فقد ذكر النووي (قال الْخَطَّابِيُّ : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث : اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ : أَحَدهمَا مَغْمُوض عَلَيْهِ فِي دِينه ، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ ، وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة ، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ ).. كما وأنه قد ذكره الطبرى القرطبى فى كتابه الجامع الأكبر لأحكام القرأن الكريم قائلا: (وأما حكم مسائل الاجتهاد فان الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض ودقائق معانى الشرع ومازالت الصحابة يختلفون فى أحكام الحوادث وهم مع ذلك متألفون وقال رسول الله (ص):اختلاف أمتى رحمة..( تفسير القرطبى ج4ص151) كما وان هذا الحديث قد ورد بكتاب شرح صحيح مسلم ج11 ص91/92.. وزعمتم أنه قاله محمد رسول الله بل حتى الذين أنكروه فكذلك أتبعوا هذا الحديث الذي جاء من عند الشيطان الرجيم على لسان اوليائه من شياطين الإنس المنافقون الذين يظهورن الإيمان والإتباع لمحمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى إذا خرجوا من عنده فيبيتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام فصدوا عن سبيل الله كما ادعوكم إليه فأبيتم أن تتبعوه وأتبعتم أحاديثهم فصدوكم عن سبيل الله الحق .. تصديقاً لقول الله تعالى ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(4) (المنافقون :4:1) .. ومن ثم علّمكم الله بطريقة تصديتهم عن الحق من ربكم أنه ليس بالسيف إذا لو كان بالسيف فلا داعي أن يأتوا ليشهدوا بين يدي محمد رسول الله بإسلامهم لأنهم سوف يقاتلونه فينكشف أمرهم إذا ما هي طريقة تصديتهم المقصودة في قول الله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)) .. ولكن لله الحُجة البالغة فقد علمكم كيف طريقة صدهم عن الحق من ربكم أنها بالإفتراء بأحاديث وروايات لم يقولها عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً(81)..(النساء:81) وتعالوا لنعلم لماذا أمر الله نبيه أن يعرض عنهم فلا يطردهم ليستمر مكرهم ليعلم من يتبع الحق ممن يستمسك بما خالف لكتاب الله وسنة رسوله الحق وذلك لإن الله سوف يُعلمكم كيف تعلمون الحديث النبوي الحق الذي جاء من عند الله والحديث الشيطاني الباطل الذي جاء من عند غير الله ليصدوكم به عن سبيل الله ولذلك أمر الله عُلماء المُسلمين أن لا يختلفوا في الأحاديث النبوية وأن لا يعتمدوا على الثقات او غير الثقات ولا تطعنوا في صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كيف ما كانوا هو أعلمُ بمن إتقى وأمركم الله ان تأخذوا الأحاديث الواردة بشكل عام عن كافة صحابة محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ومن ثم يتم تطبيقها مع ما جاء في مُحكم القرأن العظيم وبما إن السنة النبوية جاءت من عند الله كما جاء القرأن العظيم وبما أن الله علمكم أن القرأن محفوظ من التحريف وإن أحاديث السنة النبوية ليست محفوظة من التحريف وحتى تعلمون أي الحديث النبوي في السنة جاء من عند الله واي الحديث في السنة النبوية مُفترى من عند غير الله ولذلك امركم أن تجعلوا مُحكم القُرأن هو الحكم من الله في هذه القضية وعلمكم أنه أي حديث نبوي جاء من عند غير الله فحتماً بلا شك أو ريب سوف تجدوا بينه وبين مُحكم القرأن إختلافاً كثيرا ودائماً الحق والباطل يأتي بينهم إختلافاً كثيرا وقال الله تعالى) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81)أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا(82))) ..(النساء:82:81) وهذا هو ما أمركم به الله في مُحكم كتابه القرأن العظيم أن تجعلوا مُحكم القرأن المُحكم هو الحكم حتى لا تكون لكم حجة أن المنافقون افتروا على رسولكم بالسنة النبوية ولم نعلم أيهم الحق وأيهم الباطل فأضلونا عن سواء السبيل وكذلك أمركم رسول الله بذات الأمر الذي أمركم به الله تعالى .. ولقد أخبرنا رسول الله (ص) عن زمان سيأتى وحزرنا منه فقد ورد(( و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ)) ورد بصحيح مسلمج14ص114 برقم 5177 وكذلك ورد ((حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنْ الْمَالِ بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ )) وكذلك ورد (( حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَا أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنْ الْمَالِ بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ )) ورد بمسند أحمد باب مسند أبى هريرة ج20ص5 برقم9462 وكذلك ورد (( حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ وَفَاءَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ إِنَّ فِيكُمْ خَيْرًا مِنْكُمْ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْرَءُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيكُمْ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْعَرَبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ وَسَيَأْتِي زَمَانٌ يَقْرَءُونَ فِيهِ الْقُرْآنَ يَتَثَقَّفُونَهُ كَمَا يَتَثَقَّفُ الْقَدَحُ يَتَعَجَّلُونَ أُجُورَهُمْ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهَا )) ورد بمسند أحمد باب مسند أبى هريرة ج25 ص167 برقم12121 ولاشك أن زماننا هذا هو هذا الزمان ومن ثم علينا عدم الاختلاف على القران بأحاديث ظنية مختلفة مع المحكم من اياته تصديقاً لقول الله تعالى (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))) النحل:64 ... وقوله تعالى ((أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) المؤمنون:70 وذلك لأن بعضهم ينشغل بالنظرة إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم دونما يصغي إلى مايقول وليس الهدى في صورته عليه الصلاة والسلام ومن نظر إليه هداه الله إذا لأمنوا الكفارأجمعين بل الهدى الإستماع إلى كلام الله وفهمه فبأي حديث بعد الله وأياته تؤمنون ؟! ويامعشر عُلماء الأمة إني أدعوكم إلى الإحتكام إلى كتاب الله فإن أتبعت أهواءكم وتركته وراء ظهري فلن تغنوا عني من الله شيئا وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو أتبع المفترون وترك حُكم الله العربي المُبين وراء ظهره فلن تغنوا عنه من الله شيئا فانظروا للتهديد الذي تلقاه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم من ربه وهو خيراً منكم وأعلمُ فما بالكم بعُلماءكم الذين هم من دونه عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى ( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ))) الرعد:37 فهل بعد كل هذا يمكن القول بصحة الحديث القائل اختلاف امتى رحمة رغم تعارضه البين مع اية الاعتصام بحبل الله.. ووالله لو قال احدكم ان هذا الحديث صحيح لقلت له ان هذا الحديث المفترى والمدسوس على نبى الرحمة لهو السبب الرئيسى فى اختلاف الأمة الى شيع وفرق مبعثرة مع ان كتابهم واحد ورسولهم واحد وقد نجح اليهودى المنافق فى حصد مبتغاه من وراء وضع هذا الحديث فى تشتيت الامة رغم ان الاصل هو الاتحاد والاعتصام فكيف يكون الاصل هو الاختلاف والتشرذم اليس فيكم رجل رشيد ؟!!!....وهنا يسالنى سائل ألم يُخلق الناس للإختلاف ألم يقل الله تعالى: )وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(119) هود:119:118 ..والجواب من الكتاب لا لم يخلقهم الله للإختلاف وقال الله تعالى ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)))... الزاريات:56 إذا فما يقصد بقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) هود:118 .. والجواب من محكم الكتاب ((فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)).... الأعراف:30 إذا فلماذا يقول الله تعالى) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) ... هود:119 وعلينا ان نهتدي إلى الصراط المستقيم فنعبد الله وحده لا شريك له فلا نفضل مخلوقا في حُب الله وقربه ولا أحداً من أنبياء الله ورسله فهل وجدت أن أحدا من الأنبياء الذي فضل الله بعضهم على بعض فهل وجدت الأدنى تفضيلاً قد فضل الذي فضلهم الله عليه أن يكون أقرب منهُ إلى ربه والجواب كلا ثم كلا بل يتنافسون على ربهم ايهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (( .. الاسراء:57 ولكن للأسف إن اكثر الناس لا يؤمنون وكذلك للأسف إن القليل الذين أمنوا لا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركين بربهم عباده المُقربين وقال الله تعالى (( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) ( يوسف:106 اذا علينا الاعتصام بحبل الله وهو القران الكريم ومن السنة ماتطابق ومحكم اياته والا نتفرق ونجاهد جميعا ونتنافس بل ننافس المقربين انفسهم بغية ادراك الوسيلة لنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ولن ندركها له ونحن مختلفين غير موحدين !! وعلينا الا نختلف وأن نحتكم إلى القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحق لما تنازعنا فيه من سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولسوف أقدم لكم البرهان بأن الله أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع الأساسي فيما اختلف فيه عُلماء الحديث .. ويامعشر عُلماء الأمة لقد أخبركم الله بأن هُناك طائفة من المُسلمين ظاهر الأمر من عُلماء اليهود من صحابة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضد الله ورسوله اتخذوا إيمانهم جُنة ليصدوا عن سبيل الله فيكونوا من روات الحديث وأنزل الله سورة بإسمهم (المنافقون).. وقال الله تعالى (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ(1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(4)) المنافقون:4:1 ويامعشر عُلماء الأمة تدبروا قوله تعالى( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)).. ولسوف أبرهن لكم بأن تلك الطائفة قد افترت بأحاديث غير التي يقولها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى (( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا" ﴿80﴾ ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" ﴿81﴾ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا" ﴿82﴾ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ﴿83﴾) النساء:83:80.. وكما رأينا فقد قال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فماأرسلناك عليهم حفيظا"(80) ) .. وذلك أمر من الله إلى المُسلمين أن يطيعوا محمد رسول الله فيتبعوا ما أمرهم به ويجتنبوا مانهاهم عنه تصديقا" لقوله تعالى (وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) . الحشر:7. وأما البيان لقوله تعالى (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا" ) النساء:80 وذلكم الذين تولوا وكفروا بمحمد رسول الله فأنكروا أنه مرسل من الله ذلكم هم الكفار ظاهر الأمر وباطنه .. وأما البيان لقوله تعالى ( ويقولون طاعة ) وهم المُسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا" رسول الله فيحضرون مجلسه للإستماع إلى الأحاديث النبوية التي جاءت لتزيد القرآن توضيحا" وبيانا" تصديقا" لقول الله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم) ... وأما البيان لقوله تعالى (ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" ﴿81﴾ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا" ﴿82﴾ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ﴿83﴾). وهذا القول موجه للمسلمين وليس للكافرين بل للمسلمين الذين يقولون طاعة أي أنهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لذلك يقولون طاعة أي أنهم يريدون أن يطيعوا الله بإطاعة رسوله ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيتوا أحاديث عن رسول الله ولم يقولها ليصدوا عن سبيل الله وقال الله تعالى ((ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طآئفة منهم غير الذي تقول )) وبرغم أن الله أخبر رسوله بمكرهم ولكن الله أمر رسوله أن يعرض عنهم فلا يطردهم وذلك ليتبين من الذين سوف يستمسكون بكتاب الله وسنة رسوله الحق من الذين يستمسكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله الحق من المسلمين لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم لذلك استمر مكرهم .. وقال الله تعالى (فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" ) ومن ثم صدر أمر الله إلى عُلماء الأمة فعلمهم بالطريقة التي يستطيعون أن يكشفوا الأحاديث التي لم يقولها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى (ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طئفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" ﴿81﴾ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا"(82)) بمعنى أن العلماء يسندون الأحاديث الواردة عن رسول الله والتي تمثل أوامره للمسلمين فيسندوها إلى القرآن فإذا وجدوا فيه إختلافا" كثيرا" بينه وبين أحاديث واردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن تلك الأحاديث من عند غير الله من شياطين البشر من المسلمين ظاهر الأمر وهم من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون .. وأما البيان لقوله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) ويقصد عُلماء المسلمين إذا جاءهم حديث عن رسول الله وذلك هو الأمن لمن أطاع الله ورسوله .. وأماقوله (أو الخوف أذاعوا به ( وذلك من عند غير الله . وأما قوله (أذاعوا به) وهم علماء المسلمين يختلفون فيما بينهم فطائفة تقول إنه حديث مفترى مخالف للحديث الفلاني وأخرى تقول بل هذا هو الحديث الحق وما خالفه فهو باطل وليس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وأما البيان لقوله تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ) فيعنى أن يردوه إلى محمد رسول الله إن لم يزل موجودا" وإلى أولي الأمر منهم إذا لم يكن موجودا" ليحكم بينهم فيردوه إلى أولي الأمر منهم وهم أهل الذكر الذين يزيدهم الله بسطة في العلم بالبيان الحق للقرآن الكريم.. لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي لعلم هذا الحديث هل هو مفترى عن رسوله الله فيستنبط الحكم من القرآن وهي الآية التي تأتي تخالف هذا الحديث ومن ثم يعلمون أنه مُفترى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظرا" لتخالف هذا الحديث مع آية أو عدة آيات في القرآن العظيم وأما البيان لقوله تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ) ويقصد المسلمين بأن لولا فضل الله عليهم ورحمته لاتبعتم يامعشر المسلمين المسيح الدجال إلا قليلا" .. وذلك لأن الشيطان هو نفسه المسيح الدجال يريد أن يقول أنه المسيح عيسى بن مريم ويقول أنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب لذلك يسمى المسيح الكذاب كما بينا لكم من قبل.. ولكنكم يامعشر عُلماء الأمة ظننتم بأن الله يخاطب الكفار في قوله تعالى: (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا" (82).. فظننتم أنه يخاطب الكفار بهذا القرآن العظيم بأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا" كثيرا" ونظرا" لفهمكم الخاطئ لم تعلموا بأن القرآن هو المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث ولذلك استطاع طائفة المنافقون أن يضلوكم عن الصراط المستقيم ولو تدبرتم الآية حق تدبرها لوجدتم أنه حقا" لا يخاطب الكفار بقوله: ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا"(82) وأنه يخاطب المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم الذين يقولون طاعة لله ولرسوله وليس الذين كفروا .. فتدبروا الآية جيدا" كما أمركم الله تعالى : ( ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" ﴿81﴾ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا" كثيرا" ﴿82﴾ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ﴿83﴾) ... فكيف تظنون أنه يخاطب بهذه الآية الكفار؟ ألم يقل فيها تعالى: (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" ﴿83﴾) .... فهل ترونه يخاطب الكفار أم المسلمين ما لكم كيف تحكمون !! وأقول ان الله وعدكم بحفظ القرآن العظيم ليكون المرجع لسنة رسول الله فاذا خالف من الأحاديث القرآن فاعلموا أنه حديث مفترى ولم ينزل الله به من سلطان وأما الأحاديث الحق فسوف تجدونها متشابهة مع ما أنزل الله في القرآن العظيم وأما أحاديث الحكمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلنأخذ بها أجمعين ما دامت لا تخالف القرآن في شيء حتى ولو لم يكن لها برهان في القرآن فلنأخذ بها ما دام أنها لا تخالفه في شيء كمثل حديث السواك وغيره من أحاديث الحكمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلنأخذ منها ما اطمأنت إليها قلوبنا وتقبلتها عقولنا وذلك لأن الله يُعلم رُسله وأنبياءه الكتاب ولاتتفرقوا فتذهب ريحكم وتتبعثرون الى فرق وطوائف شتى وتعطون لاعدائكم الوضّاعين ماعمدوا من ضرب دينكم من الداخل وانتم فى ثباتكم تسبحون..