يعود العالم إلى سياسة الأحلاف الاقتصادية والعسكرية مرة أخرى وتدخل مصر ضمن هذا الاستقطاب العالمي الجديد مع عودة الحرب الباردة مرة أخرى وتوتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفيتي . مع توتر العلاقات بين واشنطنوالقاهرة بعد 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسي قررت الولاياتالمتحدة وقف المساعدات لمصر وخاصة العسكرية . كشف تقرير أن الادارة الأمريكية «قررت سرا وقف تقديم مساعدات عسكرية لمصر» وذلك على الرغم من تردد الرئيس باراك أوباما فى تسمية ما وقع بمصر كانقلاب عسكرى. وذكر مكتب السيناتور باتريك ليهى (ديمقراطى ولاية فيرمونت) ورئيس لجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ أن إدارة أوباما قررت إيقاف كل أنواع المساعدات لمصر بصورة مؤقتة. وتهدف الرسالة الأمريكية الجديدة إلى أن ما تبقى من قيمة المساعدات لميزانية عام 2013 والمقدرة ب585 مليون دولار مخصصة للجيش المصرى لن تصل لمصر، لأن هذا المبلغ لم يخصص بعد لشراء أسلحة جديدة أو لشراء قطع غيار. وتم وقف تزويد الجيش ب12 طائرة أباتشى جديدة من طراز «أى إتش 64» دى، والذى كان مقررا أن يتم الشهر المقبل. وتعود عقود شراء هذه الطائرات لعام 2009 وينص عقد الشراء على التسليم خلال شهر سبتمبر القادم. وتعد قيمة صفقة الطائرات 820 مليون دولار. وكانت الادارة الأمريكية قد أوقفت توريد أربع طائرات من طراز إف 16 للجيش المصرى بعد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، ثم أعلن أوباما فى تعليقه على عمليات العنف فى مصر، عن الغاء مناورات «النجم الساطع» والتى كان مقررا لها ها الخريف القادم. وتمثل المساعدات الأمريكية السنوية بشقيها العسكرى (1.3 مليار دولار) والاقتصادى (250) مليون دولار لغزا لا يمكن فهمه بسهولة. ومع توتر العلاقات بين القاهرة والغرب اتجهت الدبلوماسية والسياسة الخارجية المصرية إلى الدب الروسي لكي تنوع مصادر السلاح ، وهل هذا النهج يتبعه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للتقارب مع الروس كما فعل الرئيس جمال عبدالناصر عندما كان يحصل على التسليح من الاتحاد السوفيتي . هل تقيم روسيا قاعدة عسكرية في مصر: صواريخ روسية مع إعلان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو القيام بزيارة رسمية إلى مصر مع وزير الخارجية سيرجي لافروف في فترة 12 – 15 نوفمبر على رأس وفد يضم عددًا من المسؤولين الروس الآخرين بينهم النائب الأول لرئيس هيئة التعاون العسكري الفني، أندريه بويتسوف، ومسؤولون في شركة تصدير الأسلحة الروسية "روس أوبورون اكسبورت"، أثيرت قضية إنشاء قاعدة روسية في مصر . وبمناسبة زيارة الوفد الروسي المرتقبة إلى مصر، قيل إن مصر بصدد إبرام صفقة أسلحة مع روسيا، وأشير إلى أن روسيا قدّمت لمصر عرضاً لصفقة تختار مصر بموجبها نوع السلاح الذي ترغبه. وقيل أيضا إن روسيا ومصر تتباحثان في شأن منح الجيش الروسي قاعدة بحرية في السويس أو بورسعيد. فكرة وجود القاعدة العسكرية في مصر لم تطرح منذ العالم 1967م حيث أن مكان القاعدة هو مفتاح البحرين الأبيض المتوسط والأحمر. ومع إنطلاق سياسة روسيا الخارجية بقدوم الرئيس فلاديمير بوتين تسعى لتقوية نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهذا ما تسعى إلى من خلال عدم رغبتها في خسارة قواعدها في سوريا والسعي إلى إنشاء قاعدة عسكرية في الجزائر . مصر تنوع مصادر السلاح وتعتمد على روسيا: صرح مسؤول رفيع المستوى في شركة "روس أوبورون أكسبورت" المتخصصة في تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج، اليوم الجمعة، بأن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المسألة الأساسية تبقى قدرة القاهرة على تسديد قيمته. وأوردت وكالة "نوفوستي" الروسية أن حديث المسؤول جاء تعليقا على ما ورد في وسائل إعلام حول زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى مصر الأسبوع المقبل، واحتمال البحث في مسألة إمداد الجيش المصري بأسلحة روسية بقيمة 4 مليارات دولار. وقال المسؤول إن "العلاقات التقليدية التي تطورت من علاقات ربطت سابقا الاتحاد السوفيتي من جهة ومصر من جهة أخرى إلى علاقات روسية – مصرية، ومنها في مجال توريدات الأسلحة والمعدات، تبقى على ما هي عليه. وأضاف "نحن مستعدون لإجراء محادثات مع الجانب المصري حول إمكانية تسليمه التقنيات العسكرية الحديثة وكذلك إصلاح المعدات القديمة التي تسلمها المصريون أيام الاتحاد السوفيتي". كانت مصر أعلنت تزويد مصادر السلاح بعد تعليق أمريكا للمساعدات الاقتصادية وخاصة العسكرية . الدبلوماسية الشعبية بين موسكووالقاهرة:
زار وفد الدبلوماسية الشعبية المصري موسكو الخميس الماضي، وتأتي الزيارة في ظل رؤية جديدة للعلاقات في ضوء سياسة خارجية لمصر ما بعد 30 يونيو، تعكس رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب المطالب بإعادة العلاقات مع روسيا إلى مسارها الحقيقي، وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين في كافة المجالات. وضم الوفد كلا من المتحدث باسم لجنة الخمسين المعنية بالدستور المصري الجديد، الدكتور محمد سلماوي، المفكر الإسلامي، ثروت الخرباوي، الناشط الحقوقي، حسام فودة، نقيب المحامين سامح عاشور، الفنان عزت العلايلي، الفنانة هند عاكف، السفير المصري السابق لدى روسيا رؤوف سعد، الدكتور جمال زهران، رجل الأعمال كامل أبو علي، فضلا عن عدد آخر من رجال الأعمال. وقد لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه بمجموعة العشرين في منتجه سوشتي أن الأوضاع في مصر مضطربة وأن سيناء يقضي عليها الإرهاب، فهل هناك طموحات للروس في مصر . ومع التقارب المصري الروسي هل يكون هذا على حساب تنازل مصر لصالح موسكو وإقامة قاعدة عسكرية بحرية على الأراضي المصري مقابل التسليح، ولكن هذا لا يمنح القاهرة الاستقلالية الكاملة في القرار لكن يحولها من تبعية الغرب إلى تبعية الشرق .