وهكذا اللقاءات توالت في النافذة ، نتمرن معا ً ثم نذهب للعمل ، ننهي عملنا ونذهب لتناول غذاءنا ، عملنا بجد إلي أن ارتفعت أسهم الشركة . هكذا مرت الأيام من الإعجاب ونظرات العيون ، أحاسيس غزيرة لا تعرف الحدود، منبع متجدد دون توقف . وفي يوم كنت غائبة عن العمل لمدة ثلاث أيام ، سمعت الموسيقي فعرفت أنه عاد باكر ، الكلمات تناديني بتوحشني وأنا وياك ، وبعده ثلاث سلامات يا وحشني . الشوق يناديني ، هرولت صوب النافذة كي أراه ، يقف في انتظاري ، نظرت إلي بخجل وابتسمت ، عزف قلبي لحن اشتياقي ، ظللنا هكذا ربع ساعة ، فإذا بأمي تنادي علي فتركته ، تركته وقلبي معه . وفي المساء وقفت أشاهد القمر ، أتحدث معه وأخبره بما يكمن بداخلي ، نظراته ليست نظرات جار لجارته ، أنما نظرات عاشق ، نظرات مفعمة بالعشق والشوق والحنين . فيا لا وجهه الصبوح في ابتسامته الخفيفة ، ويا لا ابتسامة عيناها عند رؤيتي ، أقلبي هو الراقص علي أوتار حبك ، أم هناك امرأة أخري 0 لم أستطع البقاء في المنزل ، ضغط علي نفسي وذهبت للعمل ، انتهي الدوام ولم يأتي وسام ، هاتفه مغلق ، قلقت عليه فعدت للمنزل لعلي أره واطمئن . دخلت باب العمارة لأجده يسند والدته ، لا يستطع بمفرده ، اقتربت كي أساعده ، أمسكت ذراع والدته وصعدت معه الدرج . كان ينظر لي بشغف لم أراه سوي منه ، وبينما كنا نصعد اصطدمت يدي بيده ، بمجرد التلامس اهتز قلبي وشعرت بقشعريرة . صعدنا للشقة وعند الباب تركتها ، ادخلها لأقرب كرسي : شكراً جنة . لا شكر علي واجب .. المهم سلامتها .. لو احتجت شيء أخبرني . حسنا ً .. كنت أتمني رؤيتك اليوم .. لكن ليس باليد حيلة .. مرة عليك .. ومرة علي . مع السلامة . تركته ودخلت شقتنا وأنا في قمة سعادتي ، سعادة لم أشعر بها من قبل ، هرولت لغرفتي وأنا أطير من السعادة ، اندفعت نحو السرير وألقيت بجسدي لأحضانه ، أنظر للسقف وأرسم وجهه المبتسم أمامي . صوت الحب يناديني ، " علمني حبك لكاظم " ، شعرت بروح تجذبني لأستمع لنبضات الحب ، لم يكن لدي الجرأة كي أفتح النافذة ، نافذة الحب هذه المرة مغلقة ، فضلت الوقوف علي أن يراني والشوق يتملكني . ظل وسام منتظر رؤيتي ، فالحب الذي ملأ قلبه جعله يهوي النظر إلي ، فالحب ليس كلمات ، الحب مشاعر لا تخبأها العيون . أدور في الغرفة مثل العصفور ، لا أري حدود أمامي ، توجهت نحو السرير فموجات النوم أصابتني ، فغرقت في نوم عميق ، لأسبح في عالم الأحلام . انتظروا الأحداث القادمة