أكد الدكتور عبد الرحيم على مدير المركز العربى للبحوث والدراسات والخبير في شئون الجماعات الإسلامية، الذى أن الحوار والاتصال بين الأمريكان والإخوان لم ينقطع منذ بدايته فى عام 2004 بعد المقولة الشهيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس "الفوضى الخلاقة". وقال عبد الرحيم إن المتابع للشأن السياسى المصرى منذ 10 سنوات يعلم أن الإخوان كانوا يعدون أنفسهم للحظة يصبحوا فيها الورثة الشرعيين لحكم مبارك، وأمريكا كانت تعلم هذا، وفى الوقت الذى كانت تقوم فيه بمساندة نظام مبارك كانت تقوم أيضا بفتح قنوات اتصال مع الأخوان حتى تستيطع أن تكسب ود جميع الأطراف. كما أكد الدكتور عبد الرحيم على، أن زيارة مسئول بحجم جون كيرى لمقر حزب الحرية والعدالة دون غيره من الأحزاب السياسية الموجوده بمصر أكبر دليل على مباركة أمريكا ورضاها عن وصول الإخوان للحكم، وتأكدهم من فعل الإخوان لذلك، خاصة بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى لإنتخابات مجلس الشعب والتى تمكنت الجماعة فيها من حصد عدد كبير من مقاعد المرحلة، ومبررات أمريكا فى ذلك أن الإخوان هم أقل خطرا من التيارات الإسلامية التى تسير على نهج تنظيم القاعدة وتعادى أمريكا والغرب عن طريق تنفيذ عمليات وهجمات مسلحة، السبب الثانى هو القضية الفلسطينية، فكل التيارات والحركات بفلسطين طوع أمريكا فيما عدا حركة الجهاد الفلسطينى وحركة حماس التى تعتبر الفرع الفلسطينى للأخوان المسلمين، فسياسة الأمريكان ترى أن إذا وطدت علاقتها بالجماعة فى مصر يمكن من خلالها السيطرة على حركة حماس وتذليل جميع العقبات أمام إسرائيل، وهذا اتضح من خلال حديث كيرى مع قيادات الحرية والعدالة والذى بدأه بسؤال عن موقفهم إتجاه معاهدة السلام بين مصر واسرائيل. لكن كانت المفأجاة في رد قيادات الحزب بأنهم لن يقتربوا من هذه الاتفاقية وأن مصر تحترم معاهداتها الدولية، وهذا طبعا مناقض لجميع تصريحاتهم التى كانوا يقولونها لجمهورهم طوال الفترة الماضية بالإضافة إلى معتقداتهم بأن فلسطين بأكملها دولة عربية، فهم خدعوا جون كيرى وتعاملوا معه بمدأ " التقية" حتى يكسبوا مساندة أمريكا فى هذه المرحلة ولكن بعد وصولهم للحكم سيتغير وعدهم تماما لكيرى، وهذا ليس غريب على الإخوان فهم يؤمنون بمقولة مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا والتى تقول " الكذب على الأعداء فريضة"، لأن بعد وصولهم للحكم سيكونون بين تنفيذ وعودهم للجماهير التى تساندهم أو رضاء الأمريكان وبالطبع سيختارون الجماهير حتى لايفقدوا شعبيتهم، ففى النهاية نستيطع أن نقول أن "الإخوان ضحكوا على الأمريكان". وكان السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية قد زار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، واجتمع بقيادات الحزب الذين صرحوا له بأن معاهدة كامب ديفيد لن يتم تعديلها وسيحترم جميع بنودها.