الكذب والصدق مفردتان متناقضتان لكن لو وضعت في ميزان الاعتدال لرجحت كفة الكذب فالحياة برمتها اكذوبة ان لم نعشها كذلك سننتهي اما بالانتحار او بمرض الاكتئاب او اعتراض لكل من يحيط بنا باننا خارج منظومة الطبيعة التي صنعها البشر بلحظة ولعل اشهر حالات الكذب هى الكذب السياسى وكذب العشاق ورغم مافرضتة الدولة فى عهدها السابق بما يسمى بكذب النجاة او كذب الهروب من تسلط اجهزة امنية غاشمة فقد ظهرت الجماعات الاسلامية بشكلها الملائكى الذى اوحى للجميع انهم الفصيل الاوحد فى وطننا الذى لايكذب ولا يعرف الكذب ولما لا وهم اصحاب اللحى الطويلة والثوب القصير ودائما يرفعون شعارهم قال الله وقال رسوله الكريم ولكن بعد ان وطأت قدمهم العمل السياسى والحزبى عادوا الى الطبيعة المصرية التى يغلب عليها لغه الكذب والتى دائما ما يبررون هذا الكذب اما تحت مسمى كذب ابيض واما فهلوة وشطارة فكما اعتدنا ان نستقبل شهر ابريل بكذبة او مزحة يفاجأنا بها الغير ليضحك بعدها ويقول كذبة ابريل هذا العام مختلف عن كل الاعوام فلم ننتظر ان يكذب علينا احد فقد تحصنا مسبقا بان غدا سيكذب علينا البعض بحجة ابريل اشهر تمر بسرعة تحمل معها الكذب والصدق وفي حال بلد المعجزات مصر تجد ان الكذب استفحل لحد استنشاق الهواء وقد رأينا فى السابق رئيس ديوان رئاسة الجمهورية يقف فى مجلس الشعب يصرخ ويتهم الادارات المحلية بالفساد ويطلق عبارته الشهيرة ان فساد المحليات اصبح للركب قالها وهو يكذب علينا يحاول ان يتجمل امام الشعب تجمل كله كذب اكتشف بعد الثورة ويحاكم الان بسب ان فسادة هو وصل للركب ولم يقتصر الكذب على افراد وانما تحول الى كذب جماعى فتجد احزاب وجماعات وتيارات كلها تكذب وتعلل هذا الكذب بانه كذب سياسى وهم يعلمون ان الكذب كذب سواء كان سياسى او رومانسى فرأينا جماعة الاخوان المسلمين تنشأ حزب الحرية والعدالة وتكذب علينا لتقول ان الحزب ليس تابع للجماعة وهم يعلمون ان هذا كذب ثم يقولون اننا نهدف فى الانتخابات الى المشاركة لا المغالبة وتنافسوا على كل المقاعد وفى كل الدوائر ثم يعلنون انهم لم ولن يرشحوا احد لمنصب الرئاسة والان لهم ثلاث مرشحين ابو الفتوح والشاطر ومرسى ويقولون ان الشرعية الثورية انتقلت للبرلمان ولا داعى للتواجد فى الميدان واليوم هم من ينادون بالنزول للميدان ومن الاخوان الى السلفيين نجد اشهر كذبه وهى كذبة الانف وعملية التجميل وبطلها نائب عن الشعب فى مجلس الشعب يمتهن مهنه الدعاة ويؤم المسلمين فى الصلاة فأصبح الجميع يكذب نكذب لننجو ونكذب لنخطف شيئا ما ونكذب لكسب ود الاخرين ونكذب لتحقيق ربح مادي نكذب وندعي انها كذبة بيضاء ونصنفها تحت هذا الباب لننفى عن انفسنا الكذب لكن ما حال كذب الذات على الذات ندرك حقيقة الاشياء لكننا نماطل ونزييف داخل ذهننا لعلنا نقنع انفسنا اننا على صواب وكما فى السياسة والعمل العام كما وللاسف فى العاطفة والرومانسيات لدى شبابنا وفتاياتنا فغالبا ما ياستوقفني حال بعض الفتيات وهن تعلمن جيدا ان من يسمي حبيبهن يكذب عليهن لكنهم راضيات وقنوعات ويكذبن على قلوبهن لتقول كل واحدة لنفسها انه يحبني ان ابشع انواع الكذب عندما يسير على اوردة القلوب ويعرقل نبضاته ليجعله اسير اكذوبة هوجاء تجبرنا أن نتنفس عكس خليقة الله ونماطل يمينا ويسارا عكس ما ينبأنا به قلبنا ونحلف ونستحلف لعلنا نسجل حضورا مرضيا للاخرين كذبة ابريل كانت مزحة فاصبحت واقع وتحول الواقع الى حذر وريبة ان لايقع فلان ضحية تلك الكذبة وبكل الاحول يوم وينتهي وتتلاشى معه تلك الحالة لكن كيف الحال باكذوبة تعيش معنا ساعات وايام واشهر وسنوات عمرنا ؟ ابراهيم شرف الدين 12/4/2012