أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أهمية تبني خطاب ديني وسطي , بعيدا عن الإفراط والتفريط, والتشدد والغلو, والتكفير والتفجير ومعه خطاب علمي وفكري وثقافي وتربوي وإصلاحي مواز لمواجهة الارهاب بكل أشكاله وكبح جماح التطرف والتطرف المضاد. كما أكد وزير الاوقاف فى بيان له اليوم أهمية التفكير في إخراج وثيقة وطنية لوضع آليات ومنطلقات التجديد في مجالات الفكر والثقافة والخطاب الديني باعتباره أحد أهم مكونات البناء العقلي والفكري والثقافي للإنسان, بغية الوقوف على أرضية وطنية وفكرية مشتركة تكبح جماح التطرف والتطرف المضاد, تراعي مصالح الإنسان والأوطان بعيدا عن كل ألوان الشطط والغلو . وأوضح وزير الاوقاف أن المشكلة تكمن في أمور عديدة بعضها يتصل بالخطاب الديني سواء من جهة جنوح بعض المتاجرين به إلى التشدد والغلو , أم من جهة وقوع بعض المتحدثين باسمه في دائرة الجمود, أو دائرة السطحية, أو عدم الإلمام بفقه المقاصد, أو فقه الأولويات, أو فقه الواقع, أو فقه المتاح, أو فقه الموازنات, أو حتى الخوف من التجديد, أو عدم شجاعة الإقدام عليه, أو عدم القدرة على التخلص من بعض القيود الفكرية أو المذهبية أو المجتمعية المكبلة للفكر المقيدة للإبداع . وأشار الدكتور جمعة إلى أن هناك جوانب أخرى أهم وأخطر تتعلق بنمط التفكير ووسائل التربية وآلية تكوين العقل, فنجد وللأسف الشديد أن النمط السائد في جميع التنظيمات الدينية وبخاصة السرية منها وعلى وجه أخص تنظيمات الجماعات والطوائف ذات الطابع الأيدلوجي الخاص أو النفعي, إنما هو نمط العقلية التابعة أو المنسحقة أو المستسلمة أو المنقادة, وأن الروح السائدة هي روح العقل الجمعي وحركة القطيع الذي يحركه الراعي الأوحد أو أول منطلق من أفراد القطيع الأقوياء, دون أن يسأل باقي القطيع نفسه لماذا يتحرك وفي أي اتجاه يسير ولماذا هذا الاتجاه دون سواه, حتى لو كان اتجاها إلى الهلكة والدمار. وأكد وزير الاوقاف أن العمل على وحدة الصف على المستوى الوطني والقومي والإنساني لمواجهة مخاطر الإرهاب صار مطلبا دينيا ووطنيا وإنسانيا, كل وفق ما يمليه عليه دينه أو خلقه أو ضميره أو إنسانيته, لا يتخلف عن هذه المواجهة الحتمية إلا منسلخ من هذه الصفات الأربع مجتمعة.