دكتور / عبد العزيز أبو مندور قال عز من قائل : " أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " ( العنكبوت : 29 ) وقال جل ذكره وعظم سلطانه : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ " ( المائدة : 78- 81 ) لا تظن أيها المسلم أن هذه الآيات ذكرت حكاية عن أقوام مضوا فقط ، فاعلم أنها نذير شؤم على كل من عمل أعمالهم واتبع أهواءهم ؛ فكانوا أمثالهم ! أقول ذلك بسبب ما تعانيه المجتمعات الإنسانية بعامة والمجتمعات العربية وبخاصة مصر وما تعانيه كثيرا دول العالم المختلفة من المنكر ومشاكل اللواط والشذوذ بين الأطفال والصبية. وأقول ذلك أيضا بمناسبة ما نشره موقع ( BCC ) عربي - تحت عنوان : ( اتهام الرجل الثالث في الفاتيكان بالاعتداء الجنسي على أطفال ) وإليك الرابط : http://www.bbc.com/arabic/world-40443200 ولعلنى لا اتحرج من تقديم اعتذاري للقراء بسبب كتابة مثل هذه المقالات فى شهر رمضان الكريم . ولكن – ما الحيلة وقد تفشت فى أسماعنا تلك القصص السوداء التى تتناول الشذوذ واللواط كلما تناولنا مشكلات التربية والتعليم والإعلام والثقافة والفنون والآداب ؛ فتخنقنا إخبارهم البذيئة وحكاياتهم الشاذة المسيئة بما تمجه الفطرة السليمة بل تكاد تهلك منه نفوس أصحاب العواطف النبيلة ! ولعل سائل يسأل عن أسباب وعلاج مثل تلك الكوارث التى تعصف بالإفراد والأسر والمجتمعات فكرا وعقيدة وأخلاقا ! وبدئ ذى بدء فإن علاجها هو التخلص من أسبابها . إنه كلما ازدادت توجهات الناس إلى طلب الدنيا على حساب الآخرة ، ورغبوا فى إرضاء الناس بدلا من إرضاء خالق الناس ورب الناس ؛ فجرتهم زينة الحياة الدنيا وغرتهم ؛ فسعوا وراء الشهوات ، وانصاعوا لمغريات الجسد والزينة والعجب بالنفس ومحبة الصور الفاضحة والعري ، وأنكروا المعروف ، وأشاعوا المنكر كما فعل قوم لوط من قبل واليهود من بعدهم من الذين كفروا فدمر الله على هؤلاء ، ومسخ هؤلاء قردة وخنازير. والمزعج والمقلق والمحزن أيضا أن مجتمعاتنا العربية بعامة ومصر بخاصة فى الآونة الأخيرة وبسبب الثقافة المنحطة لجماعة من أهل الأدب الفاضح والفن الرخيص والإعلام المأجور رجالا ونساء ؛ أدباء وفنانين ؛ وأصحاب الفكر المغلوط ممن تحدثت عنهم فى كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) ناهيك عن الفنون الهابطة وسياسات التعليم الفاشلة والإدارات والوزرات غير الأمينة ، وانتشار الفساد فى مفاصل الدولة ، غياب دور الدولة والأزهر والمؤسسات الدينية المعنية فى التربية الرشيدة ، وضعف القبضة الأسرية ، وغياب الآباء عن رقابة ورعاية الأبناء ، وضعف الأنظمة التعليمية المدرسية والجامعية بل وتقييد حريتها فى معاقبة الفاسدين باسم الحضارة والتقدم ، وانصراف خطباء المساجد عن مشاكل مجتمعاتهم وانصياعهم لوزير الأوقاف وإملائه عليهم خطبا ممنهجة لا تعبر عن حاجة كل بيئة وكل مدينة وكل قرية بل كل حي ونجع بما يصلحها .. وغير ذلك كثير مما يصلح كل سبب مما ذكرنا إلى محاضرة خاصة ومعالجة منفردة .. ! مجتمعاتنا العربية للأسف تسابق المجتمعات الغربية وكنيسة الفاتيكان فى جرائم اللواط بين الأطفال وتلاميذ المدارس بما لا يقبله دين ولا يقبله عقل العقلاء فتنجرف وراء الرذيلة كما تنحط صخرة ضخمة من قمة جبل عال مرتفع إثر زلزال أو صدع فى الأرض أو بفعل فاعل فتدمر كل شئ يقابلها أسفل منها ، وقد تجرف خلفها من الصخور العوالى ما يلحق بها فى سباق مجنون فتتلبس بالرذيلة والنجاسة والفسق والانحدار الأخلاقي ؛ حتى أصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا وهو ما حذرنا منه خاتم النبيين رسول رب العالمين المبعوث بكمال مكارم الأخلاق رحمة للعالمين. المنكر ومشاكل اللواط بين الأطفال والصبية وما يترتب عليها من دنس ونجاسة ووسوس الشيطان وعادات تتأصل ما لم يسرع الناس وأولياء الأمور بالاحتياط ومعالجة ما تسببوا فيه من إهمالهم فى رعاية أبنائهم من خطر الانحراف وما قد يترتب عليه من إهانات للأسرة وانتشار الفاحشة فى المجتمع كالمرض المعدى و الأمراض المستعصية كالإيدز وغيره ناهيك عن الأمراض الخلقية وما يتبعها من ضعف الوازع الديني مما قد يؤول فى النهاية إلى ما لا يحمد عقباه من الإلحاد فيكون العقاب من الله شديد ما بين خزي قى الحياة الدنيا يصيب الأسرة والمجتمع كله ، وعذاب يوم القيامة من الله عظيم. ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) [email protected] ----------