على مر سنوات طويله تعلمنا فيها انك إذا أردت إفساد أي مجتمع فما عليك إلا فتح باب الزواج بين السلطة والمال أي تسمح لرجل الأعمال أن يكون رجل سياسة أو عضواً في البرلمان أو وزيراً أو رئيس وزراء، وهنا يشارك رجل الأعمال في صنع القرارات التي تخدم مصالحه أولاً وأخيرا عملا بمقوله ان الكرسى لايدوم وتعلمنا ايضا انه اذا ما اجتمعت الثروة والسلطة إلا وكان الفساد ثالثهما ويرى البعض أن العلاقة بين السلطة والمال جريمة كاملة ومكتملة الأركان فمقابل الثروة تتنازل السلطة عن أعز ما تملكه الأمانة والشرف ويكون الوليد مكروهاً ويكون الضحيه فى النهايه هو الشعب فقديماً ً كان رجال الأعمال يهتمون بأعمالهم وتجارتهم فقط وكانت السياسة من نصيب أهلها لكن الصورة تغيرت وأصبحت السلطة هدفاً وأمنية وحلماً لرجال الأعمال ففي غياب الضمير يسلك رجال الأعمال مسالك عدة للسيطرة على السلطة بهدف تحويل مؤسسات الدولة إلى مناطق نفوذ وبالتالي إحكام القبضة على السياسيين وتحويلهم إلى أدوات لتحقيق مصالحهم التي غالباً ما تكون مصالح فاسدة، ولو لم تكن كذلك، ما كان شيء يضطرهم إلى تأسيس الاحزاب واصدار صحف وقنوات فضائية واستمالة السياسيين مقابل مبالغ أو نسب محدودة ومن هذه المسالك أيضاً مزاحمة رموز الحكم على مقاعدهم، ومن ثم التحول إلى وزراء أو مسؤولين كبار وهذه الطريقة يراها البعض أقل كلفة من الوجود خارج دائرة السلطة حيث يصبح الراشي والمرتشي شخصاً واحداً والقاعدة أن رجال الأعمال لا يعطون شيئاً من دون مقابل فالمال يشتري النفوذ والفعل، والمحصلة هي المردود المالي الكبير من الصفقات الأكثر ربحاً والتي يكون وراءها رجال السياسة بشكل مباشر او او غير مباشر يطبق رجال الأعمال شعار اخدمني أخدمك بمهارة وفن وحرفية، وأحياناً بوقاحة نادرة يحسدون عليها وحتى لا نعمم، فهناك الفضلاء من رجال الأعمال الذين جمعوا بين السياسة والتجارة ولكن قليلون جدا لذا فإن رجل الأعمال المحترم الشريف هو الذي يصل إلى المنصب السياسي من دون النظر بعين الاعتبار للمال بخلاف آخرين يحلمون بالغنائم وخصوصاً الكبيرة منها وينظرون إلى المنصب السياسي باعتباره حلماً كبيراً يتقاتلون من أجله كوسيلة لزيادة ثرواتهم، والتحول إلى إمبراطوريات وهم يعلمون ان سلاحهم قادر على شراء اى شيئ وكل شيئ وكما قال رئيس وزراء بريطانيا والحاصل على جائزة نوبل فى الادب ونستون تشرشل قال ركبت سيارة الأُجرة يوماً متجها إلي مكتب قناة البى بى سى لاجراء مقابله على الهواء وعندما وصلت طلبت من السائق أن ينتظرني أربعين دقيقة إلى أن أعود لكن السائق إعتذر وقال لي لا أستطيع حيثُ علي الذهاب إلى البيت لكي أستمع إلى خطاب ونستون تشرشل يقول تشرشل لقد ذهلت وفرحت من شوق هذا الرجل ليستمع لحديثي فأخرجت عشرة جنيهات وأعطيتها له دون أن أفصح له عمن أكون وعندما رأى المبلغ قال لي : سأنتظرك ساعات حتى تعود يا سيدي و ليذهب تشرشل إلى الجحيم تغيرت المبادئ لأجل المال بيعت الأوطان لأجل المال بيع الشرف لأجل المال بيعت الأخوة لأجل المال بيعت الأنفس لأجل المال من الذي أعطى المال كل هذه السلطة وجعل من الناس عبيدا له لقد سيطر رأس المال على كل شيئ خاصه العمل السياسى والاعلامى بشكل خاص من يؤسس حزب لابد ان يكون صاحب مال وليس بالضرورة صاحب فكر وايدولوجيات سياسيه ومن يملك القنوات الان ليسوا من اهل السياسه انما من اهل المال واصبح تزاوج المال بالسياسه فى هذة الايام تحديدا زواج علنى رسمى فالاحزاب كما نرى تأخذ التبرعات او الهيبات كما يحلو للبعض ان يوصفها ليقدم زيدا على رأس قائمته وهم يعلمون ان اموال زيدا هذة ستشترى اصوات الناخبين البسطاء وما اكثرهم وهنا يصبح الاختيار لصاحب المال وليس للاصلح ولذا وجب التنبيه والبحث عن حل لهذة المشكله التى تقودنا الى وأد العمل السياسى فى مصرنا الحبيبه ببساطه شديدة مشكلة رجال الأعمال الذين لا يملكون القيم والأخلاق إنهم لا يرحمون ولا رأفة لديهم تجاه شعوب بلادهم إن مكمن الخطورة في الخلط بين السلطة والمال أنه يؤدي إلى تحويل التاجر إلى حاكم والحاكم إلى تاجر وتتحول الأوطان إلى هياكل كرتونية تعصف بها الرياح في أي زمان إلى أي مكان ويتربص الخطر بالأمن القومي من جميع الاتجاهات وللحديث بقية ابراهيم شرف الدين . 15/10/2020 .