من أجمل الأخلاق وأرق الصفات المطلوبة فى المرأة: الحياء، ليس المراد الخجل وإنما الحياء، بمعنى أن تستحى من أى فعل قد يجذب انتباه الرجل إليها، بل تستحى حتى من نظره إليها فى ذاته، وهى إذا استحت استترت بحجابها عن أعين الرجال، وخفضت صوتها، وانتبهت لحركاتها. وحياء المرأة ليس من الرجال فحسب، أيضا عليها أن تستحى من النساء الأخريات، فلا تتبرج، ولا تُظْهِر زينتها بطريقة فاتنة. وفى خلوتها أيضا عليها أن تستحى من الله عز وجل، بعدم انتهاك محارِمه. وقد تحدَّث القرآن الكريم عن حياء المرأة، فى وصفه لحال إحدى ابنتيْ شُعَيْب عليه السلام حين عادت إلى موسى عليه السلام بعد أن سقى لهما، قال عز وجل: '' فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ‘‘. ( القصص : 25 )، فهى قد جاءت إليه تمشى على استحياء، بلا تبرُّج ولا تبجُّح، موجِزَةً فى عبارتها. وقد ورد أنه عليه السلام قام معها فقال لها: '' امشي خلفي وانعتي لي الطريق وأنا أمشي أمامك ‘‘. ومن أبرز مظاهر حياء المرأة: حين تُسأَل الفتاة البِكْر عن رغبتها فى الزواج، فتستحى مِن التصريح برضاها إذا وافَقَتْ، لذلك بيَّن لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن استئذان البِكْرِ يكون بسؤالها، وأن صمتها دليل على إذْنِها، فقال صلى الله عليه وسلم: '' لا تُنكَح الأيِّم حتى تُسْتَأمَر، ولا تُنكَح البِكْر حتى تُستَأذَن ‘‘، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: '' أن تسكت ‘‘. وروى عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، إنَّ البِكْرَ تَسْتَحِى، قال: '' رِضاها صَمْتُهَا ‘‘. ( صحيح البخارى ). --- قيل فى حياء المرأة: المرأة الفاضلة كتاب مغلق، لا يقرؤه إلا الرجل الذى اختارته ليشاركها حياتها. المرأة بلا فضيلة .. كالوردة بلا رائحة الوردة التي يشمها الكثيرون، تفقد عبيرها. اذكري أيتها المرأة أن جمالك حر طليق إلا من قيدين: كلاهما أجمل منه: العفاف والشرف. الحياء والصمت أجمل زينات المرأة. لا شيء في الوجود يرفع قدر المرأة مثل العِفَّة. إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة , فالمرأة الفاضلة كنز. المرأة الفاضلة صندوق مجوهرات، يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة. حياء المراة أشد جاذبية من جمالها. لم تُخلَق المرأة لتكون محط إعجاب الرجال جميعاً، بل لتكون مصدراً لسعادة رجل واحد. أول الحب عند الرجل الحياء. ( أى أن أول ما يحبه الرجل فى المرأة: حياؤها ). قال الشاعر يصف حياء المرأة واحتجابها : مِن الأوانس مثل الشمس لم يرها ........ في ساحة الدار لا بعل ولا جار