فتحت سرة نقودي الخشبية فلم أجد أمعاء بطن بين أحشائها أو أعواد شجرة خالية الجوف فاشتريت بما لم أجده من سنتات و روبيات مفتاحا ملقى على باب بورصة الأرض بحالة يرثى لها بخنسائيات و لا تفيها حقها المزري .. ربما ألقت به خارجا بعض التربة المومس و نباتات ليل .. أسندته على كتفي بوضعية شريفة و أخذته الى البيت ليغتسل من وقوع رجوليته الفاحشة و يغسل قطعة ثيابه المتبقية التي لا تزال فيها آثار ليل , و من ثم ائتمنته على غرفة عاقر تركته بها ذات مدخل جداري صغير و حيطانا من الأبواب محيطا و سقفا ليأخذ قسطا من الراحة بعد خوضه لمعركة من نوع ما , أو على الأقل هذا ما ظننت فلم أشأ أن أسأل فُحُولَتَه فلا تجيب . كل ما كان يشغل نجارة تفكيري هو أي الأصناف يفضل ضيفي الموصى عليه منذ أكثر من ألف سنة على العشاء العرفي بين مقبلات و قبلات , و ثقوب أبواب دسمة في مواعين تفتح شهيته فيفتحها بابا بابا و من ثم يكسر الأوعية بلا أوقية ... و لا أغضب , فلا فرق حيواني بين نزوتي و نزوته ... و لا أمرض , ففرق بين صلبي و صلبه السيداوي . و أنا لا أزال أفكر في عشاءه , أكل أرغفة ايلاج في المواخير الذكورية للغرفة , تداول على كل الأبواب , الباب الذي راوده عن نفسه و باب ممتنع أغراه , و البويبات الصغيرة التي لم تجهز بعد لهكذا علاقة , حتى الباب المثلي جنسي فاعلا كان أم لا لم يسلم منه .. ثار لأنه مصاب بارتهاب الأماكن المغلقة عاد الى هيأته الأولى , استخرج كل أنواع بطاقات الهوية الجنسية و أنا لا زلت أفكر في عشاءه الى ما بعد الليل و لم ألحظ أن وقته قد قضى منذ حضن الدفعة الأولى لأنثوية طبخي .. و لم أشبع بعد ... من الأكل . نسيت أن لي ضيفا بالغرفة الى أن سمعته يهذي في سباته بكلام لا يعنيه و لا يعني شرف هيأته التي أحضرته بها اذ تنهد قولا " كم دورة عادة شهرية سيصمد حبي العذري لك ؟ سنة .. سنة الا دورة ؟ ماذا عن سن الفأس الحافة .. سن اليأس ؟ أم بعدد الرسائل التي لم أفتحها بعد .. لأنك لم ترسليها بعد .. لم تكتبيها .. لن تكتبيها ....." . جثته أمامي قبل أن تحين مماته بثوان . اقتنعت بأنه سيموت .. لا أرى الجنازة , لا أرى ما تراه عيني .. أهذا هو الموت .. أم اللاموت , اقتنعت بأنه سيموت , فمت .