كتبت من قبل عن السبب الذي جعل شعيرة تلاوة البخاري في شهر رمضان من كل عام تتلاشى وتنمحي من الوجدان الديني عند المصريين ، بمرور الزمن وبتقدم العلم والمعرفة وباتساع أفق الإنسان وبانتشار حرية الفكر والتفكر حينا ، وجد من يحرصون على تلاوة البخاري في كل عام في شهر رمضان أن أمره سينكشف وزيفه وتخاريفه وأساطيره ستنفضح أمام السامعين الذين بدءوا يعملون عقولهم نسبيا .. وحرصا على البخاري تلاشت هذه الشعيرة رويدا رويدا إلى أن اختفت تماما ، لكن ما زال تقديس البخاري كما هو ، وما أقدمه في هذه السطور هو تحليل متواضع عن البخاري أكبر كذاب أو اكبر أكذوبة في تاريخ البشرية ، لماذا أدعى انه اكبر كذاب أو اكبر أكذوبة في تاريخ البشرية .؟ هم يدعون أن البخاري روى ستمائة ألف حديث ، ليس لدى أي مانع إطلاقا في العدد أوافق تماما ، لكن السؤال : كيف حفظ (أعنى جمع) البخاري هذا العدد ..؟ الإجابة بأحد أمرين : الأول إما بحفظها وتخزينها في ذاكرته ، والثاني لابد أنه كتبها على الورق بيده مستخدما وسائل الكتابة والتدوين من حبر وورق ، طبعا من يقدسون البخاري يؤمنون أنه كان صاحب ذاكرة خارقة ويؤمنون انه حفظ هذا العدد من الأحاديث في ذاكرته التي تحتوى على عدد غير محدود من الجيجا بايت ، ندخل لمرحلة تصفية وتنقية الأحاديث واختيار الأحاديث الصحيحة من الستمائة ألف حديث فلو قلنا انه حفظها وخزنها في ذاكرته الخاصة (في عقله) فهو إذن مطالب بعمل مسح أو حذف الأحاديث المكذوبة والضعيفة من ذاكرته وعقله أثناء التدوين : مثال توضيحي ( الستمائة ألف حديث مخزنة في عقله ، هو يتلوها أو يقرأها بنفسه و يدون ويكتب بيده الحديث الصحيح في صحيحة المزعوم ويحذف أو يمسح الحديث المكذوب أو الضعيف أو يقوم بعمل(Delete) للحديث الضعيف ولا يكتبه ، ومن المستحيل على عقل أي مخلوق بشرى أن يقوم بهذا العمل الذي يفوق قدرات البشر ناهيك عن الوقت الطويل جدا جدا الذي يحتاجه هذا العمل الشاق لتنقية وتصفية الستمائة ألف حديث لاختيار أو انتقاء سبعة آلاف حديث فقط هي الصحيحة وكتابتها وجمعها في كتاب أو مجلدات ، إذن ليس أمامنا إلا طريق واحد فقط لأنه يتناسب مع أدوات الكتابة والتدوين آنذاك كما يتناسب مع قدرات وإمكانات البشر الفكرية والعقلية وهو أن البخاري كان يحمل الورق والحبر معه في كل مكان أينما غدا أو راح ، وظلّ يكتب الأحاديث على الورق بالحبر حتى انتهى من كتابة الستمائة ألف حديث ، بالطبع دون أن يدرى أن بعض أو معظم ما يكتبه مكذوب وضعيف وآحاد وظني الثبوت وملفق ولم يصح عن النبي عليه السلام ولم يقله ، لأنه لو علم أن معظم الستمائة ألف حديث ضعيفة ومكذوبة وغير صحيحة وأصرّ على كتابتها وتدوينها أو حفظها لكي يقوم فيما بعد بإعادة مراجعتها مرة أخرى لانتقاء الصحيح منها فهم بذلك يناقضون أنفسهم حين يصفون شخص البخاري بالذكاء وانه كان لديه قدارت فكرية وعقلية تفوق قدرات البشر العاديين بالعكس لو فعل هذا وبالفعل قد فعل كما يزعمون ويعتقدون فهو شديد الغباء ، ومن المستحيل أنه حين بدأ كتابة الأحاديث قام بتصنيف الأحاديث أثناء الرواية والكتابة وتنويعها إلى صحيح وغير صحيح بحيث يكتب الغير صحيح أو الضعيف أو الآحاد والمكذوب أو السيء في ورق احمر ، ويكتب الأحاديث الصحيحة الجميلة الظريفة في ورق اخضر دا مثلا مثلا يعنى ولو فعل هذا فهو غبي أيضا لماذا يكتب أحاديث غير صحيحة من الأساس .؟ هل بعد فترة من الزمن ستتحول إلى أحاديث صحيحة جميلة ظريفة .؟! ، أعتقد أنه كان يجمع الأحاديث كلها على أنها صحيحة ، ثم بعد ذلك جلس مع نفسه في جلسة صفا وبدأ ينتقى ويختار الصحيح ويستبعد ويحذف ويلغى الحديث الضعيف وغير الصحيح والآحاد والمكذوب كما يزعمون ، المهم انه كتب جميع هذه الأحاديث مستخدما الورق والحبر والقلم حسب ظنهم ، وكتب بيده الستمائة ألف حديث ، ولم نقرأ أن أحدا ساعده في الكتابة وفي التجميع وفي التصحيح والانتقاء فقد قام بكل هذا العمل بنفسه دون مساعدة من أحد ، وهنا لابد من الاستفسار ، هل يكفى عمر البخاري لكتابة الستمائة ألف حديث بيده بطريقة بدائية في الكتابة .؟ ، إذا كان السبعة آلاف حديث المدونة في صحيح البخاري المطبوعة بطريقة حديثة في الكتابة منظمة ومرتبة ومرقمة احتاجت لمئات الصفحات وعدة أجزاء من المجلدات التي قام بها عدد كبير من الأشخاص المتخصصون في الكتابة والطباعة لتحويلها لهذه الصورة ، فما بالك بعدد ستمائة ألف حديث التي تساوى صحيح البخاري مضروبا في 85,7 مرة ، فكم من الوقت احتاجه البخاري لكتابة وتدوين هذا العدد الهائل من الأحاديث ، وإذا كان يملك قوة خارقة تفوق طاقة البشر في الكتابة والحفظ والتدوين من أين جاء بالورق والحبر الذي يكفى هذا العدد من الكلمات والصفحات ، وكيف كان يتعامل مع عشرات الآلاف من الصفحات عندما أراد اختيار الصحيح منها .؟ مسألة في الحقيقة لا يقبلها عقل طفل في المرحلة الابتدائية .. أختم مقالي بحسرة كبيرة على عقول معظم المسلمين الذين يؤمنون أن البخاري استطاع كتابة هذا العدد الرهيب من الأحاديث بمفردة متطوعا دون أن يطلب منه احد القيام بهذا العمل الجليل حسب زعمهم ، ونفس المسلمين المساكين يؤمنون أن خاتم النبيين ترك القرآن العظيم لأصحابه يجمعوه ويكتبوه بأنفسهم بعد وفاته ، ولم يفلح خاتم النبيين حسب زعمهم في كتابة القرآن وجمعه في مصحف واحد رغم أن هذه رسالته للناس التي خُلق من أجلها وكلّفه ربنا جل وعلا بتبليغها للناس ، وحسب زعمهم وحسب جهلهم وحسب كذبهم يكون البخاري أفضل من خاتم النبيين ألا لعنة الله على المكذبين أجمعين بقلم / رضا عبد الرحمن على كاتب وباحث إسلامي واجتماعي مصري