إهتمت الصحف الإيرانية بخبر تعليق أمريكا وإسرائيل للمناورة العسكرية المشتركة بينهم، والتي كان من المقرر تنفيذها في الأيام المقبلة. واهتم المحللون الإيرانيون بتفسير هذا الإعلان ودوافع هذا التأجيل، فبعد أن أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أمريكا وإسرائيل أجّلوا المناورة المشتركة بينهم من ربيع العام الجاري إلى أواخر العام؛ قام المحللون السياسيون في إيران بالكشف عن دوافع هذا التأجيل. وتشير تحليلات الصحف الإيرانية إلى أن كل الدوافع التي أدت إلى هذا التأجيل تجتمع في أن أمريكا تريد خفض حدة التوتر في المنطقة، وكبح رغبة إسرائيل في توجيه ضربة لإيران. فأوضح الخبراء أن عملية الإغتيال التي وقعت في إيران، يوم الأربعاء الماضي، وراح ضحيتها مصطفى أحمدي روشن العالم النووي الإيراني، والمسئول عن توفير المشتريات التجارية لمفاعل نطنز النووي. وإجماع أغلب المراقبين على أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف وراء هذه العملية، والضغط الإعلامي الذي وجهته إيران ضد كل من إشتبهت في تورطه في هذه العملية من إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، ونشر إعلامها الموجه لكل تصريح غربي سابق لهذه العملية، يوحي بتخطيط الدول الغربية وخاصة أمريكا وإسرائيل إلى إغتيال علماء إيران النوويين، وإرتفاع حدة التوتر الإعلامي . كل هذا فسره الخبراء على أنه من دوافع التأجيل لهذه المناورات المشتركة، ولاسيما أن أمريكا أصبحت تخاف من الطيش الإسرائيلي وتوريط القوات الأمريكية في حرب، تكلف إقتصاد الولاياتالمتحدة وأمنها الكثير، وحتى تأجيلها للمناورة خشية من التغطية الإعلامية المضادة لسياسة الولاياتالمتحدة. وفي الأيام الأخيرة، أوردت بعض وسائل الإعلام الدولية بعض المعلومات عن قلق أمريكا من عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية؛ حتى أن صحيفة "وول ستريت" كتبت أن واشنطن قلقة من أن إسرائيل تستعد، رغم الإعتراضات، لعمل عسكري ضد إيران، ووضعت خطة طارئة للحفاظ على مصالحها في المنطقة. وكشفت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا ومسئولين آخرين بعثوا عدة رسائل خاصة إلى قادة إسرائيل لتحذيرهم من العواقب الوخيمة لمثل هذا الهجوم. ويعزز القلق الأمريكي، من أن إسرائيل ربما تجرؤ على القيام بعملية بمفردها، وتورط أمريكا، إن المخابرات الإيرانية صرحت أن عملية الإغتيال للعالم النووي، نُفذت بيد جماعات إرهابية تستخدمها بريطانيا وإسرائيل. وخاصة أن واشنطن إكتشفت في عام 2007م أن عناصر في الإستخبارات الإسرائيلية تعاقدوا مع ناشطين من حركة جند الله الباكستانية التي تقوم بعمليات إرهابية في إيران. وكما إكتشفت أمريكا وفق التقرير الذي أوردته مجلة فورين بوليسي أن إسرائيل تقوم بتدريب أعضاء هذه الجماعة ومنحهم تأشيرات على أنهم من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي.اي.ايه". ويعزز هذه التحذيرات الروسية من التعرض لإيران، أو توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لمفاعلات إيران النووية؛ لأن الأمر لن يقف عند تلقي إيران هذه الضربة، ولكن هذا الأمر سيؤدي إلى حرب موسعة في المنطقة، لاسيما أن روسيا إعتبرت أن التهديد لإيران هو بمثابة تهديد لأمنها القومي وحدودها الأمنية. حتى أن نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي التابع للكرملين، قال لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء، إنه يخشى أن تكون إسرائيل تدفع الأمريكيين للقيام بعمل عسكري ضد إيران. وأوضح باتروشيف الرئيس السابق لجهاز المخابرات الروسية أن طهران بالفعل يمكنها إغلاق مضيق هرمز الذي تمر من خلاله 35 % من تجارة النفط المصدر إلى العالم بحراً. وأنه لا يمكن إستبعاد قدرة الإيرانيين على تنفيذ تهديدهم بوقف صادرات النفط السعودية ودول الخليج عبر مضيق هرمز إذا واجهوا أعمالاً عسكرية. وقد فسر الخبراء في الصحف الإيرانية أن تصريحات الخارجية الروسية، نبهت المجتمع الدولي أنه بالفعل في حال تعرض إيران لضربة عسكرية، فهذا يعني إنتحاراً إقتصادياً لأمريكا والدول الغربية، وبالتالي سعت أمريكا للبحث عن حلول جديدة للتعامل مع إيران، بدلاً من المخاطرة الإسرائيلية. حتى أن صحيفة شيکاغو تريبون أعلنت أن مارتن دمبسي رئيس أركان القوات المشتركة الأمريكية، من المقرر زيارته الإسبوع الجاري ومقابلة نظيره الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للبحث حول كيفية مواجهة البرنامج النووي الإيراني.