الأنبا يواقيم يترأس صلوات قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة العذراء مريم بإسنا    جديد أسعار السلع التموينية مايو 2024    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 5 مايو    حدائق القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين للاحتفال بشم النسيم وعيد القيامة    إعلام إسرائيلي يفضح نتنياهو، تخفى ب"شخصية وهمية" لإعلان موقفه من الهدنة مع حماس    سي إن إن: اتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يستغرق عدة أيام    عاجل.. شوارع تل أبيب تشتعل.. وكارثة مناخية تقتل المئات| حدث ليلا    الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فوق غزة    مواجهة نارية بين ليفربول و توتنهام بالدورى الانجليزى مساء اليوم الأحد 5 مايو 2024    نيرة الأحمر: كنت أثق في قدرات وإمكانيات لاعبات الزمالك للتتويج ببطولة إفريقيا    عاجل.. حقيقة خلاف ثنائي الأهلي مع كولر بعد مواجهة الجونة    درجات الحرارة اليوم الأحد 5 - 5 - 2024 في المحافظات    خطاب مهم من "التعليم" للمديريات التعليمية بشأن الزي المدرسي (تفاصيل)    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    أخبار الفن.. كريم فهمي يتحدث لأول مرة عن حياته الخاصة وحفل محمد رمضان في لبنان    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    حديد عز ينخفض الآن.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 5 مايو 2024    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    محمود البنا حكما لمباراة الزمالك وسموحة في الدوري    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افيقوا يرحمني ويرحمكم الله

هل يمكن للانسان أن يحتقر ذاته بل ويسعد بذلك لو قام به ؟!
أثارتني برامج التوك شو العربية في سخريتها من الأنظمة العربية المثار عليها بالربيع العربي فنجد القذافي مجنوناً مُغيّباً وقد حكم ليبيا وشعبها أكثر من أربعين عاماً بينما نرى مبارك ونظامه وبن علي والرئيس اليمني علي شاشات التلفاز بين مغيب وعميل و بات يلح سؤال مهم انه ان كان الحكام هكذا صورتهم فكيف صورة من حكموهم طيلة هذه العقود.. وكيف لشعوب تخرج بالمليونيات تهتف بأسمائهم وتتحرك باشاراتهم وتقطر حكمة بمقولاتهم وبعد ساعات قليلة هي ذات الملايين تخرج منددة بهم بل وتصورهم وكأنهم مجانين. مغيبين. حمقي . وعملاء ؟
لا اجابة هنا سوى أن تلك الشعوب قد خضعت لمؤثرات غربية جعلتها أكثر ارتباكا وجعلت المشاهد ضبابية غير واضحة.. وهكذا أرادنا الغرب أن نقف أمام المرِِِاَة لنرى أنفسنا كالببغاء يردد ما يقوله الأخر محاكياً له غير مدركاً ولا واع لما يقول..
أرادنا الغرب أن نسفه أنفسنا بضرب رموزنا التاريخيين بالسخرية منهم ونحن لا ندرك أننا بهذا نسخر من أنفسنا ذاتها فيضحك الأخر علي ضألة قدرنا وهواننا علي أنفسنا بل ويغذي ثقافتنا بغير ثوابتها ليصير أشرف مروان رجل المخابرات الوطني عميلاً ويصير مبارك وهو أحد جنرالات حرب أكتوبر العظيمة خائناً بينما ناصر العروبة فمندفعا ومقامراً بينما السادات أذكي الساسة الوطنيين صاحب قراري الحرب والسلام فيصير قاتلا لناصر القومية وعميلاً للصهيونية ليقل فينا اعتزازنا بقادتنا ورموزنا وما قدموا لوطنهم فتموت القدوة وقيمة الأعمال الوطنية عند أول خطوة وذلة وكبوة..
اننا يا سادة لم نكن مجانين حين حكمنا هؤلاء اذ لم يكونوا هم أنفسهم مجانين أو مغيبين أو عملاء ..
لا يمكن لشعب عمر المختار أن يوصف بهكذا وصف ولا يمكن لشعب النيل وحضارته أن يوصف به كذلك ولا لتونس الخضراء وشعب جميلة بو حريد أن يوصف به كذلك ولا يمكن لحضارة حضرموت ان تُختذل في وصف مقيت كهذا.. انه محض ضرب من الأعداء والغرب والصهيونية العالمية في قيمنا وثقتنا في أنفسنا وحضارتنا وتصويرنا كنعاج وزعاماتنا كقرود راقصة لتضيع القدوة ومهابة الرمز وترتعش الزعامات اللاحقة ليتمكنون من اغتصابنا علانية امام باقي شعوب العالم بينما نحن فنضحك علي أنفسنا ونسخر من زعاماتنا ..
ان الغرب يا سادة قد درس سيكولوجية الشعوب بامتياز وقد علم أن سر قوة العرب في تلاحمهم مع حكامهم وجعلهم من تلك القيادة رمزا حتي ولوعظمت أخطاؤهم.. اذ رغم كون اخطائهم لها من سيء المردود الا أن ايجابية التلاحم بين الشعب وحاكمه هي المغنم وسرالقوة لردع الأخر فكان لزاماً لهم ضرب هذا التلاحم وهذه القوة ..
أجندة تمت صياغتها ببراعة ودهاء وقد لعبت علي طموح الفرد وبالتالي الشعوب في الحرية المطلقة غير المقيدة والتي قد تصل درجة الفوضى بحكم أن النفس تهوي فض القيود حتي لو كانت من قيم وتقاليد أو حتي أديان وضعية او سماوية وما تلك الأخيرة سوى أسوار تمنع النفس من الحرية المطلقة والتي قد تؤدي الي فوضي حتمية تكون هي أول ضحية لها فكان الاغراء لهذه الشعوب بفض تلك القيود بالتلويح بالفوضي والحرية المطلقة في غيبة من الثقافة العربية والتي احدثتها المخططات الغربية بضربها لتاريخنا في العمق عبر سنوات طويلة فصار لدينا مايكل جاكسون بديلا لأم كلثوم وموسيقى الجاز بديلا للوهابيات وقد حاكينا هذا المسار الغربي الغير ملائم لحواسنا ولا معتقداتنا وقد بتنا صورة ممسوخة لهم غير حقيقية ثم وضعوا لنا أساليب حكم لا نعرفها وبمسميات غربية تلائمهم ولا تلائمنا فغدت الليبرالية بديلاً عن الاسلام كنظام سياسي ليصير نموذج الحاكم الرمز في أذهان شعبه محض صورة يمكن تمزيقها والخروج عليها في لحظه باسم الحرية والديمقراطية والدولة المدنية وحكم الشعب لنفسه وبنفسه وبعبارات برّاقة جميل ترديدها ردئ تطبيقها في الحقل السياسي العربي خاصة.. فما وصلت الدولة الاسلامية عبر تاريخها الى حدود الصين وروسيا شرقا وأسبانيا وقلب أوروبا غرباً بعقلية حكام قد درسوا الحضارة الغربية ومبادئ الليبرالية وأنظمة الحكم الغربية الأخري ومضامين الديمقراطية والدولة المدنية وأصول العلمانية وما تربوا يوماً في أحضان الغرب لكنهم تربوا علي الاسلام كنظام سياسي متفرد يفخر بتلاحم الشعب مع الحاكم فيصير للأخير مهابة تتمازج مع مهابة الدولة ذاتها فيكون هو المهيمن علي الشوري والموازن بين القوى السياسية المختلفة أغلبية كانت أو معارضة والداعم للأضعف اذا كان أقوي حجة عند المشورة ومن ثم لم تكن الدولة الاسلامية ولا العالم العربي في أوج حضارته وتقدمه بحاجة الي كل هذه الدراسات لأنظمة الحكم الغربي غير الاسلاميه فالاسلام لدينا كنظام سياسي هو جد متقدم علي مضامين الليبرالية الغيرعاقلة ولا العلمانية الغير مقيدة بسيادة الدين والمعتقد وهو صورة متقدمة لمن يطمح الدولة المدنية في اعترافه بالأخر وحمايته لمعتقده بلا اذدراء له.. تلك هي مضامين القيادة والحكم في الدول العربية والاسلامية والتي هي جد مختلفة عن مضامين الحكم الغربية والتي أراد الغرب غزونا بها في قتل تاريخنا وعلاقتنا بحكامنا والتي هي سر قوتنا والتي لم يستطع عبر تاريخه اختراقنا بها ..
يحفل التاريخ العربي بتوقير الشعوب العربية لحُكّامها حتي وان ثارت عليهم وقامت بخلعهم ليظل الرمز رمزاً وان فسد وأساء اذ يكفيه عقاباً حكم التاريخ عليه بفساده واساءته لكنه يجب ان يظل له مهابة واحتراماً من بعد خلعه وازالة أركان حكمه حفاظا علي قيمنا كشعب بالأساس فلا يمكن أن يكون بلا ايجابيات تذكر والا لضاعت الدولة كليّة في عهده..
انه مخطط غربي وقد نجح بامتياز وقد كان مبرر نجاحه طول مدة حكم هذه الأنظمة وفسادها والتي يرجع الي المخططات الغربية بالأساس فمن منا ينكر دور صندوق النقد الدولي وتوجيه الاقتصاديات العربية بمخطط محكم ومدروس ومن ثم التحكم في حالة الشعوب الاقتصادية بما قد يؤدي اليه من تجويع وبطالة..
نعم لقد خلق الغرب حالة الافساد وحالة التجويع في الدول العربية حتي في أعظم البلدان البترولية منها باسم الرأسمالية عديمة القلب والتماشي مع توجهات صندوق النقد الدولي تلك التي لا ترحم ويغيب عن رؤيتها منطق التكافل الاجتماعي وتعظيم الملكية العامة فأتت سياسة الخصخصة بالقضاء علي شركات القطاع العام وملكية الشعب لتتوالى منظومة طرد العمالة واستبعادها ليتعاظم القطاع الخاص والسياسة الاحتكارية ليُترك المواطنون لأليات السوق بلا رقابة من الدولة لهذا الأخير فذادت الأسعار وذاد الجوع والبطالة وتم فرض ضرائب علي السلع والمواطنين في أسلوب جباية غير معهود قامت بها الحكومات لتعزز من مقدرتها في الانفاق العام لتلبي مطالبات محدودي الدخل وزيادة رواتبهم والدعم السلعي لتسخط الشعوب علي الأنظمة في سياسة غربية عمدية وقد تم تنفيذها في حقنا بامتياز شديد لتأتي مرحلة تغذية الثورات علي هذه الأنظمة والتي لم تستطع قمع الغضب الشعبي الا بزيادة أساليب القمع والتي نصحتها بها تلك الدول الغربية..
المخطط الغربي قد نجح اذاًً وقد رأينا أنظمة قامعة للشعوب واقتصاديات مترهلة وشعوب جائعة وبطالة متفشية وانحدار في القيم والاخلاق ببث اعلامي غربي وطمث للهوية العربية بسياسة تغييب ثقافي لحضارتنا ودور اعلامى مغري وجاذب نحو الحضارة الغربية.. وبالمجمل عطش للحرية قد اذداد بينما الشيطان الغربي فراح يحرك عصاته بيده كالمايسترو أمام فرقته الموسيقيه لترتفع السيمفونية جواباً في أخر المعزوفة ليتم تحقيق مقاصد الأجندة الغربية بدقة شديدة لنجد دعاة الثورة في كل البلدان العربية بلباس واحد وقد تربو في دور الرعاية السياسية الغربية او بداخل أوطانهم بالعديد من منظمات المجتمع المدنى ذات الرعاية الغربية كذلك والممولة منها سلفاً .. كما والفكرة واحدة ووسيلة الدعوة اليها واحدة كذلك وتنفيذ المخطط ذاته واحدا في كل البلدان الثائرة وكأن السيناريو القائم باعداده شخص واحد ليتم في البداية ضرب الرمز ومهابة الدولة في مقتل فنري صورة صدام حسين وتمثاله في بغداد الرشيد تداس بالنعال وكذا صورة مبارك في قاهرة المعز تتطأها الأقدام وكذا القذافي بليبيا عمر المختار وعلي عبدالله صالح بحضرموت اليمن وبن علي تونس الخضراء الجميع صاروا تطأهم أقدام الشعوب العربية ليُقتل الرمز العربي وسط الصدور العربية لتزدريه الأجيال اللاحقة ليتم اشاعة التجرؤ علي مظاهر هيبة الدولة وسيادتها بفتح المعتقلات السياسية والسجون الجنائية في أن واحد لتُقتحم مراكز الشرطة ويُستولي علي مخازن الأسلحة بها ويقتل رجال الأمن ويُبثُ الخوف والوهن في أوصالهم وتُغذّى الجُرأة عليهم بالسخرية منهم وتُحرق السجلات الأمنية لتاريخ البلاد لتعود البلاد أمنياً الى الوراء بمحو التاريخ الاجرامي لأكثر من مئة عام لتبدء البلاد من جديد وقد ضاع من بين يديها تاريخها الأمني فلا يتم التعرف علي المجرمين ولا تاريخهم الاجرامي من بعد ذلك في ردة لمسيرة الدولة الى الوراء لتقبع البلاد من بعد ذلك في حروب داخلية وبلطجة وفوضي لا يقدر الأمن علي مواجهتها وفضها ..هي ذات الصورة المكربنة في كل بلاد الربيع العربي ليتدخل الغرب في الثورات بدرجات مختلفة ومتباينة حسب مغانمهم المرتقبة والمطموحة بين مغانم استراتيجية كمصر وتونس واليمن وبترولية كبغداد وليبيا فاكتفت أوروبا والأمريكان بالدعم المادي للعديد من المؤسسات والمراكز الاجتماعيه والمدنية بتغذية الفكر الثوري علي الأنظمة ودعم الثائرين سياسياً ومادياً ليتصاعد هذا الدور بالتدخل العسكري في الدول النفطية ليتم ضرب القدرات العسكرية لديها بالمطلق لتعود هذه البلدان منهكة تحتاج الي اعادة تسليحها من جديد فيبيعونهم السلاح بالنوعية التي يريدونها وبالثمن والأموال التي يبتغونها وكأن بلداننا العربية قد قُدّرلها أن تعيش في الانفاق علي التسليح متناذلةً عن رغد العيش والرفاهية وهذا هو عين ما أراده الغرب لها توطئة لاحتلالها من جديد وفي ثوب مختلف سياسياً لبعضها وعسكرياً للبعض الأخر..
ان الغرب يا سادة لا يسعده وصولنا للحرية بمسميات الليبرالية والعلمانية والدولة المدنية وغيرها من المسميات السياسية التي يسوقونها الينا لكنه يهمه ضربنا في مقتل بالافتئات علي تاريخنا وضرب قيمنا فتظل بلادنا عائدة الى الوراء ما دام الغرب هو الراعي الداعم لمسيرنا ومصيرنا مهما اختلفت مسميات هذا الدعم البرّاقة..
لابد يا سادة أن نعلم أن الغرب لم يكن داعماً لشعوبنا بهذه الصورة اذا ما خاننا حُكامنا وسلّموا اليهم أوطانهم بقواعد عسكرية عليها ..
لابد يا سادة أن تعود الشعوب الي سكناتها واحترام قادتها ورموزها حتي الراحل منها والمخلوع اذ يكفي حكم التاريخ عليه وكفانا ازلالاً له لكون هذا الاذلال يجعل من القادم مرتعش اليد لا يقدر علي شيء ..تتملكه أليات الرعب والفزع من شعبه قبل أعدائه فيُهلل الشيطان الغربي بعصاته الموسيقية ليكون في النهاية القادة العرب رهن اشارة المايسترو الشيطاني ولكن في صورة أخري ومذاق أخر لتتكرر المشاهد الدراماتيكية وبسناريوهات مختلفة ..
ان شنق صدام حسين بأحد أعيادنا الدينية لهو ضرب لنا وللأجيال اللاحقة في مقتل..
ان دخول مبارك للقفص الحديدي لهو اذلال ليس لمبارك فحسب ولكن لنا ولتاريخنا ورموزنا ..فها هو أحد جنرالات نصر أكتوبر العظيم وقد أزلّه شعبه فكيف نستقوي اذن بوطنيتنا ونتباري بالذود عنها وهي القاتلة لنا والمُذلة في المستقبل ؟!.. لتصير محاكمة حُكّامنا العرب محيّرة لكل دارسي القانون فى العالم اذ نري ميسولوفتش الصرب يحاكم أمام محكمة دولية غير وطنية بينما حكامنا المثار عليهم فيحاكمون أمام قضاة وطنيين هم مجني عليهم بالأساس اذ القاضي من أحاد الناس وقد ابتغي الثورة كغيره من المواطنين لتنتحر فكرة العدالة المعصوبة العينين من ضمير الأمم..
وكيف للثوار أن يحكموا علي الأنظمة المثار عليها في بعض البلدان العربية بمنطق الانتقام وفي غيبة من العدالة المحققة والتى طالما تمسكوا بتلابيبها وقد ثاروا في الأساس من أجل فقدانها لنري مصطفي عبد الجليل القائد الثوري ببلد المختار والذي شغل منصب وزير العدل لأربع سنوات قبل الثورة يحرض علي شاشات التلفاز الشعب الليبي علي قتل القذافي كرأس نظام مثار عليه ويعد قاتله بجائزة مالية كبيرة وبالعفو عن جرائمه التى ارتكبها سلفا في غيبة من عدل مرتقب ينشده الشعب ويتلفظ به رجل عدل سابق وكأننا نثور علي الظلم بظلم جديد..
هكذا يريد الغرب أن تكون الصورة ويكون المشهد لتصير صورة مبارك حبيسة الأسوار الحديدية في سن الشيخوخة المرتعشة مثار رعب لباقي الحكام العرب المثار عليهم بل والقادمين في المستقبل فلا يكون أمام القذافي الا الاستماتة وتدمير ليبيا بكاملها خوفا من هذا المشهد العظيم وكذا علي عبد الله صالح اليمن لتضيع البلدان العربية بمخطط الارهاب السياسي الغربي تحت مسميات الحداثة السياسية والتي تولهت بها الشعوب العربية علي أيدي الاعلام الغربي الخبيث ومدارس الفكر السياسى الغربية التى تربت فيها النخب العربية ..
لقد ضُربت يا سادة صورة القائد ببلداننا العربية من بعد الثورات فصارت الأيدي مرتعشة في اتخاذ القرارات حتي علي مستويات الادارة الأدني فتقذمت النجاحات وجُرأة القرار وبات الفشل الاداري حليف الادارات العربية من بعد ثورات الربيع العربي وبات الرئيس يخشي مرؤوسه وقد استقر في ذهنه صورة حاكم البلاد وهو مستلقياً علي سرير مرضه خلف زنزانة حديدية..
لقد ضربنا الغرب يا سادة في العمق ..عمق المبادىء والاخلاق وتلاحُم الشعب والقيادة وصار الثائرون بتعداد ألسنة الشعوب ذاتها وانتحر الاتفاق لتتأجج الخلافات من جديد وليصير مفهوم أمن الدولة وسيادتها دكتاتورية ويصير الأمن القوي لحماية المواطن والشارع قمعاً للحرية .. ليصير رجل الأمن خائفاً مزعوراً وهو المُدان فى الحالين ان طبق الأمن وبصرامة صار مجرماً مضطهداً للمواطنين وللميثاق الدولى لحقوق الانسان.. وان ترك الأمر على عواهنه صار خائناً..
هذه هى الصورة ياسادة من بعد الثورات لتصير الأنظمة السياسية غير مستقرة .. الكل ينتقدها .. والكل أصبح ذو رؤية سياسية محددة فلايقبل رؤى الأخر لتستمر المناظرات والمحاججات السياسية بلا نهاية..
هذا هو المخطط الغربي وقد نجح وها هي ليبيا ترزح تحت أقدام قادة الناتو بينما بغداد فترزح هي الأخري تحت قادة التحالف والأمريكان وها هي سيناء باتت مهددة من العدو الشرقي خارج حدودها ومن الراديكاليين في الداخل وبات المجتمع في حالة أقرب الي الفوضي في تراجع قهري لدور الدولة تحت تدافع المطالبات الشعبية المؤججه بالميديا الغربية.. وهاهي الاتفاقيات الدولية المبرمة والمرتبطة بالأمن القومى المصرى صارت محلاً للمطالبة بالالغاء ككامب ديفيد بما قد يترتب عليه رجوع البلاد الي زمن الحرب في ظرف تاريخي مختلف وظروف سياسية دولية وأقليمية ذات دور مختلف ومُغاير عن السابق وسط عالم القطب الواحد بل وصل الأمر ان يوجه البعض شكوي من الجيش والقوات المسلحة المصرية الي بعض المنظمات الدولية!!
أرأيتم يا سادة اذاً كيف هي الأجندة الغربية والأمريكية و الصهيونية باتت في طريقها للتحقق بالمطلق في بلداننا العربية .. أفيقوا يرحمني ويرحمكم الله..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.