ظلم الإعلام المصري المرأة الصعيدية ظلم بين وخاصة في الأعمال الدرامية سواء بالتليفزيون او السينما علي مدار عقود طويلة من الزمان مما رسخ في ذهن العالم صورة سلبية وغير حقيقية عن المرأة الصعيدية. فقد داومت الأعمال الدرامية علي تقديم المرأة الصعيدية في صورتين كلا منها اسواء من الأخري وتمثل اهانه للمرأة الصعيدية. الصورة الدرامية الأولي: صورة المرأة الدميمة الجاهلة المتشحة دائما بالسواد تتحدث بلهجة ركيكة مبالغ فيها ليس لها رأي ولا تفهم شيئ يقودها الرجل ويحركها مثل عرائس الماريونت ولا تعي من الكلمات غير نعم و امرك لاتشارك في شيئ ولا تجيد عمل شيئ غير العجين وصناعة الخبز وتربية الدواجن فهي قطعة دومينو تحركها الأحداث دون ان تشارك في صنعتها مرأة اشبه بالجارية المقهورة المغلوب علي امرها المحرومة من التعليم لاحول لها ولا قوة. أما الصورة الدرامية الثانية:هي صورة المرأة فظة القلب غليظة القوام صاحبة عقلية متحجرة وعواطف ميتة تحرض علي الثأر ترضع اولادها مع لبن ثديها قسوة الطباع وتربيهم علي فنون استخدام السلاح منذ نعومة أظافرهم. نعم لا ننكر ان هذه النماذج موجوده لكنها قليله ولا تعبر عن المرأة الصعيدية بأي حال من الأحوال.وخاصة في هذا العصر عصر السموات المفتوحة والتكنولوجية والانترنت هذه النماذج التي رسخها الاعلام في ذاكره العالم عن المرأة الصعيدية ابعد ما تكون عن الحقيقة والواقع. فالصعيد يزخر بالنماذج النسائية المشرفة التي أصبحت قدوه ومثل يحتذي به فعلي سبيل المثال لا الحصر { دكتورة وعد الأشرف } القادمة من أعماق الصعيد بنت الأشراف الذي ينتهي نسبهم الي خير خلق الله الرسول الكريم علية الصلاة والسلام . واحدة من أبرز الوجوه الشابة التي احتلت مكانه مميزه في عالم السياسة ورغم سنوات عمرها التي لم تتعدي ال 27 ربيعا الا انها حققت ما عجز عن تحقيقه رجال في الخمسينات من العمر .حققت نجاحات في المجال العلمي كأستاذه جامعية وناشطة سياسية ظهرت بقوة في الثورة وكان لها مواقف مشرفه بالإضافة الي انها سيدة اعمال ناجحة ومستشارة نفسية وعضو في العديد من الجمعيات الخيرية و لا ننسي بصماتها الشعرية في سماء الأدب والثقافة نموذج مشرف لأحدي فتيات الثورة وعضوه في العديد من إئتلافات شباب الثورة ووجه سينافس بقوة في الإنتخابات البرلمانية القادمة. اليس هذا نموذج للمرأه الصعيدية اكبر مثال ان بالصعيد نساء وفتيات مضرب للأمثال في الذكاء والعلم والثقافة .السيدة الصعيدية اذا حصلت علي الفرصة المناسبة ستبهر العالم بها. المرأة الصعيدية ميزها الله بصفات نادرا الوجود في نساء اخريات فهي صبوره الي اقصي درجة كتومة تحفظ سر بيتها عن اقرب الناس اليها يعتمد عليها تتميز بالجلد وقت المحن وذكاء فطري وسرعة بديهة. ولديها قدرة عجيبة علي التأقلم للعيش في اي بيئة وتحت أي ظرف ووفق اي قدرات مالية ومادية لزوجها واسرتها دون ان تتأفف راعية واجب ولا تكلف زوجها او ولي امرها فوق ما لا يطيق. حنونه ودوده صاحبة وجه بشوش حتي وان بداخلها هموم العالم. ومن الصور المسيئة التي تمثل اهانه للمرأة والرجل في الصعيد علي حد السواء تلك الصورة التي تظهر الرجل سيئ المعاملة مع نساء بيته سواء الزوجة او الاخت او الام هذه صورة مبالغ فيها ايضا فالرجل الصعيدي يعامل المرأة بشكل رائع ويحسن معاملتها ويخاف عليها ويصنع منها ملكة متوجة تلبي كل طلبتها في حدود الإمكانيات فالمرأة في الصعيد لها مكانتها وقدسيتها فهي جوهرة الرجل الصعيدي حريص عليها كل الحرص. والمرأة الصعيدية ليست بهذه الدمامة التي ظهرت بها نبيلة السيد في فيلم البحث عن فضيحة. ولا بقبح عائشة الكيلاني وهي تمثل دور الصعيدية..المرأة الصعيدية تتميز بالجمال الرباني الهادئ بعيدا عن مساحيق التجميل وعمليات الشفط والنفخ ....الخ التي تقوم بها نساء هذا العصر . المرأة الصعيدية صاحبة ذوق عالي في اختيار ما يتناسب معها من الملابس المحتشمة التي تتفق وطبيعة المجتمع الصعيدي المتدين صاحب العادات والتقاليد العريقة. فلا نعرف من اين اتي المخرجين بهذه النماذج العجيبة التي تصور المرأة الصعيدية المتشحة بالسواد دائمة الحزن والنواح ؟! أن الأوان ان ينصف الاعلام المرأة الصعيدية ويظهرها كما هي في الواقع بصورتها الحقيقية المشرقة المشرفة. ان الأوان ان نمحوا تلك الصورة التقليدية البعيدة عن الواقع التي يظهر الاعلام بها المرأة الصعيدية. فالمرأة في الصعيد تستحق الاحترام والتقدير فهي الطبيبة واستاذة الجامعة و المحامية والمعلمة والمهندسة.... الخ وهي الان سفيرة وقاضية ووزيره المرأة الصعيدية حققت نجاح منقطع النظير في كل مكان تتواجد فيه بالاضافة الي انها نموذج رائع للأمهات تربي علي يديها وتخرج من مدرستها رجال والنعم فيهم . ومن منا ينسي ان لنساء الصعيد دور بارز في الثورة قدمن ارواحهن في سبيل الوطن ومنهن عروس الوطن وزهرة الشهداء {سالي زهران} وغيرها من الفتيات القادمات من الصعيد في زمن الثورة الي ميدان التحرير كلهن حماس لبذل التضحيات والشهادة من أجل الوطن وتحريره من الظلم والفساد. علي الأعلام ان يتدارك اخطاء الماضي ويكف عن تقديم هذه الصورة السيئة عن المرأة الصعيدية وليبدأ عهد جديد يقدم فيه المرأة الصعيدية كنموذج مشرف للمرأة المصرية والعربية فهن جزء غالي من نسيج الوطن يجب ان يتناولها الأعلام بحرص وموضوعية دون الاساءة او المبالغة. فالمرأة الصعيدية هي بنت الرجال ونعم فيها