أوضاع صعبة على الصعد كافة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تعيش جماهير غزة أوضاع صعبة على الصعد كافة، يزيد مرارتها دوامة العنف الداخلي التي رغم انخفاض وتيرتها لا زالت تدور رحاها ولا تجد من عاقل يوقفها. بل كل يوم يفوت على الشعب الفلسطيني يزيد فيه الشرخ والجرح والألم و الأحقاد بما ينبأ بوطن بعيد المنال، و لكن رغم ذلك تظل الآمال منعقدة على وعي هذا الشعب الذي يلفظ كل المتآمرين عليه. من هنا ومن واقع الألم الذي يعتصر الشعب الفلسطيني عامة وجماهير غزة خاصة، فإن جماهير القطاع توجه الرسائل التالية:- الرسالة الأولى لحركة حماس، هذه الحركة العريقة في نضالها وعملها الوطني الذي لا ينكره أحد، فحركة قدمت خيرة قادتها فداء لثرى فلسطين توضع على الرؤوس. حركة تصدت بمقاومتها للاحتلال بكل ما تملك، تحترم. حركة ساهمت كثيرا في بناء المجتمع الفلسطيني عبر مؤسساتها التعليمية والصحية وغير ذلك من أوجه البناء، يشار إليها في البنان. لكن حماس اليوم بشكل أو بآخر ليست هي التي أجلسها الشعب على مقاعد السلطة، حيث اختارها بهدف إحداث تغيير على الوضع القائم بل وأكثر من ذلك وهو إصلاح هذا الوضع. لكن للأسف ما نشده المواطن لم يجده، فمنذ تشكيل حماس للحكومة العاشرة والشعب يعاني ويلات الحصار الذي يفرضه عليه المجتمع الدولي وإسرائيل، ورغم أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى للحصار الدولي والإسرائيلي المفروض على الحكومة، إلا أن حماس تتحمل المسؤولية أيضا وذلك بما قامت به من ممارسات وإجراءات على أرض الواقع ضاعفت من الآلام خاصة بعد سيطرتها على قطاع غزة في يونيو من هذا العام، حيث دأبت على القيام باعتقالات سياسية غير مبررة لعناصر حركة فتح، بل ومصادرة حرية الرأي والتعبير في كثير من المناسبات، بل وإفراطها بردات الفعل على كثير من الأحداث الداخلية، آخرها الأحداث التي أودت بحياة عدد من المواطنين بالإضافة لوقوع العديد من الجرحى، الذين كانوا يحيون ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات في ساحة الكتيبة، فالقوة المفرطة في التعامل مع المواطنين لا يوجد تبرير لها البتة، حيث تستخدم القوة الشرطية للدفاع عن النفس وفي أصعب الحالات تعرضا للخطر، والهدف منها تعجيز الخصم والقبض عليه لا قتله. و نعتقد ما حدث هو فعل يصعب وصفه إلا بأنه عمق الشرخ الفلسطيني وساهم في التشاؤم من عودة الفلسطينيين لجادة الطريق. ما يدفعنا بالقول والتوجه برسالة كلها محبة ونية خالصة لله ثم للوطن أن تراجع حركة حماس آلية عملها على الساحة الفلسطينية بما يحقن الدم ويعزز الوحدة. فالشعب عندما اختار حماس، لم يختارها فقط لتاريخها الحافل في الصفحات المضيئة بل اختارها أيضا كردة فعل على الممارسات الخاطئة لعدد من رموز السلطة التي كان يطغى عليها الخط الفتحاوي. واليوم قد تكون الصورة تبدلت فالمهرجان الكبير الذي حضره آلاف المواطنين والذي نشك بأن يكونوا معظمهم من الفتحويين يعد مؤشر على عدم الرضا عن ممارسة السلطة في غزة التي هي من الخط الحمساوي في غزة. الرسالة الثانية لحركة فتح، هذه الحركة التي كانت فاتحة النضال الفلسطينية بل هي البوابة الأولى التي عبر من خلالها كل الراغبين في تحرير أرض فلسطين، فهي أول سلاح شرع في واجه الغاصبين وهي أول رصاصة أطلقت بوجه الاحتلال. وحركة كهذه عملاقة وصاحبة تاريخ طويل كان لها هفواتها وأخطائها التي أدت بها في النهاية إلى عقاب الشعب الذي لا يسلم منه أحد وهذا ما ظهر جلي بانتكاستهم في الانتخابات التشريعية. لكن الرسالة الموجه لهذه الحركة أن استعيدي قوتك ومجدك النضالي البناء، ولكن حذاري من أن يكون هدفك فقط هو استعادة السلطة من أجل السلطة، وذلك عبر المهاترات واستغلال المناسبات والمهرجانات لافتعال التوترات مع حركة حماس بهدف إيصال رسالة للشعب الفلسطيني والعالم أن حماس حركة غير جديرة بحماية وقيادة الشعب الفلسطيني، فهذا أسلوب لا يتناسب مع تاريخ فتح النضالي لاستعادة السلطة ولا يعول عليه كثيرا، فما يعيد فتح للسلطة هو عملها الدءوب ونضالها على أرض الواقع لنيل الشعب الفلسطيني حريته، بل أكثر من ذلك وهو عملها بكل شرف وجد على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد و اعتقد هذا خيار أفضل. رسالة إلى إسرائيل، نعرف جيدا أيها الكيان الغاصب أن ماحققته فتح وحماس من شرخ بين الشعب الفلسطيني، بل بين الأخوة في نفس البيت الواحد، حلم كان يراودكم كل يوم ومالم تستطيعوا تحقيقه عبر الأزمان، للأسف تحقق وعلى يد من يقودوا دفة النضال الفلسطيني. لكن نقول لكم أن أهل غزة رغم ما تفرضونه عليهم من حصار وما تشيعوه فيهم من دمار ورغم الجوع والآلام لن يفل ذلك من عزيمتهم. وأنتم لكم تجارب عديدة معها وجربتم بأس أبنائها التي حلمتم أن يبلعهم البحر يوما، فلا البحر سيبلعهم ولا الشرخ بين أبناء الشعب الواحد إنشاء الله سيدوم. رسالة إلى الغرب بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذين يتشدقون بالديمقراطية ونصرة قضايا حقوق الإنسان، وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك، فهم الذين عاقبوا الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي، حيث فرضوا العقوبات عليه ومنعوا عنه المساعدات، وساندوا إسرائيل بفرض الحصار ولم يحركوا ساكنا تجاه ممارساتها البشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي أسفرت بمجملها عن تدهور الأوضاع الإنسانية لاسيما في قطاع غزة إلى حد خطير. وهاهي الولاياتالمتحدة اليوم ومن خلال مؤتمر أنا بوليس تحاول عبر مبادراتها الفارغة أن تجمل صورتها كدولة راعية للسلام بعدما أصبح واضح للعيان وجهها الإرهابي الأصيل، فهي تعلم تمام اليقين أن هكذا مؤتمرات لن تجلب أي خير لشعب تفتك به الصراعات الداخلية فالاتفاقيات السابقة لم تجن له أي خير فما بلكم اليوم وهذا الشرخ الحاصل. ألا أن مثل هكذا مؤتمر قد يحمل في جنباته تكريس الانفصال بين الضفة وغزة بخلقه كيان أكثر استقرارا خاصة من النواحي الاقتصادية في الضفة الغربية مع إهمال واضح للقطاع. لكن ما نقوله للغرب بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن غزة والضفة الغربية لن يستمر الشرخ بينهما ولن يستطيعوا رغم الحصار ومنع المسعدات أن يفلوا من عزيمة أهالي القطاع بل لن يفلحوا من خلال هذا المؤتمر أن يفرضوا أجندتهم مستغلين حالة الشرذمة في الشارع الفلسطيني، فالشعب هو في الآخر من يقول كلمته ويفرض أجندته، والفلسطينيين أجندتهم ومطالبهم معروفة. ونأمل من جميع القوى السياسية العاملة على الساحة الفلسطينية أن تعي ذلك جيدا وتوجه الشراع في الاتجاه الصحيح و أن تكون همها وجهدها الوحيد إعادة اللحمة بين الفصليين الأكبر على الساحة من ثم إعادة اللحمة لشطري الوطن، لنكون أقوى في مواجه كل الضغوط منقول .