"مش تعصب".. وكيل "الأزهر" يرد على المتطاولين على التراث    غدا- بدء حجز أراضي بيت الوطن.. ننشر الأسعار والأماكن    بالصور- محافظ القليوبية يتفقد سير العمل في مشروعات "حياة كريمة" بشبين القناطر    غدا بدء التشغيل التجريبي بالركاب لمحطات الجزء الثالث من المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق    بالصور- تطهير الترع الرئيسية بالبحيرة استعدادا للزراعات الصيفية    وزير الخارجية التركي: قتل إسرائيل الفلسطينيين بشكل ممنهج "إبادة جماعية"    الخارجية السعودية: عدوان إسرائيل أضعف النظام الدولي    شولتس: ألمانيا لن تعود إلى جيش الخدمة العسكرية الإلزامية    التشكيل - بواتنج يعود للاتحاد.. والبدري يقود هجوم سموحة في دربي الإسكندرية    أخبار الأهلي : كولر يستقر على مهاجم الأهلي في نهائي أفريقيا    أخبار الأهلي : رسالة نارية من أحمد شوبير لحسام وابراهيم حسن    وفاة الملاكم البريطانى شريف لوال بعد انهياره فى أول نزال احترافى في المملكة المتحدة    إلغاء امتحان طالب صفع معلما على وجهه بالغربية    اليوم.. التعليم تنشر فيديو توضيحي لطريقة الإجابة على البابل شيت    وائل كفوري يطرح «لآخر دقة» على يوتيوب    الخميس.. انطلاق فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة على مسرح الهناجر    مبادئ كتابة السيناريو في ورشة ابدأ حلمك بالإسكندرية    يعلمون أنهم على الباطل.. عبدالله رشدي يعلق على تهديد يوسف زيدان بشأن مناظرة "تكوين"    الموافقة على موازنة القومى لحقوق الإنسان، ومطالبات برلمانية بوقف إهدار المال العام في بند الصيانة    الهجمات الإسرائيلية على غزة: أحمد أبوالغيط يعبر عن استنكار جامعة الدول العربية    ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الإسكندرية    قرار حاسم من «التعليم» ضد 5 طلاب بعد تسريبهم الامتحان على «السوشيال ميديا»    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    المصريون في الكويت يبحثون طرق قبول أبنائهم في الجامعات المصرية    البنتاجون يرفض التعليق على القصف الأوكراني لمدينة بيلجورود الروسية    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    خلال 24 ساعة.. ضبط 14028 مخالفة مرورية متنوعة على الطرق والمحاور    ضبط المتهمين بترويج العقاقير المخدرة عبر «الفيس بوك»    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    توقعات إيجابية للاقتصاد المصري من المؤسسات الدولية لعام 2024/ 2025.. إنفوجراف    محافظ كفر الشيخ: اعتماد المخططات الاستراتيجية ل 23 قرية مستحدثة    بمناسبة يومها العالمي، وزارة الثقافة تفتح أبواب المتاحف مجانا عدة أيام    بسبب أعمال التطهير، خريطة ومواعيد انقطاع المياه في الدقهلية غدا    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    تنظيم مقابل الخدمات بالمستشفيات الأبرز، تعرف على توصيات لجنة الصحة بالبرلمان    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    جامعة القاهرة تقرر زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    طرح فيلم «بنقدر ظروفك» في دور العرض 22 مايو    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    السجن المشدد من عام إلى 5 سنوات ل4 متهمين بالسرقة وحيازة مخدرات بالمنيا    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    صوامع وشون القليوبية تستقبل 75100 طن قمح    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    برشلونة يسترد المركز الثاني بالفوز على سوسيداد.. ورقم تاريخي ل تير شتيجن    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة (16) مع حمودى الكنانى


حوار النخبة مع فائز الحداد
شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن"
الحلقة السادسة عشرة – حمودي الكناني

أ.د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)

الحلقة السادسة عشرة: وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديب القاص العراقي حمودي الكناني. ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف به)

أ. د. إنعام الهاشمي – الولايات المتحدة : أرحِّبُ بالأديب القاصَّ الكريم حمّودي الكناني في حوارِ النخبة.

عرفتُ الأديبَ القاصَّ حمّودي الكناني منذ سنواتٍ في مواقِعَ الإنترنيت، وتبادلتُ معهُ التعليقاتِ الهادِفَةَ حولَ ما كتبَهُ وما كتبتُهُ فيها كما تبادلتُ معهُ ارتجالاتِ الأبوذيَّةِ في التعليقاتِ أيضاً على سبيلِ الهوايةِ ، وهو الشغوفُ بها، وشاركَنا في ذلكَ عدَدٌ آخرَ مِن الكتّاب . برعَ حمودي الكناني في كتابةِ القصَّةَ القصيرةَ جداً التي تعتمدُ، بجانبِ قِصَرِها وصِفاتٍ أخرى، على التكثيف والترميز والتلغيز وتشتركُ في هذا مع قصيدةِ النثر، ولعلَّ هذا ما شَجَّعَ الكناني على ولوجِ عالمِ قصيدةِ النثر، غير أنَّه فيما كَتبَه في القصيدِة اتَّبَعَ أسلوبَ الرمزِ كما استعملَهُ في القصَّةِ القصيرةِ جداً مع الاحتفاظِ ببعضِ مميزاتِها الأخرى ومنها الأسلوبُ الساخر، وهذا ما فعله في النص الأول الذي ترجمتُه له للإنجليزيَّةِ وكانَ بعنوان "مغلق" غير أنَّهُ في النصِّ الآخر الذي ترجمتُه له، وجدتُه أقربَ إلى الجدِّيةِ فيه، كما لاحظتُ فيه بعضَ التلاعُبِ بالمفرداتِ كما يفعلُ شاعِرُنا فائز الحداد، وكتبتُ آنذاك الملاحظةَ التالِيةَ في مقدِّمتِها:
"وهو في هذا يحاكي، إلى حدٍّ ما، أحدَ شيوخِ قصيدةِ النثرِ في التلاعُبِ على المفردة. فالمعروفُ والملاحظُ أنَّ الشاعرَ فائز الحداد قد تميَّز في شِعرِه بالتلاعُب بالمفردة الشعريّةِ وتطويعها لتعطي الصورةَ التي يبتغيها في سياق القصيدة، فهل تأثَّرَ الكنانيّ بشِعرِ الحداد؟"
نعم ... هو الجوابُ الذي يحِملُه ويعنيهِ تساؤلي، وجميلٌ هنا أن يجتمِعَ الكنانيّ والحداد في حوارٍ شيِّقٍ ضِمنَ حوارِ النخبة.

الأستاذ الأديب القاص شيخَ القصَّةِ القصيرةِ جدّا حمّودي الكناني ، تقبَّل منّي ترحيبيِ الحارّ بكَ، وكعادَتِنا مع ضيوفِنا مِنَ النخبةِ، ، نمدُّ لكَ البساطَ السومريَّ الأحمر الفاخرَ، ونقدِّم لكَ باقَةً عطِرَةً من أجملِ زهورِ الموسم احتفاءً بِكَ وبحضورِكَ بين النخبة.


الأديب حمودي الكناني – العراق : مراقبة النجوم في ليلة ظلماء صافية لغرض اكتشاف عوالمها أمر ليس باليسير ما لم تكن لديك الوسيلة لتقريب هذه النجوم واكتشاف ما فيها من بديع الصنع والجمال. وعالم ( أبو نثر ) الشاعر فائز الحداد هو كدرب التبانة مليءٌ ومزدحم بكل ما هو جميل ومثير ....فهو الشاعر والناقد والمختلف والعازف والمحاور الذي لا يُملُّ , وأن أديباً له هذه الصفات ليس من اليسير ولوج عالمه الشعري – إن صح التعبير - بالذات ... من غير امتلاك الوسيلة الكاشفة وذلك لأنه لحظوي الخيال و التفكير ومن ثم الفعل ...فالصورة لها قدحةٌ أسرع تأثيرا وأدهش رسما ونطقا ومن هذا الباب أحاول وبتواضع محاورته عبر الأسئلة التالية لعلني أُوفق فيما أريد إيصاله بشكل جلي فليسمح لي أبو نثر أن اطرح عليه أسئلتي.


الحوار

سؤال 140 – الأديب حمودي الكناني : من المعروف لي ولغيري أنك شاعرُ عمودٍ مُجيد رقيق العبارةِ وجميل الصورةِ ....فما الذي جعلك تهجر العمود وتقود مركب الموجة الحديثة .... أترى أن العمود قيد يدمي معصمك ويحد من تحليقك بفضاءآت أكثر مدى؟

جواب 140 - الشاعر فائز الحداد : قبل أن أجيبك .. أرحب بك صديقا صدوقا وأديبا راقيا وأشكرك على مساهمتك النوعية في هذا الحوار.
أبتداءً.. الشعر هو الشعر أينما وجد والقانون مهما قيل عنه كتبرير يشي إلى سجن واعتقال وجندرمة لغة وإرهاب رقيب ، ولكن مع ذلك ربما مقدار الشعرية في القصيدة أو النص وبعيدا عن هيئة الشكل هي من تشفع للنص في وجوده بكل زمن وحسب معرفتي المتواضعة لقصيدة العمود فان اشتغالها ظل كما هو في قوانينها وجوازاتها المعروفة منذ عصر الجاهلية لا الجهالة وإلى يومنا هذا .. أعني من حيث الشكل والوزن والقافية والروي وإن اختلفت في القيمة الفنية بين الشعراء فامرئ القيس هو ليس المتنبي والجواهري هو ليس عبد الرزاق عبد الواحد ولا بدوي الجبل هو رعد بندر وهلم جرا .. فلكل من هؤلاء الشعراء إبداعه وأسلوبه وطريقة بنائه في الشطر والعجز، ولكن الحصيلة هم ينتمون إلى ما اصطلح عليها بالقصيدة العمودية وما نتج عنها كإجراء عروضي جديد في شعر التفعيلة فيما بعد.
ومهما قيل عن مصدرية قصيدة النثر فأنا مؤمن بها كتطور تاريخي طبيعي لمسار القصيدة العربية معتقدا بأن لا قدامة بدون حداثة ولا حداثة بدون قدامة ، أما كتب عن الحداثة وما بعد الحداثة فهذا أمر يخص المشتغلين بآلية النقد ، لكنني أحتكم للنص دائما مهما كان قديما أو حديثا ولا أعتد في التجييل والمراحل فهذه تلغي حق الشاعر في تجاوز جيله وتقيده بمراحل مجدولة زمنيا . ولكن إلى أي مدى سنبقى نلبس جلباب شكل أسلافنا ونحمل هويتهم في اللغة والشعر ؟
لقد تطور الزمن وحان الوقت لكي نؤسس لنا شخصيتنا الثقافية غير المقيدة في اللغة والشعر..ومن هذا الاعتبار وجدت نفسي طارقا لباب الشعر الحر ناشدا الحياة الشاسعة الرحبة ، فهو من أطلقني من سجن روحي قبل أي شيء وسجن العروض بعد ذلك وصيرني كائنا حرا لا عبدا لقانون .. فالشعر باعتقادي طائر لا يحب الأسر وينأى عن السجون والأصفاد كونه الأصدق في التعبير عن الحرية .


سؤال 141 – الأديب حمودي الكناني : للمرأة نصيب كبير في قصيدك فتكاد لا تخلو قصيدة إلاّ وذكرت المرأة بشكل أو بآخر ....هل ترى أن لا شيء يكون قرينا للحرية غير المرأة فاستخدمتها كرمز للحرية فما قولك في ذلك ؟

جواب 141 - الشاعر فائز الحداد : من أين نبتدئ في المرأة من إلهة الخصب والجمال أم من الملكة و القائدة أم العالمة أو الشاعرة .. هذه كلها بعض عناوينها المتعددة الجميلة .. فهي الساحرة وصاحبة الأضواء وهي سارقة العيون العاشقة وهي الروح والجسد بكل ما لها وما عندها .. وكي نتناول المرأة كاصطلاح شعري لا اجتماعي .. علينا أن ننظر لها ككائن جميل كجمال الشعر في كل شيء .. فالمرأة بالنسبة إلي هي كل المجتمع لا نصفه ، وهي منزهتي عن أي خطأ ، وحين أراها ببصيرتي المختلفة أجدها أم الحياة بكل عواملها المحركة في المطر والغرق والخصب والوردة والتفاحة والطفلة المحلقة بضفيرتين .. فهل أكبر من منارة نهدها وأمك تزف لك الحليب جدول حياة وهل ادفأ من حضن حبيبتك حين تهبك الحب ؟ وهل أعظم من حنان أختك كخنساء ؟ فهي معلمتك وممرضتك وربتك الكبرى.
لذلك كشاعر أجد نفسي الأقرب للمرأة من أي كائن آخر في تجسيدي لها وفي إنصاف حقيقتها وأحاسيسها الإنسانية ..
فكيف لا تكون للمرأة النصيب الأكبر فيما أكتب ومن خلال أوسع الأبواب ؟
سأقول لك شيئا.. في الشام وحديث لي مع شاعرة سورية معروفة قالت حين أعشق أسجنه كما كانت تفعل الملكات وكما فعلت ( شجرة الدر ) حين غضبت ، فقلت لها أنا أبحث عن الحبيبة التي تمنحني الحرية لا أن تكون سجنا لي يخرجني من عصا عمود القصيدة لألقى خلف عصا امرأة . فرمز المرأة في شعري هو الأجل والأحب عندي لأنها في قدسيتها الإله ومريم والوطن والمجدلية والأرض والرحم والقبلة واللذة والكأس . فيا ليتني أكون رجلا متعددا يسع كل نساء الأرض وفي المقدمة حبيبتي .
أجل المرأة رمزي الأول في القصيدة .. في الحب وحتى في الانكسار .


سؤال 142 – الأديب حمودي الكناني : كثيرا ما رددتَ عبارة " لو لم يرسل اللهُ رسلاً وانبياء لاختار الشعراء لهذه المهمة الإنسانية العظيمة , فما هو الربط وهل بمقدور الشاعر تجشم عناء التبليغ وتحمل النتائج السلبية منها بالتحديد؟

جواب 142 - الشاعر فائز الحداد : هذه جملة في نص قديم ودعني أصحح لك أولا فأنا قلت ( لولا الأنبياء لاختار الله الشعراء ) ومفاد ذلك ينتمي إلى المجاز والافتراض ويعبر عن حقيقة المكانة العالية للشعراء وجلال قدرهم على مر الزمان ، فالشعر يبقى أنقى مصادر التاريخ في التعبير عن الحقيقة وأرق وأفصح قول بعد التنزيل والحديث القدسي ، إذ فيه الحكمة والمثل والمأثور والرأي ويُستشهد به في الدلالة والبيان والإستعارة والتأويل. وهنا أسأل مَن يخلد مَن في التاريخ ؟ ولنا شواهد كثيرة أجملها بمثل واحد على سبيل القياس ( المتنبي _سيف الدولة ، والمتنبي _كافور الإخشيدي ) فالشاعر وربي فيلسوف الفلاسفة وسيدهم ، وأنت تعرف دقة قولي هذا في ( لولا الأنبياء .. لاختار الله الشعراء ) فإعراب ( لولا ) كما هو معروف في اللغة.. حرف شرط غير جازم ( أكرر : هو غير جازم ) يدخل على جملتين اسمية وفعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى .. والاسم بعد " لولا " مبتدأ والخبر محذوف وجوبا إن كان كونا مطلقا كالوجود والحصول ، ويجوز في جواب لولا أن يقترن باللام وأن يتجرد منها سواء أكان مثبتا أم منفيا ، غير أن اقتران المثبت وخلو المنفي هو الغالب . ولو تسألني عن مفاد المعنى في الإبطان والإخفاء أقول .. تأويلا إن ما ذهبت إليه في مقاصد المعنى بين الاستعارة وبيان الدلالة .. يشي إلى تأكيد قدسية الأنبياء ومنزلتهم الكبير وأيضا الاعتزاز بالشعراء كأصحاب رسالات خالدة في الفكر والأدب .
الأنبياء عليهم السلام اضطلعوا برسالات سماوية مقدسة نشرت على أصقاع الأرض.. والشعراء أيضا حملة رسالة ثقافية وإنسانية على الأرض وحظوا بمنزلة كبيرة كصفوة عند الشعب وعند النخبة من الفلاسفة كانت له الدرجات الأولى وعند العلماء كذلك .. وبعضهم قد نال حظوة كبيرة عند الملوك والسلاطين والأباطرة ، وقولي لا ينصرف على سبيل المقارنة فقدسية الأنبياء أجل وأعظم عند الله وبين البشر، لكن الشعراء في رؤيتي يأتون بالمقام الأول بين بني خلقهم كأًصحاب فكر ومنجز وفد حباهم الخالق بموهبة الشعر دون غيرهم والذي يأتون به لا يأتي به غيرهم من المبدعين فالشاعر أشبه (بمخلوق سماوي ) لا يرتبط وأبناء جلدته على الأرض إلا بالأفعال الفيزيائية فهو أرفع شأنا من الملوك والرؤساء وفي مقدمة المبدعين والمبتكرين بمختلف أجناسهم ، بل وأكثر فطنة من الفلاسفة الأدباء والعلماء ودعاة المعارف .. فهل الله سبحانه وتعالى لا يحبهم ؟.
وفق هذا الفهم يا صديقي أقمت علاقتي مع نصوصي فأطلقت قولي هذا واثقا محبا ومعزا لكل مقدس والله أعلم بالنيات .
فإذا كان الشاعر متهما بالحب وصنع الجمال ؟ .. أجل أنا متهم بالواقع والواقعة وإليك عني :
إن كان ذنبي بدعوى الحب متهما، الحمد لله أني فيه متهم ُ!


سؤال 143 – الأديب حمودي الكناني : التناص مع ما يرد في الكتب السماوية وتوظيفه في الجملة الشعرية بما يخدم النص وبما يضفي عليه من هالة يمشي الشاعر على هديِّ ضوئها حالة أراها محمودة لكن أحيانا نجد بعضهم يتناص مع الذات الإلهية ويجعل نفسه ناطقا باسم الإله فما قولك في ذلك وأي نصيحة تسديها لهؤلاء ؟

جواب 143 - الشاعر فائز الحداد : قبل أن أجيب على هذا السؤال أقول :
على ما يبدو هناك سوء فهم لنصوصي عند البعض أرجو الانتباه لما سأوضحه بدقة مملة ومتناهيه فأنا أفهم التناص كإجراء تبادلي يحمل من الترادف ما يحمله من التخالف في المحاكاة والمقارنة في زمنية النص ومكانيته كذلك .. ولو أن البعض يصفه واهما على أنه ( توارد خواطر ) فليس هناك توارد خواطر في الشعر ولا براءة في هذا القول !!؟.
التناص _ كإجراء أدبي نقدي بعيد كل البعد عن التشبّه بما لا يليق كالخالق جل وعلا وليس له علاقة بهذا المفهوم إذ ليس هناك من خصال تجمع بين الأصل الأعلى والمشبه الأدنى إطلاقا لا في القول ولا بالأفعال ومردوداتها كتطابق أو تشابه فالخالق الرب هو غير المخلوق العبد ، وأنا أدين من يقول بإلوهية الشاعر مهما بلغ من منزلة شعرية ، فهذا إلحاد بعينه ولا يصلح لا على سبيل المثال ولا المقارنة لا جزءا ولا كلاً .. ولا أجد للتناص مكانا هنا فهذا ليس بتناص ،_ ولا أعتد بقول على غرار ما قاله الشاعر الكبير عبد الأمير الحصيري ..
أنا الإله وندماني ملائكة والحانة الكون والجُلاس من خلقوا...
بل أهجوه وأتنكر له فهذا إشراك بالذات الإلهية .. ولكن إذا قيل بأن الشاعر خالق لنصه فهل في هذا القول إشراك ؟ لا أعتقد.. وهنا إشكالية المسألة يا صاحبي فالخالق تعالى خالق الكون والكل ، والمخلوق المبدع يؤخذ على قارعة إبداع المبدع حسب و‘ن كان مميزا ومتفردا وفي مقدمتهم ما يكتبه الشاعر أو أي مبدع آخر .
إن مفهوم التناص كمصطلح نقدي وضعه العالم الروسي ميخائيل باختين من خلال كتابه (فلسفة اللغة ) وقد عنيَ بالمقارنة بين النصوص القديمة والحديثة على سبيل المحاكاة والتشابه والمقارنة وظل موضوع بحث كبير " حتى استوى مفهوم التناص بشكل تام على يد تلميذة باختين الباحثة جوليا كرستيفا " .. فهل يؤخذ هذا التناص على سبيل المقارنة السلبية المجردة ؟ وهناك فرق كبير بين التناص الشعري والتناص الديني فرق شاسع وشائك جدا .
لقد أستغل بعض المتشاعرين مصطلح التناص في غير موقعه أما لسوء فهم أو لفهم كي يكون طريقا للنسخ والنسخ المقلوب والمحايثة السلبية وكلها سرقات تحت مسمى التناص .
فهل أدركت الآن مسألة الخطأ في فهم مصطلح التناص عند الكثيرين ؟


سؤال 144 – الأديب حمودي الكناني : كلنا نعلم أن اللغة الحية كائن يتنفس يكبر وينمو باضطراد وهي ما اصطلح عليه الإنسان للتعبير عما يحسه وما يفكر به وهكذا يتواصل مع أبناء جنسه ...هل تعتقد أن الخروج على الضوابط المتفق عليها يُعد منقصة على الشاعر وقيودا معرقلة تحد من التحليق عاليا في رسم الاخيلة كما ينبغي , ام أنك تؤمن بأن تُثوِّر هذا الكائن وترغمه على الامتثال لما تريد حتى وان تسبب ذلك في ضجة كبيرة بين الأوساط المهتمة باللغة وضوابطها ؟

جواب 144 - الشاعر فائز الحداد : لقد أوضحت في مناسبات عديدة رأيي الكتابي في مسألة الاختلاف بين اللغة العامة واللغة الخاصة فلغة الشعر هي لغة خاصة ويمتلكها حصرا من اختصهم الله ببيان الموهبة ، والفرق بين لغة الصحافة والتعبير أو الإنشاء وبين ولغة الأدب والشعر بشكل خاص بائن ، فالذي يعنيني من هذا هي اللغة التي أعنيها شعرا في نصوصي الحديثة لا اللغة التي يريدوها غيري .
ملاحظة :
لقد أجبت عن هذا الموضوع في حوارات سبقت هذا الحوار وبشكل مفصل .. ويمكن العودة إليها توخيا للفائدة عدم التكرار مع محبتي وتقديري .


سؤال 145 – الأديب حمودي الكناني : كلما قرأتُ لك جديدا أخالك تغمض عينيك فترى الوحدة الشعرية - أي الجملة الشعرية - قد رُسمتْ أمامك وما عليك إلا استنساخها على الورق وهكذا يتكون كامل النص , فهل صادف أن كتبتَ نصاً ونشرته وتمنيت انك كتبته برؤية أخرى ؟ وأيهما أسبق إليك اللحظة الكتابية التي تفرض نفسها فرضا أم الحاجة للكتابة ؟

جواب 145 - الشاعر فائز الحداد : أي نص لا يبلغ الكمال في نظر الشاعر ويبقى محض تعديل في بدايته وتصحيح عند نشره وربما سيناله ترميم بعد بلوغه القراءة ، كالبيت الذي تكتشف عيوبة بعد سكنك فيه وسكنه فيك .. وما خاب باشلر حينما أرخ المكانيات في الوجود التاريخي وتحدث عنه كاتبا محللا ، فالنص هنا هو موطن الشاعر الذي يبحث فيه عن ذاته دائما . وأنا بعد صدور ( مدان في مدن ) اكتشفت بعض ما ينبغي أن أرجع إليه مصححا ومعدلا ومرمما.. فأنت تبتكر معنى وجماليات ينبغي أن تحاكي الصائغ في حياكة حرير الذهب وكالمهندس المعماري في إنقاذ الزوايا من مهملات العيب في جماليات العمارة .. ربما ثمة جمل تغادرها ولكن تحتاج عودتك كحبيبة تنتظر فارسها بقبلة وبجدوى تعيد اعتبارها بتشكيل جديد .. وهكذا هو الشعر يبحث دائما عن الابتكار والتجديد فمخيلة الشعر وحدها من تصنع التجدد حتى المبتكرات العلمية .. فحين سؤل مبتكر الحاسوب ( هل سيقف العلم عند ابتكار الحاسوب قال .. لا يتوقف العلم في الابتكار لازالت هناك مخيلة شعرية ) .
أما عن الشطر الأخير من هذا السؤال أجدك تعزل ما مبين مفهومين متداخلين في فلسفتهما أي بين ( الحاجة للكتابة واللحظة الكتابية ) عزلا أشبه بالبرزخ ما بين مائين من المفروض أن يتداخلا . وهنا أستفهم عن الحاجة ، أما الحاجة هي أم الاختراع كما يقال ؟ .. فلنترجم هذا المثل إلى واقع كتابي كمبدعين . فما الذي يدفعك لتفكر وتكتب وتبتكر أما هي الحاجة الملحة كي تدون ذاتك في إبداع جديد ؟
إذن الحاجة تسبق كل شيء ، أما كيف وماذا ستكتب فاللحظة الكتابية أو ( اللحظة الحرجة كما أسميها ) تأتي بعد ذلك وهي من تختار الزمن والمكان في تعريف الإبداع جنسا وتجنيسا.


سؤال 146 – الأديب حمودي الكناني : الحركة الاختلافية التي أسستها والتي تقودها الآن وبثبات هي حركة تجديدية فيها ما فيها من الأطر الحداثوية التي بإمعان قد شمرت عن ساعديك لها وتبنيتها كوليد مدلل هجرت من اجله العمود وبحوره وقوافيه , هل أتباعها مختلفون كما تطمح ومتى يتحول الضجيج إلى قبول مطلق واعتراف منتزع بإرادة وعزيمة ؟

جواب 146 - الشاعر فائز الحداد : أولا جماعة اختلاف ليس بحركة على غرار الحركات السياسية أو منظمات النشاط المدني .. وهي جماعة بلا أسماء قد حمل بيان الاختلاف اسمها ولكن لم نحدد بعد من سيكون بها ومن سيقودها .
وأولا أيضا .. أن الأنبياء من واجه الاعتراض والآذى قبلنا وهم قوتنا .. فلك تتوقع بأن كل جديد سيواجه اعتراضا بأوجه ٍ ووسائل شتى .. من أصحاب القديم كجنس كتابي وممن يعاصرك بجنسك الكتابي ذاته كمضارع لك ، فإذا كان مثالك الجبل توقع واثقا بأن على السفوح يتوزع زملاؤنا البقية بين معارض قانط ومؤيد خائف . فأصحاب القديم المتزمتون و( جندرمة اللغة ) يشعرون بتهديد حقيقي لهم ولمشروعهم متناسين بأن لك قدامة حداثة ولا حداثة بلا قدامة ، أما مشاركوك في التجديد فهم يخشون ريحك أن تأتي عليهم بغبار التغيير والتفوق والعزل فينتهون .. وتبقى الدوافع والنيات هي الشاهد والحكم .. لكنك في الوجهين تواجه مخاطر الاعتراض والتصدي وربما العداء والاتهام !؟
مشروع جماعة الاختلاف ليس كما فهمه البعض ، فهو ليس مشروعا فرديا بمعنى التعالي والغطرسة والعزل والإلغاء لكنه يبحث عن التجديد المختلف فيما نكتبه جميعا دون تمييز جنسي لآنه مشروع تجانسي يبحث في التميز الجيني والجنيوي في النص الحديث .. الكثيرون أرادوا لهم في هذا المشروع ( حصة ) كأنه فرمان ملكي وملائكي لدخول الجنة الموعودة بأي أدوات إيمان إن كانت أهلا لذلك أو رخوا في ذلك ، ولم يفهموه على إنه مشروع لجميع من يدعي التجديد في الشعر الحر والنص الحر.. متناسين أو جاهلين البيانات الشعرية الصادرة بهذا الشأن الأول بيان الحداثة لأدونيس والثاني بيان الكتابة لمحمد بنيس وغيرهما ما أصدره خزعل الماجدي .. والسؤال الملح هل وجدت من النقاد من كتب مثلا دراسة ناقش فيها هذه البيانات وتحت عنوان ( البيانات الشعرية من أدونيس حتى فائز الحداد ) كما فعلت سوزان برنار في رسالتها إلى الدكتوراه ( قصيدة النثر من بودلير إلى حد الآن عام 1968 ) فنحن أمة شعراء لا نقاد كأننا ضيعة بلا حراس .
فنحن إن لم نختلف ويبقى هذا الاختلاف قائما ومستمرا لا يمكن أن نبدع أو نتطور لنبتكر .. ولا أحسب قيمة لكل هذا الضجيج المفتعل أو المنظم ، فحركة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الوراء والشعر لا يمكن أن يتراجع إلى ما قبل القصيدة العمودية .

سؤال 147 – الأديب حمودي الكناني : يوسف قصيدة شكلت الضلع الثالث للثلاثية المقدسة " المثلث المتساوي الاضلاع " قد أخذت منك وقتا طويلا وأتعبتك كثيرا ... حتى أنك أخبرتني ذات يوم أن هذه القصيدة لا تريد أن تنتهي .... السؤال هنا ما هي الحالة او الحالات الضاغطة والملحة التي جعلتك تعطي وقتا ليس بالقليل لهذا العمل الأدبي الرائع ؟

جواب 147 - الشاعر فائز الحداد : القصائد الكبيرة والنصوص التي تشبه الملاحم لابد وأن تستغرق وقتا طويلا كتلك التي تتناول مواضيع قد شكلت إشكالية في التاريخ والدين كقصة النبيان يوسف وآيوب عليهما السلام ( تمثيلا لا حصرا ) اللذين كتب عنهما كثيرا في الشعر وفي عموم فنون الأدب.. وإليك في نص ( قمر شيراز ) للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي الذي استغرق طويلا عند الشاعر وكتب عنه الكثير وأصدر به د عبد الملك مرتاض كتابا كبيرا بعنوان قراءة النص بين محدودية الإستعمال و لا نهائية التأويل: تحليل سيمائياتي لقصيدة قمر شيراز للبياتي كي نؤشر أهمية النصوص الإستراتيجية إن صح التعبير فهذا النص قد نال اهتمام الأديبة الباحثة والمترجمة الكبيرة إنعام الهاشمي وكان أول الأضلاع في أثافي الثلاثية المقدسة .

إن قصة يوسف معروفة في رمزيتها لكنها مختلفة في أبعادها الرمزية عندنا وعند الغرب في التفاصيل والتداعيات ولسنا هنا بصدد شرحها غير أن القارئ الكريم يدرك تناولها في القرآن الكريم بتفاصيلها التراجيدية والحكائية ومسألة تناولها في أدب السيرة أيضا .. ومن خلال يوسف النبي والإنسان يستجلي أمورا كثيرة وفي مقدمتها غدر الأقربين كأخوة وما للغوى والهوى من سطوة الجنس في الجمال وما لذلك من متصلات ومن مكملات تضع الإنسان في تناص مع يوسف وما عاناه ( كطفل ونبي ) .

نعم قصة النبي يوسف عليه السلام وقعها الكبير في ذاتي وكان هذا النص معبرا عما عانيته من غدر الأقربين ومن ظلم الأحبة وحقد الحاسدين كيوسف .. لكنني لست نبيا بل شاعراً عانى الأمرين وما زال ، لكنني صابر ولي وقفة في الصبر سيكون النبي أيوب عنوانا لها .


سؤال 148 – الأديب حمودي الكناني : لقد قلت في المقدمة لأسئلتي أن عالمك الشعري واسعٌ وعميق كالمحيط ... قليلون هم من تستطيع الإبحار فيه والوصول إلى الضفة الأخرى , ولقد تناولت الدكتورة الهاشمي ثلاثيتك المقدسة بالتحليل والترجمة , فهل أنت راضٍ تماما عما قامت به الدكتورة إنعام الهاشمي ؟

جواب 148 - الشاعر فائز الحداد : ممتن لك كثيرا في تقييمك الجليل لتجربتي فأنا صاحب قارب في محيط الشعر ، ولعلك تؤيدني في قولي ( لا يُسبر البحر إلا البحار) لذلك فلنبارك للربانة!

نعم وبلى أنا أكثر من راض عن الثلاثية المقدسة التي خرجت من بين يدي حبيبة قلبي وأستاذتي د. إنعام الهاشمي فالثلاثية عمل أدبي كبير في مقدمته وترجمته الخطيرتين رأيا وتحليلا ولغة وتجمع إبداعين في الشعر لفائز والنص المحايث لإنعام .. فالثلاثية ستكون مصدرا أساسياً في البحث عن تجربتي وطريقا لكتابات قادمة فلولا الثلاثية ما كان هذا الحوار ليسلط الضوء على مجموعتي ( مدان في مدن ) الصادرة حديثا ، ولا تكون لدي فكرة قبول حوار النخبة لا سيما وأنت تعلم كصديق مقرب لي كم كنت رافضا لحوارات مقترحة كثيرة ولا أقصد بهذا حواريتكم النوعية هذه فهذه هي خصب ما جادت به أنعام د إنعام من غيث .

دائما الأعمال الكبيرة كترجمة الثلاثية المقدسة تفتح الطريق أمام الأعمال الأدبية الجديدة اللاحقة ، ومجاميعي الشعرية ما زالت تحفل بالشعر والأسرار لكنها مابرحت ترقد بأعين قرائي ساكنة وإن كتب عنها الكثير ولكن بتقديري لم يزح عن وجهها التراب في التقييم والتحليل بعد .


سؤال 149 – الأديب حمودي الكناني : رأيتُ هناك من يُقلدك في توظيف الموروث بكل أشكاله الوضعي وغيره , فهل تراه قد نجح وإن كان الجواب سلبيا فبماذا تنصح ؟

جواب 149 - الشاعر فائز الحداد : التقليد للآخر في الشعر والأدب أحد سمات النسخ السلبي وهو أشبه بموجة مقلدي المطربين الكبار في الذين يظهرون بسرعة ويختفون أسرع ويروح المنسوخ ماسخا ويبقى الأصل خالدا ، فهم على غرار المطبوع على ورق الكاربون القديم أيام زمان فتجده منسوخا في كتابة وسخة .. فلا من منسوخ خالد إلا الذي خالف الأصل في النهايات.


لا أخفيك سرا بأن بعضاً من كثرة من الذين يكتبون شعرا الآن قد خرجوا من بين يديّ و كنت قد أشرت لهم إلى خطورة التقليد وأعتقد تتذكر هذا زميلتنا الشاعرة ( رائدة جرجيس ) حين لقاءاتنا في دمشق العزيزة وحين أراد تقليدي بعضهم عنفته بأدب والبعض الآخر حين أتاني بمجموعته الشعرية التي ينوي طبعها قلت له إن أردت أن تصبح شاعرا فاحرق ما بيدك وابتدئ من الصفر فهذه ليس بقصائد نثر . منهم من قدمتهم بدراسات وبشرت بهم ومنهم من كتبت مقدمات لدواوينهم .. لكن البعض منهم ركب موجة الغرور متنكرا رغم أصابعي التي امتدت إلى نصوصه في التعديل والتصحيح .. أما من يحاول تقليدي نصيا فيما اصطلح عليه ( بالمقدس والمدنس ) فو الله أضحك حين أجده يلتف على جملي الشعرية ويحاول سرقتي ، وبالمناسبة مسألة ( المقدس والمدنس ) هذه مؤشرة لي نقديا قبل عقد من الزمن والعيب حين أرى شاعرا يعبث بما ليس له مستغلا فرصة زائلة ويصطاد في الماء العكر كالعبث الذي نراه الآن في بعض المواقع دون أدنى مسئولية.. ف( الناس أخلاق .. إن الناس أخلاق ) وسجايا لكنني احتفظ بمسودات كثيرة للبعض سأنشرها إذا تجنى أحد وطالت أظافره واستنسر وما زال طيرانه دون طير البغاث .

فيا صاحبي النصيحة تزجى لمن يعتصم عن السرقة .. فهل لك أن تنصح سارقا ويده لا تزال في جيبك ؟
إذن كن بخير فالصورة واضحة !

وفي الختام: شكرا للأديب صديقي المبدع القاص حمودي الكناني على مشاركته الكبيرة في حوار النخبة وأتمنى له دوام النجاح والتوفيق في مساعيه الأدبية والابداعية.

فائز الحداد
العراق

وأنا بدوري أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِ القاص القدير حمودي الكناني لاستجابتِه لدعوتِنا ومشاركَتِهِ النوعيَّةِ والشيِّقة في هذا الحوارِ الزاخِرِ بالمعرِفَةِ ممّا قدَّمه لنا شاعِرُنا وأدباءُ النخبةِ.. والشكرُ مجدَّدٌ وموصولٌ مع التقديرِ لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد ... كلي تقديرٌ له لطولِ نَفَسِهِ ولجهدِه الدءوب في الإجابة على الأسئلةِ العديدةِ التي ورَدَتنا من نخبةِ الأدباءِ والتي مازالَ مشوارُنا طويلٌ معها والعديدُ منها في انتظارِ دورِه في الظهورِ في الحلقات القادمة وما فيها ولدى شاعِرِنا مِن ثقافةٍ واطّلاعِ .... وقبل أن أغادِر الصفحة هذه المرة أقدِّمُ لشاعِرِنا العرّاب باقةَ عبقةٍ من زهوِر الداليا لتعطِّرَ أنفاسَ يومِه، وأضيفُ لها وردةً اقتطفتُها من جنائِن شِعره اليوم.

( حبيبتي ..
كسِحرِ الماسَةِ على الزجاج ،
تقطعينَ حبلَ الصمتِ ما بيننا بصوتِك المضيء...
اختصِرِي الليلةَ كلَّ نِساءِ الأرضِ بقبلةٍ واحدة...
المهمُّ أن لا نكتبَ عن الحُبّ ،
بل أن نعيشَه بجدوى!)
وسنلتقي في الحلقةِ القادمة.
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة

سيتم نشر الحلقة السابعة عشرة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديب الشاعر المترجم والناقد التونسي محمد الصالح الغريسي.

نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة
حمودي الكناني - العراق


مسقط الرأس : ناحية القادسية من محافظة النجف – العراق
تاريخ الولادة ومكانها:
· بعد منتصف الليل
· في ليلة شتاء باردة
· من سنة كبيسة
· في صريفة

نشاطاته:
· قاص من العراق
· كتب القصة القصيرة والنصوص الشعرية في قصيدة النثر
· برع في القصة القصيرة جداً
· نشر في العديد من المواقع الاليكترونية
· لديه مخطوطات معدة للطبع
· ترجمت له بعض النصوص إلى الانجليزية
· يدرس طرائق تدريس اللغة الانجليزية في معهد إعداد المعلمين في كربلاء منذ 1989


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.