نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: التحقيق مع 128 طالبا وطالبة بسبب الغش.. ولجان مفاجئة ب145 مركز شباب لرصد الانضباط    "موان" ينفذ عددًا من المبادرات في قطاع إدارة النفايات بموسم الحج    وزير الإعلام يزور جناح وزارة الداخلية في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج مكة المكرمة    مصدر رفيع المستوى: تلقينا ردودا من الفصائل الفلسطينية حول مقترح الهدنة    في غياب بيرسي تاو.. جنوب أفريقيا يصعق زيمبابوي بثلاثية بتصفيات كأس العالم 2026    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    دي بروين يوجه صدمة مدوية لجماهير الاتحاد    ضبط 7 محاولات تهرب جمركي في مطار القاهرة الدولي    استعدادًا لعيد الأضحى.. حملات مكثفة لمراقبة الأسواق وإنذار 7 مطاعم بالغلق في مطروح    رئيس جهاز شئون البيئة يكشف تفاصيل ضبط خراف نافقة في البحر الأحمر    أحمد عز يكشف سبب تقديم ثلاثة أجزاء من "ولاد رزق".. شاهد    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    أول رد من عريس الشرقية بعد فيديو ضرب عروسه في الفرح: «غصب عني»    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأضحية لا تجزئ عن الأسرة كلها في حالة واحدة    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    محافظ جنوب سيناء يوجه بالبدء في تنفيذ مشروع المجمع الديني بنبق بشرم الشيخ عقب إجازة عيد الأضحى    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    عيد الأضحى في المغرب.. عادات وتقاليد    «الدفاع الروسية» تكشف أسباب تحطم طائرة "سو-34" خلال طلعة تدريبية    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في محافظة المنيا    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ونيستون تشرشل .. التلميذ الفاشل حديث العالم الآن

قام البنك البريطاني بعمل شيئًا مهمًا كأداة مساعدة للتأريخ بجانب الأدوات الأخرى حتى يتم التأريخ في العالم بشكل منوع لتتعرف الأجيال القادمة تاريخ الأمم أية كانت جنسية هذا التاريخ و تأتي خطوة البنك البريطاني في تأريخه هذا من خلال وضع صورة السياسي و الزعيم و الخطيب المفوه الكبير ذو الشخصية المحيرة في مكنوناتها التي تشكلت حسب السياسة ما بين الحربين العالميتين رئيس الوزراء البريطاني (ونيستون تشرشل) الذي وضعت صورته على عملة الجنيه الإسترليني فئة (خمسة جنيه إسترليني) لتضعنا تلك الفئة الورقية في تساؤل و إيضاح عبر الإسترجاع (لماذا ونيستون تشرشل الآن؟!).
ولد (ونيستون تشرشل) يوم 30 نوفمبر من عام 1874 في قصر بلابنهام الشهير القريب من أكسفورد مقر حكام مقاطعة (مارلبورو) ، نشأ (تشرشل) في جو متنوع يحمل عبق الحروب و السياسة و الإنتصارات حيث جذوره تعمل بالسياسة منذ القرن الثامن عشر ليتسلم تشرشل فيما بعد راية العمل السياسي و تختاره الأقدار ليجعل اسم عائلة (تشرشل) ملء السمع و الأبصار ، كان تشرشل محبًا للقراءة و نمت أمه تلك الموهبة في قلبه لنجد أن هذا الإعداد كان من تدابير الأقدار ليكسب العالم بعد ذلك رسامًا و كاتبًا و أديبًا و خطيبًا مفوهًا لازالت خطبه و أقواله المأثورة مضرب الأمثال و الحكم في مواقف الحياة المتلاطمة كأمواج البحر.
(تشرشل و نظرات التحدي التي عرف بها منذ شبابه)
ما أغرب الحياة حينما يتم الحكم على البشر حسب الظاهر دون الغوص في عمق النفس البشرية لنرى مكنوناتها المدفونة في دواخل الإنسان و في حاجة من ينقب عنها كالبترول و أجهزة التنقيب لدواخل الإنسان تأتي من تجارب الحياة حتى يكتشف الإنسان دواخله عبر شخصيته و بنفسه ليقيم نفسه ماذا يجيد و في ماذا يصلح و هنا كان الحكم على (تشرشل) في حياته الدراسية بأنه فاشل لن يفلح في الحياة و سيكون في صفحات النسيان و المجهول لضعفه الدراسي و لتلعثمه في الكلام و لعدم قدرته على التفنن في الحوار و الكلام في الحياة العادية و تأكد فشله في المرحلة الثانوية حيث لم يستطع الإنتقال إلى صفوفها العليا إلى جانب إستخدامه للعامية الإنجليزية دون الأخذ في الإعتبار لأدبيات الكلاسيكية الإنجليزية في قواعدها الخاصة.
كل هذه المعطيات تعطي لنا من الوهلة الأولى التنبؤ بمخرجات مخيبة للآمال لشاب كتب عليه بأمر الحتمية النسيان و لكن ما قاله (تشرشل) و هو السياسي الناجح ينطبق على حياته بين براثن الفشل حينما سُئل:
(ماذا يعني لك النجاح؟)
فرد قائلاً:
النجاح هو الإنتقال من فشل إلى فشل دون أن نفقد الثقة في ذواتنا و قدراتنا.
هذا ما طبقه تشرشل في شبابه حينما كان يبحث عن ذاته التائهة بين التقاليد الإنجليزية العتيقة المتجمدة المضادة للتجديد و ذلك بإلتحاقه بالمدرسة الحربية الملكية بعد فشله في المدرسة الثانوية ليعطي لنا درسًا هامًا أن لا مكان للفشل ما دام الإنسان يسعى و يحاول و يعافر للوصول إلى النجاح و تخرج تشرشل من المدرسة الحربية الملكية عام 1894 و هو في العشرين من عمره و عالج مسألة تلعثمه في الكلام و الخوف من مواجهة الناس بتدريب نفسه على القراءة بصوت عالٍ لصفحة ثم إثنان ثم كتاب كامل ليكسب ثقة المواجهة و المجابهة و التفنن في مقولات مأثورة في ذاكرة الحكم و الأمثال.
شارك تشرشل في أول مهامه العسكرية مع الجيش الإسباني في محاربته للإستقلاليين الكوبيين بقيادة (رسول الحرب الكوبية الإستقلالية) (خوسيه مارتي) الذي مات في أحد المعارك أثناء تلك الحرب عام 1895 و تشبع تشرشل بجو يحمل عبق المغامرة الحربية و السليقة العسكرية و النفحة الأدبية في تلك الحرب التي قادها الفيلسوف و الشاعر و الكاتب و السياسي الديمقراطي الجمهوري (خوسيه مارتي).
إنتقل تشرشل بعد ذلك من بلاد أمريكا اللاتينية بتنوعها الثقافي إلى الهند ذات سحر الشرق و إستفهامات الثراء الأسيوي وذلك ليخدم في الجيش البريطاني الذي كان مستعمرًا الهند و قضى بالهند مدة طويلة و أعتبر التجربة الهندية في حياته بمثابة مدرسة تربوية و تثقيفية ذاتية حيث قضى معظم وقته في القراءة من خلال صناديق الكتب التي كانت ترسلها له أمه لينهل من بحر المعرفة و يتأثر بكتاب عظام ساهموا في تشكيل عقلية عسكرية ليست بالقحة بل مرنة و مثقفة ليكون أصدقائه في الهند (ليو تولستوي – شارلز داروين – فيكتور هوجو – وليم شكسبير) بمثابة الدليل السحري لمهام الحياة الصعبة بل و المستحيلة.
تتوالى أمواج الحياة في تنقل مصائرنا من موج إلى موج لينتقل ونيستون تشرشل من الهند إلى السودان حيث شارك في حرب (الخرطوم) في أواخر تسعينات القرن التاسع عشر ضد الأسرة المهدية التي أرادت تحرير السودان من الإستعمار البريطاني و بعد ذلك إنتقل من السودان إلى جنوب أفريقيا حيث موطيء كل من يعرف طعم العنصرية و مكمن الجهاد لكل من يريد التحرر منها و هناك عمل (تشرشل) بجانب جنديته مراسلاً حربيًا لمجلة (مورنينج بوست) حيث كان ينقل أخبار القتال الدائر في جنوب أفريقيا في الحرب التي عُرفت ب(حرب البوير) عام 1899 و أثناء تلك الحرب تعرض للإعتقال على يد الجنود الأفارقة من خلال قبائل (الزولو) الشهيرة في جنوب أفريقيا و من خلال قوات (البوير) الأفارقة المنحدرين من أصول هندية و لكنه تمكن من الفرار و عاد للجندية مرة أخرى و في عام 1899 قام تشرشل بإصدار أول مؤلفاته (حرب النهر) و التي أرخت لحرب العائلة المهدية بالسودان حيث كان أول من تطرق بالتأريخ لتلك الحرب و ليولد تشرشل الكاتب الذي خدم فيما بعد تشرشل السياسي.
كانت تلك المرحلة الأولى في حياة تشرشل هي المرحلة العسكرية التي أثقلته بالكثير و الكثير ليأتي عام 1900 لينتقل من المرحلة العسكرية إلى المرحلة السياسية بإنضمامه إلى حزب (المحافظين) الإنجليزي لينتخب عضوًا في مجلس العموم و لكن لم يستمر (تشرشل) في هذا الحزب لينتقل إلى حزب (الأحرار) عام 1904 لنشوب خلافات بينه و بين أعضاء حزب (المحافظين) و دخل (تشرشل) البرلمان من خلال حزب (الأحرار) حيث مول من أمواله الشخصية حملته الإنتخابية من خلال المال الذي جمعه من المحاضرات التي ألقاها بالولايات المتحدة الأمريكية حيث جذور أمه و التي روى فيها قصة دخوله المعتقل و هروبه منه أثناء حرب البوير التي حملت في طياتها نفحات الثقافة و الإثارة.
في عام 1908 ابتسم الحظ للتلميذ الفاشل بإختياره وزيرًا للتجارة ثم وزيرًا للداخلية عام 1910 ثم وزيرًا للبحرية عام 1911 و في عام 1914 إندلعت الحرب العالمية الأولى و كان تشرشل وراء حملة الحلفاء على الدردنيل لعزل تركيا عن أوروبا حينما كانت الخلافة العثمانية في بداية نهايتها و فشلت تلك الحملة التي كان صاحب رؤيتها و تنفيذها تشرشل لوجود مقاتلاً كالذئب الأغر و هو (مصطفى كمال أتاتورك) الذي أصبح فيما بعد أبو الأتراك بتأسيسه للجمهورية العلمانية التركية مكان الخلافة العثمانية و بسبب فشل تلك الحملة تقدم (تشرشل) بالإستقالة عام 1915 و شعر من خلالها بنهاية حياته السياسية خاصةً بعد رفض حزب المحافظين إستمراره قائدًا للقوات البحرية و هنا إنصرف تشرشل لهواية القراءة و الكتابة و تعلم الرسم أيضًا حتى لا يستسلم للفشل الذي حاول أن يقتلعه من إرادته دون جدوى.
(ونيستون تشرشل و أقواله المأثورة التي أشتهر بها)
في عام 1916 عاد تشرشل للعسكرية مرة أخرى و الحرب العالمية الأولى تقترب على سمفونية الختام ليأتي عام 1917 و تشرشل يتولى منصب (وزير الإمدادات الحربية) حتى عام 1919 و أثناء هذان العامان كان لتشرشل دور كبير في إقناع وزير الخارجية البريطاني ثم رئيس الوزراء (آرثر بلفور) في تقديم وعده الشهير عام 1917 في نوفمبر لليهود بجعل فلسطين وطنًا لهم و كان تشرشل من أكثر المناصرين لقضية اليهود و بحثهم عن دولة حيث جاء عام 1920 ليكون نقطة التحول في تاريخ اليهود بمساعدة العالم الألماني (ألبرت أينشتاين) عام 1920 بجمع أكبر كم من التبرعات التي جاوزت المليون جنيه إسترليني لتأسيس الجامعة العبرية و التي حضر وضع أسسها هو و أينشتاين في نفس العام و كان وقتها تشرشل وزيرًا للدولة حيث تولى هذا المنصب من عام 1919 حتى عام 1921.
(تشرشل علامة تجارية لأفخر أنواع السيجار)
كان لتشرشل دورًا كبيرً في تطوير القوات الجوية أثناء الحرب العالمية الأولى و بعدها ليعوض إخفاق وزارة الحربية عام 1915 و يمتن له اليهود عام 1925 بعد تأسيس و افتتاح الجامعة العبرية بالقدس على الرغم من مروره بفترة إضطراب سياسي عام 1922 بعد توليه وزارة المستعمرات لحكومة الإنتداب البريطاني بفلسطين و الذي أصدر من خلالها (الكتاب الأبيض) عام 1922 الذي ينص على أن فلسطين سيخصص منها جزء لليهود على ألا يؤثر ذلك على الثقافة العربية و التراث العربي للعرب مما يؤدي إلى الفكرة التي تم الإستعانة بها فيما بعد عام 1947 بقرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين بين العرب و اليهود الذي رفضه العرب و قامت حرب فلسطين عام 1948.
سقط (تشرشل) في الإنتخابات البرلمانية و إبتعد عن السياسة و لو بشكل مؤقت و أخذ ينتقل بين حزب المحافظين و حزب الأحرار مع توليه بعض المناصب الوزارية لكنه شعر بأن صلاحياته أخذت تتقلص مما أدى إلى إبتعاده عن السياسة لمدة عشر سنوات من عام 1929 و حتى عام 1939 و مارس من خلال تلك السنوات العشرالعجاف الرسم و الكتابة و القراءة و كان يستشار بآرائه السياسية خاصة حول سياسة المستعمرات البريطانية بالهند و مدى معارضته الشديدة عام 1932 لسياسة غاندي (المقاومة السلمية) التي تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة لبريطانيا إلى جانب تشجيعه لأساليب بريطانيا القمعية بكينيا التي إستعمرتها أعوامًا مديدة خاصةً ما كان يمارس ضد منظمة (ماو ماو) الكينية التي كانت تنتهج أساليب القتل و السطو و سبي النساء الإنجليزيات من أجل تحرير كينيا.
ظل (تشرشل) بعيدًا عن السياسة و أصبح منعزلاً يكتب أعماله التاريخية و الفكرية حتى لا ينضب العقل عن التفكير و لا يصدأ عن الإبتكار حتى جاءت الحرب العالمية الثانية عام 1939 التي أشتعلت من خلال (ليبسنج) القرية الألمانية و يفشل رئيس الوزراء البريطاني (تشمبرلن) في تجنيب بريطانيا الدخول في الحرب العالمية الثانية خاصةً بعد دخولها لتلك الحرب هي و فرنسا جراء هجوم هتلر على بولندا و هنا شعر الإنجليز أن تشمبرلن ليس رجل تلك المرحلة و أن لكل مرحلة رجالها و جاءت تلك المرحلة لتعيد (ونيستون تشرشل) لعالم السياسة و الحرب ليتولى عام 1940 وزارته التي أعلن عنها بأنها وزارة حربية ليخرج من شرفة مكتبه عقب توليه المسئولية على الشعب البريطاني مستخدمًا براعته الخطابية قائلاً لهم:
ليس لدي ما أقدمه لكم سوى العرق و الكفاح و الدماء و الدموع.
كان لتشرشل دورًا كبيرًا في إحتضان المقاومة الفرنسية لشارل ديجول باسم حكومة (فرنسا الحرة) لمقاومة النازية الألمانية التي أحتلت فرنسا و كانت حكومة فيشي برئاسة (فيليب باتان) تحت إمرة الحكم النازي الألماني لفرنسا و جعل إذاعة البي بي سي في خدمة خطب (ديجول) التي كان يرسلها للشعب الفرنسي و للجاليات الفرنسية والمستعمرات الفرنسية في بقاع مختلفة إلى جانب أنه أستخدم اللكنة الإنجليزية الأمريكية لمعرفته للمزاج الأمريكي لإقناع (فرانكلين روزفلت) الرئيس الأمريكي رقم 32 في أن يدخل الحرب العالمية الثانية إلى جانب نجاحه بأن تمد أمريكا لأوروبا السلاح و العتاد مع تكوينه لجبهة الحلفاء (المملكة المتحدةفرنسا – أمريكا – الاتحاد السوفيتي) و كانت هناك مؤتمرات ما بين طهران و يالطا لمناقشة كيف يتم النصر ضد قوات المحور ليرسل فرقتين عام 1942 من الجيش البريطاني لمحاربة الألمان في العلمين و تنتصر الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال (منتجومري) و يجهض تشرشل محاولة ألمانيا لإحتلالها بريطانيا بعد تعرض بريطانيا لأكثر من هجمة جوية من الجوية النازية و يتأكد النصر عام 1945 بعد هزيمة هتلر النهائية و التي أتت من اللعنة السوفيتية التي أصابت بروسيتها من قبل (نابليون) و تنتصر أمريكا بقنابلها الذرية على اليابان في عهد الرئيس رقم 33 (هاري ترومان) و كان لتشرشل محاولات لوقف المد الشيوعي لأوروبا و التي أجهضها له (ترومان) حتى يوجد (الحرب الباردة) التي بدأت من عام 1949 بعد دخول (الاتحاد السوفيتي) لحزمة الدول النووية و الذرية لتظل أمريكا قوة كبرى في العالم.
في عام 1945 شعر تشرشل بالنصر و المرارة في نفس الوقت فشعوره بالمرارة أتى من فشله في إيقاف المد الشيوعي لأوروبا و هنا سقط تشرشل في انتخابات البرلمان البريطاني و تولى السلطة حزب العمال بقيادة (كليمينت إتلي) و حينما سُئل الشعب البريطاني:
لماذا لم تختاروا تشرشل؟
فكان الرد:
لقد أتى لنا بالنصر من الحرب و إتلي سيأتي لنا بالسلام.
زاول بعد الإعتزال الرسم و الكتابة و القراءة و هي دائمًا طوق النجاة لعقله الذكي الذي لا يعرف الراحة و لا الإستسلام و جاء عام 1951 ليتولى (تشرشل) رئاسة الوزراء و يقتنصها من (إتلي) و يشارك في تتويج الملكة (إليزابيث) ملكة بريطانيا و هي على العرش البريطاني عام 1952 بصفته يحمل لقب (فارس) و يأتي عام 1953 ليحمل له مكافأة هامة لكونه أديب بفوزه بجائزة نوبل للآداب عن مجمل أعماله التاريخية و الفكرية و خاصة مؤلفه عن (الحرب العالمية الثانية) ذو الأجزاء الست و الذي كتبه من عام 1948 و حتى عام 1953.
في عام 1955 فشل (ونيستون تشرشل) في حل أزمات بريطانيا الاقتصادية فكان تشرشل ناجحًا في السياسة فاشلاً في الاقتصاد خاصةً و أنه ذو نظرية طبقية أرستقراطية جعلته لا ينظر لعموم الشعب ليكون الإخفاق حليفه لكن هذه المرة يستقيل حتى لا يقع في فخ سقوط الإنتخابات عام 1955 ليراقب عن كثب ما يدور حول العالم خاصةً بعد الحرب الباردة التي دارت عجلاتها بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي و يحضر جلسات مجلس العموم البريطاني حتى عام 1964 و يدلي بدلوه حول ما يحدث في كينيا بعد تفاقم الأزمة بين ماو ماو و الجيش البريطاني و يظل تشرشل يعطي لبريطانيا إلى أن وافته المنية عام 1965 في 24 يناير عن عمر يناهز التسعين و تتسم جنازته بالرسمية و الشعبية و كان المذيع الذي أذاع الجنازة هو الفنان البريطاني الشهير (لورانس أوليفيه) الذي أضفى على الجنازة جوًا من الرصانة و العفوية.
إن تشرشل بإحياءه على العملة البريطانية يجعلنا نعرف الإجابة التي قالها شوقي في قصيدته:
الناس صنفان موتى في حياتهمو و أناس في بطمن الأرض أحياء
تلك الخطوة حولت تشرشل من ماركة تجارية إلى ماركة اقتصادية و سياسية حيث كان تشرشل علامة تجارية لأنواع السيجار الفاخر نظرًا لتدخينه للسيجار و جاءت صورته على العملة الورقية كحالة تنبؤية بإقتراب العالم على حربًا عالمية ثالثة.
جنازة الزعيم و السياسي الكبير ونيستون تشرشل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.