزيز في حملتها الإعلانية الجديدة    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    تغيير الشكل الرهباني للراهبة المسؤولة عن دير "الملاك" بملبورن    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    التصلب المتعدد تحت المجهر.. بروتوكولات جديدة للكشف المبكر والعلاج    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا.. ماذا قال الجاني عن دوافعه؟ (فيديو)    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    التحقيق مع عاطل لحيازته مخدر الآيس في منشأة القناطر    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أولوية الروح المنهجية في شاعرية سمرالجبوري( دراسة تقريبية موَسعة لقصيدة (بيني وروحي) /ميمي أحمد قدري
نشر في شباب مصر يوم 27 - 06 - 2012

أولا: الحداثة والتجدد في نمطية الثقافة المقَدمة للشاعرة
بينما نقرأ ما نُفصل به القراءة الشعرية يصير حين نقرأ للشاعرة سمر الجبوري قاب قوسين من إننا يجب ان نلتزم بعدة أمور....أولها أن نتهيأ لأرسالنا للبحث عن بعض مكنونات كنتُ لأيام أظن إن الشاعرة تكتبها تلقائيا لكنني وعندما اقتربت منها وعرفتها من خلال عدة تجارب ومناقشات....عرفت وتأكدتُ أنها تَدُس هذه المعان الرخيمة بشكيمة رائعة يبدو لنا كل مرة نَص مختلف و جديد وكأننا لم يمر علينا مثله قبلا مما يجعلنا نشعر بكثرة تحرك دماءنا بين سطور قصائدها والى غير رجعة فالثقافة الكبيرة واستمراية التقدم في استقطاب شتى انواع التقديم ودراستهُ هي من الأمور المعروفة في قصائد وكتابات الشاعرة حيث رأينا تقدمها في المعنى الإجمالي لروح العذرية والغزل وطن كان أم حب...وأيضا ملفت انتباهنا في عدة قصائد حيث صار بيت الشعر سطرا بل تعدى السطر الى بعض سطور في بعض الحالات وأذكر بعض قصائدها :مثل:
1_آب الحنين
2_ شمعة الروح وطن
3_ حوليات دانيال الأسير
وغيرها حيث يمضي المعنى بالسطر تلو السطر لحتى تسكننا أمان الروعة الوافية....
ومثلُ ذلك ماذكرهُ لنا الدكتور:(عبد المطلب جبر في دراسته للوعي النقدي وحدود التجديد في شعر علي أحمد با كثير) حيث يذكُر:
( عَجَبًا كَيْفَ لَمْ تَعْصفْ بِالدُّنَى زَلزَلة
كَيْفَ لَمْ تهوِ فَوْقَ الثَّرَى شُهُبٌ مُرسَلة
يَا لَهَا مَهْزَلَة
يَا لَهَا سَوْءَة مُخجِلة
وهي قصيدةٌ طويلة التزم فيها تفعيلة (المتدارك) مع تراوُح في عددها من سطرٍ إلى آخَر، والقصيدة من زاوية الموضوع تُعبِّر عن موقف باكثير الانفعالي من سياسة فرنسا في بلاد الشام، أمَّا من زاوية الوعي الفني فإنها تُعبِّر عن إدراكٍ واعٍ لتصدُّع الشكل الشعري القديم وإحلال السَّطر الشعري بدلاً من البيت، وإن لم تتحرَّر من مناخ (الخطابية) و(التقريرية) وتقصد (التقفية)، وغير ذلك ممَّا علق بالشعر القديم، فهو عبق من رُوحِه، كما يلحظ على القصيدة أنَّ وحدة السطر المعنويَّة تكاد تكون تامَّة، وبذلك انحسر مفهومُ التضمين الذي ألَحَّ عليه باكثير وأوضَحَه وهو يشرح مفهومه (للشعر المرسل) ووضع لفظه (المنطلق) تأكيدًا لتكنيك التدفُّق في هذا الشعر كما هو في نموذجه الوافد)مما يعني إنه بعد تراكم الخبرة وكم الثقافة المدروسة والمنتقاه....صار لا يلتزم الشطر أو البيت بأي وكيف الوزن....بل لا تحيره تناثر القوافي وتعداها إلى السطر الطويل بالنسبة للبيت...وبهكذا حالة حدد المدى الواصل بشاعرية الكبير (باكثير) بأن وحدة السطر المعنوية هي الغالبة والتقدمية على كل فصول كتابة الشعر التجددي .وهذا ما وصلتْ له وبهِ معنوية الروح عن شاعرتنا بالظبط
....حتى وصلتُ لوصف ربما أكون أول من يقوله.... وأمام قصيدها (بيني و روحي) أؤكد و وأؤكد :أن لا رجعة إلا بكل ما تريده الشاعرة من التأني ثم البحث وسبر الأغوار في منحنيات الروح والجسد حتى وصولنا للهدف المرجو وكأنها كتبتنا فصلا فصلا بكل كلمة وكل معنى.
وأبدأ رحلتي بين روح الشاعرة وبين جسدها الواقع ضمن مدى كلما أتعمق أراه يصير أكبر وأكبر حتى من معنى وموضوع قصيدة
وتذهب بنا لأقرب نقطة من لوم النفس للنفس حين تكتب....
_يا قاهر الحب شرودا ووحيد
أين ما تعني بأيام الرشاد؟
غارق في مكتب يبدو سعيدا
يعتريك الجن كي تعني السداد
تتلذذ في التهام المبهمات
والمعاني فيك أخفاها ألسهاد
هنا تصف الشاعرة مكان التحرك بالوحي وتأثيراته جسدا وروح بتكنيك الاستهزاء
الذاتي واللوم أمامَ ما يمكن أن يصل إليه المثقف والملتزم العربي خاصة مما يشعرهُ من روادع وتناقضات صارت من الأمور المُسلًم بها في وقتنا الحاضر.....التشتيت ألقسري وصعوبة التوفيق بين الحياة الدنيا وبين ممارسة الحرية الفكرية وغيرها من المواضيع المفروضة على الشاعر أو الكاتب من كل ما يحيط به من تحديات كانت وما تزال حجر عثرة أمام التطور الإنساني حيث توفقت شاعرتنا وبكل سلاسة وبكل ثقة بأنها بيَنت ذلك فأرجعت الحالة العامة واختزلتها بينها وبين روحها كمسودة تصفنا جميعا حال بعض الشرود والسؤال في: إلى أين يا حرية؟
ثانيا:فصل العشق الأبدي في روح :سمر الجبوري
وكما نعرف والمتعارف عليه في أيِ من نصوص الحب والغزل والترامي في أرض الشعر التكويني لتشخيصية الحب ووصفه واللحاق بكينونة فحواه.....نجد إن أكثر من وصفوه وصلوا إالى نتيجة أن لايمكن وصفة......والذي أعجبني في عشق سمر الجبوري إنها تتهادي وفي هذه القصيدة بالذات بين الأرض والسماء ..بين هذه الحياة والحياة الأخرى فتكمل ما بدأت من ذم شاعريتها فقط لتصل بالحب كما تريد هي وليس كما يريد المستنتجين
فباعتقادي الكامل إن ما طرحته لنا من مثول المعاني في تعبيرها //إعتراء الجن في المكتب السعيد.....والتلذذ في التهام المعاني الصعبة استدراكا للحصول الكامل والأوفى لمعناها المنهجي والروحي.....والعلامات التي بدت واضحة على ملامح الشاعرة من كثرة السهر....وحتى تجمد النظرات قيد حلم ما وبالكثير من الصبر واللامبالات للجراح المادية التي حتى وإن لم يتحملها جسد انسان وذلك لإختلاف مناسكه واصطدامه بشتى الافكار الغريبة والمرمية كرمي الحجر في طريق الشاعر والكثير مما وصفتهُ بتوضيح انفصال الواقع التام عن كينونه الراحة في قلب شاعر ...وكل ذلك لأجل :ربما يأتي كل هذا بلمحة أو صدفة من بادٍ عبر كل الفصول// ومن هذا نستدل على شيْ كنتُ أراه بعيدا عن التطبيق لكني لمسته هنا وبين هذه السطور..ألا وهو تتبع الإشارات الإلهية والصبر وأكثر مما ذكرنا :بل....لنكون
بِبُعدٍ يصل بنا إلى القبول والقناعة في الأرض....حتى وبإقلّ ما يبقى منا...لمبدأ وإيمانٍ ثابت وهو إننا سنستعيده وكل أحلامنا في السماء.......
_ظمئا لنظرة تبدو المحال
ربما يتلو ذاك الحيف باد
ألأن كنت تفكر بالوجود
آم إذا جاملت خالفت العباد
ينتفي العقد بطيئا في يديك
تحتسب والناس عمرو وسعاد
تحترف نيل القوافي والوعود
طفلك المكنون أعياه الرقاد
جل من يعنيك أرداه الروى
فابق ظمأنا إلى يوم المعاد
عل ما يشفيك موجود هناك
أن ما ترجوه في الأرض بعيد
ثالثاً .أحدوثة انتمائية روح الشاعرة كأساس ثابت وملهِم
ولأهمية هذا الفصل أكرر العجز الأخير(إن ماترجوه في الأرض بعيد)
وهنا لنشرح انتماء الشاعرة لأرض معينه وهي بغداد
ولا أريد هنا أن اصف ماهية هذه المدينه وأهميتها وجمالها بأصالتها وعصريتها رغم كل ما تعرضت له من مراحل أثّرت بنا نحن من بعيد مالا يسعنا وصفه فكيفَ بشاعرتنا؟
ولأختصر وأوضح من خلال هذا المصدر والمثل برأي الدكتور:( محمد عبد الرضا شياع)
في وصف انتماء ونوع انتماء شاعرية الشاعر اللبناني (محمد علي شمس الدين وألفة المكان الشعري) حيث يقول:( محمد علي شمس الدّين شاعر من الجنوب اللبناني، وأشدّد على الجنوب لاعتقادي بأنّ شمس الدّين ينظر إلى العالم بعين هذا المكان الذي انشغل بذرّات ترابه وبدخان قراه، وحتّى لغته الشّعريّة اكتسبت ميزتها من غناها بالرّموز والإشارات التي تحمل صيحات هذا الجنوب، ولا أغالي إذا قلت إنّ الشّعراء العالميّين أدركوا العالميّة من خلال الامتداد العميق لجذورهم في التّربة المحلّية، لذلك يتسنّى لقارئ محمد علي شمس الدّين تلمّس هذا الزّعم في أوّل قراءة لنصوصه التي تبدو فيها كلّ قرية من قرى الجنوب أمّاً لكلِّ القرى اللبنانية، وكلّ صخرة فيه أساس الكون.
من هنا أدركُ الغرابة التي تنطوي عليها إجابته عندما سألته عن المشهد الشّعريّ في الجنوب اللبنانيّ حين قال: (ابتعد عن الغابة الشّعريّة في الجنوب كثير من طيورها، فقد اندلعت الحرائق في كلّ الجذوع وفي الماء والهواء أيضاً، ولم يبق سوى عشّاق هذه الحرائق المنذورين للذهاب معها إلى آخر الزمان. قد تفاجأ حين تعرف أنّ شعر الجنوب هو غير شعر الجنوب، حيث اندرج كثير من شعرائه في فانطازيا الكلام، وأهلكهم الابتعاد عن الأصل.. انشغلوا بالذهن عن حرارة التراب وبالقراءة عن حيويّة النصّ الأرضيّ) .
وهنا لأعود لشاعرتنا
حيث وكأن ما استقطبناه جزء مما هي بل لا أجد الصفة والمتسع الذي يصف انتماء شاعرية سمر الجبوري لأرضها التي جعلتنا كل من يقرأ لها يتوق لسُكنى ولو للحظات على تلك الضفاف.....ولأصل لهَدفي أقول كل الانتماء مع ما مرت عليه الأرض جعل من روحية الشاعرة هي الأزمنة والأمكنة التي تكتبها كما ذكرت في أحد لقاءاتها حين سئلت عن ماذا تفضلين من أنواع الأدب (الموزون أو الحر ..أو النقد أو...) فأجابت بكل هدوء وثقة :
_(هذا سؤال مغلوط بالطبع....ولستُ أدري كيف يقرر شاعر ما ؟أن تكون القصيدة الآتية على وزن كذا...أو ستكون الآتية حُرة أو إلخ...بل أبدأ والقلم وأوراقي ثم أنتهي لتقررني القصيدة أيان كنتُ وعلى أي هدى...أما النقد فيختلف طبعا والفارق بينه وبين الشِعر هو أننا نندمج حال إيحاء بموقف يمر أو حين قراءتنا لنص يمس
أرواحنا بما قدمه من تجدد وإبداع..فتبدأ القصيدة هذا للشِعر أما للنقد فبكل بساطه هنا لا ننجذب اندماجاً بل تحريكا لمديات الأسئلة التي تنتج عن قراءتنا للنص وبذلك نصير قاب البحث وإكمال الفكرة ثم الأجدر بنا...العطاء)
فإذا عند سمر الجبوري: إن القصيدة هي من يقرر الشاعر، والنص هو من يدفع الناقد وهذا هو اختلاف نمطية سمرالجبوري حيث تترك للروح حرية تتبع الإبداع بإشارة الثقة بالنفس وبما تجلى من ثقافة كبيرة اعتنت لتصبها بقصائدها فكان واضحا من لومها وعتابها المتضاد لقلب الشاعر وبهدف تبرئته من كل ما يحيطه من أخطاء وظلم....فاختارت ان تُسكِتَ الملامة في أن الشاعر وهو يفقد أشلاءه شيئا فشيئا على الأرض...إنما لربما سيجدهُ في السماء.....وهنا وبين البُعدين نستنتج أنها تقصد العكس فحيث وصفت نوع وأسباب التردي الذي وصلت إليه نفسية الشاعر هناك على تلك الأرض....وانها تستهزئ بالمريدين حيث يواصلون محاولة كتم الأصوات الحرة في ان(يجب أن يتكتمون ...لا يحبون...لا يكتبون...الخ ...فأشَرت بان ما سنفرح به ليس موجود هنا معكم ..وانما لربما سنجده في السماء....وفي عبورها للمسافة دون تمييز للحقبة ولدراستي تلك الحقبة وجدتُ إن شاعرتنا كانت خارج الوطن وأنها كانت تنوي الرجوع حينما كتبت هذه القصيدة.1....فيا لكي من شاعرٍ ويا لعراقك من سماء
رابعاً حتمية الوصايا في شاعرية سمر الجبوري
وبعد ان قرأنا وتمحصنا انتماءات روح الشاعرة وأسباب استهزاءها بواقع الأدب في ذاك الحين وأيضا قرارها بأنها ستجد ماخسرتهُ برجوعها للوطن ..يأتي فصل ادهشني بجمال انتقالة الشاعرة اليه وهو وبعد تقديمة من الشجن الرائع والحاد
الملامح تعود وكأنها ترى تلك الأرض المهيبة بكامل نهريها وزرعها وشاعريتها التي أنهكت العالم ولم يصلوا لمحتواها الجميل.....ترجع فتكتب وكأن الطريق صار أوضح ححيث يكشف عورة المصنفينَ فيه من العواق السياسي والإجتماعي والعاطفي ...وهنا تكمل القصيدة بنبرة الروح المتحدث للآخر الذي هو الإنسان الشاعر ....واللذي تصف له بأنه وصل الآن حيث كان يصبو وعليه ماعليه من تكليف رغم كل ما يتوالى عليه من ضرف ...موضحة كل مايمكن ان يتعرض له وهو يمشي هذ الطريق.....
_واعتلي الإلقاء قهرا وجمالا
رب ماتتلوه في الخلق يفيد
وأسال الناس جميعا لو رأوا
شاعر ينشد حرا بقيود
أم إذا مر زمان وأحبوا
وجدوا الحب بورد من حديد
شرع الأهون أحكام الهوى
أين ما تحكيه عن دفئ الجليد
بارعا في عزف لحن الكبرياء
ساكتا بل لاترى لاتستزيد
وتعيش الوحي والذكرى سراب
نظرة مرت على الدرب البعيد
وتقول الحب والحب وما
نلت من ذاك المحب ما تريد
باحث في كل حرف عن مدى
يبقيك في أمنية ليت يعود
علم الليل بنور المقمرات
لم تزل في روعة الوحي عنيد
ولتبقى دائما تبدو إماما
تسكن الأحرار في عقل العبيد
خامسا شمول العربية بجميع دولها كأساس في شاعرية سمر الجبوري
_مما لاشك فيه ومن خلال تعاملنا وقراءاتنا لمنهجية الشاعرة والتي يعرفها اكثر اقطارنا العربية نجد في الكثير من كتاباتها اضمحلال للحدود بين دولة عربية واخرى حيث تنسب الأدب لكل العرب حتى للأقليات المتواجدة في إطراف الوطن الكبير وتؤمن من غن الأدب رسالة تعبيرية وحقيقية تكتنز على أساس الوحدة من خلال اثبات وتقديم الكلمة الموحدة بعيدا عن توافه الفِرق والأحزاب والمجتمعيات المتكتلة على بعضها.....وفي هذا الفصل تدخل الشاعر مدخلا رُؤوِيا وحسيا متعامِدا على ما يحصل في وقتنا الحاضر من أزمات تحدد ألوانها الغامقة من خلال وصفها لقتل الأطفال في العراق ورهبة الموقف المتلاحق من التشتت الواقع على الوطن ككل وذلك من خلال كلمة التمني التي كتبتها بفعل أمر وكأنها تريد فتح المسرح الذي طالما أراد العدو التكثير من الستائر كي لا نسمع أو نرى أو نعطي رأيا......
_وتمنى يا عسى يوما سيأتي
تلتقي أرائكم رغم الحدود
واوهم السامع أن ما عاش ظلم
أنما جبران قد مات سعيد
وانتق من كل حقل زهرة
واعتمر إكليلها وقت السجود
واسكن الإلهام دمع صامد
في مدى جديلة
اجتزها الموت على ذاك الصعيد
ثم قل أن الصحارى أينعت
من صدى خالد من أل سعود
علكم من غزل ألحان الهوى
تطفئوا بالهمس أصوات القرود
تواصلنا بأسلوبها المنفرد في وصف ما يتمناه العدو من جز ضفائر الطفلة في بلاننا الى تهميش العدل والإتجاه الحقيقي للأدب في بحر قلب الشاعر جبران خليل جبران والى تضمين الشعر البدوي والنبطي الذي فرض جماليته وأصالته وفرضتهُ الشاعرة سواسية مع الشعر الفصيح وذلك بتذكير الشاعر للممنوع مع المُصَرح حيث أن ننتقي من كل بلد نموذجا وسنجد الكثير مع المثلين الرائعين اللذان أعطتنا بأمل ...وهو توكيد آخر جاء مصاحبا لعكس النمط على الروح في كلمة(ربما)وهنا تعني لنذهب بكل ما فينا بأدلة ما موجود على الأرض من كل ما ذكرنا و لربما سنصل لما نريد يوماً...مع استمرارية النمط الأول البادئ والذي يدل أولا و آخرا :إن النص روحي موجه للجسد في أن يواصل ماهيتهُ للآخِر.....
1_(بيني وروحي) إحدى أروع قصائد ديوان (سوار التيتانيوم) للشاعرة سمر الجبوري والذي صدر في أنقرة 1998م وقدمتها لنا على موقعها في (فيس بوك) بتاريخ 6/يوليو/2010م
ميمي قدري
23/6/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.