عودة للانخفاض.. سعر الذهب اليوم السبت 11 مايو 2024 (عيار 21 الآن بالمصنعية)    مركز الحق والعدالة الفلسطيني: إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليا في مجازر بغزة    «حصريات المصري»| تفاصيل أزمة الشناوي وكولر.. وسبب توتر علاقة الأهلي وحسام حسن    وزير الرياضة يطمئن هاتفيًا على لاعبة المشروع القومي بعد جراحة «الصليبي»    بطعن في الرقبة.. المؤبد ل تباع أنهى حياة شخص بسبب خلافات في القليوبية    الهلال يضرب الحزم برباعية في الشوط الأول    عاجل.. مظاهرات في مناطق متفرقة من إسرائيل ومطالب بإقالته نتانياهو    اعتدى على طفلة بشبرا الخيمة.. إحالة أوراق طالب إلى فضيلة المفتي    تساوت المباريات مع أرسنال.. سيتي ينقض على الصدارة باكتساح فولام    اختتام أعمال الاجتماع 37 للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون الخليجي    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    عزة مصطفى تُحذر: "فيه مناطق بمصر كلها لاجئين" (فيديو)    هدى الأتربى تكشف تفاصيل مسلسلها القادم مع حنان مطاوع    بكلمات مؤثرة.. إيمي سمير غانم تواسي يسرا اللوزي في وفاة والدتها    نقابة المهندسين تقرر قيد خريجي الجامعات الأجنبية في هذه الحالة    لخلافات مالية.. عامل يطلق النار على صديقه في الدقهلية    التهاب المفاصل الروماتويدي، 6 أعراض تحذر من مضاعفات خطيرة    حصاد 4 آلاف فدان من محصول الكمون في الوادى الجديد    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    تفاصيل إنشاء 1632 شقة سكن لكل المصريين بالعاشر من رمضان    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    طلعت عبد القوى يوضح إجراءات استكمال تشكيل أمناء التحالف الوطنى    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    الخميس المقبل.. «اقتصادية النواب» تناقش خطة التنمية الاقتصادية ومنع الممارسات الاحتكارية    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    العثور على جثة سيدة مجهولة مفصولة الرأس بمحطة الفشن ببني سويف    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    ثنائي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية: التاريخ يذكر البطل.. وجاهزون لإسعاد الجماهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتفاقية سايكس - بيكو - اتفاقية تقسيم سورية التاريخية
نشر في شباب مصر يوم 15 - 10 - 2016


يوسف حجازي
قضايا ساخنة
الحلقة الثانية
اتفاقية سايكس – بيكو (اتفاقية اسيا الصغرى - اتفاقية تقسيم سورية التاريخية )
----------------------------------------
ليس كل ما حدث في التاريخ عرف ، وليس كل ما عرف في التاريخ قيل ، وليس كل ما قيل في التاريخ كتب ، وليس كل ما كتب في التاريخ صحيح . وخاصة في تاريخ سورية ، سورية الموقع الحاكم في الجغرافية والتاريخ ، الجغرافية ظل الأرض على الإنسان ، والتاريخ ظل الإنسان على الأرض . الجغرافية علم وفن وفلسفة ، علم المادة العلمية التي تجسد شخصية المكان والسكان ، ولكنه لا يقف عند حدود المكان والسكان ، لأنه العلم الذي يمزج بين المكان والسكان ، وفن لأنه العلم الذي تعني معرفته فعرفة كل شيء عن شكل الحياة في المكان ، ولذلك يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أن الجغرافية هي علم الحياة ( جغرافية الحياة ) في المكان أي مكان وكل مكان ، وهي وان كانت قد بدأت من أفاق الفكر الجغرافي في التاريخ والسياسة إلا أنها لا تستنكف عن أن تنفذ أو تنزل إلى أدق دقائق حياة الناس العاديين في المكان أي مكان وكل مكان ، ووضع الحلول لكل مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وفلسفة لأنها العلم الذي يرى في السماء صورة الأرض . والتاريخ وهو اخطر محصول أنتجته كيمياء العقل البشري ، وهو ليس علم ما وقع أو ما يقع أو ما سوف يقع ، ولكنه تفسير ما وقع وما يقع وما سوف يقع ، وفلسفة ما وقع وما يفع وما سوف يقع ، وعلم محكمة الماضي والحاضر والمستقبل ، لأن الحاضر ابن الماضي وهو صورة المستقبل في نفس الوقت . والجغرافية وطن وتاريخ والتاريخ وطن وجغرافية . ، والتاريخ زمان والجغرافية مكان ، ولا يمكن فصل الزمان عن المكان أو فصل المكان عن الزمان . لأن التاريخ بلا جغرافية جثة لا روح فيها ، والجغرافية بلا تاريخ حياة بلا نظام أو مجال تدور فيه الأحداث التاريخية . وبدون المجال الجغرافي لا يمكن صناعة التاريخ ، لأن من يصنعون التاريخ في هذه الحالة يكون حالهم كمثل من يمشي على الهواء ، أو كمثل الرسوم المتحركة التي تتحرك على غير ارض . ولذلك يجب أن لا ننظر إلى الجغرافية على إنها مجرد مسرح لحوادث التاريخ ، لأن المكان يؤثر في تفكير الإنسان وسلوك الإنسان وعمل الإنسان وحياة الإنسان ،. والوطن أي وطن هو صنيعة الجغرافية والتاريخ ، والعلاقة بين التاريخ والجغرافية علاقة خطيرة في الجانب الايجابي و الجانب السلبي ، علاقة بناء في الجانب الايجابي عندما يكون هناك مشروع وطني يتفاعل مع الجغرافية الوطنية ، وعلاقة هدم في الجانب السلبي عندما لا يكون هناك مشروع وطني يتفاعل مع الجغرافية الوطنية ، ولذلك لا يمكن بناء حقائق جغرافية من هزائم تاريخية . والذين ليس لديهم مشروع وطني يتفاعل مع الجغرافية الوطنية لا يفيدهم شيئا ولن يفيدهم شيئا الاعتماد على التاريخ كوسيلة لتغطية فراغهم الجغرافي . لأن الجغرافية جسد التاريخ والتاريخ روح الجغرافية ، والحياة جسد وروح . وسورية هي جسد التاريخ وجغرافية الحياة والمجال الذي تجري فيه الحوادث التاريخية في الشام ، وسورية هي الوريث الطبيعي لفكرة الشام واكبر دول الشام ، وهي الوريث الطبيعي لفكرة لقومية الآرامية – السريانية الاجتماعية والسياسية واكبر الدول القومية الآرامية – السريانية ، والوريث الطبيعي لفكرة القومجية العروبجية المجروحة الجغرافية والتاريخية والثقافية ، وهي أيضا مركز الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الشرق الأوسط . ولذلك كان يجب على سورية أن تفكر بصفتها وطن أفعال وتتصرف بصفتها وطن أفكار . وسورية كما تصنف في التاريخ والى جانب العراق طبعا واحدة من أقدم مواقع مهد الحضارة الإنسانية ، وقد سميت سوريا وطبقا لأكثر النظريات الأكاديمية نسبة إلى الإمبراطورية الأشورية أو نسبة إلى مدينة صور ، وسميت الشام نسبة إلى سام بن نوح أو نسبة إلى موقعها إلى الشمال من جزيرة العرب ( جزيرة الساميين ) وهي طبعا مختلفة عن الدولة السورية الحديثة من ناحية الامتداد والمساحة الجغرافية . لأنها وكما هو معروف في التاريخ الحديث وحتى بداية القرن العشرين كانت سورية تشمل سورية وفلسطين ولبنان والأردن والعراق والكويت وجزيرة قبرص ولواء الاسكندرونة ( محافظة هاناي ) ، والأقاليم السورية الشمالية التي ضمت إلى تركيا بعد اتفاقية لوزان 1923 وهي مرسين وطرسوس وقليقية واضنة وعينتاب ومرعش واروفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر ، وشبه جزيرة سيناء ، وجزء من صحراء النفوذ في شمال الجزيرة العربية ( القوس الجنوبي للصحراء السورية ( تبوك وتيماء والجوف ) ، والاحواز في إيران . وقد تضمنت المراسلات الفرنسية - البريطانية التي أدت إلى اتفاقية سايكس- بيكو 1916 إشارة واضحة إلى حدود سورية ، وفي النص التالي تعليمات من رئيس الوزراء الفرنسي ارستيد بريان ( 1862 – 1932 ) الذي تولى رئاسة الوزراء في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة ( 1870 – 1940 ) ست مرات ، والذي فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 1926 مناصفة مع وزير خارجية ألمانيا جوستاف ستر فيسمان لدورهما في إعادة العلاقات الفرنسية – الألمانية إلى مجراها الطبيعي ودوره في الترويج لميثاق ( كيلوج – بريان ) في عام 1928 ، كيلوج ( وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ) وبريان ( وزير خارجية فرنسا ) والذي ينص على استنكار الدول الموقعة على الميثاق ( 64 دولة ) اللجوء إلى الحرب في تسوية النزاعات الدولية ، إلى سفيره في لندن بول كامبون والمفاوض الفرنسي جورج فرانسوا بيكو تشير إليها في 9 تشرين الأول 1915 على النحو التالي ( بعد تقديم هذا التحفظ ، فإنه يبدو أن الحل الأبسط يمكن في تثبيت الحدود الإدارية الحالية لسورية. وتشتمل أرضها على ولايات أو متصرفيات القدس وبيروت ولبنان ودمشق وحلب ، وفي الشمال الغربي على الجزء الكامل من ولاية اضنة الواقع جنوب جبال طوروس ) وهكذا نرى أن سورية لم تقسم مرة واحدة ولكنها قسمت أكثر من مرة في عام 1906 ( سيناء ) ، وفي عام 1916 ( سايكس بيكو ) ، وفي عام 1917 تصريح بلفور ، وفي عام 1923 ( معاهدة لوزان ) ، وفي عام 1926 ( قوس الصحراء السورية ) ، وفي عام 1939 ( الاسكندرونة ) وسورية هي مسقط رأس الفكرة القومجية العروبجية ، ولكن هذه الفكرة ولدت مشوهة ، وهي تعاني من ضعف الحركة القومجية ، والصراعات الاثنية والطائفية والمذهبية والسياسية ، وغياب وحدة الإرادة الشعبية ، والرؤية الواحدة للمستقبل ، ولذلك يمكن القول ومن خلال قراءة موضوعية تتطابق معرفيا مع التاريخ أن فكرة القومجية العروبجية تعيش في حالة من الاحتضار ، واكبر برهان على ذلك ما جري وما يجري في فلسطين وفي لبنان وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي سورية ، وذلك بالإضافة إلى دور الجامعة العر وبحية في كل النكبات التي حلت والتي يمكن أن تحل وسوف تحل لاحقا في المنطقة التي تسمى المنطقة العر وبجية ، ودور العر وبجيين في فشل تجربة الوحدة المصرية – السورية ، واتحاد الجمهوريات العربية ، والاتحاد المصري – الليبي – السوداني في عام 1969 ، والوحدة الاندماجية الليبية – التونسية في عام 1974 والتي لم تستمر أكثر من 24 ساعة . والهزائم العر وبجية في حرب فلسطين 1948 ، وحرب العدوان الثلاثي 1956 ، وحرب الأيام الستة 1967 ، وحرب تشرين 1973 ، وحرب الليطاني 1978، وحرب سلامة الجليل 1982 ، والحرب الليبية – التشادية الأولى 1978 والثانية 1979 والثالثة 1980 والرابعة 1983 ، والحرب الليبية – الأمريكية ( خليج سرت ) الأولى 1981 والثانية 1986 والثالثة 1989 ، وحرب الخليج الأولى 1980 ( الحرب العراقية – الايرانيية ) والثانية 1991 ، والثالثة 2003 ، والحروب العر وبحية – العر وبجية وخاصة حرب اليمن 1962 بين مصر والسعودية ، وحرب أيلول 1970 بين المقاومة الفلسطينية والأردن ، وحرب جرش 1971 بين المقاومة الفلسطينية والأردن ، وحرب الجزائر – المغرب الأولى 1963 والثانية 1972 والثالثة 1975 ( حرب البوليساريو ) والرابعة 1975 ( البوليساريو ) والحرب المصرية – الليبية 1977 ، وحروب المخابرات والإعلام بين الدول العر بوجية . والاتفاقيات مع العدو الصهيوني ما ظهر منها وما بطن وما خفي أعظم ، وخاصة كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ، والقواعد العسكرية الأمريكية ، وخاصة معسكر الدوحة في الكويت والذي تتمركز فيه الفرقة الثالثة الأمريكية مشاه وعدد من أفراد سلاح الجو الأمريكي ، وقاعدة الظهران ومركز قيادة القوات الجوية الأمريكية الإقليمية في قاعدة الأمير سلطان الجوية في الرياض ، وقاعد العديد الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم بحيث يستطيع أن يستقبل أكثر من 100 طائرة على ارض القاعدة ، وذلك بالإضافة إلى قاعدة السينية في قطر ، وقاعدة الأسطول الحربي الأمريكي الخامس وقاعد الشيخ عيسى الجوية في البحرين ، والقاعدة الجوية التي تراقب الخليج والملاحة البحرية في عمان ، وقاعدة الرويشد وقاعدة وادي المربع وقاعدة الوحدة البحرية الاستكشافية الأمريكية 22 في الأردن ، والقاعدة الجوية الأمريكية في غرب القاهرة وعدد من الموانئ المصرية التي يمكن استخدامها في تحريك القطع البحرية وتغيير أماكنها أثناء سير العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة ، وقاعدة ليمونية في العراق وهي مقر قوات العمل المشتركة في القرن الإفريقي ، والتي تقوم بمراقبة السودان واريتريا والصومال وكينيا وجيبوتي واليمن ودول الشرق الأوسط . وذلك بالإضافة إلى ما أشار إليه الخبراء العسكريين الأمريكيين حول دواعي رغبة أمريكا في دعم وجودها العسكري في المنطقة العر وبجية من خلال إنشاء بنية تحتية هائلة لقواتها أطلقت عليها اسم قوس الأزمات ، وخاصة بعد أحداث 11 أيلول ، وارتباط ذلك بأجندة سياسية تسعى أمريكا الى تحقيقها ، وقد تستخدم قواتها العسكرية في تحقيقها . واستخدام هذه القواعد في الحرب على العراق ، واشتراك بعض الجيوش العر وبجية واستخدام الأراضي والمياه الإقليمية والأجواء العر وبجية والمال العر وبحي في الحرب على العراق وحصار العراق ، والحرب على جنوب لبنان ، والحرب على غزة وحصار غزة ، والتطبيع مع العدو الصهيوني . والمناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ، والحملات الإعلامية المسمومة على المقاومة . والتصويت لصالح دولة الكيان الصهيوني في انتخابات رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة حيث صوت لها بنعم كل من مصر والمغرب والأردن والإمارات ، وليست هذه هي المرة الأولى ولكن سبقتها مرات أخرى صوت فيها العر وبجيين بنعم لصالح الكيان الصهيوني . وسورية هي الشرق الأوسط والشرق الأوسط هو سورية ، لأن مصطلح الليفانت يعني الشرق والشرق يعني المكان الذي تشرق منه الشمس ، ويعود المصطلح الى العصر الإغريقي – الروماني ، وهو يشير الى سكان البحر المتوسط الشرقي ، وسكان سورية هم سكان البحر المتوسط الشرقي ، ولا يزال هذا المصطلح يستخدم كبديل مختصر لمصطلح شرق المتوسط ، وهكذا نرى ان هذا المصطلح لا يعبر عن المنطقة كلها ، كما أن علماء الآثار والحضارة يستخدمون هذا المصطلح بصورة عامة للدلالة على المنطقة الممتدة من مصر الى الأناضول ، وهي المنطقة التي نشأت فيها الحضارات القديمة وخاصة الحضارة النيوليتية في العصر الحجري الحديث وهو العصر الذي اكتشف فيه الإنسان الزراعة واستأنس الحيوان في أريحا والمريبط في سورية التاريخية ، وهي أيضا المنطقة التي نشأت فيها الحضارات العليا القديمة في سوريا التاريخية والعراق ومصر وغرب إيران ووسط الأناضول . وهكذا نرى أن مصطلح الشرق الأوسط مصطلح صعب التحديد كما هو في بعض الأقاليم الجغرافية الأخرى . والصعوبة هنا لا ترجع الى كون الإقليم مجرد ابتكار لفظي في قاموس السياسة الدولية وخاصة السياسة الاستعمارية البريطانية ، فالإقليم كأي إقليم جغرافي آخر هو إقليم جغرافي حقيقي بكل ما تعنيه الجغرافية من صفات وتفاعلات طبيعية وبشرية وتاريخية وسياسية. ولكن السبب في صعوبة التحديد يرجع الى كون هذا الإقليم إقليم هلامي القوام ، كان يتسع ويضيق على خارطة العالم السياسية والعسكرية حسب التصنيف والهدف الذي يسعى إليه أي باحث في أي مجال من المجالات الطبيعية والإنسانية السياسية والعسكرية ، أو حسب التصنيف الذي يمكن أن تتخذه أي هيئة دولية أو وزارة حرب أو وزارة الخارجية في أي دولة من الدول الأوربية الاستعمارية . ومن المصطلحات التي تتداولها الكتابات المختلفة ، أو التي كانت متداولة
في وقت ما ، أو يتداولها الكتاب بمفهوم معين للشرق الأوسط مصطلح الصحارى الكلاسيكية ، ومصطلح جنوب غرب أسيا ، ومصطلح الشرق القريب ، ومصطلح الشرق الأدنى ، ومصطلح الشرق الأوسط ، ومصطلح الليفانت وهو المصطلح القديم الذي يعني سوريا التاريخية . ولذلك لا يجب ان يستغرب أي إنسان ما يجري في سورية . وما قد يجرى من تقسيم جديد تستكمل من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الاستعمارية حلقات التقسيم السابقة خدمة لمصالحها وللوجود الصهيوني في قلب سورية . وبالتحديد حلقات اتفاقية سايكس – بيكو ، وهي الاتفاقية التي عقدت في 16 أيار 1916 في القاهرة وسان بطرسبرغ ( اتفاقية القاهرة السرية ) بين كل من العقيد السير مارك سايكس ، وهو مستشار سياسي ودبلوماسي وعسكري ورحالة بريطاني والمندوب السامي البريطاني لشئون الشرق الأدنى ، وفرانسوا جورج بيكو ، القتصل العام السابق في بيروت والمندوب السامي الفرنسي لمتابعة شئون الشرق الاوسط ومفاوض الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية ، وهو سياسي ودبلوماسي وحقوقي فرنسي ، وسيرغي سازانوف وزير خارجية روسيا القيصرية في حكومة القيصر الروسي نيكولاي الثاني . وينظر الى هذه الاتفاقية على أنها بمثابة نفطه تحول في السياسة الغربية تجاه العرب ، لأنها تتناقض مع الوعود البريطانية الذي قدمها العقيد البريطاني توماس ادوارد لورانس ، والذي تعترف فيها بريطانيا بإقامة وطن قومي عربي في بلاد الشام نظير ان يقف العرب الى جانب بريطانيا ضد الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، وبموجب هذه الاتفاقية قسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي باستثناء الجزيرة العربية الى خمس مناطق . ثلاث مناطق ساحلية المنطقة الأولى ( المنطقة الزرقاء وهي الساحل السوري واللبناني وتعطى لفرنسا . والمنطقة الثانية ( المنطقة الحمراء ) الساحل العراقي من بغداد شمالا الى البصرة جنوبا وتعطى لبريطانيا . المنطقة الثالثة ( المنطقة السمراء ) وهي فلسطين ، وقد اتفقت الأطراف الثلاثة بريطانيا وفرنسا وروسيا على إن تكون منطقة حياد دولي ، وذلك كحل وسط نظرا لأطماع الدول الثلاثة في فلسطين . ومطقتين داخليتين ( المطاقة أ ) المنطقة الداخلية السورية ( شرق الأردن ) ، ( والمنطقة ب ) المنطقة الداخلية العراقية . على أن يكون لفرنسا في المنطقة ( أ ) ولبريطانيا في المنطقة ( ب ) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية ، وتنفرد فرنسا في المنطقة ( أ ) وبريطانيا في المنطقة ( ب ) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية ، وإنشاء ما ترغبان فيه من شكل الحكم بعد الاتفاق مع الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية ، وان يكون ميناء اسكندرونة ميناء جر للتجارة البريطانية وميناء حيفا ميناء حر للتجارة الفرنسية . وعندما احتج اليهود الصهاينة لدى الحكومة البريطانية على مشروع تدويل فلسطين ، لأنه يتناقض مع فكرة الوطن القومي اليهودي الذي كان اليهود يخططون ويعملون من اجله ، قال لهم البريطانيون إن فكرة التدويل هي مجرد خطوة مرحلية تكتيكية فرضتها الأطماع الفرنسية والروسية المتعددة في فلسطين ، وان بريطانيا ستعمل على إلغاء هذه الفكرة ، وهو ما أكدته بعد ذلك الأحداث السياسية لاحقا وخاصة تصريح بلفور ومؤتمر سان ريمو . وقد بقيت هذه الاتفاقية سرية حتى عام 1917 عندما وقعت صورة منها في أيدي القوات الألمانية بعد قيام الثورة البلشفية ، وإذاعة الشيوعيين للوثائق الروسية والمعاهدات السرية التي وجدت في محفوظات وزارة الخارجية الروسية أبان الحكم القيصري ، باعتبار روسيا القيصرية واحدة من دول الوفاق ( بريطانيافرنساروسيا القيصرية ) ، وهي الدول التي كانت ترتبط بسلسلة من الاتفاقات الودية لتقسيم المستعمرات فيما بينها ، وسارع الألمان الى تسليم صورة من هذه الاتفاقية الى حليفتهم الإمبراطورية العثمانية ، لكشف خديعة بريطانيا التي كانت في ذلك الوقت تتبادل الرسائل الودية مع شريف مكة الحسين بن علي ، وتقطع العهود بمنح الدول العربية الاستقلال بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية ، خوفا من ان بقوم العرب بعقد صلح منفرد مع الإمبراطورية العثمانية ، وقد أوفدت بريطانيا الكومندر هوجارت من مكتب المخابرات البريطاني في القاهرة مبعوثا خاصا الى الحجاز لتهدئة روع العرب . ولكن وما ان استسلم اخر جندي تركي حتى بدأت الدولتان بريطانيا وفرنسا بتنفيذ هذه الاتفاقية ، وكان من أول خطوات هذا التنفيذ هو طرد فيصل بن الحسين من دمشق والقضاء على الدولة السورية التي كانت تشمل كل الأقطار السورية ( سورية وفلسطين ولبنان والأردن ) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.