بعد إنكاره لوجود أدلة أثرية للأنبياء في مصر.. زاهي حواس: آرائي مبنية على تحليل للنصوص والكتابات    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    كوافيرة لمدة 20 سنة حتى الوصول لمديرة إقليمية بأمازون.. شيرين بدر تكشف التفاصيل    ندى ثابت: مركز البيانات والحوسبة يعزز جهود الدولة في التحول الرقمي    موسم مبشر.. حصاد 14280 فدان بصل بالوادي الجديد (صور)    أستاذ مناخ يكشف أسباب الأعاصير في اليمن والسعودية والإمارات    اعتقال متظاهرين داعمين لفلسطين في جامعة بتكساس الأمريكية (فيديو)    الشرطة الأمريكية تكشف كواليس حادث إطلاق النار في شارلوت بولاية نورث كارولينا    محلل سياسي: أمريكا تحتاج الهدنة وتبادل الأسرى مع المقاومة أكثر من إسرائيل    باحث في الأمن الإقليمي: مظاهرات الطلبة بالجامعات العالمية ضاغط على الإدارة الأمريكية    اعتصام جديد فى جامعة بريتش كولومبيا الكندية ضد الممارسات الإسرائيلية    أحمد سالم: أزمة بوطيب مستفزة ومصر كانت أولى بهذه الدولارات.. وهذا تفسير احتفال شلبي    الغزاوي: نركز على الدوري أولا قبل النهائي الإفريقي.. والرياضة بدون جماهير ليس لها طعم    أزمة الصورة المسيئة، رئيس الزمالك يوبخ مصطفى شلبي بسبب طريقة احتفاله أمام دريمز الغاني    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة بقنا    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    تكريم نقيب الممثلين على هامش الصالون الثقافي لرئيس جامعة المنصورة    بالأسود الجريء.. نور الزاهد تبرز أنوثتها بإطلالة ناعمة    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    العميد المساعد لجامعة نيويورك: جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    مصدر أمني يوضح حقيقة القبض على عاطل دون وجه حق في الإسكندرية    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    «ليلة توهج ليفاندوفسكي».. برشلونة يقلب الطاولة على فالنسيا في الدوري الإسباني (فيديو)    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    شم النسيم 2024: موعد الاحتفال وحكمه الشرعي ومعانيه الثقافية للمصريين    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    متحدث الحكومة يرد على غضب المواطنين تجاه المقيمين غير المصريين: لدينا التزامات دولية    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    مجدي بدران يفجر مفاجأة عن فيروس «X»: أخطر من كورونا 20 مرة    سر طول العمر.. دراسة تكشف عن علاقة مذهلة بين قصر القامة والحماية من الأمراض    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تعيين إمام محمدين رئيسًا لقطاع الناشئين بنادي مودرن فيوتشر    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    محطة مترو جامعة القاهرة الجديدة تدخل الخدمة وتستقبل الجمهور خلال أيام    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    إذاعة القرآن الكريم تحيي ذكرى رحيل القارئ الشيخ أحمد سليمان السعدني    ميترو بومين يرفع علم مصر بحفله الأول في منطقة الأهرامات    محافظ دمياط: حريصون على التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تراجع مبيعات هواتف أيفون فى الولايات المتحدة ل33% من جميع الهواتف الذكية    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    "قارئ شفاه" يكشف ما قاله صلاح لكلوب خلال اشتباكهما بمباراة وست هام.. فيديو    جامعة المنصورة تكرم نقيب المهن التمثيلية خلال ندوة الصالون الثقافي    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    7 معلومات عن تطوير مصانع شركة غزل شبين الكوم ضمن المشروع القومى للصناعة    بالفيديو| أمينة الفتوى تنصح المتزوجين حديثاً: يجوز تأجيل الإنجاب في هذه الحالات    عيد العمال وشم النسيم 2024.. موعد وعدد أيام الإجازة للقطاع الخاص    آليات وضوابط تحويل الإجازات المرضية إلى سنوية في قانون العمل (تفاصيل)    مدير تعليم دمياط يشهد ملتقى مسؤلات المرشدات بدمياط    وزير العمل ل «البوابة نيوز»: الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص 6000 جنيه اعتبارًا من مايو    خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله -(فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة (12) حميد الحريزى


حوار النخبة مع فائز الحداد
شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن"
الحلقة الثانية عشرة – حميد الحريزي

أ. د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)

الحلقة الثانية عشرة: وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديب الشاعر والقاص والناقد العراقي حميد الحريزي. ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف به)
أ. د. إنعام الهاشمي – الولايات المتحدة : أرحِّبُ بالأديبِ الشاعِرِ القاصّ والناقد حميد الحريزي ضِمنَ المشاركين في حوارِ النخبة.
كتبَ حميد الحريزي الشعرَ والقِصَّةَ والنقدَ َ والمقالةَ ونشَرَ في صحفٍ ومجلاّتٍ عربيَّةٍ كثيرة ، وفي مواقعَ الكترونيَّةٍ عديدةٍ، كما ولديه عددٌ من المخطوطاتِ في هذا المجال ؛

الأستاذ الأديب حميد الحريزي ، تقبَّل منّي ترحيبيِ بكَ، وكعادَتِنا مع ضيوفِنا مِنَ النخبةِ، ، نمدُّ لكَ البساطَ السومريَّ الأحمر الفاخرَ، ونهديكَ باقة زهورٍ جميلةً احتفاءً بِكَ وبمقدمِك.

الشاعر فائز الحداد - العراق : وأنا أرحب بزميلي الأديب الشاعر الكريم والقدير حميد الحريزي لمشاركتنا في حوار النخبة .. هذا الحوار الذي زخر بالأدباء النخبة ، وأسئلتهم التي جعلت منه حواراً نوعيا نفخر به، فألف أهلا بك يا صديقي .

الأديب حميد الحريزي – العراق: تحياتي لك الأديب الشاعر الكبير والمنظر القدير للشعر الحديث الأستاذ فائز الحداد أتمنى ان تكون بخير دائم العطاء ، أجمل أمنياتي لك أيها القدير بمناسبة صدور ديوانك الجديد ((مدن مدان))، في هذه الفرصة الثمينة أتمنى ان يتسع صدركم ويتسع وقتكم الثمين للإجابة عن بعض أسئلتي وتساؤلاتي، أتمنى ان تكون منتجة وذات فائدة لنا أولا ونحن نطمح بالكثير للاستزادة من بحر إبداعكم وعميق فكركم أستاذي العزيز.....

الحوار
سؤال 93 – الأديب حميد الحريزي : تقول (( لكني مبتدأ مرفوع الرأس وعلامة رفعه الفلوجة)) نسأل عن خبر هذا المبتدأ؟؟؟
جواب 93 - الشاعر فائز الحداد : إذا أخذنا التعبير في الشعر كهدف مثالي للرأي فلا مجال للغة الكتابية بنحوها وصرفها للمقارنة .. فالشعر لا يقارن بقاموسية تقنن الشعر وتقارنه برياضيات إعراب ثابتة كوجوب توفر الخبر لمبتدأ فلا خبر في الشعر لمبتدئه فخبر الشعر مبتدأ أيضا باستمرارية فعل الشعر وهو مرفوع دائما بضمة ظاهرة كظاهرة التاريخ في ديمومة الإبداع ..
لقد كتبت هذا المقطع كمقدمة لنص يحمل ذات العنوان ( علامة رفعي الفلوجة ) وقرأتها في مهرجانات شعرية عربية فهو عنوان لبسالة الفلوجة المقاومة للاحتلال الأمريكي الغاشم وإذا كان من مضارع للفلوجة في مقاومة المحتل ستكون النجف الأشرف حاضنتها لذلك قلت خبر المبتدأ مبتدأ أيضا .

سؤال 94 – الأديب حميد الحريزي : هل حين تكتب تأخذ في الحسبان أن نصوصك ستترجم فتنحت مفرداتك لتكون مطاوعة للترجمة كما ترى الدكتورة أنعام الهاشمي بان نصوصكم هي الأكثر مطاوعة للمترجم حين يترجمه للغة أخرى (( فهو يطوع المفردة لتعميق المعنى مما يعطي الترجمة القوة التي أرادها أساسا لصوره الشعرية))؟؟؟؟
جواب 94 - الشاعر فائز الحداد : لا اعتقد أن د. إنعام الهاشمي قالت هكذا (بان نصوصكم هي الأكثر مطاوعة للمترجم حين يترجمه للغة أخرى ) وتضمينك لقولها بين هلالين هو الأدق بهذا الصدد ، لكنني يا صديقي لم أضع ببالي أن أنحت المفردة كي تترجم للغة الأخرى فهذه هي طريقتي في كتابة الشعر ولم تدخل الترجمة في بالي في يوم من الأيام وما فهمته أنت على غير حقيقة القصد وعلى العكس تماما مما تقول فقد يهرب من نصوصي الكثير من المترجمين لصعوبة ترجمتها حسبما قال لي الكثيرون ود. إنعام الوحيدة التي استطاعت أن تكون صدى قرائي منتج لفهم نصوصي ثيمة وبناء كانت ترجمتها فيما بعد .. وعليه ومن خلالك أدعو زميلتي وأستاذتي د إنعام كي تدلي بدلوها في هذه المسألة للتوضيح والبيان والرأي .
سؤال 95 – الأديب حميد الحريزي : هل لنا ان نقرأ موجزا مكثفا لدفاعك عن مشروعك الشعري كما قلت (( لاخير في شاعر لا يستطيع الدفاع عن مشروعه)) وما هو حكم قضاة الشعر على مشروعك بعد أن استمعوا لدفاعك ومن هم ابرز شهودك –نصوصك- في هذه المرافعة الأدبية؟؟؟
جواب 95 - الشاعر فائز الحداد : وربي إذا أخضعنا الشعر والشاعر إلى مرافعات ومقاضاة سلطوية ونصبنا النقاد الحاليون حكاما وقادة فاقرأ على الشعر السلام فالشاعر لا يقاد بل هو من يقود من المفروض والكل تابعون له وهنا يحضرني قول المتنبي الكبير لسيف الدولة ( فيك الخصامُ وأنت الخصم والحكم ُ ) .
أتدري الآن ليس هناك من قاسم مشترك يجمع مابين الشاعر الحداثي والناقد لا بالأدوات ولا في الرؤيا !؟ .. ففي (مشروع اختلاف ) دعوت إلى تأسيس نقدية جديدة يكون أساسها الشعراء وفق منهجية جديد ( شعرية النقد لا نقدية الشعر ) وهذا مشروع جديد آخر سيلتحق في مشروع اختلاف .
نعم النص هو دليل الشاعر الأوحد على شعريته فالإبداع مشروع فردي بحت لكنه غير متهم كي يحتاج لدفاع مرافع عنه يحسبه ويتحسب له مسبقا .. فالشاعر الحقيقي فاتح جديد وسبيله الصولة في ميدان مفتوح فلا خير بشاعر غير معرفي وليس له من أدوات الدفاع عن مشرعه .. فهل ينتظر الشاعر الرحمة في البراءة من أديب ( تابع ) مكمل لعمليته الإبداعية وأقصد هنا الناقد تماما .. هذا جنون !!.
وإذا سوقنا هذا الفهم على مشروعي فالحقيقة كي تعرف يا زميلي المبدع .. بأنني رفضت العديد من الدراسات التي كتبها زملاؤنا النقاد عن منجزي لأنها لا تعبر عن حقيقة نصوصي لذلك جنح البعض إلى المشاكسة والاعتراض ولهم ما شاءوا أن يقولوا فأنا وأنت معي بحاجة إلى ناقد يدرك تمام ماهية النص بكل تفاصيله وبخلافه عليهم أن ( يضعوا القلم ) جانبا .

سؤال 96 – الأديب حميد الحريزي : ما هي مواصفات ومؤهلات الناقد الذي تتمنى ان يتناول نصوصك الشعرية؟؟ ولماذا هذا التوجس من النقاد حد القول (( إن خسائر الشعر العربي كبيرة على صعيد النقد ، وما جنيناه من اندثار اكبر مما نتصور)) وهل ترى أن الأديبة والناقدة الأستاذة إنعام الهاشمي يمكن ان تكون مثالا لهذا الناقد؟؟؟؟.
جواب 96 - الشاعر فائز الحداد : ما يتعلق برؤيتي للناقد قد قلت رأيي فيه في حوارات سباقة أرجو العودة إليها وملخصها ما قلته في سؤالك السابق هنا وما يفيد بأنهم يبحثون على السوقي الاستهلاكي لا النموذجي الأمثل وهذه مشكلة معرفية ومعضلة كبيرة ناهيك عن عدم انسلاخهم عن أنوياتهم الفارغة واقطاعيات وعشائريات ومناطقيات وطائفيات علاقاتهم التعبانة فأنا لا تعنيني كشاعر هكذا علاقات ولأني لم أضع بحسابي أن أكتب كي أحظى بتصفيق الناقد الذي قلما يصفق إلا لنفسه فهو ليس رهاني بقدر القارئ في أحسن وأتعس الأحوال .
نعم .. للدكتورة إنعام الهاشمي قراءتها ورؤيتها التحليلية وبرأي شجاع وراكز قد تجاوز رأي الكثيرين في النقد والترجمة معا حينما تناولت نصوص الكثيرين وليس نصي فحسب ويمكنك الرجوع إلى ترجماتها التي تسبقها بمقدمات تنطوي على رأي مختصر في التقييم والتحليل .
أنا من خلالك أتمنى عليها أن تتقدم الركب بدراسات نقدية عنك وعني وعن بقية الزملاء لأن المرأة جادة ولن تؤخذ بجريرة أحد وشاهدها النص دون الناص وهذه الميزة قلما نجدها الآن في ساحتنا الأدبية وأنت تعرف ذلك عن قرب .

سؤال 97 – الأديب حميد الحريزي : تقول (( أدوات منتجة تبني الأداة وتغادرها صوب المعنى بأقصى درجات الجمال)) العلاقة بين الأداة وجمالية المعنى ، أو المعنى الجميل، أيهما الأسبق في الأهمية لديك الجمال أم المعنى؟؟؟؟
جواب 97 - الشاعر فائز الحداد : كيف لك أن تميز بين الجميل وغير الجميل إذا لم يكن المعنى حاضرا وبقوة ؟..
فهو المفضي بدلالاته إلى قيمة الجمال المقروء .. لماذا يشدك بيت شعري للجواهري عن غيره في ذات الوزن الشعري لشاعر آخر أو لسعدي يوسف دون غيره ؟. أعتقد أن ما يجسده الشاعر من معنى متفرد وجديد هو ما نعنيه بالجمال فالمعنى والجمال توأمان خصوصا والشعر من وظف الفكرة لصالح الجمال دون سواه .
أما فيما مفاد ما نسخته يا صديقي عني فأقول :
هذا ينطبق على الإجراء الشعري حين يطلق الشاعر عنان مخياله في الكتابة الشعرية ويأخذه مد التجلي ، عندها تبقى اللغة مجرد وسيلة تعبير تدون حقائق روح الشاعر ورؤيته في بناء النص بمعنى أن الشاعر من يمسك بعنان النص ويدير اللغة حسب متطلبات النص لا هي من تمسك به وفق شروطها.

سؤال 98 – الأديب حميد الحريزي : (( تأسيس نقدية جديدة يكون الشعراء أساسها في ترسيخ منهجية القراءة ب((فهم النص)) )) كما تقول ، هل سيكون الشاعر هو الحكم على منتجه باعتباره ناقدا ((أهل مكة أدرى بشعابها)) وهل يفترض بالناقد ان يكون شاعرا؟؟
جواب 98 - الشاعر فائز الحداد : أنا منحاز للشاعر دائما وأبدا فالشاعر أول ناقد لنصه ويعرف جيدا مواطن الضوء والظلام فيه فأضعف شاعر في تقديري هو أفضل في الرؤية من الناقد في تقدير اعتبار الشعر ولكن حين يفشل ربما يتجه إلى حرفية النقد أما قالوا ( الناقد شاعر فاشل ).. وأنا لا زلت عند رأيي بأن الشعراء أهل ( مكة الشعر ) وهم أدرى بشعابها . فإن يكون الشاعر ناقدا نعم وأنا مع هذه الرؤية فيما أرى أما أن يكون الناقد شاعرا فلو كان قادرا أن يكون شاعرا لماذا ما كان أصلا ؟
إنني قد قلت في هذا الصدد الكثير وفي مقالات عديدة وكذلك في بيان الاختلاف الذي تعرف تفاصيله .. وبهذه المناسبة أشكرك جدا على الوقوف عليه بدقة .. فأنت قد أشرت وبنيت بعض جوانب حوارك المهم هذا مستفيدا مما جاء به وهذا فضل منك .

سؤال 99 – الأديب حميد الحريزي : الشاعر يفجر اللغة ، ما هي الحدود المسموح بها للشاعر لتفجيرها، مع احتفاظ اللغة بمعانيها القاموسية؟؟؟
جواب 99 - الشاعر فائز الحداد : هل البلاغة في المفردة الشعرية هي ذاتها في المفردة القاموسية ؟ فلا أحد قادر على تفجير مكامن اللغة قبل الشاعر فهو من يجترح ويجرح المفردة فترد على جرحها بجوارح انتمائها للشاعر فهو خلقها الجديد .. فإن عجز اللغويون عن اكتشاف سبيل انطلاقها عليهم أن يصفقوا للشاعر ويأخذوا عنه ما لم يروه فالشاعر خالق وإنسان سماوي وهم إجرائيون وميدانيون فعمر النقد ما كان إلا إجرائيا مكملا كالإجراء بين سلطة النص وإدارة النقد..
اللغة الشعرية يجب أن تكون ثائراً في كل حين فالثورة من تعنى بالتجدد على قاموسيات الحياة وأولها اللغة . وفي هذا الصدد سل اللغويين عن لغة القاموس واللغة الشعرية يا صاحبي بدلا من أن يسطّحوا أراء من يريد أن يقول رأيا ويبدع في معاصرة الحياة فهم لا يعرفون إلا الترديد الببغاوي عما قاله فلان وخلافه علاّن .. وسؤالي لهم متى تقولون أنتم رأيكم كي نستشهد به بعد الموتى .. فهل أنتم موتى على قيد اللا رأي ؟

سؤال 100 – الأديب حميد الحريزي : النص المنتج، الناقد المنتج ، القاريء المنتج، أين نجد هذا الثلاثي المتدفق إنتاجا في مجتمع الفرد فيه مستهلك في كل شيء؟؟
( أ‌ ) إذا كانت الذات الفرد المتميز ضمن كتلة بشرية تفتقر حتى لأدنى مقومات المجتمع، قادر على أن يعي لاوعيه متجاوزا واقع الاستهلاكي وينتج نصا حديثا، فمن الصعوبة بمكان أن نجد ناقدا منتجا يرتقي لجمالية وشعرية هذا النص ، في مجتمع لا يمتلك حسا نقديا تجاه مختلف الظاهر الحياتية.

( ب‌ ) الأمر الأصعب أن نجد قارئا منتجا بحق في مجتمع مستهلك بالإضافة إلى أميته الأبجدية المريعة ، وبالتالي أميته الثقافية السائدة.
في مثل هذا المجتمع وهذا الواقع المعاش كيف ترى حال الشعر الحر كما أسميته أو قصيدة أو النص الشعري النثري كما هول متداول؟؟؟

جواب 100 - الشاعر فائز الحداد : أ ) هناك فرق هائل في مفهوم الإنتاج بين الشعر والنقد وبين الشعر والقراءة .. ومن خلال أسئلتك المؤكدة على تخلف النقد أجدك تريد أن تتوخى مواجهة النقاد في سخطك عليهم وأنت محق بالمناسبة فيجب أن يكون نصك محض اهتمام ولكن يا صديقي أنت شاعر وقاص وناقد ولك منجزك وتمارس الكتابة في ميادين شتى ,, أما أحرى بنا أن نواجه النقاد بحرفية ورأي تدين الشائع النقدي الضعيف ونتصدى للضعيف في إشارة واضحة ورأي شجاع لنعيد النقاد إلى دائرة الاهتمام بالمجدي من الكتابات والابتعاد عن البائر الذي يسوقونه لنا بين فترة وأخرى؟
ب ) القارئ المنتج موجود في كل زمن حركي في مكانيته المبدعة وحتى في أتعس مرحلة مظلمة كالتي نعيشها منذ زمن طويل فدعه يبحث عنك لا أن تبحث عنه فكيف صرنا نحن لولا بحثنا عما كتبه من سبقنا .. أما كنا قراء منتجين قلة وصرنا أدباء وأضحى الآخر مضارعا لنا في الاهتمام القرائي؟ فهو عنصر استمرار التكوين الذي ينتج أدباء وقراء . . و صدقني ما زال مثلك كمثقف موجود سيكون الشعر الحر بخير وسيبقى بخير لأن الحياة غير عائدة إلى الوراء فالأمية التي تقول عنها مرتبطة بأمية بلداننا العربية في كل شيء وهي طارئة ومحكومة بعامل طارئ سيزول.. فالعراق هو من خلق الكون معرفة وشعرا وعلوما فلنراهن على الإنتاج الشعري والقرائي معا في مستقبل وحيوية العراق الذي لن يموت بعون الله.

سؤال 101 – الأديب حميد الحريزي : س9- هل تتفق مع الدكتورة أنعام الهاشمي إن قصيدة النثر قابلة للغناء، وكما تعلم أن الغناء فن شفاهي صوت- إذن ، وقصيدة النثر فن مقروء كلمة – عين بمعنى صورة وليس صوتا؟؟؟
جواب 101 - الشاعر فائز الحداد : عزيزي هذا سؤال ذو شجون وتفرعات جمة ويحيلنا إلى مفاهيم كثيرة خصوصا عن علاقة الشعر بالموسيقا ووشائج التناغم الإيقاعي بينهما لا سيما إن الوزن الإيقاعي الموسيقى خضع للإيقاع العروضي الشعري بمعنى ( جملة شعرية = جملة موسيقية ) فإن قصر أحداهما يكمله الآخر ( يرجى أن تراجع في ذلك الكتب التخصصية في ذلك ) .
واستطرادا على بدء لا أجد أن د إنعام على خطأ أبدا خصوصا ما يتعلق في قصيدة النثر إذا كان هناك ملحن قدير مثل طالب القرغولي مثلا في تلحينه أغان من شعر مظفر النواب المنفلت وزنا كما ( البنفسج وروحي ) وغيرها للراحل زامل سعيد فتاح آخذين بنظر الاعتبار الغناء الأوربي المبني على نظامين موسيقيين ( النوى والعجم _ الماينر والميجر ) .. لذا سيكون غناء قصيدة النثر ممكننا جدا ولا شائبة عليه ، بل أنا معها تماما إذا يأخذ اللحن لازمة موسيقية واحدة أي تصبح الموسيقا دليل الشعر في البناء والدلالة .. فهل ما يغنى الآن جميعه من الشعر الموزون ؟ لا أعتقد ذلك .


سؤال 102 – الأديب حميد الحريزي : هل استطاعت القصيدة العراقية الحديثة أن تتجاوز محليتها، هل تركت بصمتها الخاصة على خارطة الشعر العالمي؟؟؟
جواب 102 - الشاعر فائز الحداد : إذا قلت بأن الأدب عموما تراجع أمام معطيات الحياة المادية الجديدة وتغير العوامل المحركة للحياة .. أقول لك نعم فالكون أخذته التقنيات العلمية أكثر أما إذا أخذنا الشعر على وجه التخصيص فالقصيدة العراقية ظلت على مر التاريخ متميزة والشاعر العراقي حين يقرأ في المهرجانات العربي يستحوذ على الحضور ويتميز على أقرانه وهذا ما يقوله النقاد ويشهد به الأدباء والشعراء العرب جميعا.
نعم القصيدة العراقية تجاوزت محليتها منذ غابر الأزمنة وأعتقد من العصر العباسي بكل مراحله وحاليا أيضا ولك بكل ثورات الشعر العراقي عربيا براهين متلاحقة منذ المتنبي ومن عاصره وجاء بعده وصولا إلى الجواهري وعبد الرزاق عبد الواحد ( هذا على صعيد الشعر العمودي ) ناهيك عن السياب ونازك في الشعر التفعيلي لا على سبيل الحصر .. وأتوقع بأن يأخذ الشعر العراقي الحر طريقه إلى العالمية بكفاءة إذا ما توفرت الترجمات المؤهلة لنقله عبر اللغات الحية فلدينا شعراء مؤهلون لأن يكون ضمن قائمة الشعراء العالميين .. ولك في ملاحظة مهمة هنا فيما يخص شهرة الكثير من شعراء المغرب العربي الحديث في أوربا فهل هذا كان ممكننا لولا الترجمات إلى اللغة الفرنسية وعن طريقها ؟ المسألة إذن هي مسألة تواجد الترجمة النوعية المؤهلة بجانب دور الملحقيات الثقافية والإعلامية العراقية في الخارج والتي من المفروض أن تضطلع بهذه المهمة بجد وجدية.
سؤال 103 – الأديب حميد الحريزي : هل ترى من ضرورة لتأسيس وزارة للثقافة أو تأسيس ثقافة للوزارة؟؟؟
جواب 103 - الشاعر فائز الحداد : أنا لم أسمع يوما بما يسمى ( ثقافة الوزارة ) ربما هذا اصطلاح أنت من أتى به وسيصبح لك به سبق على الصعيد الكتابي .. فهل تفيدنا بما يعنيه هذا الاصطلاح ؟
ففي اعتباري الشخصي كشاعر أجد أن الثقافة تسبق السياسة في الأهمية والاعتبار فالثقافة ضمير والوزارة وظيفة وشتان ما بين الوظيفة الضمير ..!؟
أما إذا تعني أن تصبح للثقافة سلطة فمن المفروض أن تكون الثقافة في مقدمة الوزارات لا كما قال أحد نوابنا ( المحترمون ) مستخفا بالثقافة ( لم يعطونا وزارة مهمة ) وبذلك في رأيه يفضل لو أعطوه وزارة الشرطة كي يضطهد الناس أو وزارة المالية كي يسرق على راحته فماذا تعني عنده وزارة الثقافة ..؟ .
بتقديري أن مفهوم الثقافة يتجاوز معنى التقنين والتسيس كونها تعنى بالوعي الجماهيري الشامل ومن الممكن أن تضطلع بمهمة نشر الوعي الثقافي منظمات واتحادات ثقافية وأدبية كون الوزارة في أدلجتها تنحى منحى سلطويا بالضرورة وتعبر عن مشروع السلطة التي أتت بها وبوزيرها . وإذا كان لا بد من وزارة للثقافة فيجب أن تكون لها سلطة حقيقية في ظل دستور دائم تضمن للمثقف حصانة كاملة ضد أيّ انتهاك و بغيابها لا يكون للحرية معنى ولا للعدالة شأن . فالثقافة تبقى برغم محاولات التغييب الأقوى في جماعات الضغط ، وتكمن فيها أسباب وأسرار الحسم الفاضح لوسائل القسر لأنها القوة الفاعلة في الحياة ، وستظل الأجدى في عملية التغيير والبناء وفي التعبير عن الحقوق والتطلعات الإنسانية.
أما حان الوقت لأن نسقط النظرة الشوفينية إلى المثقف (ككائن هامشي وضعيف) ومن رحم الثقافة تخرج العلوم والمعارف في مخاطبة الأجل والأسمى (الإنسان) إن كان هو الغاية وغاية الأهداف؟
سؤال 104 – الأديب حميد الحريزي : هل تتفق مع من صنف الأدب على أساس الجنس أي أدب نسوي وأدب رجالي أو ذكوري؟؟؟
جواب 104 - الشاعر فائز الحداد : في سياق أزمة المصطلح النقدي، اهتمت الدراسات النقدية في مناهجها المتعددة بما شاع اصطلاحاً بالأدب النسوي أو النسائي لتفريقه عن (الأدب الذكوري) على غرار الأفعال البايولوجية والحياتية لكل من الجنسين، وفي ظله ظهرت اعتراضات كثيرة وسجالات، عن ماهية هذا التفريق وأهدافه، وفي رأي أن مثل هذا التفريق إنما هو (هراء) لأن الأدب الراكز، يبقى أدبا بعيدا عن كون الأديب ذكراً أم أنثى ، فلا هناك مقياس مسطري مطلق يعمم فحولة الأدب بامتياز، كما لا يوجد هناك مقياس تبايني يغمط الأنوثة في الأدب المتميز.. أما الريادة للأدب الحديث فكانت متبادلة بين الرجل والمرأة وما يقال عن الأدب ينصرف كذلك على حقول المعرفة الأخرى.
انه لمن المؤسف حقا، أن يسعى بعض الأدباء الى ترسيخ عقدة التجنيس تلك بشخصية النزعة هذه بهدف التجريد والإقصاء لا بهدف الوحدانية والتماثل في الزمن الذي لا يفصل القارئ فيه إلا مابين الأدب وغير الأدب دون النظر إلى جنس المنشئ، وهنا لابد من التساؤل.. هل كل من دخل عالم الأدب صار أديباً.. وهل كل من جربت الكتابة أصبحت كاتبة؟! الجواب في رد فحوى هذا السؤال بالنفي، دون الحاجة إلى برهنة!! فهذه لعبة سوقتها الأكاديميات والنقديات الفاشلة .. فأنا مع تداخل الأجناس وعدم البحث في جنس أو حتى جنسية الأديب .
سؤال 105 – الأديب حميد الحريزي : في مفرداتنا الشعرية نستخدم للتشبيه والوصف كواكب سماوية ، أو حيوانات ألفها الإنسان ، كالقمر، والنهر، والفرس، والغزال... برأيك لماذا لم تتمكن بدائل هذه المفردات ان تحل محلها في الأدب ، مثل السيارة ، السفينة، الطائرة محل الحصان....الخ؟؟؟؟
جواب 105 - الشاعر فائز الحداد : لو كانت هناك في سالف الزمن هذه المفردات لاستخدمها الشاعر واستعارها في التعبير الشعري وهنا يحضرني سؤال مهم جدا عن ماهية استعارات الشاعر ..
فهل استعارات الشعر في الوصف يضعها الشاعر لضرورة لغوية أو عروضية ؟ أم أنها تعبر عن ميل ذوقي لحب الشاعر ؟ فغالباً ما يصف الشاعر ثغر حبيبته بالشهد، وقبلتها بالسكر، وخدها بالتفاحة. وعند آخر تجد خدها كالخوخة، وثغرها كالقندول، وقبلتها كالكرز، وغير ذلك من بيان الوصف الذي يأخذ من الزهور استعارة التعبير بالجلنار وشقائق النعمان والورد الجوري والقداح والنرجس والياسمين والفل .. لكن وصفاً جميلاً يجمع ما بين هذا وذاك هو ما جاء على لسان يزيد بن معاوية في قوله:
وأمطرَتْ لؤلؤاً من نرجسٍ فسقَتْ
ورداً وعضَّتْ على العُنَّاب بالبَردِ
ولو كان في سالف الأزمان حلويات صناعية لاستخدمها الشاعر في بيان وصفه عدا الذي ورد ذكره. فلماذا لا نجد شعراءنا ينحون ذات المنحى ويجددون استعاراتهم الشعرية؟ أي أنهم يطرقون مفردات ما يتداوله الناس من منتجات السكر الممزوج بالفاكهة ليصبح بوظة وكيكاً ومربى وكعكاً وغيرها على سبيل التمثيل لا الحصر؟
لماذا لم نقرأ لأحد من الشعراء من قال: يا شوكولاتة الحب يا فستقية الناب، أو يا لبنة الخد ويا جبنة الشفاه، أو يا بوظة القبل يا كيكية اللمى يا شربتية الرضاب يا زيتونية الحلمة؟! هل تحولت الاستعارة إلى شيء تافه وأكلها الترميز مثلاً، أم أن موضوع القصيدة في حداثتها تجاوز الغرض الواحد؟
فمنذ لا يقارب ألفَيْ عام ظلت الاستعارة كما هي (الشهد الصَّاب والسيف الجرح، الحلو المر، النأي القرب)، ولم يستعر الشاعر مفردات العصر في الاستخدام الشعري، فالسيف المعبر عن الحرب أصبح صاروخاً وقذيفة وقنبلة، وأحجار المنجنيق أصبحت طائرات وقاذفات، والآزفات بمعنى (قيام الساعة) كفلتها القنابل الذرية والهيدروجينية. فهل هذه المفردات لا تصلح للاستخدام الشعري؟ لعمري هو بين أمرين، إما لخواء معرفي أو لعيب في الموهبة.. فلو كانت هذه المفردات موجودة كتقنية سابقا لاستخدمها الأولون من الشعراء، ولوجدنا قولاً مثلاً: صاروخ بني أمية، وطائرة بني عبس. ولتعدى الوصف إلى (قنبلة النهد، وفتيل الحلمة، وكهرباء الأصابع). وأصبح الانجذاب يعبر عن التمغنط والتكهرب والانفجار، وهي حالات فيزيائية صحيحة علمياً على صعيد بايولوجيا (حب الجسد). فلا غربة إذاً، إذا استحالت النساء وصفاً (للمدلوقة والنابلسية والفستقية). وإذا أردت أن تسأل (الخاطبة) في الحي عن امرأة يكفيك القول (كيكة) أو (بوظة) فهي ستعرف حتماً مذاقك في النساء وميلك الرجولي في الشعر والشعور!
سؤال 106 – الأديب حميد الحريزي : ما رأيك بالنص الايروسي؟؟
جواب 106 - الشاعر فائز الحداد : أعتذر عن الإجابة على هذا السؤال ويمكن إحالته إلى المعنى بالنصوص الإيروسية .
سؤال 107 – الأديب حميد الحريزي : (( يوجد ارتباط متبادل لا مرئي ولكن ضروري بين العصر والشعر الذي ينتجه ذلك العصر)) فما هي أهم متغيرات ومظاهر العصر الذي مهد لظهور النص النثري؟؟؟ وهل ان هذه الصفات وسمات العصر المنتج للنص الشعري أو قصيدة النثر أو الشعر الحر كما ارتأيت هي من أنتج قصيدة النثر في مجتمعنا، أم انه جنس أدبي مستورد؟؟؟
جواب 107 - الشاعر فائز الحداد : هذا المستل بين قوسين هو لسوزان برنار قصيدة النثر من بودلير حتى الوقت الراهن وترجم كتابها هذا كثيرا ومنها ترجمة د. زهير مجيد مغامس . دار المأمون بغداد 1993 .
شوف يا صديقي هذا المستل بين هلالين يعبر عن رأي صاحبته وقد أعتد به إجلالا لك كمحوار لي ( لأنه مسبوق بعلامة ضم منصوبة على ما قبلها وعلامة جزمها حذف حرف النون لأن أصبح في خبر كان)!؟ فأنت لم تذكر لي صاحبة القول كي أعيد اعتبار القول من خلالك لهيئة الصح الغائبة فأنا ليس مع أراء سوزان برنار في مسائل كثيرة فهي أسقطت آرائها تطبيقيا على ما عنيت به هي ( بودلير ) خصوصا والشعر الغربي عموما وإلى عام 1968 وقس منذ ذلك التاريخ إلى الآن كم سنة قد أكلت نفسها وكم من (جيل ) قد ظهر (ولو أنا لا أعتد بالتجييل الكاذب ) .. فحسب قناعتي ما قالته برنار لا يمكن قبوله تطبيقا ولا استشهادا على النص الحديث العربي والعراقي وقد قلت رأيي في ذلك كثيرا وسأعلن موت سوزان برنار فيما سأكتب عنها وبعيدا عنها فالنص العربي الحديث له جذوره العربية الموثوقة والموثقة وليس له أي مرجعية غربية كما شاء له السلفيون وأصحاب المساطر و ( الشواهيل ) أو نقاد الخردة وجندرمة اللغة . أما يكفينا يا صديقي استشهادا بالمراجع الأجنبية لا لتعضيد الرأي الشعري العربي الحديث ولكن للإساءة إلى شعراء الحداثة العرب؟
ثق بأن من أسمى الشعر الحر ( بقصيدة النثر ) أراد أن يلغي شعريتها الحقة وتبقى الأهازيج المنظومة يتنطّق بها كحلوى من لا يعرف إلا الغناء وهنا لا أريد أن أسيء للغناء بقدر ما أحترم وأعيد اعتبار الشعر الحر لما نحن نكتبه الآن فهو الشعر بعينه رغم غمز أصحاب النظارات الداكنة.
سؤال 108 – الأديب حميد الحريزي : هل يمكننا تصنيع شاعر؟؟؟ هل يمكننا إنبات شاعر؟؟؟ ماهي أهم العوامل التي يمكن ان تولد شاعرا وأديبا مبدعا ، موروث جيني، بيئة طبيعية ، بيئة اجتماعية ، التمرين والتعلم والممارسة؟؟؟ ما هو العامل الأهم الذي أنتج لنا الشاعر المبدع فائز الحداد؟؟
جواب 108 - الشاعر فائز الحداد : الفرق بين الشاعر المطبوع والشاعر المصنوع كالفرق بين العسل الطبيعي والعسل الصناعي وربما مفهوم الإنتاج الذي ذكرته أكثر قربا وتعبيرا عن طبيعة نشأة الشاعر فالشاعر لا يصنّع رغم أن هناك صناعة شعرية كالمنظوم الشعري مثلا .. فالذي خلق فائز الحداد هو من خلقك شاعرا وأديبا واعتقد جازما بأننا نشترك بجينات ونختلف في الأداء فلكل من له أسلوبه المتميز عن عثيره وبها أيضا نختلف عن أبناء جلدتنا فالشاعر كائن استثنائي لذلك قلت ( لولا الأنبياء لاختار الله الشعراء ) .. ولكن كي نصيب هدف السؤال بسهم الحقيقة فأن كل الذي ذكرته هي عناصر تكوينية لصيرورة الشاعر وأهمها الواقع بكل معاناته البائنة والخفية ويبدو لي بأن الشاعر حين تحمله أمه على غير شاكلة حملها لأخوته وأجزم بأن لذة حملها هو غيره وليس اعتباطيا بالنسبة لها وطلقها لا يشبه أي طلق فيزاوي اعتيادي .. فهي تحمل إنسانا خالقا ولا يحده عن خلقه إلا حدود الخالق الأعلى جل وعلا .. فالكون يا صاحبي هو الشاعر الأول ومن ثم نأتي نحن كشعراء نجسد حقيقتنا ليرسخنا الناس رسلا على قيد الوحي .
وهنا وبما يخصني كشاعر أقول .. لقد امتلكت هاجسي الشعري من جينات تراب الفلوجة البتول وديعا كطير وضاريا كذئب .
سؤال 109 – الأديب حميد الحريزي : هل يمكن للشاعر فائز الحداد أن يؤشر لنا أهم القمم الشعرية على خارطة الشعر العراقية؟؟؟
جواب 109 - الشاعر فائز الحداد : القمم الشعرية كثيرة لكن شاخص هذه القمم وأعلاها هو عبد الرزاق عبد الواحد شاعر العرب الأكبر ومن ثم تأتي الأسماء الأخرى بعده .
سؤال 110 – الأديب حميد الحريزي : هل يمكن ان نصنف الإنتاج الشعري العراقي بشعر ما قبل التغيير وشعر ما بعد التغيير ، وما هي سمات كل منهما؟؟؟
جواب 110 - الشاعر فائز الحداد : أنت وضعتني أمام ما يسمى بالمراحل السياسية .. بمعنى الذي ما قبل الديكتاتورية وفي زمن الدكتاتورية الجديدة وهناك فرق آخر وهو الأهم بين أن تتبنى مفهوم السلطة العامة أو تتبنى السلطة الخاصة التي تخضعك لمفاهيم لا تخدم الشعر العراقي ..
أنا أسألك هل هناك مراحل يخضع بها الشاعر لفلسفة المتغيرات السياسية ؟ بمعنى هل يجب أن يخضع الشاعر للتمرحل السياسي ، فقد مر العراق الآن في مراحل سموها سياسيا بالمرحلة الانتقالية والمرحلة الدستورية والمرحلة ( الديمقراطية ) فأي مرحلة تريد أن أحاورك بها وعنها ؟ لكنني أسألك أيضا وبوجود العراق ( الأمريكي ) هل تتوقع خطابا شعريا نظيفا في ظل وساخة الاحتلال ؟ نعم نحن نعيش التغيير ولكن نحو الأسوأ للأسف ..
بلى لقد كانت هناك ديكتاتورية مجسدة في نظام ورجل جاهل ومجنون قابض على كل شيء فما الذي تغير في عصر ( التغيير ) غير رجوعنا إلى عصر ما قبل الصناعة .. وعليه أقول هناك من يريد أن يغير ويزور حقيقة الشعرية العرقية لصالح أسماء طائفية ومصلحية لا تشكل في واقع الأمر غير شعرية طارئة في الزمن الطارئ .
سؤال 111 – الأديب حميد الحريزي : ماهو رأي الشاعر فائز الحداد بالمهرجانات الشعرية والأدبية عموما التي تقام في العراق .
أ‌ ) هل هي بمستوى طموح الأديب والشاعر العراقي؟؟
ب‌ ) هل استطاعت هذه المهرجانات إن تقدم لنا إضافة نوعية جديدة على مستوى النصوص وعلى مستوى الأشخاص؟؟؟
جواب 111 - الشاعر فائز الحداد :
أ) ببساطة لا طبعا لأسباب كثيرة ذكرناها في هذا الحوار .
ب) ربما ولكن بحدود !؟


سؤال 112 – الأديب حميد الحريزي : هناك مسابقات وجوائز أدبية هامة في العالم عموما وفي العالم العربي ، إلا يجدر ببلد مثل العراق اخترع فيه الحرف الأول إن تكون باسمه أو باسم احد شخصياته الأدبية والفكرية جائزة تناسب تاريخه الكبير في رفد الفكر والحضارة الإنسانية بأروع النصوص الأدبية؟؟؟؟
جواب 112 - الشاعر فائز الحداد : أجل من الإنصاف أن يكون للعراق اسم في الجوائز العالمية لمن كان له بصمة أدبية حقيقية في تاريخ الشعر الإنساني كالسياب ونازك والجواهري .. ولو أنا أتحفظ على حقيقتها فهي كما تبدو مسابقات وجوائز سياسية منحازة أكثر منها أدبية منصفة كمسابقة أمير الشعراء جائزة المليون .
أنا من خلال هذا السؤال أقترح أن يصار إلى تأسيس جائزة سنوية تحمل اسم الجواهري كتقليد خالد يؤسس إلى أهمية الشعرية العراقية كرائدة في المحافل العربية.
الأديب حميد الحريزي : في حوار مع شخصية مثل فائز الحداد الأسئلة لا يمكن ان تنتهي فهو رافد مهم من روافد الإبداع العراقي الراقي والعذب كلما غرفنا منه نطالب بالمزيد، تحياتي لك أستاذنا المبدع الكبير نتطلع الى المزيد من العطاء الإبداعي على مستوى النص الشعري أو على المستوى ألتنظيري في مجال الشعر والأدب عموما .
حميد الحريزي
العراق
الشاعر فائز الحداد : شكرا للأديب الجميل صديقي المبدع العراقي القدير حميد الحريزي على مشاركته الكبيرة في حوار النخبة وأتمنى له دوام الرفعة والتألق صوب شعرية راقية وأدب معافى .
فائز الحداد
العراق
تعقيب: أ. د. إنعام الهاشمي – تعقيباً على سؤال – 94 الذي جاء فيه: هل حين تكتب تأخذ في الحسبان أن نصوصك ستترجم فتنحت مفرداتك لتكون مطاوعة للترجمة كما ترى الدكتورة أنعام الهاشمي بان نصوصكم هي الأكثر مطاوعة للمترجم حين يترجمه للغة أخرى (( فهو يطوع المفردة لتعميق المعنى مما يعطي الترجمة القوة التي أرادها أساسا لصوره الشعرية))؟؟؟؟
نعم قولي هو ما جاء بينَ قوسين:
( فهو يطوع المفردة لتعميق المعنى مما يعطي الترجمة القوة التي أرادها أساسا لصوره الشعرية)
زهو لا يعني بتاتاً ما جاءَ في تفسيرِ الأديب حميد الحريزي على أنَّه يعنِي أنَّ نصوصَ الشاعرِ فائز الحداد هي الأكثر مطاوعةً للترجَمة ،فأنا لا أقولُ ذلك البتة بل أرى العكس، فإنَّ نصوصَ الحداد هي من أصعبَ ما جابَهَني في الترجَمة، ومن المُلاحظ أنَّ معظَمَ الترجَماتِ تتوَخّى النصَّ السهلَ والواضِحَ في تعابيرِهِ ومعانِيهِ وإلاّ فالنتيجَةُ لن تكونَ سوى ترجَمةٍ هزيلةٍ ما لم يكن المترجمُ على دَرَجَةٍ عالِيةِ من الدِرايَةِ كما هو ملاحظُ هذه الأيّام في الإنترنيت حيثُ دَخَلَ حقلَ الترجَمَةِ من ليسَت لهم القدرةُ والكفاءةُ في اللغتين، المترجُمِ منها والمترجَمِ إليها ، لغويّاً ونحويّاً والقدرةُ على فهمِ المعانِي والمقاصِدِ وراءَ غموضِ النصّ، ومثالُ ذلكَ ما شاهدتُه حديثاً في نصٍّ مترجَمٍ للغةِ الإنجليزية، والغريبُ في الأمرِ أنَّ المعلقينَ أغدقوا الثناءَ على الترجَمة الهزيلةِ المليئةِ بالأخطاء ، وتأتي التعليقاتُ باللغة الإنجليزيةِ الركيكةِ المليئةِ بالأخطاءِ كذلك !
ونصوصُ الشاعرِ الحداد يصعبُ تفسيرُها على القارئِ البسيط وغير البسيط في كثيرٍ من الأحيانِ ما لم يكن هذا القارئُ ملمَّاً بالخلفِيَّةِ الثقافِيَّةِ التي لدى الحداد ؛ أما بالنسبة ِللمترجمُ فمن أوَّلِ متطلباتِ الترجمة فهمُ النصِّ فهماً كاملاً ومعرِفةُ تأويلاتِ المفرداتِ والتعابيرِ واحتمالاتِها ثم معرِفةِ المرجِعِيَّة الثقافِيةِ لما يرِدُ في النصِّ من رموزٍ تاريخِيَّةٍ ودينِيَّةٍ وتراثِيَّة ممّا يَرِدُ كثيراً في قصائِدَ الحداد ، ثم الإلمامُ اللغويّ بما يرادِفُها في اللغةِ المترجَمِ إليها. التلاعبُ بالمفرَدَةِ العربِيَّةِ عندَ الحداد هي لخِدمَةِ المعنى وتعميقِه، فعمقُ المعنى لِمَن يفهَمُهُ ولهُ الدرايةُ الرصينةُ بالترجَمَةِ ناتِجُهُ ترجَمةٌ رصينةٌ تعكسُ المعنى الذي أرادَه الشاعر... أما التلاعبُ باللغةِ لأجلِ اللغةِ أي التلاعبَ بالمفرَدَةِ بشكلٍ لغويٍّ سطحيٍّ قد يكون سهلَ الترجَمَةِ بشكلِها القاموسيِّ مفردة بمفردة، ولكنَّ الناتجَ المترجَم َ ، بغضِّ النظرِ عن قدرَةِ المترجِمِ، لا يشَكِّلُ إلاّ هذيانا لا معنى له ، زهذا ما يفقدُِ الترجَمَةَ جَدواها فيما يُرتَجى لها من تذوَُّقِ القارئِ باللغةِ الأخرى
تطويعُ المفرَدَةِ لتعميقِ المَعنى، أعني به لخدمةِ المعنى وليس لخدمَةِ اللغةِ فحسب؛ والمعنى العميقُ الناتِجُ عن ذلك يحتاجُ قدرةً عاليةَ على التحليلِ مٍن قِبَلِ المترجِمِ، و بوجودِ المترجِمِ القديرِ المتمرِّّسِ باللغتين تنتجُ ترجَمَةً تعكِسُ عمقَ المعنى الذي أرادَهُ الشاعرُ لا هذياناً ، وبالنتيجةِ تحقِّقُ الترجَمَةُ ما يُرتَجى لها من تذوُّقِ القارئ باللغةِ الأخرى. وهذا ما عنيتُه بقولي عن الشاعر فائز الحداد.
( فهو يطوِّعُ المفرَدَةَ لتعميقِ المعنى ممّا يعطِي الترجَمَةَ القوَّةَ التي أرادَها أساسا لصوَرِهِ الشِعريَّة) وهذا لا يعني أنّ نصوصَه مطاوِعَةً للترجَمَة... فقد مثَّلت ترجَمَة قصائِده تحدِّياً لمهارَتِي وأخَذَت الكثيرَ مِن التعَمُّقَ بمَعانِيها وصوَرِها وخلفياتِها الثقافيّة والتاريخية... ومثالُ ذلكَ استعمالُه تعبيرِ "الماء المهين" في قصيدة "يوسُف" بقوله:
(لماذا .. لا ندرك مهين مائنا في الأنبياء .
.يا يوسف ؟)
وقد شرحتُ ذلكَ في المقدِّمَةِ لترجَمَةِ الثلاثيّة المقدَّسةِ وربطتُها معَ ما جاءَ في التنزيلِ عن الخَلقِ
وكما جاء في "المجدَلَيِةَّ" بقولِه:
(سجدت للغيب، وتمجدلت بكِ
فمجدليني بما أوتيتِ من مجدّلات الحواري)

هذه المفرَدَةُ التي جاءَ بِها مِن اسمِ "المجدَلَيِةَّ" وجعَل مِنها فِعلاً لم تأتِ عبثاً أو كفذلكٍة لغويَّةٍ كما يخيَّلُ للبَعضِ، وإنَّما هي محاولةٌ للتماهي مع الحبيبَةِِ المُتماهِيِة مع "المجدَلَيِةَّ" المتماهِية مع الحَواري؛ وبتمَجدُلِهِ إنَّما هو ينصَهِرُ في الحبيبَةِ بِما فيها مِن صِفاتِ آدميَّةٍ وبِما فيها من قُدسِيَّةِ الحَواري.
وحين يقول:
(سأتمجدل في ليلك المبتغى قساً،
لا ينضو ثيابه.. ولا تقدُّ قميصه امرأة من دُبرٍ)

ففي تمَجدُلِهِ وتَماهِيِه وانصِهارِهِ في الحبيبَةِ وقُدسَيَّتِها، إنَّما هو يعلِنُ اكتِسابَهُ الطُهرَ "قساً" كما يتَماهى مع "يوسُف" تعففاً (ولا تقدُّ قميصه امرأة من دُبرٍ)!
فتطويعُ مُفرَدةِ المَجدَلِيَّة لتتحِوَّلَ إلى "مجدلِيني" و "تَمَجدَلتُ" و "سأتَمَجدَلُ" لم يكن تلاعباً سطحيَّاً في المفرَدَةِ وفذلكَةً لغويَّةً وإنَّما هو طرحُ مفرَداتٍ كان لها دورُها الكبيرُ في المعنى، وما كان ليعوِّضَ عنها استعمالُ أيِّ مفرَدَةٍ أخرى.
وتعقيباً على ما جاءَ في سؤال 96 : وما جاءَ في جوابِ شاعِِرنا العرّاب فائز الحداد عليه،
أقولُ: لكَ كلُّ الشكرِ على ثِقتِكَ بقدرَتِي النقدِيَّةِ والتحليلِيَّةِ للنصوصِ التي قدمتُ رأياً فيها ، وأوَدُّ أن أؤكِّدَ أنِّنِي متذَوِّقَةٌ أكثرَ مِنِّي أيّ شيءٍ آخر ، فأنا أتَرجِمُ ما يقدَحُ في ذِهنِي وذائقتي مِن تفرُّدِ النصِّ في عُمقِهِ وجَمالِيَّتِهِ، وكي تكونَ الترجَمَةُ أمينةً ومُخلِصَةً للمَعنى الذي عَناهُ الشاعِر، وكي تجَسِّدَ روحَ النصِّ في الترجَمَةِ فإنِّي ألجأ إلى دراسةِ النصوصِ وتحليلِها وليس في معزلٍ عن النصوص الأخرى للشاعِرِ، وهذا ما حدثَ في ترجَمَتِي لثلاثيَّتِكَ المقدَّسّة التي تَلتها دِراسَتِي لنصوصِكَ الأخرى ولديوانِك "مدان في مدن"... إنه التفرُّد والعمقُُ الذي أردتُ فكَّ طلاسِمِهِ هو الذي أغرقَنِي فيها. أعطِني ما يقدحُ في ذِهني وما يمثِّلُ تحدِّياً لقدراتِي وسأمتطِيه كموجَةٍ متمرِّدَةٍ وأقفُ في وَجهِهِ أصارعُه كريحٍٍ عاتِية،... أعطِنِي الجَبَلَ لا سفحَه ، فالنسورُ تبنِي أعشاشَها في الأعالي وموعِدُنا في عَينِِ الصقر! أقولُ ربَّما يأتِي مشروعٌ آخر، فوالله ما رأيتُه من فِكرِ النخبةِ لهو مثارُ إعجابِي وحماسِي، وسوفَ تأتِي قدحةٌ تشعِلُ الوَرَقَ إن أمهَلَنِي الزَمَن.
وتعقيباً على ما جاءَ في سؤال 101: نعم أؤكد أنَّ قصيدةَ النثرِ قابلةٌٌ للغناء ... هل استمعت َإلى صوتِ المُنشِدِ وهو يُنشِدُ أسماءَ الله الحسنى؟ أيكفي هذا دليلاً؟


وختاماً: أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِ حميد الحريزي لاستجابتِه لدعوتِنا ومشاركَتِهِ وإضافته القيمة في هذا الحوار الزاخر بالمعرفة. والشكرُ مجدَّدٌ وموصولٌ مع التقديرِ لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد ، ولجهدِه الدءوب في الإجابة على الأسئلةِ العديدةِ التي مازالت أمامنا وتنتظرُ دورَها في الظهور والتي ورَدَتنا من نخبةِ الأدباءِ التي سترافقُنا في الحلقات القادمة لننهلَ ممّا لديها ولدى شاعِرِنا مِن ثقافةٍ واطّلاعِ .... وقبل أن أغادِرَك هذه المرة سأزورُ جنائِنِ شِعرَك المميَّز و أقتطفَ لك منها لك ما يلي.

(قلت ِ:‏
‎‎هل أتعبك السير في طريق الحرير
فالشأو طويل .. من الأستانة لبغداد؟
‎‎لا تلتفت .. فقد قطعت شوطا
ولا مفرَّ‎..
‎‎عليك أن تتأهب للحريق
‎كن طوفانك المغير
يا نبي المياه
ففي عين الإعصار..أنت وأنا
والبحر ملكك والذاريات
وحين عصفك لا تنشد الحرير
فيا أيتها المرأة البحر ..
سادكَّ فناراتك بأنفاسي الغازية
تمنَّي أن يحتضن آخر نفس لك
فمالك وبدوي، وبداوة الحب
وأنت تجهلين طعنة الرمال ؟)
........ من قصيدة "روزالين"

وسنلتقي في الحلقةِ القادمة.

حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة

_______________
سيتم نشر الحلقة الثالثة عشرة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها تظهر مشاركة الأديبة المغربية زوليخا موساوي الاخضري.

__________________

نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة
حميد لفته دخيل الحريزي - العراق

· أديب وكاتب وصحفي
· التولد : العراق – النجف 1/7/1953
· الدراسة : خريج المعهد الطبي الفني بغداد 1974

الإصدارات
· "ارض الزعفران" - مجموعة قصصية - ضمن اصدارت مجلة بانيقيا - اتحاد الأدباء والكتاب في النجف.
· كراس عن العمل والعمال في العراق.

مخطوطات
· "مشاهدات مجنون "- ديوان شعري مخطوط
· "بيارق الجياع" - ديوان شعري مخطوط
· "حورية القصب" - مجموعة قصص قصيرة مخطوطة.
· " تحولات" - مجموعة قصص قصيرة جدا مخطوطة معدة للطبع بعنوان
· "نذر سعيده" و "عربة مظلوم" - روايتان مخطوطتان معدتان للطبع
· "هموم الناس" - عنوان كتاب يضم عشرات المقالات الصحفية المنشورة في الصحف العراقية للكاتب
· مخطوط دراسات في الثقافة والأدب في النجف منشورة اغلبها في الصحف والمجلات العراقية مقدم - لمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية.
· روايتان مخطوطتان معدتان للطبع بعنوان "نذر سعيده" و "عربة مظلوم".

جوائز و تكريمات
· حصل على وسام ووشاح التميز من الدرجة الأولى في القصة القصيرة في العالم العربي - لعام 2010 - المسابقة المقامة من قبل مجلس الصحافة العالمي.
· تكريم الكاتب من قبل منظمة أحلام الطفولة في غزة- المجلس العالمي لحقوق الطفل.
· شهادات كثيرة بحق الشاعر من قبل أدباء وكتاب وقصاصين من داخل العراق وخارجه .

نشاطات أخرى
· رئيس تحرير مجلة الحرية
· عضو هيئة تحرير مجلة رؤيا
· عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
· عضو اتحاد الصحفيين العراقيين
· عضو الهيئة الاستشارية لمجلس الصحافة العالمي.
· مرشح للعضوية الفخرية لمجلس الصحافة العالمي.
· عضو بيت الشعر في النجف.
· عضو نادي القصة في النجف.
· عضو بيت السرد العربي .
· عضو اللجنة التحضيرية لملتقى القصة القصيرة الاول المقام من قبل بيت السرد العربي في النجف الاشرف لعام 2011.
· شارك في عدة أماسي أدبية في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف.
· له أيضاَ:
· مشروع كتاب في علم النفس والاجتماع يضم دراسات عديدة منشور اغلبها في مجلة الحرية ومجلة قراطيس ومجلة بغداد وغيره من المجلات والجرائد العربية.
· نصوص ادبية مترجمة للغة الصربية.
· له العديد من الدراسات والمقالات والقصائد والقصص والدراسات النقدية المنشورة في الصحف والمجلات العراقية منها جريدة الأهالي و الزمان والصباح والمنارة والمدى والدعوة وصوت العراق والجريدة والمؤتمر والأمة العراقية والمواطن....وغيرها، ناهيك عن المواقع الالكترونية العراقية والعربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.