نهض شاهد الجراح المثخنة على جسده ،تذكر يوم التف حوله أشخاص الكل يسارع لغرس خنجره في جسده،كانوا يقهقون ،ويلعقون ريقهم بألسنتهم من حول شفاههم .لم يتفا جئ بهم بقدر ما تفاجئ بوحشيتهم بعدما. طرح في بركة من دمه أومئ احدهم لرفيقه ليضرم فيه النار.في تلك الارض الفلاة .كان يسرد قصته كجندي ربح معركة ضد جيش مدجج بالسلاح ."يقال عند المعركة الفوز لصاحب العقيدة القتالية ،وليس بالعدة والعتاد" كان مسترخيا على السرير ،اعتدل في جلسته ووصل قصته.قال :عندما رأيت احدهم يومئ لصاحبه ان أضرم النار في الجسد الملقي أمامهم ،وأنا لا حول ولا قوّة لي.استدعيت حروفي وغمستها في محبرتي مزادها قوة وفاعلية.الحرف كان زادي في تلك اللحظة ، ولأني من الحرف ولدت ،وأعيش بالحرف وللحرف . كان يتكلم كمناضل قضى الجزء الكبير من حياته بين المنافي ،والسجون ."بدأت أردد كلماتي حرف بحرف كوصفة سحرية شبيهة بالمنوم " المغنطيسي..أَ..نْ..تُ..مْ....جُ..بَ..ن..ا..ءْ....وُ..جِ..دَ... أَ..مْ..ثَ,,ا..لَ..كَ..مْ....َعَ..بْ..َر....ا..لْ..عُ..صُ..وُ..رْ.. كنت اردد حروفي وإذ بي أراهم يتساقطون كالفراش الواحد تلوى الآخر.وإذ النار تتحول لتلتهمهم حملت نفسي أرددوا حروفي .تَ..نْ..تَ..هُ...ج..مِ..يْ..عاً.....أَ..نْ..تُ..مْ..... كَ..غَ..يْ..رِ..كَ..مْ....,وَ..لا..... .ت..جِ..دُ.....مَ..نْ.....يَ....ذْ..كُ..رُ..كَ....مْ. استمر يروي مغامرته .مع الحرف،وأعداء الحرف،انها هي صانعة التاريخ عبر العصور .هزمت هولاكو عند رؤيته الحرف ،اهتزت فرائسه وأمر برمي الحرف في نهر دجلة.حينها اختلط الدم مع الحرف انها الحروف تفعل فعلتها عند إختلاطها بالروح وتعجن هذه تلك فيتحول كلها الى كائن حي يتحرك كل من يرى.انها الحروف التي عاش لها الجاحظ وصبها في كتبه،وابن الرومي التي صنع كتاب المثنوي وابن عربي،وأبا حامد الغزالي صاحب إحياء علوم الدين وابن خلدون،والطبري،ابن كثير ،وابن حزم،وطه حسين والعقاد،وجبران، وأحمد شوقي،والسياب،والبياتي ،....وغيرهم كثير ويستمر الحرف وتستمر المعناة [email protected]