زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجمهورية روسيا الإتحادية 25 -27 أغسطس 2015 تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن مصر تسير علي النهج السليم المؤكد أن مصلحة مصر في الصدارة وأن زمن السير وراء السراب الأمريكي قد ولي بغير رجعة. هي قراءة تأخرت طويلا لنهج مصر الرسمية وقد كان الإتحاد السوفييتي القديم الصديق الوفي لمصر مابعد ثورة 23 يوليو 1952 ويكفي للتاريخ القول بأن مصر قد إستفادت كثيرا من تلك العلاقة سواء في الصناعة أو تسليح الجيش المصري وهاهي جمهورية روسيا الإتحادية ترث كل مقومات الإتحاد السوفييتي القديم ليشهد عهد الرئيس بوتين ندية في التعامل مع الغرب المتربص دوما بروسيا القديمة والحديثة . المحصلة أن التوجه المصري نحو الشرق كان متزامنا مع عودة مصر إلي ثقلها الدولي بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013 وهاهو الرئيس السيسي يزور موسكو للمرة الثالثة وقد كانت البداية وقت أن كان وزيرا للدفاع ليستقبل إستقبالا مهيبا يليق بمصر في كل مرة وقد وقر أن روسيا هي الأخري تجيد قراءة المشهد في الشرق الأوسط بعدما إثمر الصلف الأمريكي عن تنافر وصل لحد الجفاء مع السياسة الأمريكية التي أخفقت تماماً في قراءة المشهد المصري لتراهن علي جماعة الإخوان الإرهابية والمحصلة فشل مقيم وقد سقطت جماعة الإخوان وفي معيتها ثقة مصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي دعمت التطرف رغم أنها أول من كابدت من الإرهاب . الرئيس في موسكو خبر يسعد المصريين لأن آثارالزيارة ستعود علي مصر بالخير ليستمر الصديق الروسي موضع ثقة المصريين في مشهد يؤكد التكافؤ لامصر تخضع ولاروسيا تتحصل علي مالاتستحق. إنها مصر الجديدة التي عادت بقوة وأبدا لن تعود الأيام الحالكة التي فجعت فيها مصر بمشاهد أليمة يوم أن زار الرئيس المعزول محمد مرسي روسياليستقبل في منتجع في مشهد لايليق بقامة مصر وهاهي الأمور تستقيم ليزور الرئيس السيسي روسيا المرة تلو الأخري مستقبلا بإحتفاء يليق بمصر التي عادت من جديد قوية مهابة تواجه حاضرها بثبات وصولا إلي إجتياز العثرات بجهد مخلص لأجل حاضر آمن وغد مطمئن.