مملكتي والأعلام .أخترت موضوع الخلية الأولى تقديرا منى لأهمية الأسرة فى سلامة المجتمع وأحتفالا بعيد الأم كل سنة وأنتم بخير .- -درسنا جميعا أن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع ..ودرج العامة على إطلاق لفظ الحكومة على الزوجة ..فهي التي ترسم الخطط وتضع الأستيراتيجية وتدير شؤون البيت ..حتى هي المسئولة عن خط الإنتاج.. فهى إما منتجة بجودة طفل ..لكل أربعين يوما مثل الأرنبة أو حيثما يسمح خط أنتاجها ! أما رئيس جمهوريةمملكتى فغالبا ما يكون انتخابه ديمقراطي..بما تعنى الديمقراطية فالقبول والاستعداد النفسي فلا يُفرض على الحكومة رئيس بالقهر وإلا أذاقته المُر وطلعت القطط الفاطسه فى برنامجه الأنتخابى !- -كانت الحياة الأسرية فيما مضى تسير على منهج الاحترام المتبادل .فكانت الحكومة"الزوجة" والتى تشبه أبنة الجزايرلى فى أفلام على الكسار بما تمتاز به من مظهر يملأ العين من أطنان الشحم البهي. وبما تثيره من بهجة وحيوية وهى تتحرك وتحرك معها أسطولها الأستيراتيجى ..وكان السيد الرئيس صاحب القوامة كما قالها الكتاب .. يجلس يقرأ جريدته أو يذهب إلى النادي أو يجلس على مقهى دون أن تمتد يداه على حرام وكان حريصا ألا يطول شرفه أي بقعة سوداء!.. -ومع التطور في وسائل الاتصال وانتشار الفضائيات يصيب السرطان خليتنا الأولى وتظهر المفارقات في الأسرة وتضيع القوامة من صاحب المملكة "سى السيد"..ويصبح أسير الهواء. فأصبح الجمال لديه نموذج هيفاء وإلا يلعن حظه فى حكومته البلهاء . وإذا كان رئيس متيسر الحال ويحب حكومته يجرى بها على مراكز الشفط والنفخ والصبغ والتركيب حتى لا يشعر أنه مضحوك عليه ووقع فى حكومة تفتقد للمواصفات القياسية للياقة البدنية ،وأما إن كانت حكومة ظل فإنه يتحين الفرصة ليأخذ من حقه الشرعي فى التعدد ويحصل على واحدة وثلاثة هدية !..ولذلك فقد أتبعت الحكومات المتتابعة "خطة الخصخصة "قصقصى ريشه"وجاء الموروث الشعبي ليؤكد للحكومات أن من يأمن للرجال كمن يأمن للمياه فى الغربال؟ .. -أصبح الأعلام وأصدقاء السوء سواء ..فجاءت الفضائيات التي تنشر العنف ، وآخرها فضائية للملاكمة والمصارعة بما تحوى من مصارعة نسائية وظهرت السادية "الجنوح لتعذيب الآخرين "ورغبة التشفي والمازوخية (جنوح لتعذيب الذات) تظهر فى الآونة الأخيرة بين جمهور الرؤساء ..وإلا ما تفسير متابعة تلك البرامج ..تحكى لى صديقتي التي تعمل كخبيرة نفسية في محكمة الأسرة أن زوجة جاءت تشكو أن زوجها لم يكتف بضربها بالوسائل المعتادة بل أصبح يخبئ الهامر "الشاكوش" تحت السرير كلما ضايقته يرفعه عليها كمصارع فى حلبة الأشقياء. وحكت أيضا عن زوجة جاءت غاضبة تشكو أن زوجها يتابع الفتيات المصارعات ..وهن يتقاتلن .ثم يمصمص شفتاه على حظه الأغبر فى فقدانه لهذه المصارعة بما تملك من شراسة ومرونة وقوة جسدية !! -وبنظرة سريعة على المذيعات,والفنانات طالقات قذائف السيلكون على المشاهد..دون مراعاة لمشاعر الحكومة " شلبية جندي المطبخ وحارس الأطباق" حيث تتم عملية المقارنة الظالمة التى لا تكون فى صالها وتتسبب فى قهرها .- -ثم تأتى البرامج التي تناقش دون خجل مصائب عجز رئيس المملكة عن إرضاء حكومته وإشباع رغبتها..وطرق الوقاية والعلاج بمصاحبة إعلان للشركة الراعي الرسمي للسعادة التى تروج لحبوب صاعقة خارقة من الوسائل المساعدة !!أنه الخزي بكل المقاييس لأن الخلية بها شباب عاطل وفتيات تأخر عليهن قطار الزواج..ومراهقات وأطفال !! -هذا غير موجة الإعلانات المستفزة إعلانات السلع من فصيلة برفان وهدية مودلز أو قصر بمنتجعات لسكان العشوائيات ... هذا غير برامج الطهي التى تطالعنا يوميا ..بوجبة الواحدة منها براتب السيد الرئيس فى شهر .وكأن تلك البرامج تحرض السيد رئيس المملكة على السرقة أو الرشوة أو أتخاذ أى سبل الفساد حتى يجارى ما يعرض عليه يوميا من محفزات الإحباط ومسببات الضغط .. تُرى إلى أى مدى سيستمر الاضمحلال المعنوي للسيد الرئيس هل ينتظر إلى أن ينفلت منه الزمام ...تُرى وما مصير الخلية الأولى بعد سقوطه. ..؟أعتقد أن مقاطعة الأعلام وخاصة الفضائيات الأستثمارية هو واجب على كل الحكومات حماية لمملكتهن .. انتظرونا في مملكتي والتعليم مطيعة طايع ..