مستشار/ أحمد عبده ماهر لعل الجهلاء ومخابيل أهل التراث يفيقون من إغماءاتهم وولعهم بمتخصصيهم وأئمتهم ، وإلا أوردهم ذلك المنهج مورد الهلاك... فالله تعالى يقول : {.... فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }الحجر22 وموضوعنا الذي سنبحثه هو قوله تعالى [ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ] وهاكم تفسير الحافظ بن كثير حيث يذكر ما يلي: [ ....وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِحَافِظِينَ، بَلْ نَحْنُ نُنَزِّلُهُ وَنَحْفَظُهُ عَلَيْكُمْ وَنَجْعَلُهُ مَعِينًا وَيَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ، وَلَوْ شَاءَ تَعَالَى لَأَغَارَهُ وَذَهَبَ بِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رَحْمَتِهِ أَنْزَلَهُ وَجَعْلِهِ عَذْبًا وَحَفِظَهُ فِي الْعُيُونِ وَالْآبَارِ والأنهار، لِيَبْقَى لَهُمْ فِي طُولِ السَّنَةِ يَشْرَبُونَ وَيَسْقُونَ أَنْعَامَهُمْ وَزُرُوعَهُمْ وَثِمَارَهُمْ. ]. وبالطبع لم يكن بن كثير وغيره ممن تسمونهم علماء يعلم: • بأن إثيوبيا أقامت سد النهضة لتخزين مياه الأمطار • ولم يكن يعلم أن مصر أقامت السد العالي لتخزين مياه الأمطار ببحيرة ناصر.....وسدود كثيرة... • كما تم حفر آبار صناعية تحت مَخَرَّات السيول لحفظ ماء لأمطار..... فهل أخطأ الله في قرءانه....أم أخطأ بن كثير وغيره من المفسرين فهم الآية الكريمة بشأن ما ورد بالآية من عدم القدرة على تخزين المياه.....والمرمى المقصود منها بالضبط. إن الحقيقة الغائبة عن ابن كثير وكل علماء التفسير هي المحور الذي تدور حوله عملية التخزين للمياه....فلم يلتفت أحدهم لكلمة [فأسقيناكموه].....فالله يعني تخزين المياه التي يشربها الإنسان وأنه لن يستطيع أحد تخزين ما يشريه من ماء وإلا توفي إلى رحمة مولاة. فالماء الذي نشربه يخرج من أجسامنا في هيئة العرق وإبان التبول ومع لعاب الفم ودموع العينين....الخ. ولو لم يخرج الماء من خلال تلك المصارف لحدث تجمع للماء بالجسم وبالتالي فقدان الجسم لنسبة تركيز الصوديوم والبوتاسيوم.....ولتم زيادة الضغط على عضلة القلب...ثم يموت الإنسان. فهذا تدبر قوله تعالى [وما أنتم له بخازنين]... فهل يا ترى علمتم بأن الله ينزل من خزائن علمه على من يشاء من عباده ليفهمنا القرءان وذلك من قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53. فالله يفهمنا القرءان ويفسره لنا في بث سماوي مستمر لاستعراض نعم الله غلينا...واستعراض لمعجزة القرءان الذي نزل أيام الظلام الفكري للإنسانية. أذكر ذلك لمن يغترون بعلم الصحابة ومن يغترون بعلم السلف....مع احترامنا لهم جميعا. ولا يزال بالكون فهم أكبر من فهم كل فاهم ولا يزال الله يرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا حتى يتبين للناس جميعا أنه لا إله إلا الله.... فلا توقفوا مد الفهم وتقصروه على سلفكم...فقد قدموا قدر طاقتهم وقدرتهم على الاستيعاب...فجزاهم الله خيرا لكن لا تقوموا بتعظيمهم...فهذه صنمية تصل بكم إلى حد الإشراك بالله....وعليكم بالعلم والحضارة فهما ترجمان آيات الله. --------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي