هل كان النبى «صلى اللهّ عليه وسلم» نهم جنسياً كما يزعم المستشرقون؟ ما صحة الأحاديث الواردة فى الصحيحين- البخارى ومسلم» من أنه كان محباً للنساء والجنس؟ وهل كانت قوته فى الجماع تعادل 07 رجلاً؟ وبماذا يرد علماء الإسلام على هذه الأسئلة؟.. الرد فى السطور التالية.. حسن الخطيب لم يكن أحد يتصور أن تكون حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الشخصية مرتعا لمن يتصيدون الاتهامات له، خاصة عندما يقفون على ماورد فى كتب الأئمة الأربعة وما ورد فى صحيحي البخارى ومسلم عن ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان محبا للجنس وللنساء، فجميع الاحاديث التى وردت فى الصحيحين «البخارى ومسلم»، كانت دليلا لمن يتهمون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه محب للنساء وللجنس ، وروجوا ان له قدرة جعلته يطوف على نسائه التسع فى الليلة الواحدة، كما انه تزوج خديجة بنت خويلد وهى فى سن الاربعين، وتزوج ام المؤمنين سودة بنت زمعة وهى فى سن كبيرة، وصوروا ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعجب بالسيدة صفية بنت حيي بن اخطب وقالوا انه تزوجها بعدما وجد جمالها فى نفسه، وقالوا إن هناك حديثا يقول:إن النبى اوتى قوة عشرين رجلا وفى رواية سبعين رجلا فى الجماع، وقالوا إن النبى كان يباشر زوجاته وهن على الحيض، حتى انهم صوروا مباركة الوحى لما يفعله النبى. الروايات التى ساقها المستشرقون عن النبى صلى الله عليه وسلم ،منها ما ورد فى البخارى ومسلم وهى من اكثر الاحاديث التى تصور الرسول صلى الله عليه وسلم مفتونا بالنساء، ومن مجمل هذه الاحاديث: ماجاء فى صحيح البخارى فى كتاب «الغسل» يقول: حدثنا معاذ بن هشام عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يدورعلى نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة ، قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين . وفى حديث اخر لمسلم فى كتاب «الحيض» يقول فيه عن جابر بن عبد الله عن عائشة زوج النبي عليه الصلاة والسلام قالت : إن رجلا سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل . وفى رواية أخرى عن البخارى نفسه ماروى عن ابن عمر قال: ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت قوة أربعين فى البطش والجماع، وله رواية اخرى فى الصحيح عن أنس بن مالك، قال : «قال رسول الله فضلت على الناس بأربع بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش» وفى حديث مسلم عن أم سلمة زوج النبي أنها قالت: «بينما أنا مضطجعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخميلة معه إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنفست ؟ قلت : نعم فدعاني فاضطجعت معه في الخيمة، وكانت هي والرسول يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة» وفى حديث مسلم ايضا ماورد عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتأتزر ثم يباشرها. وبعد ان سقنا هذه الروايات من الاحاديث التى يستشهد بها المشككون والمغرضون ومروجو الاكاذيب عن كون النبى صلى الله عليه وسلم كان محبا للجماع وللنساء،وكان لا يشغله شيء سواهما،عرضنا الأمر على اهل الاختصاص، حيث تؤكد الدكتورة كوثر المسلمى -استاذ الحديث بكلية الدراسات الاسلامية «بنات» بجامعة الازهر- ان فى صحيح البخارى عددا كبيرا من الاحاديث التى ادخلت عليه بروايات مسنودة وضعيفة ومرفوعة وفى بعض الاحيان احاديث مكذوبة، فالامام البخارى جمع اكثر من ستمائة الف حديث صحيح لم يثبت منها فى الصحيح إلا اربعة آلاف حديث كما قال الامام الالبانى، وجمع مسلم ثلاثمائة الف حديث فلم يصح سوى اثنا عشر الف حديث، وبناء على ما قاله الامام الالبانى عن صحيح البخارى فإنه يتأكد ان فى البخارى احاديث ضعيفة ومرفوعة وباسناد واحاديث مختلقة فأى عقل يصدق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير خلق الله تعالى ونبى الرحمة كان محبا للنساء وشغوفا بالجنس ولا شيء سوى ذلك. واكدت «المسيلمى» انه من المعروف ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقضى ليله فى القيام وقراءة القرآن، وهناك حديث صحيح عن عائشة رضى لله تعالى عنها انه كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه ،لافتة الى انه لم يرد فى الروايات التى تناقلت عن اهل السنة ما يؤكد مثل هذه الاحاديث التى وردت عن محبة الرسول للنساء والجماع وما ورد فهو إما مرفوع أو بإسناد ضعيف او مسنود او مختلق والدليل على ذلك ان الرسول صلى الله علية وسلم معصوم من الخطأ وانه لايتحدث عن هوى نفسه لأنه لاينطق عن الهوى وانما وحى يوحى، وشددت على ان الحديث الذى يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم اوتى قوة سبعين رجلا، انما هو حديث مرفوع وليس فيه قياس ويغلب عليه الظن . الدكتور محمود مزروعة -استاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة الازهر- قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من تسع نسوة, لكن الله تعالى جعل من زواجه لهن حكمة، فزواجه من كل واحدة منهن كان لله تعالى حكمة فيه، فجعل زواجه من خديجة رضى الله عنها ان تثبت قدمه وان تعينه فى بداية رسالته، وزواجه من زينب بنت جحش لتحريم التبنى فى الاسلام،وكذلك زواجه من السيدة مارية القبطية ومن السيدة سودة وكذلك السيدة صفية فالمتأمل فيهن يجد ان لكل زوجة حكما جديدا . ولفت مزروعة الى ان الله تعالى ايضا قال له بعد اتمام تسع زوجات : (لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا) فقد فرض الله تعالى على نبيه انه لايحل له النساء بعد هذه التسع، ولا حتى ان يتزوج من بعدهن او يبدل حتى وان كان هذا لمصلحة تقتضى ذلك، فهذه حكمة الله تعالى للرسول . وشدد على ان الحديث المزعوم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اوتى قوة سبعين رجلا فى الجماع حديث ضعيف،غير انه استدرك لافتا إلى أنه حتى لو كان هذا صحيحا فإنه من اجل ان يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بواجب العدل مع زوجاته. مزروعة أوضح ان هناك احاديث عديدة مروية عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن اهل بيته تؤكد انه كان يعيش حياته بصورة طبيعية كاى بشر، ولكنه كان كثير القيام بالليل حتى تتورم قدماه. الدكتور مراد محمود -مراد استاذ امراض الذكورة والمسالك البولية بجامعة الازهر- اشار الى ان القوة الطبيعية لاى انسان والمعدل الطبيعى لاى انسان فى الجماع هو مرة واحدة فى اليوم ولكنها تختلف من شخص لآخر على حسب الطبيعة التكوينية للشخص، وبحسب الحالة المزاجية للانسان والحالة الصحية له, واوضح ان المعدل الطبيعى ان تكون من 3 الى 5 مرات فى الاسبوع ، لكنها لاتتعدى الثلاث مرات فى الليلة الواحدة اذا كان انسانا مكتملا فى بنائه الجسمانى ومعتدل المزاج . وأكد مراد أن هناك عادات خارقة اختص الله بها انبياءه قد تكون من بينها هذه الامور. د. كوثر المسلمى: الرسول كان يقضى ليله فى القيام وقراءة القرآن.. والبخارى ومسلم بهما أحاديث مختلقة د. محمود مزروعة: حديث إعطاء النبى قوة 70 رجلاً فى الجماع.. ضعيف