مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "بعد فوز الزمالك".. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روحانيات حنام مفيد فوزى
نشر في شباب مصر يوم 31 - 05 - 2012


· أصبحت أقرب للكاميرا من الورقة والقلم.
· نشأت في منزل أشبه بمجمع الأديان.
· كنت أزور مقام السيدة نفيسة مع أمي رحمة الله عليها.

· الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ليس لها جذور.
· أنا أعشق سورة يس وأحب آية الكرسي جدا.
· الكلمة الطيبة صدقة في كل الأديان.

· تقدير الناس أكبر جائزة لي في الدنيا.
· أشعر بالانطفاء عندما لا يكون لكلامي صدى.
· والدي مثل صندوق الدنيا أو الكرة الأرضية.

نجمة ساطعة في سماء الإعلام المصري الملبدة بالغيوم .. وقلب كبير اجتث منه الرحمن ما يشوبه من سموم .. وعقل راجح قادر على استيعاب ما يحيطنا من هموم .. وجدان إنساني يحتوي أفكار الأدباء والعقلاء وشفافية الأطفال التي توصف بالنقاء! في حواري معها كنت أتناول السؤال من إجاباتها وليس العكس كما وجدتها تجيبني بتتابع مذهل وكأنها تسمع سؤالي التالي قبل أن أتفوه به وهو ليس بالغريب على ابنة إذاعية قديرة طالما شدا صوتها أمام الميكروفون وإعلامي كبير أقل تقدير له أن يدرس الإعلام حواراته بالتليفزيون...

حوار: صفاء عبد المرتضى

- من هي حنان مفيد فوزي؟

والله أنا بنت غلبانة جدا عشان تبقي فاهمة.. إنسانة بسيطة يمكن أبسط من البساطة حتى أن الكثير من الناس كانوا يتعجبون حينما كنت أرد عليهم في الفيس بوك أو أكتب تعليقا لأحدهم، وبالرغم من نصيحة البعض لي بوضع حدود مع الناس لكنني لا أحب ذلك وأحب دائما أن أكون على سجيتي حتى أن والدي كثيرا ما يقول لي: "أنت بتتصرفي مع الناس بنفسية ثانوي" عارفه نفسية ثانوي النفسية المفتوحة كده بس أنا مش عارفه أتغير وحاسه إن دي حاجة كويسة بالنسبة لي هو أنا كده يخدوني زي ما أنا إنسانة تلقائية.

- بمناسبة ذكرك لمرحلة الثانوي.. أيهما كنت تجيدين الامتحانات الشفوية أم التحريرية؟
أنا كنت في التحريري أشطر إلى أن بدأت الظهور في التليفزيون فكنت في بداية الأمر خجولة جدا ولا أستطيع مواجهة الكاميرات وأخذت وقتا طويلا كي أكسر حاجز الخوف من الكاميرا.

- وأيهما تفضلين اليوم كإعلامية الوقوف أمام الكاميرا أم الورقة والقلم؟

في الماضي كانت الكتابة وأنا لازلت مرتبطة بالكتابة من أجل الشعر وكتابة المقالات أما بالنسبة للحوارات أفضل أن يكون تليفزيونيا أي أنني أصبحت أقرب للكاميرا عن الورقة والقلم اللذين أحتفظ بهما في أشياء معينة.

- صفحتك الخاصة على الفيس بوك مفتوحة للصداقة أمام الجميع عكس أغلب المشاهير الذين يغلقون صفحاتهم على المعارف والأصدقاء فقط .. فما السبب؟

هل عندما تخرجين من بيتك تستطيعين وضع نفسك داخل زجاجة؟! بالعكس لابد أن تتعرضي للناس في الشارع البعض يعرفك والبعض يشبه عليك.. وفكرة أن أدخل موقع للتواصل الاجتماعي معناها أني أتواصل مع كل البشر أي لا يجوز أن أحدد أو أقصر طلب الصداقة على معارفي فقط، كما أنني يمكنني رؤية أصحابي ومعارفي في أماكن أخرى!

- من الذي ترفضين صداقته على الفيس بوك؟

أنا لا أرفض طلبات الصداقة على الصفحة الخاصة بي إطلاقا لأنني أفترض دائما في أي شخص أمامي أن يكون محترما على جميع المستويات في النقد وفي المناقشة وفي كل شيء.. يعني لا يجوز أن ينقدني أحد فيسبني أو يذكر والدي بسوء و تكون هذه نماذج فردية. توجد شخصيات عنيفة تجبر من يتعامل معها أن يكون عنيفا هو الآخر إنما أنا بطبيعتي مرنة في تصرفاتي لذا لا يجادلني أحد بشكل عنيف ، لكن أذكر مرة أن أحد القراء في تعليقه لم يذكر كلمة لها علاقة بالشعر الذي كتبته إنما كان تعليقه:"مش دي اللي باباها أول واحد عمل التوك شو وعمل أربع حوارات مع الريس"! يا جماعة طب ما الرئيس كان مصدر مثل باقي المصادر، ولا يجوز أن ننسلخ من عصر عشناه ولا يستطيع أحد أن يمحو الماضي.. ممكن أن نبدأ من جديد أو ننظر إلى المستقبل أو حتى نردم الماضي لكن لن نستطيع محوه،وإذا لم نستطع التفكير بهذا المنطق لأصبحنا جميعا "فلول"!

- هل اضطررت يوما لحذف شخص ما من قائمة الأصدقاء؟
نعم عندما طلب مني أحد الأشخاص الزواج وتمادى في المعاكسات حتى بعد أن أجبته بشكل مهذب قائلة له: "إن شاء الله ربنا سوف يرزقك ببنت الحلال"..
تماما كأن نكون في نادي اجتماعي أو بلاڇ عام ونجد شيء مخل طبيعي أن نرفض تصرفه من أجل العائلات ويجب أن ننبهه ألا يكون شاذا عن المجموعة بأكملها.


- هل يرتقي التواصل من خلال الفيس بوك يوما إلى التواصل عبر شاشات التليفزيون؟

وجدت أن الناس في البداية لم تشغلها كتبي بالقدر الكافي لكن عندما بدأت في الظهور على الشاشة وأصبح لي برنامج تليفزيوني خاص بي كذلك عندما بدأت أظهر في البرامج كضيفة مع معتز الدمرداش، ومنى الشاذلي، ورولا خرسا، ومحمود سعد في البيت بيتك، بدأت الناس في البحث عني وعن كتبي وواضح أن التليفزيون آلة خطيرة جدا لأنه من الممكن أن يكتب الكاتب عشر سنين ولا يعرفه أحد لكن بظهوره في التليفزيون مرتين أو ثلاثة تكون بالعشر سنين كلها.
لكن لا يزال عندي الإيمان بالكلمة لأني أتبع الزمن الأصيل الذي يقدر الكلمة ثم أنني لا أتذكر أن مصطفى أمين، أو أحمد بهاء الدين مثلا ظهروا من خلال البرامج التليفزيونية. كما أنني مؤمنة بأن شريط التليفزيون سوف يتحول إلى المكتبة، كذلك المقالات في الجرائد والمجلات سوف تتحول في يوم من الأيام إلى "قراطيس لب" أو يوضع فوقها "العيش السخن"، أو "البطاطس المحمرة" لكن ما الذي يعيش ويحتفظ باحترامه بين كل هؤلاء "الكتاب" لذلك منذ بداياتي سنة 2000 وأنا أحرص على إصدار الكتب لأنني مؤمنة بأنها هي التي ستعيش وتبقى وعندما يود القارئ قراءتها يجدها متاحة فلا ينتظر مناسبة ما ليشاهد البرنامج في التليفزيون أو يسمعه في الراديو.

- أسمع في مقالاتك صوت الآذان بجانب أجراس الكنائس؛ فكثيرا ما قرأت لك استشهادات قرآنية بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة .. فما تفسيرك لذلك؟

من يعرفني ويعرف أمي عن قرب لا يتعجب من ذلك أبدا، فأنا نشأت في منزل أشبه بمجمع الأديان .. وأتذكر جيدا منذ صغري أن أمي عندما كانت تنتابها حالة من الضيق أو الحزن الشديد كانت تصطحبني إلى مسجد السيدة نفيسة والأغرب أنها هي الوحيدة التي كان يفتح لها خادم المسجد المقام دون جميع الواقفون ودون سابق معرفة بها.. سبحان الله، ومن هنا بدأت أشعر أن أمي تنظر إلى الإيمان بشكل مختلف تماما وهي طبعا كانت حريصة على الذهاب إلى الكنيسة لكنها كانت تتميز بروحانية جميلة جدا يعني لما كانت حاجة تضيع منها كانت تقرأ سورة الضحى ولما كانت تشعر بالقلق من شيء تقرأ سورة الرحمن.

- إذن أفهم أن لديكم مصحف في المنزل؟

نعم .. والدي أحضر مصحفا كبيرا جدا من السعودية مكتوب بماء الذهب ويضعه في البيت بجانب الإنجيل، ولا تندهشي عندما أقول لك أننا في شهر رمضان كنا نتناول الإفطار والسحور مثل أي بيت مسلم وبالتالي عندما كبرت وذهبت إلى المدرسة كنت أصوم مع أصحابي في رمضان ويجب أن أعد لهم فطورا ثاني أو ثالث يوم. يتعجب الكثير من الناس عند قراءة الاستشهادات القرآنية في مقالاتي لكن من يعرفنا ويعرف أمي وأبي عن قرب يعلم أنه طالما أن البيت بهذا الشكل فمن الطبيعي جدا أن أكون كذلك.

- ما الآية القرآنية التي تأثرت بها عند استماعك إليها؟

القرآن الكريم لم يترك شيئا لم يتناوله وأنا أحب قراءته جدا وأشعر أن به آيات كثيرة تلمسني وأعشق سورة يس لأنها تريحني واكتشفت أنها لما قرأت له ولمن قرأت له أيضا؛ يعني لو أنك تقرأينها لأحد فهي تعود عليك أيضا، كذلك أحب آية الكرسي جدا جدا، وهناك أيضا آية في سورة الإنسان أقرأها كلما أردت أن أرى شخصا وهي: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا" أحبها جدا وأقرأها كثيرا جدا.

- وما هو المزمور الذي تدمع عيناك عند قراءته ؟

هناك الكثير جدا.. أحب "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا * يا من في كل وقت وكل ساعة في السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد" .. وهناك أيضا: "الرب راعي فلا يعوزني شيء" هي كلها مرادفات والكلام بيكمل بعضه في جميع الأديان.. وربنا يهدي الناس اللي بتحاول تقسم.

- هل تخافين يوما من وجود فتنة طائفية في مصر؟

لا إطلاقا.. مصر مذكورة في القرآن وفي الإنجيل ولا توجد بلد في الدنيا ذكرت مثلها. ثم أن الإيمان في القلب ولا علاقة له بالمذاهب وربنا سبحانه وتعالى رب لنا جميعا، وحكاية الفتنة دي ظهرت بعض الشيء في السبعينات واختفت ثم تحاول أن تظهر اليوم من جديد لكني أؤكد أن ليس لها جذور. وربنا يدبر الأمور من حولنا لأنه لا يترك شيئا أبدا للصدف ثم أنني أتعجب جدا من الناس اللي بتدبر وترتب وتقول بعد عشر سنين هنعمل ونسوي، أيضمن أحد منا أن أنفاسه الخارجة منه ستعود مرة أخرى إليه أم لا! إذن كل ما علينا فعله نحن البشر أن نجتهد على قدر طاقاتنا أو إمكانياتنا التي منحها الله لنا أما الترتيب والسيناريو الأخير بيده هو وحده.

- وماذا تقولين لهؤلاء الذين يرتبون للفتن؟

ربنا يهديهم .. لن أستطيع القول بأكثر من ذلك لأن الله هو الهادي.

- ماذا كنت تقصدين بالكلمة الملعونة التي ذكرتينها في أحد مقالاتك؟

الكلمة الملعونة هي التي تذبح ناس .. التي تسقط ناس .. التي تدمر بلاد .. والتي تفرق بين الأشخاص والأحباب هذه هي الكلمة الملعونة لأن عندنا آية في الإنجيل تقول: "من كنز قلبك الصالح تخرج الصلاح" بمعنى أن ما ينطق به اللسان يخرج من القلب ؛ فإذا كان القلب فاسد يخرج اللسان كل ما هو فاسد، وإذا كان القلب صالحا فلن يخرج على لسان المرء إلا الصلاح.. نعم فلنقل خيرا أو لنصمت لأن الكلمة الطيبة صدقة في جميع الأديان.
وأريد أن أضيف أنني أتعجب جدا من بعض المناقشات التي تدور على الفيس بوك التي أصبحت تتصف بالتطاول والعنف وهذا مرفوض إلى أبعد الحدود، وعلى النقيض أجد آخرين يكتبون تعليقات بسيطة جدا وجميلة جدا وأنا لي صديقة من الفيس بوك اسمها منة عبيد وعندي كمان شريف، وهاني، وهويدا، وهيام... وفي ناس تعتقد أنه يوجد ما ينوب عني في الرد لكنني أتصور أنه مهما كنت مشغولة ، لو أنني خصصت ساعة كل يوم أو يومين للرد على التعليقات أو تشجيع من يكتب شيئا يستحق التشجيع لن أخسر شيئا بل على العكس "الادخار ده بيضيق الروح" لكن كلما نعطي كلما اتسعت أرواحنا أكثر وهذا علاج نفسي يعالج ما في نفوسنا من عيوب ونواقص فيجب أن نتحرر منه أو نتتطهر منه غير أن الكلمة الحلوة لها مردود علينا مرة أخرى خاصة وإن كانت من القلب.

- أهمية تكريم المبدعين والمتميزين في حياتهم؟

هذا تقدير لا غنى عنه ولا يشترط أن يكون التقدير بالجوائز؛ مثلا عندما تنشر لي مقالة في الجريدة أو أرفعها على الفيس بوك ويثني عليها أحد أو يخرج لي جزءا منها ويناقشني فيه لا تتصوري مدى سعادتي فهذا أكبر تقدير يمكن أن يرفع من روحي المعنوية، وأنا والحمد لله حصلت على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير لكنها في النهاية جماد لا يملك أن يصفق لي أو ينطق بكلمة تشجيع.

- هل يمكن أن تتعود أذناك على الإطراء للدرجة التي يفقد فيها الإطراء معناه بالنسبة لك؟

لا .. فأنا على العكس تماما لا أصدق الإطراء لدرجة أن هذا خلاف بيني وبين والدي فقد قال لي في مرات عديدة أنه كان جالسا مع أشخاص مثل فاروق سلطان أو فلان من اللجنة الدستورية وقال لي: "والله أنت بنتك بتكتب أحسن منك" فأرد قائلة له: " لا لا يا بابا مش معقول ده أكيد بيجاملك". وأجد أحيانا من يقولون لي أن مقالتك هذه خرافية وأنك استطعت أن تلخصين مصر من خلالها فلا أصدقهم أيضا وبالنسبة للأشخاص الذين تتعود آذانهم على الإطراء ويفقد معناه عندهم هكذا يكون استعدادهم لكن أنا أبوية وأمي ربوا عندي إحساس إنه" حتى لو أنت كويسة ففيه اللي أحسن منك".. وبكتير كمان.

- وعلى النقيض هل يمكن أن يحدث انطفاء للمبدع حتى وإن كان مؤمن بموهبته؟

بكل تأكيد.. وأنا أشعر بذلك عندما أجد أن كلامي ليس له صدى أو لا يغير شيئا، أو لو كتبت مقالة مهمة جدا وأتوقع لها رد فعل قوى فأجدها مرت دون أن يشعر بها أحد، لكن أعود وأعترف بأني لا أجيد التسويق لأعمالي أو كتبي، نعم رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

- من واقع دراستك لعلم النفس ... كيف تتصرفين عندما تكتشفين أن محدثك يتعمد إغضابك؟
أنا في الأساس ساخرة فمن يجرؤ على ذلك أمامي سوف أتهكم منه وأضحك الناس عليه إن لم يضحك هو على نفسه لأن غضبي سخرية يعني "أقول الحاجة اللي دمها خفيف أوي بس في نفس الوقت توجع أوي" ويحتار وقتها هذا الشخص ما بين الفكاهة والضحك على ما أقول أو الغضب من تصرفي بهذا الشكل.

- وكيف تتعاملين مع من يغار منك؟

والله بالحسنى.. بمعنى أنه لو صادفنا شخصا في حياتنا حاقد، أو عنيف أو "إتم" وتعاملنا معه بلطف نكسره يعني "لما تلاقي حد ناشف كده مثلا وتيجي تهزري معاه بيفك" وهكذا أنا أتصرف دائما وكان أبي يقول لي: "أنت مانعة صواعق" لأنه كان عندما يدخل في مشادة أو مناقشات عنيفة مع أمي كنت أدخل في النص بأي "إفيه". لكن أكيد يأتي علي الوقت الذي أضيق بمن أمامي ذرعا فلا أستطيع أن أحتويه وفي هذا الوقت أفضل حل هو تجنبه فيكون ذلك ألطف ، وأنا عموما لا أحب الأشخاص الذين يمتلكون عيونا سلبية فأنا أعرف الناس من عيونهم .ونصيحتي ألا ننظر للشخص السلبي في عينيه سواء كانت سلبيته تتمثل في غيرة .. حقد ..حسد.. أو كراهية ذلك لأن العين وسيلة اتصال مباشرة جدا وقوية جدا فمن الممكن أن تنتقل شحناته السلبية إلينا فيثقل نفوسنا ويفرغ هو شحناته وهذا ينطبق على الطبيعة الجغرافية أيضا ففي الطرق الصحراوية مثلا تجدين أثناء القيادة طرقا ثقيلة أو سلبية وأخرى خفيفة في السير وإيجابية كذلك هو البشر.

- أيهما أشد في رأيك غيرة المرأة من المرأة أم غيرة الرجل من المرأة؟

غيرة الرجل من المرأة طبعا؛ لأن المرأة مهما حدث أعرف حدودها لكن الرجل لا أعرف له حدود. وأنا أتعجب كيف يضع الرجل نفسه أحيانا في مقارنة مع المرأة! فلكل طبيعته الخاصة به التي تميزه.

- أوجه الشبه والاختلاف بين الطمع والطموح في رأيك؟

لقد تلاشت اليوم "شعرة معاوية" التي كنا نفرق بها بين الأشياء فأصبح الكثير منا لا يفرق بل يمزج بين الطمع والطموح، والثقة مع الغرور، والشجاعة مع الوقاحة وتم خلط أشياء كثيرة مع بعضها البعض فأصبحت معشقة في بعضها ، إنما لو حاولنا أن نبحث عن الإجابة النموذجية فأرى أن الطمع ليس له آخر إنما الطموح له حد معين.. الطموح شيء إيجابي وشيء نقي لا يبنى على ترتيبات وسيناريوهات شيطانية لكن الطمع يمكن أن يكون كذلك لأنه ليس له قوانين أو أخلاقيات تحكمه لذلك لا يمكن أن يكون هناك أدنى تشابه بينهما تماما مثل فلسطين وتل أبيب.

- "لعنة المثالية" عنوان كتاب قرأته في علم النفس فهل يمكن أن تتحول المثالية يوما ما إلى لعنة؟

بالطبع.. عندما يكون الفرد هو الذي يتصف بالمثالية وحده في المجتمع وكل المحيطين به عكسه فلا يستطيع أن يتعامل معهم. وتصبح المثالية لعنة له لأنه لا يستطيع ممارستها وأصعب شيء في الدنيا أن نؤمن بالحرية ولا نستطيع ممارستها ..بالمثالية ولا نستطيع تطبيقها.. بالحب ولا نجده من حولنا .. والعكس صحيح فأجمل ما في الحياة أن نؤمن بالأشياء ونحققها وأنا أشبه ذلك بامرأة متزوجة برجل لكن قلبها مع آخر فتكون بذلك ممزقة لأن روحها في جهة وجسدها في جهة أخرى.

- ماذا يسبب لك الاكتئاب؟

الذي يسبب لي الاكتئاب والإحباط أيضا هو إرغامي على فعل شيء لا أحبه ولا أخفي عليك أنني لا أحب السياسة لأنها لعبة قذرة لكنني مرغمة على كتابة المقالات السياسية حتى أواكب الموجة السائدة وحتى لا أكون خارج نطاق التاريخ، ومع ذلك فأنا أكتب في السياسة على طريقتي بأن أضعها في قالب ساخر أو أعبر عنها بقصيدة لأنني في الأصل أهوى الشعر والثقافة والأدب.

- إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده .. هل من الممكن أن ينطبق ذلك على الإيجابية المفرطة؟

قليل من السلبية مهم، أما الإفراط في الإيجابية لا يمكن أن يضر أبدا بل على العكس لو أن الإيجابية زادت عن الحد سوف تفيد كل من حولنا.

- أود أن تتناولي بعض الأمثال الشعبية من وجهة نظر سيكولوجية.. وتوضحين لنا إلى أي مدى تتفقين أو تختلفين معها؟

"اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"
لا "مبحبش المثل ده خالص"؛ لأن كل جديد يحمل معه آفاقا جديدة ومن يحددون أنفسهم يظلون طيلة حياتهم محدودين لكن حينما نكتشف أشياء جديدة نجد حولنا براحا أوسع.

"فاقد الشيء لا يعطيه"
لا مش صح؛ بل على العكس أرى أن الذي حرم من شيء سيكون أحرص إنسان على أن يعوض به الناس من حوله فأنا مثلا في الفترة الأولى من حياتي كنت محرومة من الحرية بشكل هستيري وكنت دايما محبوسة لذلك فأنا أحاول أن أعطي لابني هذه الحرية التي حرمت منها فقط أتابعه من بعيد وأعلمه كيف يحافظ على نفسه.

"يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش"
الخبر القيم عمره ما يرخص أبدا وسيظل طول عمره قيم.

"العين ما تكرهش إلا الأحسن منها"
بالعكس أنا أرى أن الأحسن مني أتطلع إليه وأحاول أن أبحث عن جوانب النقص التي بداخلي وأكملها من خلاله يعني أنا مثلا يعجبني أحمد حلمي في طريقة تفكيره واصطياده للفكرة الجيدة وأتمنى أن أصل إلى ربع نجاحه أو ربع محبة البشر له.

"أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا"
لا أنا أفضل أن أكون هادئة في خطواتي لأن الأشياء التي تصل بسرعة الصاروخ تنتهي بسرعة الصاروخ أيضا.. فلا أصل مبكرا فأتخبط بين الآخرين ولا أصل متأخرة فلا أجد من ينتظرني بل أفضل أن أصل في الميعاد.

"اتق شر من أحسنت إليه"
ده انت جيتي على الوجع.. أتفق جدا لأنني لا أتعلم وأعطي ثقتي في كل من حولي بلا حدود، لكن ربنا وحده هو القادر على أن يقيني شر هؤلاء الذين لم يكونوا على قدر ثقتي فيهم.. دائما ما يعطينا الله علامات وإشارات لكن نحن الذين نتجاهلها ولا نتعلم!

- هناك عبارة تقول: "المستيقظون ليس لهم إلا عالم واحد أما النائمون فلكل واحد عالمه" ما الفلسفة التي ترمي إليها هذه العبارة في رأيك؟

هذه المقولة تذكرني بالفنان محمد صبحي عندما كنت أعد لكتابي"حلمي حلمك" لأنه قال لي وقتها: "أنا اللي عايز أسألك هو انت ليه لجأت إلى الأحلام هل لأن الواقع أصبح أفظع من أن نطيقه"؟!.. وأجبته: أنني لجأت للأحلام لأن الواقع أصبح كابوس لكن الحلم نستطيع من خلاله أن نحقق كل ما نريد.

- من كلمات أشعارك العامية.. إلى من توجهين أقوالك التالية اليوم؟
o ياما حفرت على الشجر تواريخ حروفك...
لشخصية معينة في حياتي كنت أظنها رمز لمعاني كبيرة جدا لكنها مع أول شكة دبوس حتى ماكملش مسمار تناثرت ، أوجه إليها هذه العبارة دون أن أذكر اسمها!

o ليلاتي أجمع في الصور علشان أشوفك...
لأبويا؛ لأني ما زلت كل يوم أجمع في صوره كي أراه من جميع الزوايا فأنا مازلت حتى الآن أكتشف فيه أشياء وصفات جديدة .. وبابا مثل الدائرة ..مثل الكرة الأرضية كل يوم أكتشف فيه حاجة جديدة بتكمل بعضها فهو أشبه بصندوق الدنيا.

o جرب تقب على وش القلب يمكن تفوق من دنيا الغُلب المليانة كدب..
أقولها لكل الناس لأن الناس أصبحت مدفونة داخل معاني معينة وأصبحوا يغلقون على أنفسهم إلى أن يصدقوا الكذبة وتصبح حقيقة بالنسبة لهم . فيجب عليهم أن أن "يقبوا على وش القلب عشان يفوقوا من دنيا الكدب".

o أنت قنديلي في العتمة...
لابني ..لأن أنا روحي في ابني، فابني هو الإنسان الوحيد الذي لو طلب مني أن أترك عملي لتركته من أجله.

o أنت على رأس القائمة....
بالنسبة للأشياء التي أحبها "الشعر" طبعا على رأس كل ما أقدمه من مقالات أو كتب لأن الشعر يعبر عني جدا من الداخل.

كيف ترين ألوان هذه الصفات؟
o العطاء: أخضر
o النجاح: أحمر
o الفرحة: بيضاء
o الصدق: لبني
o الكذب: أسود
o الفشل: رمادي
o الحقد: الرمادي القاتم
o الصفاء : روز

ثم أضافت والروحانية : اللون الموڤ فهو اللون الذي تستطيعين من خلاله التقاط كل ما هو طبيعي من حولك وتشعرين أنه يفتح لك الأشياء ويجعلك على سجيتك.

- ولتداعي المعاني أختبر ذاكرتك بأول ما يطرأ إلى ذهنك فور سماعك للكلمات التالية في عجالة وبدون تفكير...
- المعلم: بابا
- الروائي: نجيب محفوظ
- النيل: شكري سرحان
- الأرض: محمود المليجي
- الحلم: الرئيس القادم والذي وصفته في مقالي"هشتكنا وبشتكنا يا ريس" ده يبقى ربنا راضي عنا وعن مصر.
- الإبداع : أحمد زكي رحمة الله عليه.

- وختاما أول ما يطرأ إلى ذهنك عندما أقول: مفيد فوزي؟
حنية الدنيا كلها.. وانطباع الطفولة الذي يعني البساطة والتلقائية والإنسانية التي تشعرني أنني محاطة ببركة الدنيا كلها.

وبعد انتهائي من هذا الحوار أجد أنه من الواجب أن نبتهل إلى الله تعالى بالرحمة والمغفرة للأم التي خلفت لنا هذا القلب النابض.. والدعاء بالبركة للأب الذي رعى هذا العقل الراجح.. والشكر للمولى الذي أبدع هذا الوجدان الراقي لنجد كل هذا متجسدا في إنسانة تحيا بيننا تدعى حنان مفيد فوزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.