ما هي حكايتك يا مصر.. حكايتك يا مصر أصبحت كما الفيلم الهندي.. متشعبة المشاكل.. متداخلة الأطراف.. لم نعد نعرف لها بداية أو نهاية.. تكالب عليها البعيد والقريب، وتجهمها العدو والصديق حنى بانت الشماتة فى العيون.. لم تعد لها القيادة والريادة والمكانة.. حتى أولادك يا مصر يكيلون ويكيدون لك ومن لم يستطع منهم فالهرب إلى المجهول هو مقصده ومنتهاه حتى وإن غرق فى بحر الظلمات.. لم يعد أولادك يتلمسون الدفء فى أحضانك يا مصر.. الشئ الوحيد الذى يختلف فى حكايتك عن الفيلم الهندى هو الغنوة.. الفرحة.. الأمل، لماذا لم يعد أولادك يغنون لك يا مصر.. لماذا يبكون حتى فى الفرحة!.. لماذا لم يعد لديهم أمل.. ماذا أصاب أولادك يا مصر؟.. مرضى الفشل الكبدى ملايين.. مرضى الفشل الكلوى ملايين.. مرضى السرطان ملايين.. حالات الطلاق ملايين.. إرتفع سن الزواج وتخطى سن الخصوبة.. حالات انتحار لضيق ذات اليد.. حرائق هنا وهناك.. الطباع أصبحت شرسة.. الأخلاق انهارت.. السلوكيات لم تعد حضارية.. الكل ينفر من الكل.. الكل يريد أن يبتلع الكل.. الشارع لم يعد شارع بل للسيرك أقرب.. الرشوة.. الفساد.. الفوضى.. إنها غابة من ذئاب.. هذه ليست مصر!.. هذه ليست بلدى التى ارتويت بنيلها وكل ذرة فى بنيانى من خيرها.. مصر لم تعد مصر.. "تغيرت المودة والإخاء *** وقلّ الصدق وانقطع الرجاءُ" .. هذا ما قاله سيدنا علي رضي الله عنه منذ أكثر من ألف سنة فماذا كان يقول لو كان بيننا هذه الأيام!.. إنها بداية الإكتئاب!