اتفاق بين مصر وألمانيا لتمويل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة ب80 مليون يورو    موعد ورابط الاستعلام عن نتيجة الصف السادس الابتدائي بالقاهرة والجيزة    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لإحدى وحدات الجيش الثاني    20 جنيها تراجعًا في أسعار الذهب اليوم الخميس 23-5-2024    بالأرقام، موازنة الهيئة المصرية العامة للبترول    البورصة تصعد مع منتصف تعاملات اليوم الخميس    بنمو 173%.. aiBANK يحقق 475 مليون جنيه صافي ربح خلال 3 أشهر    بعد مناورات الصين.. تايوان تضع وحداتها الصاروخية وطائراتها في حالة تأهب    رويترز: العدل الدولية ستصدر قرارها بوقف إطلاق النار في غزة غدًا    مراسم تشييع استمرت يومين.. جثمان الرئيس الإيراني يوارى الثرى بمشهد    العدل الدولية تصدر حكمها غدا بشأن تدابير الطوارئ والإبادة الجماعية بغزة    أستاذ إعلام: الأخبار التي تعتمد على «مصادر مطلعة» غير صحيحة    موعد مباراة اتحاد جدة وضمك بالدوري السعودي    "بسبب مغادرة 5 محترفين".. خطاب عاجل من الزمالك لاتحاد الكرة لتأجيل هذه مباراة    "عملتها بعفوية".. أحمد سليمان يوضح سبب اللقطة المثيرة في نهائي الكونفدرالية    نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في المنيا    الجثمان ظهر فجرا.. أهالي القناطرين بالمنوفية يستعدون لتشييع الطفلة وفاء ضحية معدية أبو غالب    النسايب وقعوا في بعض.. إصابة شخصين في مشاجرة بسوهاج    تهشمت سيارتها.. مي سليم تنجو من حادث مروع    تعرف على إيرادات فيلم "عالماشي" بعد 6 أسابيع من طرحه بالسينمات    مسلسل دواعي السفر يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة WATCH IT    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    مصرع شخص وإصابة آخر إثر تصادم سيارتين بسوهاج    أخبار الأهلي: حقيقة مفاوضات الأهلي مع حارس مرمي جديد    محمود محيي الدين: تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي أكثر من 3.4%    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    فيديو المجندات المحتجزات لدى الفصائل في غزة يحرج نتنياهو.. لماذا أُعيد نشره؟    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة واحتراقها بطريق أسيوط الغربي    بدء نظر طعن المتهمين على أحكام قضية ولاية السودان بعد قليل    رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات الصرف الصحى بمركز طما بقيمة 188 مليون    تشابي ألونسو: لم نكن في يومنا ولدينا فرصة للفوز بكأس ألمانيا    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيى طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    نوادي المسرح معمل التأسيس، في العدد الجديد من «مسرحنا»    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    الجريدة الرسمية تنشر قرارين جمهوريين للرئيس السيسي (تفاصيل)    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    سويلم يلتقي وزير المياه السنغالي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    موسم الحج.. إجراءات عاجلة من السعودية بشأن تأشيرات الزيارة بداية من اليوم    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    "علق نفسه في سقف الأوضة".. نزيل بفندق شعبي ينهي حياته في الأقصر    طلاب الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ يؤدون آخر أيام الامتحانات اليوم    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    رئيس الزمالك: جوميز مدرب عنيد لا يسمع لأحد    عماد الدين حسين: تقرير «CNN» تعمد الإساءة والتضليل حول موقف مصر من المفاوضات    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 23 مايو.. «طاقة كبيرة وحيوية تتمتع بها»    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف حجازي يكتب : وطن بين قوميتين ...
نشر في شباب مصر يوم 22 - 09 - 2016


يوسف حجازي
تعربجنا أو عر بجونا وتقومجنا أو قوموجونا النتيجة واحدة ، وهي إننا أصبحنا قومجيين عروبجيين ، وقد اخترقت الفكرة القومجية العروبجية عقولنا وعواطفنا ، رغم إن العروبجية لا تشكل قومجية بالمعني السياسي والاجتماعي ، لأنها لا تشكل مجموعة بشرية واحدة في وطن واحد ، ولا تشكل جنس واحد في وطن واحد ، ورغم الاشتراك في وحدة اللغة آلا أن القومجيين العروبجيين لا يشتركون في وحدة الثقافة والتكوين النفسي ، ورغم الاشتراك في تاريخ مشترك إلا أن القومجيين العروبجيين لا يشعرون بالانتماء إلى ارض واحدة وقضايا مشتركة وسوق اقتصادية واحدة ، ورغم الانتماء إلى دين واحد في الغالب إلا إن القومجيين العروبجيين لا يشتركون في مصير روحي واحد وتراث ثقافي مشترك في ارض هذا العالم الذي يسمى عالم عربي . ولذلك لا يمكن القول بوجود قومجية عروبجية سياسية واجتماعية ، ولكن يمكن القول بوجود قومجية عروبجية ثقافية تكونت عبر مجتمعات وأجناس وديانات وطوائف مختلفة ، وقومجية عروبجية جغرافية عاشت في مجال جغرافي واحد ، وقومجية عروبجية تاريخية عاشت في مرحلة تاريخية واحدة وتطورت في ظروف تاريخية واحدة ، ولكن هذه القومجيات العروبجيات الثقافية والجغرافية والتاريخية لم تكن تمثل نموذجا للتعايش السلمي والتاريخي على طول مراحل التاريخ منذ عصر الإمبراطورية الرومانية وحتى عصر الجامعة القومجية العر وبجية والرباعية العر وبجية . ولكن ورغم ذلك لا بد من الاعتراف إن معظم علماء هذه القومجيات العروبجيات لم يكونوا عربا ، ومن أشهر العلماء المسلمين غير العروبجيين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم في مختلف المجالات ، وعلى فترات متعاقبة من الزمن ، وكل حسب إسهاماته ، وخاصة في المجالات العلمية التطبيقية والدينية اللغوية والفلسفية والاجتماعية والإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية ، ومن أبرزهم في خلافة معاوية بن أبي سفيان الذي أبقى على النظم البيزنطية والقبطية في الشام ومصر والمغرب ، والنظم الفارسية في العراق وخراسان ، نظرا لنقص من كانوا يعرفون لغات ونظم إدارة البلاد المفتوحة من المسلمين العروبجيين في أوائل العهد الأموي . طبيب معاوية الخاص ابن ناثان السرياني ، ومستشاره المالي سريح بن منصور الرومي ( سرجون ) ، وعامله على ألصوافي ابن مينا ، وعامله على ألصوافي ابن النضير، وعامله على خراج الكوفة عبد الله بن دراج ، وعامله على خراج مصر مولاه وردان ، وعامله على خراج العراق مهران ، وعلى حراسته وحجابته المختار ويكن أبو المخارق ومولاه سعد ، وكان معاوية قد ترك لرعايا الخلافة من غير المسلمين ( الموالي ) حرية ممارسة طقوسهم الدينية ، واستجاب لطلب نصارى دمشق بعدم زيادة كنيسة يوحنا في جامع دمشق ( الجامع الأموي ) ، وطلب نصارى الرها بترميم كنيسة الرها ( اديسا ) التي كانت قد تهدمت بسبب الزلازل ، واستعان بمهندسين من غير المسلمين العرب في بناء قصر الخضراء ، وذلك بالإضافة إلى بناء أول كنيسة بالفسطاط في حارة الروم في زمن ولاية أسامة بن مخلد الأنصاري على مصر ، وابن سينا مؤلف كتاب الطب في القانون ، وابن خلدون مؤسس علم فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع ، وأبو نصر الفارابي الذي برز في مجال الفلسفة السياسية والمنطق والأخلاق والمعرفة والميتافيزيقيا ، وأبو بكر محمد بن يحي بن زكريا الرازي العالم والطبيب الفارسي الذي وصفته زجريد هونكه في كتابها شمس الله تسطع على الغرب بأعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق ، حيث إلف كتاب الحاوي في الطب الذي كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925 ، وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ ، وابن رشد ( الشيخ الرئيس ) الذي اشتهر بنظرية النفس ، والذي كان ينادي بأن الله يعلم بالكليات وليس بالجزئيات ، والمترجم حنين بن إسحاق وهو احد اكبر المترجمين في التاريخ على الإطلاق حيث كان يمنح وزن الكتاب الذي يترجمه ذهبا ، وهي طريقة في التشجيع لم يعرف لها مثيل في التاريخ ، والبلاذري ( أبو الحسن وقيل أبو بكر احمد بن يحي بن جابر بن داود ) وهو فارسي ، وعبد الله بن القفع ( أبو محمد عبد الله بن روزبه بن داذويه وهو فارسي ، وجبلة بن سالم بن الحارث بن أبي شمر واسمه المنذر بن الحارث ، وهو أخر ملوك الغساسنة قي الشام ، وهو من النصارى ، ورستم واسفنديار وهو فارسي ، وسعيد بن يعقوب الفيومي المشهور باسم سعديا ، وهو حاخام وفيلسوف يهودي مصري ، وكان بيت الحكمة في بغداد يجمع فريقا ضخما من كبار المترجمين من مسلمين ونصارى ونسطوريين ويعقوبيين وملكانيين وموارنة ويهود وصابئة وزرادشت . حتى أصبحت بغداد بفضل ذلك وعلى عهد المأمون خصوصا أكبر مركز للإشعاع العلمي والثقافي في العالم على الإطلاق ، وابن باجه الذي تقوم فلسفته على الأسس الرياضية والطبيعية ، وكان أول فيلسوف مسلم يفصل بين الدين والفلسفة ، والغزالي النيسابوري الشافعي الأشعري العالم والفيلسوف الذي كان يهتم بالتحليل التفصيلي للفلسفة وعلم الكلام ، وأبو الحسن العامري النيسابوري الذي كانت له إسهامات في علم الأديان والأخلاق والتربية ، وسيبويه الفارسي أمام النحاة وأول من بسط علم النحو ، وعبد القادر الجرجاني الفارسي مؤسس علم البلاغة ، والبخاري الأوزباكستاني، والمؤرخ الطبرستاني الطبري ، والعالم الفارسي الخوارزمي عالم الرياضيات والفلك ، والعالم الموسوعي ابن الهيثم الذي قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء والفلك والهندسة والفلسفة وطب العيون والإدراك البصري ، والشعراء بشار بن برد ، ومروان بن محمد بن الشمقمق البخاري ، وأبو الفتح البستي السجستاني ، وابن الرومي أبو الحسن بن على بن العباسي بن جورجيس ، ومحمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي ( البوصيري ) ، والطغرائي الأصفهاني الشاعر والعالم الكيميائي ، وبكر بن حماد ألزناتي التيهرتي ، والرحالة ابن بطوطة الامازيغي . وغيرهم من العلماء والكتاب والموالي الإسلاميين غير العرب الذين قامت على أكتافهم النهضة السياسية والإدارية والزراعية والصناعية والتجارية ، ومن أبرزهم في العصر الأموي فيروز الديلمي والضحاك بن فيروز الديلمي وسعيد بن دادوية الذين ولأهم معاوية على اليمن ، وموسى بن نصير اللخمي وأبنائه عبد الله وعبد العزيز وعبد الملك الذين تولوا ولاية المغرب والأندلس ، وطارق بن زياد والى طنجه ، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر والى المغرب ، وأبو المهاجر دينار والي المغرب ، ويزيد بن مسلم والي أفريقيه ، والحبحاب والى المغرب والأندلس ، وزاداني خروج الفارسي الذي تولى رئاسة الشئون المالية في العراق في زمن زياد ابن أبيه ، وسعيد بن جبير الذي تولى عطاء الجند في زمن الحجاج ، كما وان بعض حكام هذه القومجيات العروبجية لم يكونوا عربا ، فقد كان أبو مسلم الخراساني فارسيا ، والبرامكة أيضا من الفرس ، وقد تقلد خالد وابنه يحي منصب الوزارة والحكم في عهد الرشيد ، كما تولى جعفر بن يحي ولاية المغرب ، وتولى الفضل بن يحي ولاية المشرق ، وقد كان الفضل اخو الرشيد من الرضاعة وفي ذلك يقول المؤرخ محمد بن علي بن طباطبا العلوي ( أبو جعفر ) المعروف باسم الطقطقي
أصبح الفضل والخليفة هارون ... رضيعي لبان خير النساء ( الخيزران أم الرشيد )
وقال الطقطقي أيضا ( كان يحي وبنوه كالنجوم زاهرة ، والبخور زاخرة ، والسيول دافقة ، والغيوث ماطرة ، وأسواق الآداب عندهم نافقة ، ومراتب ذوي الحرمات عندهم عالية ، والدنيا في أيامهم عامرة ، وأبهة الملك ظاهرة ، وهم ملجأ اللهف ، ومعتصم الطريد ) . والفضل بن سهل أبو العباس الفارسي السرخسي بن زاده نفروخ وزير المأمون الملقب بذي الرئاستين السيف والقلم . وابن العميد وهو الكاتب محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن أبي عبد الله المعروف بابن العميد ( الأستاذ – الجاحظ الثاني ) ، وقد لقبه أبوه بذلك على عادة أهل خراسان في التعظيم ، وكان وزيرا لركن الدولة بن بويه في العصر العباسي الثاني ، وصاعد بن مخلد كاتب الواثق ووزير المعتمد ، وهو من نصارى كسكر قبل ان يعلن إسلامه ، ونظام الملك ، وهو قوام الدين أبو علي الحسين بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب ( خواجة بزك) أي نظام الملك ، وهو من مواليد طوس في بلاد فارس أو ما يسمى حاليا إيران ، وهو أحد أشهر وزراء السلاجقة ، وكان وزيرا لألب أرسلان وابنه ملكشاه ، وهو لم يكن وزيرا لامعا وسياسيا ماهرا فحسب ، ولكنه كان داعيا للعلم والأدب ومحبا لهما ، ولذلك أنشأ المدارس المعروفة باسم ( المدارس النظامية ) ، وكذلك سلاطين لخلافة العباسية من بويهيين وسلاجقة وأتراك وطولونيين وإخشيديين ، وسلاطين الدولة الأيوبية الأكراد ، وسلاطين الدولة العثمانية الأتراك ، وسلاطين دولة المماليك ، وسلاطين دولة المرابطين الملثمين الامازيغ ، وسلاطين دولة الموحدين الامازيغ لم يكونوا عربا . وكذلك شعوب هذه القومجيات العروبجيات الثقافية والجغرافية والتاريخية لم يكونوا عربا . ولكن كانوا عربا وكنعانيين ( آراميين وسريان ) وأشوريين وكلدانيين ومماليك وألبان وارناؤوط وكريتيين وأكراد وأمازيغ وأرمن وشركس وأقباط ونوبيين وتركمان وشيشان ، وكذلك الانتصارات في الحروب الكبرى باستثناء الفتوحات الإسلامية ولكن باستثناء الانتصارات في بلاد المغرب والأندلس لم تكن انتصارات عربية بقيادة قيادات عربية ، وخاصة الانتصارات في حطين وفي عين جالوت ، كما لم تكن هناك ديانة واحدة تجمع هذه القومجيات العروبجيات ، لأن هذه المنطقة من العالم وخاصة فلسطين هي مهد الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام ، ولكن هذه الديانات لم تستمر ديانات موحدة ولكنها انقسمت إلى طوائف واديان ومذاهب ، فالديانة اليهودية انقسمت إلى أربع طوائف أساسية وهي اليهودية الأرثوذكسية واليهودية المحافظة واليهودية الإصلاحية والسامريين ( يجب الإشارة إلى انه لا توجد أي رابطة تاريخية أو بيولوجية أو انثروبولوجية أو أي قرابة عضوية أو رابطة دم بين يهود اليوم الصهاينة وهم من يهود أوروبا ومن أصل مغولي تتري والقبائل العبرية القديمة ، وقد أكد ذلك المؤرخ اليهودي البريطاني كستلر الذي أطلق على يهود اليوم اسم القبيلة الثالثة عشر تمييزا لهم عن القبائل الاثناعشر، والمؤرخ اليهودي المجري انطال ، والمؤرخ اليهودي شلومو زند أستاذ التاريخ في جامعة تل – أبيب في كتابه متى خلق الشعب اليهودي ) ، والديانة المسيحية انقسمت إلى عدد من الطوائف والأديان وهي الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية والنسطورية والانحيلية ، والديانة الاسلامية انقسمت إلى عدد من المذاهب والطوائف وهي السنة ( مذهب أهل السنة والجماعة ) والشيعة الإسماعيلية والشيعة الاثناعشرية والمرشدية واليزيدية والعلوية والدرزية والايزيدية والخوارج ، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأديان الأخرى غير السماوية مثل الصابئة والبهائية والمندانية . ( يجب الإشارة هنا إلى أن الإسلام هو دين الغالبية الساحقة ، ويجب الإشارة أيضا إلى أن فلسطين هي الوطن الوحيد في العالم الذي يمكن أن نطلق عليه اسم وطن واحد وثلاث عقائد سماوية ، ولذلك يجب أن يكون واضحا ان فلسطين هي الوطن الوحيد في العالم الذي يجب أن يكون مفتوحا دينيا وعقائديا ، ولكنه وبنفس الوقت وبصورة مطلقة يجب أن يكون مغلقا سياسيا لأنه وطن الشعب الفلسطيني ) . والآن السؤال المسكون بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال .
ماذا تريد القومجية العر وبجية ؟
ولكن وقبل الإجابة يجب أن نطرح السؤال التالي وهو سؤال مسكون بالسؤال .
هل نحن قومجيين عروبجيين ؟
والإجابة مسكونة بالإجابة ، ولذلك ومن خلال قراءة موضوعية تتطابق معرفيا مع التاريخ نستطيع أن نقول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو العنصرية ، نعم نحن قومجيين عروبجيين ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا ، لأن أربعة عشر قرنا من الزمن واللغة والتاريخ كانت كافية لأن تقومجونا وتعربجنا ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا ، ولكنها لم تكن كافية لأن تقومجنا وتعربجنا اجتماعيا وسياسيا ، ولم تكن كافية لأن تكون فينا وحدة الثقافة والتكوين النفسي ، ووحدة الشعور بالانتماء إلى ارض واحدة ، وقضايا مشتركة ، وسوق واحدة ، ومصير روحي واحد ، وتراث ثقافي مشترك ، لأسباب ذاتية وموضوعية في نفس الوقت . ونحن في الشام ( سوريا وفلسطين ولبنان والأردن ) كنا ولا زلنا ولن نزال كنعانيين أراميين - سريانيين اجتماعيا وسياسيا ، ويقول الاختصاصي في علم الوراثة من الجامعة اللبنانية الأمريكية الدكتور بيار زلوعا إنه أجرى دراسة حول الجينات الوراثية للشعوب في سوريا ولبنان وفلسطين وأثبتت أن السكان الذين ينتشرون على هذا الساحل المشرقي يحملون تقريبا نفس الجينات ، وان نسبة تشابههم أكثر من نسبة اختلافهم ، واللغة الآرامية هي نفسها اللغة السريانية ، ولكنها تسمى أرامية نسبة إلى أرام بن سام بن نوح ، و تسمى سريانية نسبة إلى سوريا ، والآرامية كلمة اثنية والسريانية كلمة جغرافية ، ولكن أصل الكلمتين واحد ، لأن كلمة سوريا نسبة إلى سيريون وهو اسم جبل الشيخ ( جبل حرمون ) عند الصيدونيين الكنعانيين ، وكلمة سريانا أيضا تعني جبل الشيخ عند الاموريين ، والاموريين والصيد ونيين فصيلتان من الشعب الكنعاني الفينيقي . وقومجيين عروبجيين ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا ، ولا تعارض بين القومية الاجتماعية السياسية الكنعانية الآرامية السريانية والقومجية العروبجية الثقافية والجغرافية والتاريخية . ونحن كقوميين سوريين كنعانيين أراميين سريانيين قدمنا للبشرية أعظم نقلة حضارية في التاريخ الإنساني بالانتقال بالبشرية من المرحلة الحيوانية إلى المرحلة الإنسانية ، ومن مرحلة الإنسان الجزء إلى مرحلة الإنسان المجتمع ( أريحا أول مجتمع مدني في التاريخ ) ، ونظام الدولة المدينة ، ونظام الدولة الإمبراطورية ( الإمبراطورية الأكادية 2270 – 2083 ق م أول إمبراطورية في التاريخ ) واكتشاف الزراعة والنار والصناعة ، وتأسيس المدن التجارية على سواحل البحر المتوسط ، حتى انه كان يقال أنه لم يكن يسمح لمدينة روما أن تغسل يديها في مياه البحر المتوسط إلا بعد موافقة المدن التجارية الكنعانية ، وكما كان يقال أيضا ( لقد فاض نهر العاصي وغمر نهر التيبر ) ، وذلك لم يأتي من فراغ ، ولكن كان لأنه كان هناك أربعة أميرات سوريات يحكمن روما وهن جوليا دمنا وجوليا ميسا وجوليا سوهيمياس ( سهيمة في المصادر العربية ) وجوليا ماما . وذلك بالإضافة إلى الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام ، وهي الأديان التي ينتمي أنبيائها إلى أبو الأنبياء إبراهيم ، وإبراهيم كما قال هو نفسه عن نفسه ( أراميا تائها كان أبي ) ، وأرام هي سوريا ، وهو الاسم القديم لسوريا ، واللغة الآرامية ه لغة سورية ، وهي لغة المسيح الكنعاني الآرامي السرياني ، وتسمى الآرامية الفلسطينية أو الآرامية الدمشقية ، وهي ما زالت تستخدم إلى يومنا هذا في بعض الكنائس السورية في فلسطين ولبنان وسوريا . وفي بعض المدن السورية وخاصة في قرى معلولا وجابعدين وبخا في جبال القلمون في سوريا . والروايات اليهودية ذاتها تنكر يهودية يسوع وتقول إنه كان ( ثمرة علاقة جسديّة بين عاهرة تدعى مريم وبين جندي روماني يدعى جوزف بانتيرا ) . والعديد من العلماء والمؤرخين الكبار يؤكدون بأن السيد المسيح ، وكما أنه لا علاقة له بالأخلاق اليهودية الفريسية ليست له علاقة نسب بداود لجهة الخط الأبوي لأبيه بالتبني يوسف النجار . بل إن هؤلاء العلماء يؤكدون بأنه ( أي السيد المسيح ) كان كنعانيا أراميا سريانيا . وقد قال المفكر الفرنسي ارنست رينان في كتابه ( حياة يسوع ) أن المسيحية ديانة سورية ، وكذلك فال ارنولد توينبي في دراسته عن التاريخ العالمي ، والمؤرخ اللبناني فيليب حتي الذي قال في كتابه ( تاريخ سوريا ) أن لغة المسيح هي اللغة الآرامية . وفي كتابه يسوع الفينيقي الصادر في الولايات المتحدة الأمريكية قال كريم الكوسة أن تسمية المسيح باسم عمانوئيل في إنجيل متى ( ا – 23 ) ( هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ) الذي تفسيره الله معنا ، وتعني بالحقيقة المطلقة الله معنا ، وايل معروف على انه الإله الكنعاني الأول والأوحد والأكبر ضمن مجموعة الإلهة الكنعانيين . وهناك تسمية أخرى للمسيح وهي اسم يا واشوع وكلمة ياو تعني يخلص ، وهو اله البحر والماء عند الكنعانيين - الفينيقيين في مخطوطات اوغاريت ، وهو أيضا مذكور على أنه أحد أبناء إيل مثل أدون وبعل . وهذا المنطق يتطابق كليا مع التسمية الأولى عمانوئيل . فيكون المسيح الابن بالتالي ( إيل معنا ليخلصنا ) وفي إنجيل برتلومي وهو احد تلاميذ المسيح ، وربما يكون هو العريس في عرس قانا الجليل كما يقول كريم الكوسا ، نجد هذا الإنجيل يصف مريم العذراء في قلب هيكل الرب وهي تتلقى البشارة من الملاك . وهذا الوصف غير موجود في الإنجيل الذي لا يذكر أين كانت العذراء عندما تلقت البشارة ، ويدل هذا الوصف على أن مريم امرأة كنعانية – فينيقية يمكن أن تدخل الهيكل ويمكن أن تكون كاهنة وحتى يمكن أن تكون إلاهه طبقا للديانة الكنعانية ، ولكن في الديانة اليهودية لا يسمح للمرأة مطلقا أن تدخل قدس الأقداس أو أن تدخل الهيكل أو أن تكون كاهنة . وذلك بالإضافة إلى أن الملاك الذي ظهر للعذراء ليعطيها البشارة نراه يقوم بطقس الخبز والخمر ، وهذا الطقس أيضا هو طقس كنعاني – فينيقي ، وأول من قام به هو كاهن أورشليم ، كاهن إيل العلى ملكي صادق ( ملكيصادق ) وإذا بحثنا في علم الابتيمولوجيا ( علم أصول الكلمات ) نجد أن معنى كلمة اورشاليم هو مدينة شليم ، وشليم هو احد أبناء إيل ، وقد ورد ذكره في المخطوطات الكنعانية – الفينيقية ، وقبل أن يحتلها داود ويتحول اسم شليم إلى شالوم العبري أي سليمان ، ويتحول اسم الهيكل من هيكل شليم إلى هيكل شالوم . وفي رسالته إلى العبرانيين قال مار بولس الرسول أن المسيح هو كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق الكنعاني – الفينيقي وليس على رتبة هارون أخ موسى . وهناك الكثير من العلماء والمؤرخين ورجال الدين الذين يقولون أن ولادة المسيح كانت في بيت لحم الجليل أي على سفوح جبل الكر مثل الأب يوسف يمين ، والكاتب الفرنسي جاك دوكان الذي قال أن المسيح جليلي وليس من نسل داود ، والقس الأميركي بروس شيلتون ، والعالم الأركيولوجي اليهودي افيرام اوشري ، وهناك من يحدد منطقة سيفوريس قرب الناصرة كمكان ولادة للعذراء مثل مار يوحنا الدمشقي ، والقس الأميركي بروس شيلتون الذي قال إن يوسف النجار الذي هو من بيت لحم الجليل إلتقى بمريم في الناصرة أو ربما في سيفوريس ، وهناك آخرون يقولون إن المسيح ولد في منطقة الناصرة ( يسوع الناصري ) مثل الكاتب والصحفي الأمريكي لي ستروبل ، والكاتب الفرنسي ادوار شوري الذي قال أن مريم جليلية من عائلة نبيلة ، وهذا يتطابق إلى حد ما مع رأي المؤرخ الفرنسي ارنست رينان الذي قال بأن مريم هي ربما من قانا الجليل ( غير إننا نعتبر كما كثيرين غيرنا بأن مريم هي من قانا لبنان ) القريبة من الناصرة ، وهكذا نرى وبكل بساطة ان المسيح جليلي ، ولد في الناصرة وليس من نسل داوود . وهناك من يقولون بأن المسيح ولد في كفر ناعوم مثل البروفيسور الألماني هارموت ستاجمان . كما أكدوا أيضا أن العذراء امرأة كنعانية ، وان اسمها الشرقي الأصيل ( مريم - ماريام ) هو من أصل كنعاني أرامي سرياني ، ويتألف من كلمتين (مار) أي قديس أو قديسه و( يام ) أي كبير أو كبيرة . وفي السياق ذاته قال المؤرخون أن رسم مريم العذراء مع الطفل يسوع كان موجودا في صحن الكعبة في مكة المكرمة إلى جانب جميع معبودات وآلهة القبائل العربية حتى دخول النبي محمد منتصرا إلى مكة. وحينذاك أوعز بإزالة جميع المعبودات إلا رسم مريم ويسوع . وقد جاء ذلك في كتاب ( تاريخ مكة ) للكاتب المؤرخ الازرقي ( أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الغساني المكي ) وصححه شمس الدين الذهبي ( وقد سمي الإمام الذهبي لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجواهرجي الذهب ) وابن حجر العسقلاني . وألان وعلى ضوء ما يجري ألان في سورية الكبرى كيف نفسر ما يجري ألان في سوريا الكبرى وخاصة ما يجري في فلسطين وسوريا . وطن القوميتين الكنعانية الآرامية السريانية والقومجية العر بوجية ، وطن الحرف الأول ، وطن القمحة الأولى ، وطن السفينة الأولى ، وطن الجوليات الأربعة دمنا وميسا وسهيمة وماما ، وطن زينون الرواقي ، وطن الإمبراطور الروماني فيليب السوري ، وطن الأنبياء ، وطن الديانات السماوية الثلاثة ، وطن القدس أقدس مدينة في التاريخ ، وطن أريحا أقدم مدينة في التاريخ ، وطن دمشق أقدم عاصمة في التاريخ ، وطن اوغاريت أول أبجدية في التاريخ ، وطن الإمبراطورية الأموية . وطن يوسف العظمة ونازك العابد السيدة الوحيدة التي حاربت مع الجيش السوري في معركة ميسلون في تموز 1920 وعز الدين القسام وانطون سعادة وميشيل عفلق وأكرم الحوراني وصلاح الدين البيطار وفارس الخوري وشكري القوتلي ومجمد كرد علي ونقولا الدمشقي وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وعبد القادر الحسيني وعبد الرحيم الحاج محمد واحمد الشقيري وكمال جمبلاط وقسطنطين زريق وادوارد سعيد وتوفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش وناجي العلي واحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وفيروز ونضال أشقر والاخوان رحباني ووديع الصافي وحميد فرنجية وأمين الريحاني وأمين المعلوف وسرحان بشارة سرحان ودريد لحام وسعد الله ونوس وغسان كنفاني وحبيب الشرتوني وجبران خليل جبران وليلى خالد وسناء المحيدلي ولولا اليأس عبود وفاطمة برناوي وأمينة دحبور وسهي بشارة وحميدة الطاهر ووفاء إدريس وفاطمة النجار وشادية أبو غزالة وتريزا هلسه ودلال المغربي ومحمد الماغوط وتوفيق طوبي واميل حبيبي وكمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وهيلاريون كابوتشي وصبحي ياسين وبهجت أبو غربية والحاج أمين الحسيني وموسى كاظم الحسيني ويوسف أبو درة وجورجي زيدان وجورج ابيض وجورج تقلا وبشارة تقلا وجورج حبش ووديع حداد وأبو على مصطفى واحمد سعدات وبدر لاما وإبراهيم لاما وروز اليوسف ومي زيادة ويسرى جوهرية عرنيطة ونقولا زيادة وساطع الحصري وإبراهيم طوقان وأكرم زعيتر ومحمد عزة دروزة وأبو سلمى ألكرمي وعبد الرحيم محمود وفدوي طوقان وفريد الأطرش وأسمهان الأطرش وخليل ألسكاكيني وجبرا إبراهيم جبرا وخليل القباني وزكي نصيف ويحي اللبابيدي وخيرية قاسمية وخيري حماد وإحسان عباس وجورج انطونيوس وفيليب حتى وخير الدين الزركلي وعمر أبو ريشه وسعيد عقل ومعن بشور ومعين بسيسو وهارون هاشم رشيد وكلوفيس مقصود ونجيب الريحاني واميل البستاني وإبراهيم اليازجي وإبراهيم أبو لغد ووضاح خنفر واحمد صدقي الدجاني ويحي يخلف وصباح فخري ونهاد قلعي وغادة السمان وكوليت خوري ومرسيل خليفة وجوليا بطرس وسميح شقير وعدنان خضر ومحمد القيق وشكيب أرسلان وسلمان أبو سته وفرحان السعدي وادونيس وحليم الرومي وسليم سحاب وهشام شرابي وسلفادور عرنيطة وبيان نويهض الحوت ومنير بعلبكي والحكم دروزة . وذلك بالإضافة إلى آلاف الشهداء والشهيدات والجرحى والجريحات والأسرى والأسيرات والكتاب والكاتبات والمثقفين والمثقفات والفنانين والفنانات الذين قدموا دمائهم وأرواحهم وفكرهم وعرقهم من اجل بناء هذه الأمة العر وبجية . الأمة التي أذلها أسوأ أبنائها ، لأنها أذلت أفضل أبنائها ، نعم أن من يحكمون هذه الأمة اليوم هم أسوأ أبنائها . الأمة التي ما زالت تعيش في مرحلية العشائرية ، والعشائرية مرحلة من مراحل تطور المجتمع البشري في التاريخ ، والتي تمتد جذورها عبر ألاف الستين ، وهي مرحلة وسط بين مرحلتين ، مرحلة الصيد والمشاعة البدائية في العصور الحجرية ، ومرحلة تكوين الشعوب والدول ، ولذلك فهي وبلا شك تعد مرحلة متقدمه على مرحلة الصيد والمشاعة البدائية ، ولكنها وبلا شك تعد مرحلة متخلفة عن مرحلة بناء الدول . ونحن لا
نتجاوز الواقع والحقيقة عندما نقول ان عشيرة سعود تمتلك دولة في نجد والحجاز وعسير والإحساء ( المملكة العربية السعودية ) ، وان عشيرة الصباح تمتلك دولة في الكويت ، وأن عشيرة نهيان تمتلك دولة في الإمارات العربية المتحدة ، وأن عشيرة ثاني تمتلك دولة في قطر ، وأن عشيرة خليفة تمتلك دولة في البحرين ، وان عشيرة بوسعيدي تمتلك دولة في عمان ، وان عشيرة بني هاشم تمتلك دولة في الأردن ، وأن عشيرة العلويين تمتلك دولة في المغرب الأقصى . وذلك بالإضافة إلى الأحزاب وهي عشائر سياسية منظمة ولها دولها ، ونحن لا نتجاوز الحقيقة والواقع عندما نقول لا يوجد أحزاب ، ولا يوجد نظام حزبي بالمعنى السياسي والديمقراطي في البلاد العربية أو ما يسمى بلاد عربية ، ولكن ما يوجد في الحقيقة والواقع هو عشائر سياسية منظمة ترى الحكم غنيمة لا يمكن التفريط بها ، وهي مستعدة للقتال من اجلها حتى لو وصل الأمر إلى حد الحروب الأهلية . لأن الحزب في ما يسمى وطن عربي عبارة عن قبيلة لها زعيم وأعضاء تربطهم العصبية الحزبية السياسية في الأحزاب السياسية ، والعصبية الطائفية في الأحزاب الدينية ، والعصبية الاثنية في الأحزاب القومية ، وفي هكذا سلوك بدائي لا يمكن بناء مستقبل ، ولا يمكن بناء دول ، ولا يمكن يناء ديمقراطية . كما أننا لا نتجاوز الحقيقة والواقع عندما نقول انه لا يوجد مؤسسة عسكرية في البلاد العربية أو ما يسمى بلاد عربية ، ولكن ما يوجد هو عشائر عسكرية مسلحة ، لأن مفهوم مهمة دور المؤسسة العسكرية في الأصل والنهاية هو خدمة البلاد لا حكم البلاد ، ولأن سيطرة المؤسسة المدنية على المؤسسة العسكرية تمثل مبدأ جوهري من مبادئ الديمقراطية ، ولأن المؤسسة العسكرية موجودة لحماية الدولة وصيانة حرية الشعب ، ولذلك يجب على المؤسسة العسكرية أن لا تقوم بأي دور قد يكون من نتيجته مساندة أي رأي سياسي أو أي جماعة عرقية أو دينية ، وبعبارة جامعة لمحتواها ومانعة لما هو سواها يجب أن ينحصر دور المؤسسة العسكرية في حماية المجتمع وليس في تعريف هوية المجتمع . لكن ولأن أفراد المؤسسة العسكرية هم في الأصل والنهاية مواطنون ، لذلك من حقهم أن يشاركوا مشاركة كاملة ومتساوية في الحياة السياسية ولكن بصفة شخصية . ولكن المؤسسات العسكرية في الوطن العربي وهي مؤسسات تنعدم فيها الثقافة الديمقراطية ، وثقافة الحياد السياسي لم تلتزم بالمفهوم الديمقراطي الذي يحدد وظيفة المؤسسة العسكرية ، وقد تجاوزت ذلك إلى حد السيطرة على المؤسسة المدنية وتعريف هوية المجتمع ، وذلك بالطبع يرجع إلى كون هذه المؤسسات كانت مؤسسات موروثة من الحقبة الاستعمارية ، وفي نفس الوقت مؤسسات مهزومة ، والمهزوم لا يجب أن يكون موجود حتى يبرر هزيمته ، ولذلك لم يكن إمامها إلا أن تحكم الشعب أو أن يحكمها الشعب ويحاكمها على هزائمها في حروب فلسطين والسويس وحزيران وتشرين ، ومواقفها من حروب لبنان والعراق وغزة ، وهكذا يمكن القول أيضا انه لا توجد دول تمتلك مؤسسات عسكرية ، ولكن يوجد مؤسسات عسكرية تمتلك دول ، وهكذا نرى حال الوطن العربي أو ما يسمى الوطن العربي ، عشائر تمتلك دول ، وأحزاب تمتلك دول ، ومؤسسات عسكرية تمتلك دول ، وهذا ما يفسر ما جرى في فلسطين ولبنان والعراق ، وما يجري اليوم في سوريا ، لأن سوريا هي مركز الدائرة الذي يدور حولها الزمان العربي والشرق الاوسط ، ولأن سوريا هي الوريث الطبيعي لفكرة الشام واكبر دول الشام ، ولأن سوريا هي الأرض التي ولدت فيها فكرة القومية العربية ، ولأن سوريا هي الموقع الحاكم في الوطن العربي والشرق الأوسط ، ولذلك كله يمكن القول أن سوريا لا تعاقب على أخطاء ارتكبتها ولكنها تعاقب على أخطاء لم ترتكبها وهي الاعتراف بالكيان الصهيوني ، والكيان الصهيوني يعرف انه إذا اعترفت سوريا بالكيان الصهيوني لم يعد هناك أي نبرر لأي نظام عروبجي في الاستمرار في حالة العداء مع الكيان الصهيوني لأن فلسطين كانت في الأصل سورية . والكيان الصهيوني يعرف أن سقوط سورية يعني سقوط القضية الفلسطينية ، ويعني سقوط فكرة الشام ،س ويعني سقوط فكرة القومية العربية ، وهذه هي الحقيقة ، لأن سورية وحدها نسيج وحدها وبين الدول العروبجية لا تحسب ، وقد سقطت مصر في كامب ديفيد ولم تسقط القضية الفلسطينية ولا فكرة القومية العربية ، وقد سقطت منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو ولم تسقط القضية الفلسطينية ولا فكرة الشام ولا فكرة القومية العربية ، وقد سقطت الأردن في وادي عربة ولم تسقط القضية الفلسطينية ولا فكرة الشام ولا فكرة القومية العربية . ولكن سقوط سوريا يعني سقوط الكيان السوري ، وسقوط الدولة السورية ، وسقوط النظام السوري ، وسقوط الجيش السوري ، وسقوط الرئيس السوري ، وسايكس – بيكو أمريكي جديد ، وتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية واثنيه ومذهبية ، دويلة للأكراد ودويلة للعلوين ودويلة للسنة ودويلة للدروز ودويلة للمسيحيين ، وهذا بالطبع يبرر دعوة إسرائيل إلى الاعتراف بدولة يهودية ، وطرد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة في عام 1948 إلى دويلات الطوائف الاثنية والمذهبية ، السني إلى الدويلة السنية والدرزي إلى الدويلة الدرزية والشيعي إلى الدولة الشيعية والمسيحي إلى الدولة المسيحية . ولذلك يمكن القول ان حرب سوريا هي حرب فلسطين ، وحرب العرب والقومية العربية ، وحرب الشرق الأوسط ، وحرب الديمقراطية في العالم ضد الامبريالية والصهيونية ودويلات العشائر والأحزاب والعسكر في الوطن العربي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.