انتشر مؤخراً نوع جديد من البرامج يناقش الموضوعات المختلفة سواء كانت فتاوي دينية تتعلق بالمشاكل الزوجية والحياتية أو الاستشارات الصحية والطبية أو التحليلات النفسية التي يتم فيها استضافة إحدي المتخصصات للإجابة عن تساؤلات الجمهور التي تأتي عبر الاتصالات الهاتفية أو رسائل SMS ومن أشهر هذه البرامج برنامج كلام من القلب والذي تقدمه المذيعة دعاء فاروق علي شبكة قنوات الحياة والتي تحولت من مذيعة غير محجبة تقدم برامج المنوعات إلي مذيعة محجبة تقدم برامج اجتماعية ولكن في إطار ديني وحول انتشار تلك النوعية من البرامج التي تعتمد علي الاتصالات الهاتفة وضرورة ارتداء الحجاب بالنسبة لمذيعة البرامج الدينية ومدي المنافسة بينها وبين مقدمة نفس النوعية من البرامج دعاء عامر بسبب تشابه مضمون البرنامجين ووجودهما علي نفس الشبكة والعديد من الأمور كان لنا هذا الحوار مع المذيعة دعاء فاروق. إلي أي مدي تصل المنافسة بين دعاء فاروق ودعاء عامر خاصة أنكما قدمتما نفس النوعية من البرامج من حيث المضمون بالإضافة إلي تشابة الضيوف؟ - المنافسة ليست بين دعاء عامر ودعاء فاروق ولكنها بين جميع البرامج التي تقدم نفس الفكرة فهناك مثيلتها علي قنوات أخري وفي النهاية لكل برنامج نكهته، كذلك فقد تجد علي نفس الشبكة برامج متشابهة فهناك مثلاً برنامجا «المطبخ» و«سفرة دايمة» علي نفس شبكة القنوات ولكل منهما طابعه الخاص والذي يميز مقدميه، كذلك فانتشار تلك البرامج شيء صحي حيث يرسخ المبدأ الذي يقول «كل نفسك قبل أن يأكلك أي شخص» فالشبكة الواحدة تقدم أكثر من برنامج ناجح في نفس الإطار فتصنع منافسة لنفسها. في رأيك من أفضل من قدم برامج الفتاوي الدينية التي تعتمد علي اتصالات الجمهور؟ - لا يوجد أحد علي الساحة حاليا، وإن كان المذيع أحمد عبدون الأفضل: لكن يؤخذ عليه بعض المآخذ مثل اعتماد برنامجه علي الوقيعة بين العلماء والشيوخ لإثارة الجمهور وتحقيق مزيد من المتابعة لبرنامجه وهو أسلوب غير محبوب في العمل الإعلامي كذلك اعتماده علي الفتاوي المثيرة وغير المنطقية لنفس الهدف ومن أمثلتها فتوي قيلت في برنامجه نصها وجوب استئذان الزوج لزوجته عند خروجه من المنزل. حدثينا عن سبب تحولك من مذيعة بدون حجاب لمذيعة بحجاب؟ - لا يوجد سبب سوي اقتناعي به كأي فتاة مصرية. ولكنك تحولت من تقديم برامج المنوعات إلي البرامج الدينية بعد ذلك فهل الحجاب سبب ذلك أم إدارة القناة؟ - الموضوع من البداية أني عملت بدون حجاب 4 سنوات في قنوات ART من خلال برامج منوعات مثل «شباب عايز يتجوز» و«نادي المشتركين» وغيره وعندما ارتديت الحجاب وافقت إدارة الشبكة مؤكدة استمراري في تقديم برامج المنوعات رغم أن بها فقرات فنية بالحجاب إلي أن طلبت انتقالي لقناة «إقرأ» وقدمت برنامج «خيمة الكنوز» الذي كان نقطة تحول في مشواري، وفي تصوري أن الحجاب يستلزم تقديم برامج تتميز بالوقار والأفكار الهادفة وليس معني ذلك الانغلاق وعدم فتح موضوعات مهمة للمناقشة تحت مظلة الإسلام فقد قدمت قضية الثقافة الجنسية ولكن من منظور ديني مختلف عن بعض الفضائيات التي تناقشة بإباحية وذلك لتصحيح المفاهيم الخاطئة في إطار ديني وبطريقة محترمة. ما رأيك في القنوات الدينية التي ظهرت مؤخرًا وهل نجحت في التصدي لمهاجمي الإسلام؟ - بعض تلك القنوات تنشر أفكارها هي فقط وقد أنشئت تلك القنوات خصيصًا لنشر نوع معين من الأفكار خاصة بين فئة الشباب ممن ليس لديهم وعي ديني صحيح وهناك من الشيوخ للأسف وهم الذين يظهرون في تلك القنوات يعانون من تشبث بالأفكار فلا يقبلون أفكار الغير أو الأفكار الجديدة بل يعتمدون علي الآراء الفقهية المتزمتة، وأنا أفضل الشيخ الذي يقول جميع الآراء الفقهية التي تناقش قضية معينة وعلي المتفرج أو الجمهور أن ينتقي منها ما يناسبه فهنا توجد الوسطية وهي روح الإسلام وقمة الحكمة والثقة وعن التصدي لمهاجمي الإسلام فأقول إن وصولنا لأدني مراحل الضعف جعلنا غير قادرين علي الحفاظ عليه والتصدي للإساءات المتكررة وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، لكن لابد هنا من صحوة الإعلام بشكل عام والديني خاصة. وما رأيك في هذه النوعية من البرامج علي التليفزيون المصري وما رأيك في أدائه الحالي عامة؟ - لا يوجد علي التليفزيون المصري برنامج يناقش قضايا اجتماعية وصحية في إطار ديني بارز أو ملفت للنظر ولكن يوجد برنامج «مجالس الطيبين» للمفتي علي جمعة وهو من خيرة البرامج علي القناة المصرية، ولكن بصفة عامة تحسن أداء التليفزيون المصري بعض الشيء ولكنه في حاجة إلي إعادة نظر في بعض المسائل منها ظهور المحجبات علي شاشته والتخفيف من القيود السياسية عليه لأن الفضائيات جميعها أصبحت أكثر انفتاحاً. ما أقرب البرامج التي قدمتها إلي قلبك؟ - برامج «المتزوجون» وكانت تدور فكرته حول الانتقال إلي منازل المتزوجين لمناقشتهم في بعض التجارب ومشاكلهم مثل مصروف البيت والغيرة وقضايا أخري وبرنامج «لف وارجع تاني» و«شباب عايز يتجوز» وبرنامج «كلام من القلب». كيف تعدين برامجك؟ - أفضل إعداد برامجي بنفسي فلا أحب أن أكون مجرد ببغاء فأقوم باختيار الموضوعات مع معدة البرنامج. لكِ تجارب في تأليف الكتب حديثنا عنها؟ - لي كتاب في الأدب الساخر تحت عنوان «في رثاء الشغالة» وهي عبارة عن قصائد متفرقة ساخرة تصف طبيعة العلاقات في الحياة بين الزوجة وزوجها والأم وأبنائها والمرأة العاملة مع زملائها ومع شغالتها، كذلك هناك إصدار جديد لي وهو مجموعة مقالات كنت كتبتها في إحدي الصحف وبه لمحة سياسية ساخرة. ألا تفكرين في تطوير فكرة البرنامج؟ - كنت في البداية ضد فكرة تثبيت الضيوف لكني بعد فترة اكتشفت أن الجمهور قد بني جسراً من الثقة مع المتفرج فعندما أحللت بعض الضيوف بآخرين وجدت طلبات كثيرة بإعادتهم فهم قد بنوا جسر من الثقة مع المتفرج.