من فضلك لاتغير وضع الحروف فأنا أقصد "مختلفون" وليس ما يدور بخلدك، فلا يمكن أن نكون "متخلفون" ونحن نستخدم (الفحم) أكثر من أي دولة صناعية فى العالم!.. فإن كانت دول العالم المتحضر تستخدم الفحم فى إدارة مصانعها لزيادة الإنتاج فنحن نستخدم الفحم فى الإنتاج أيضا حيث نقوم بإنتاج فصائل رهيبة من الخلايا السرطانية التى تعشش فى الرئتين! ذلك لأن الفحم عندنا يعلو حجر الشيشة فنتنفس خليط متميز من دخان الفحم ودخان النيكوتين، والغريب حقا أن فى بلادنا وزارة للصحة ووزارة للبيئة بالإضافة إلى هيئة حكومية لحقوق الإنسان!.. من أجل ذلك أشعر بأن بلادنا لم يعد فيها "كبير" فاخترعوا لأنفسهم كبير حيث أطلقوا على عادل إمام "الزعيم"!.. وأصبح من الشائع أن تسمع بائع الروبابكيا ينادى على بواب العمارة قائلا "يا كبير"!.. ولأننا شعب مختلف فلدينا أساليب أخرى للإعدام تختلف عن الوسائل التقليدية كالمشنقة والسيف والرصاص والمقصلة والكرسى الكهربائي وحجرة الغاز.. فالزوجة التى فاض بها الكيل تستخدم الساطور لاغتيال أبو العيال أما الزوجة الخبيثة فلها رأي آخر حيث تعتبر "السم" لايكشف عن المجرم!.. كما أن الشارع لا يخلو من أساليب مبتكرة للإعدام بالجملة, مركب نيلية تغرق بمن عليها فى أعماق النيل ثم يبررون ذلك بأنها لا تحمل ترخيص رغم أن فى بلادنا ما يسمى "شرطة المسطحات المائية".. وأتوبيس مدرسة يصارع قطارا فيدهسه بمن عليه من فلذات الأكباد ثم تفاجئنا التحقيقات بأن الأتوبيس بدون فرامل! رغم أن فى بلادنا ما يسمى "شرطة المرور".. ومصنع كبير يحترق بمن فيه وتأتى التحقيقات بأن المصنع لم يكن يهتم بطفايات الحريق رغم أن فى بلادنا ما يسمى "الإدارة العامة للحماية المدنية".. وأطفال تعانق الموت فى المستشفى لتناولها محلول فاسد، لكن للحق قام المسئولون بالتحقيقات اللازمة حتى وإن كان تحركهم قد جاء بعد الضحية الرابعة!.. ولأننا شعب مختلف فرصيف الشارع قد تم تخصيصه للمحلات أما المشاة فعليهم النزول إلى نهر الشارع ليكونوا صيدا سهلا للسيارات!.. ولأننا شعب مختلف فنحن نرغب بشدة الإعلان عن هذا الإختلاف بالإسراف فى استخدام آلات التنبيه (الكلاكس) فالبعض يستخدم الكلاكس لتحية البعض الآخر أو للنداء على صديقه الذى يسكن فى الدور العاشر!.. شعبنا العظيم مختلف أيضا عند التعبير عن حالة الحزن أو السعادة، فالتعبير عن حالة الحزن عند موت عزيز له رؤية خاصة عند شعبنا العظيم، فرباطة الجأش ومجرد دمعة تنحدر على الخد مثلما نرى الشعوب الأخرى لا تتفق مع ميول شعبنا العظيم فيجب أن تتورم العينان وينقلب بياضهما إلى الأحمر مع سماع أنين مكتوم من الذى يحاول أن يتماسك أو"آه.. آه يا أماي" على مقام "الصبا" ثم تخور قواه، وإن كان المكلوب سيدة فعويلها المغلف بالصراخ مع الولولة يقطع الخلف خاصة إن كانت تمسك بمنديل أسود فى كلتا يديها وتحركه بشكل اسطوانى مثل راقصات "الدًبكة" فى بلاد الشام! ، والغريب حقا أنه فى القرى المصرية تستأجر أسرة المتوفى بعض السيدات التى يطلق على الواحدة منهن لقب "ندابة" إذا ما عجزت نساء تلك الأسرة بعمل الواجب اللازم نحو شق الجيوب ولطم الخدود!.. وبعيدا عن هذا النكد نرى اختلافا آخر لشعبنا العظيم فى حالة الضحك وجلسات الفرفشة، أنظر إلى أي شخص ينتمى لشعب آخر بعد أن تلقى على مسامعه نكتة تجعل الرضيع يضحك وتظهر له أسنان فتجد هذا الشخص يقهقه "هأ هأ هأ" قائلا "nice, nice, it is nice" وتنتهى الحفلة مع أنك أجهدت نفسك فى تقمص شخصية "عادل إمام" واستخدمت أسلوب المخرج "حسن الإمام" عند إلقائك للنكتة مما يجعلك تشك أن النكتة قديمة قد سمعها من قبل وقد غاب عنك أن هذا الشخص لاينتمى لشعبنا العظيم.. والآن إذهب إلى أي "كوفى شوب" المنتشرة هذه الأيام أكثر من دور العبادة ثم ألق بالنكتة، أو استخدم إحدى الوسائل الغير آدمية مثل أتوبيس النقل العام أو الميكروباص ثم احكى نفس النكتة لترى بعينيك أن شعبنا العظيم مختلف فعلا، ستجد أكثر الناس اتزانا قد فقد وعيه من الضحك، ذلك لأنه أخذ شهيق بدون زفير ثم ثنى وسطه ثم فرده ويظل يضرب كفيه ويرفص بقدميه و يبرطم بكلمات يعبر بها عن جودة النكتة يمكن بالكاد أن نستشف منها "يخرب بيتك ، دا انت مسخرة"!.. الإختلافات كثيرة, ففى كل بلاد العالم تستوقف سيارة الأجرة "التاكسى" فيقف بجوارك وتفتح الباب وتدلف إلى داخل السيارة ثم تخبره عن العنوان، أما فى بلادنا فالأمر مختلف تماما حيث تشير إلى التاكسى فيتخطاك لمسافة كافية من أجل تعذيبك فتلهث خلفه ثم تخبره بالحي الذى ترغب فى الذهاب إليه وركوبك للسيارة يرجع إلى مزاج أم السائق!.. ومع كل ذلك نحن نعيش على أرض مصر ولا تقل لى كيف؟ لأنى لا أعرف! وربما الإجابة عند رئيس الدولة المصرية على مر العصور إذ يبدأ خطابه بالجملة المشهورة "أيها الشعب العظيم"!