جاء ما حدث في برنامج كلام من القلب للمذيعة دعاء فاروق وتعقيبها علي الزواج الثاني «خليه يتجوز ويأخذ فوق دماغه» ليفتح الباب أمام السقطات التي تعانيها البرامج الدينية من مقدميها، «روزاليوسف» فتحت الملف مع الدعاة والعلماء الذين وجهوا انتقادات عنيفة للبرامج الدينية رغم أنهم ضيوف دائمون عليها. من جانبها انتقدت د. سعاد صالح الأستاذة بجامعة الأزهر وضيفة معظم البرامج الدينية بالفضائيات المستوي الذي وصلت إليه تلك البرامج بسبب مقدميها الذين يفتقرون للتأهيل المهني والديني، وأرجعت ذلك إلي قيام تلك البرامج علي الربحية وتوجه الفضائيات إلي مذيعين ومذيعات يحققون أعلي اتصالات بصرف النظر عن تحقيق الفائدة الدعوية والدينية. وتقول د.سعاد: «إنه مع ظهور الفضائيات، وتركيزها علي البرامج الدينية تقدم لها كل ما هو أهل وليس من هو أهل، رغم أنه ينبغي في مذيع أو مذيعة البرنامج الديني التحدث باللغة العربية الدينية، وأن يكون لديه قدر معقول من الثقافة الإسلامية، وأن يراعي المظهر والوقار في اللفظ والمظهر، حتي يكون قدوة للمتلقي». وتعاني د.سعاد من وجود تدخلات من بعض مذيعي البرامج والحلقات الدينية، وتقول: «يصيبني نوع من الضيق نتيجة تعليق ومداخلة مقدم البرنامج في حديث المستضيف، وكذلك عدم وعيه بما يعلق به علي كلام العالم، راجعة ضعف المذيعين والمذيعات الذين نراهم علي شاشات الفضائيات إلي أن البرامج الدينية تقوم علي التربح، لذلك أغلب مذيعي البرامج الدينية مهمتهم تقوم علي الحصول علي أكبر قدر من الاتصالات وليس علي أداء رسالة بوعي وفهم. وتطالب بضرورة أن يكون مقدم البرنامج موضوعياً ومحايداً لا ينتمي إلي طرف من الأطراف المتحدثة، مطالبة بضرورة إعادة تأهيل مذيعات ومذيعي البرامج الدينية إلي أن يوجد البديل. وتري أن الأصل أن يكون مقدم البرنامج الديني من خريجي جامعة الأزهر، لذلك فهي تطالب بتأهيل خريجي قسم الإعلام في جامعة الأزهر يجب تأهيلهم جميعاً للتواجد ولفرض أنفسهم علي الساحة رغم وجود توجه حتي الآن بعدم النظر إلي التخصص في المذيع الديني. د. شعبان شمس عميد كلية الإعلام 6 أكتوبر سابقاً، وأستاذ الإعلام بالأزهر يري أن مذيعات البرامج الدينية دون المستوي المطلوب لمن يعمل في الإعلام الديني، وأصبحت لغة من يقدم هذه البرامج دون لغة الشارع، بحيث أصبحت هذه اللغة هي التي تتحكم في هذه البرامج، وحولت البرنامج الديني إلي برنامج ردح. واستطرد د.شعبان قائلاً: «إن القيام بمهمة تقديم البرامج الدينية أصبحت بالذراع، وكل ما تفعله المذيعة كي تصبح مقدمة برنامج ديني أن ترتدي حجاباً ثم تتحدث كما تشاء، لدرجة تصل بها إلي حد التطاول في اللفظ عند التعليق علي بعض المشكلات التي تعرض». وأضاف أن المجال الديني أصبح مباحاً لكل من هب ودب، بداية من الضيف، وحتي مقدمي البرامج، ويري أن الملام الأول يقع علي عاتق المشايخ والعلماء الذين يظهرون في هذه البرامج الدينية ويساعدون أمثال هؤلاء المقدمات والمذيعين علي الاستمرار في تقديم برنامج ديني، ويعطي له فرصة اقناع الجميع بأنه مذيع أو مذيعة دينية، وهي غير ذلك، لافتاً إلي أن التسيب هو السبب في ظهور مذيعات ومذيعين غير لائقين يقومون بتقديم البرامج الدينية اعتماداً علي معرفة أو وساطة في هذه الفضائية أو تلك. أوضح أن سبب توجه مذيعين ومذيعات إلي البرامج الدينية وإعلان أنفسهم مذيعين دينيين هو وجود اقبال جماهيري حالياً علي البرامج الدينية، كما أنها أصبحت مربحة، وكل مذيع حتي وإن كان غير متخصص وغير مؤهل يحاول أن يكون مقدم برنامج ديني، مشيراً إلي أن الأصل في البرامج الدينية أن يقدمها إعلامي متخصص ويتحدث فيها العالم كما يشاء عندما يقدم خلال المشكلة دون مقاطعته بحيث يتفق من البداية علي عدم مقاطعة التليفونات، وعدم تدخل مقدم البرنامج. ويقول د.شعبان كلامه قائلاً: اشتراك مقدم البرنامج الديني مع عدم تخصصه في إجابات الضيف والتعليق عليها بجمل لا تصلح في برنامج ديني يحول هذا البرنامج بما يشبه «التعديد علي المدافن» مؤكداً أنه مادام يتحكم البعد الاقتصادي والإعلانات في البرامج فمن النادر الوصول إلي حل لمشكلة مقدمي البرامج الدينية من غير المتخصصين. من جانبه شن د.محمد وهدان أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، والداعية المعروف نقداً لاذعاً لمقدمات ومقدمي البرامج الدينية قائلاً: «بعض مقدمات البرامج الدينية سواء في الفضائيات أو التليفزيون يرتكبن أخطاء كثيرة وبات معظمه يسيء إساءة بالغة للإسلام الحنيف، ومن مظاهر عدم التزامه نجد أن أحدهم يقول مقدمة لمدة خمس دقائق ثم يعطي للضيف دقيقتين ثم يختم هو بخمس دقائق، كما أن بعض المذيعات يتعاملن مع البرامج الدينية علي أنها برامج توك شو فتشتم أمام المشاهدين ولا تتورع أن تقول نكتاً، مما يخل بهذه البرامج ويبعدها عن وقارها الإسلامي الصحيح، بحيث بات بعضها يراه الناس للضحك، فأصبحت برامج للتنكيت لا للمعلومة، مع أن الدين له قدسيته». ويضيف أن هناك مذيعات ليس لديهن ثقافة دينية، ولو كانت لدي المذيعة ثقافة نجد منها مخالفات، وتعليقات سخيفة تصل لحد الشتيمة، التي تصل إلي حد تعليق مذيعة تقول لمشاهدة في حلقة دينية تشكو لها من زوجها «خليه يتجوزها وبكره ياخد فوق دماغه من المنقي خيار»، وهو ما يدل علي أن معظم مذيعات البرامج الدينية جاهلات بأهمية الكلمة في البرنامج الديني، مشيراً إلي أن مشكلة مذيعات البرامج الدينية أن بينهن من يعرفن الإعلام، ولا يعرفن الإسلام، وقد يكون منهن من يعرفن الإسلام لكنهن لا يعرفن الإعلام. ويري د.وهدان أن الحل يتطلب الاعتماد علي بنات قسم الصحافة بالأزهر لكونهن يجمعن بين الثقافة الإعلامية والدينية، بحيث نأتي بأحد يعرف الإعلام والإسلام، كما لابد من تأهيل مذيعي ومذيعات البرامج الدينية من خلال دورات تدريبية تأهيلية، وألا يعمل في الإعلام الديني إلا من لديه رخصة من مجمع البحوث الإسلامية، أو يكون خريج كلية إعلامية إسلامية. د. عبد المقصود باشا الأستاذ بجامعة الأزهر وأحد ضيوف البرامج الدينية، وضيف رئيسي بإذاعة القرآن الكريم يري أن هناك عدم اهتمام من التليفزيون المصري بالبرامج الدينية حيث لا تأخذ حقها ولا الساعات المناسبة في الخريطة اليومية، وقد يكون وقت إذاعتها لا يتناسب إطلاقا مع المواعيد فهي إما متأخرة بعد أن ينام الناس أو مبكرة وهكذا تضيع الفائدة من هذه البرامج الدينية الصحيحة. ويضيف أن المشكلة الكبري التي تواجه البرامج الدينية في الفضائيات رغم الاهتمام بها لكونها الأكثر مشاهدة أن بعض مقدميها ليست لديهم ثقافة دينية مناسبة، حيث يتم تعيينهم علي البرامج الدينية رغم أنه من المفترض أن حياة الناس في أي مكان من عالمنا الإسلامي قائمة علي إقامة شعائر الدين. ويشير إلي أن من السلبيات الملاحظة بشدة أن اللغة المستخدمة عند كثير من المذيعات والمذيعين في البرامج الدينية ليست في المستوي فهي إما موغلة في العامية أو موغلة في السطحية، وإن كان هناك تعليق فإنه يصدر عن جهل واضح فمثلا نجد مقدمة البرنامج الديني تدخل لتشارك العالم في سؤال موجه له من مشاهدة تساءل عن مشكلة من زوجها فترد بتعليق لا يجب أن يصدر من مقدمة برنامج ديني، فضلا عن أن الأساس هو أن تكون محايدة، ولا تبدي تفاعلا وتأثرًا. ويستطرد د.عبدالمقصود قائلاً: «كثير من مقدمات البرامج الدينية يعطين لأنفسهن الحق في الحديث كما يشاءن، وإعطاء ألقاب مثل لقب مفكر إسلامي كبير، ومع أنه ليس من حقها أن تمنح ألقابا في البرنامج، كما نلاحظ في مقدمي البرامج الدينية خاصة في الفضائيات التركيز علي نوعية معينة من الضيوف بعضهم غير متخصصين، وبالتالي نجد تضارباً في الرأي بين ضيفين وقد يصل إلي حد العراك، مما ينعكس سلبا علي الساحة الدينية». ويطالب بضرورة تدخل الدولة لوقف هذا العبث الفكري، وأن تضع ضوابط للمذيعين الدينيين والمذيعات بحيث لا يكون مقدم البرنامج الديني مجرد باحث عن الظهور كمذيع في برنامج وإنما يكون علي دراية دينية وثقافية.