فى احد اركان الحديقة كان يستند الطفل بجسده ورأسه على احد الاشجار ويبكى وينتحب بصوت مكتوم ....سمعه احد رواد الحديقة وهو فى طريقة الى الخروج من باب الحديقة فسمع صوت البكاء المكتوم توجه ناحيته فوجد طفلا صغيراً لا يتعدى عمره الثامنة فساله ما الذى يبكيك يابنى ؟ قال انا حارس ... اجاب بإندهاش حارس ؟ كيف انت حارس ؟ قال الولد لعبة ..! هى لعبة .... وانا فى الحديقة جاء الىِ مجموعة من الاطفال كانوا يلعبون لعبة حربية وقالوا لى هل تريد أن تلعب معنا ؟ قلت نعم .... قال لى قائدهم انت رتبتك عرٍيف ووظيفتك ان تقوم بحراسة هذة الذخيرة ولا تتحرك من مكانك الا اذا اعطيتك الامر ... قلت حاضر ....قال اعطنى كلمة شرف انك لن تتحرك من مكانك قال كلمة شرف لن اتحرك من مكانى الا اذا اعطيتنى الامر رد الرجل عليه والان الحديقة ليس بها احد وقد اسدل الليل ستائره, ولسوف تغلق ابوابها ويجب ان تنصرف حالاولقد تركوك جميع الاطفال وذهبوا ويجب أن تذهب انت الاخر . قال الولد : لن اذهب حتى يأتينى الامر بإلانصراف فلقد اعطيت كلمة شرف ولم يثنيه الرجل عن رآيه وظل يبحث فى الحديقة عن اى شخص يثنيه عن رآيه حتى جاءه بجندى من خارج الحديقة وقال له لقد امرك قائد المجموعة بالتخلى عن مكانك هذا ولابد أن تنصرف حالا . وصدًق الولد كلامه فقط لانه يرتدى بذة عسكرية. وانصرف خارج الحديقة . هذة القصة قرأتها من الادب العالمى الروسي وتذكرت عند قراءتها فيلم كلمة شرف للعملاقين فريد شوقى واحمد مظهر عندما كان سالم "فريد شوقى" مسجون بتهمة هو برئ منها وكان يهرب من السجن مراراً وتكراراً فقط ليشرح لزوجته التى لم يحب سواها ولم يخنها قط انه برئ من هذة التهمة وقد كان كبش فداء لينقذ الفتاه من الفضيحة التى كان سببها اخو زوجته الفاسد السكٍير الذى اوهم فتاه بالزواج وغرر بها وحملت منه سفاحاً وتبرأ منها ومن حملها فلم يكن امام الفتاه الا ان تقوم بإجهاض الجنين وكان لابد من موافقة الزوج ولم يكن امام سالم الا ان يقوم بدور مروءه وشهامة فيوقع اقرار على نفسه انه الزوج وتموت الفتاه اثناء العملية وتكون الفضيحة لسالم ولم يجرؤ سالم على قول الحقيقة لزوجته خوفا عليها. وعنما يعلم يحكايته الظابط "احمد مظهر" يحاول مساعدته بشتى الطرق ويذهب بنفسة عدة مرات فى محاولة منه لإظهار الحقيقة ليموت كمال صاحب الجريمة الاصلية ودليل براءة كمال ويذهب لزوجة سالم ليشرح لها الحقيقة ليجدها فى ايامها الاخيرة وحالتها متأخرة. وهنا نجد دور الانسانية يتخطى القانون فيتفق الظابط مع السجين سالم أن يذهب إلى زوجته ليبرأ نفسة امامها وانه لم يخن حبها طرفة عين وانه لم يرتكب هذة الجريمة. فيعطى السجين كلمة شرف للظابط أنه سوف يعود فور ايضاح الامور.... ليلقى علي زوجته نظرة الوداع الاخيرة بعد ان يشرح لها فتومئ له برأسها وتمسك بيدية بشدة وهو ينظر الى الساعة خوفاً من مرور الوقت ويتخطى الساعة التى اتاحها له الظابط. فينتزع يديه من يدها وينتزع قلبه معها ويذرف الدموع . فى نفس التوقيت تأتى دورية اشراف على المسجونين والسؤال عنه خصيصا عن سالم ليقع الظابط فى مأزق خوفاً من نقض العهد وتضيع كلمة الشرف . ويطلب المأمور ان يرى السجين الهارب ليسقط فى يدى الظابط ويتخيل ان مستقبله سيضيع إن لم يجد السجين فى زنزانته . وهنا نجد السجين فى زنزانته ليتنفس الظابط الصعداء ويُضرب المثل فى الامانة المتمثلة فى كلمة الشرف . فهل الامانة وكلمة الشرف فى قصصنا وافلامنا فقط ؟ اجعلوا حياتكم كلمة شرف . كلمة شرف ان نحافظ على هذة البلد قبل كل شئ إذا كان الوطن كل هدفنا لن نكون دولة فقيرة إذا كان الوطن كل هدفنا سوف تُحل كافة مشاكلنا وعلى رأسها المشاكل الاقتصادية سنصبح دولة متحضرة فى آوائل الصفوف. فكلمة شرف أن نحافظ على هذا الوطن.