أحمد محمودسلام كان خطاب الوداع دراميا... أوباما يبكي بعد ثمانية أعوام من التخبط الأعمي في السياسة الأمريكية التي تغولت كثيرا لأجل تحويل الشرق الأوسط إلي جذوة من لهب . إذا كان جورج بوش الأبن قد إرتكب جريمة غزو العراق فإن أوباما قد إرتكب جريمة صناعة تنظيم داعش الإرهابي . المحصلة أن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو الشرق الأوسط تبغي الهيمنة علي المشهد بأكمله حيث لا أثر لدولة قوية ولا لحاكم يعادي السياسة الأمريكية وقد تساقط كل من كانوا حجر عثرة في سبيل المصالح الأمريكية وكانت البداية بإسقاط الرئيس العراقي صدام حسين ... لقد رحل الرئيس أوباما وأتي رئيس جديد يجاهر صراحة بخطايا إدارة أوباما وعلي رأسها صناعة تنظيم داعش الإرهابي , ويبقي نهج الولاياتالمتحدة ثابت نحو الشرق الأوسط بداية من دعم أمن إسرائيل ومرورا بالهمينة علي الخليج العربي وآبار النفط والمشاهد لاتحتاج لإسهاب في التناول . بقي الإشارة إلي أن التواجد الروسي في سوريا قد حد كثيرا من الجموح الأمريكي لتتراجع أمريكا بعدما كشر بوتين عن أنيابه داعما بشار الأسد في بسط هيمنته علي سوريا وكان خروج المقاتلين المرتزقة من سوريا تأكيد علي أنها لعبة قذرة أجادتها الولاياتالمتحدة في سبيل جعل سوريا مشتعلة بعدما أحكمت قبضتها علي العراق والفائز بالطبع إسرائيل لأن جيرانها في صراعات وإنقسامات لاتنتهي ... رحل الرئيس أوباما بعد إنتهاء مدة ولايته وأتي رئيس جديد يميل إلي الإثارة مجاهرا بأن الولاياتالمتحدة سوف تغير سياستها في الشرق الأوسط وذلك غير مسبوق لأن السياسة الأمريكية لاتتغير بتغير الإدارات إنما التغير في التناول . قد يكون الرئيس ترامب مختلفا في حالة واحدة لو كسر عناد إسرائيل وضفط عليها لأجل أن يوضع حل نهائي للقضية الفلسطينية ويقيني أنه لن يفعلها لأن نفوذ اليهود أقوي من كل رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعاقبين بل والقادمين !