الحقيقة علي امتداد تاريخه الفني الذي امتد لما يزيد عن ال 34 عامًا لم يضبط عمرو دياب في حالة اهتمام بأي شائعات تدور حوله ولم يرصد انشغاله بالرد عليها... لم يرتكب يومًا إلا نادرًا ما يخدش صورته كنجم أول عند الملايين من جمهوره المنحازين له بشده لحد الهوس أحيانا.. ..فعمرو فنه وجمهوره كانا دائما في المقدمة.
نعم كانا لأننا ولأول مرة هذا العام نرصد تغييرات جوهرية في صورته أمام محبيه وفي حماسه للمرات الأولى للرد - وإن كان بطريقة غير مباشرة- علي ما وصف بأنه تجاوزات بعض زملائه ضده...بالإضافة لتردد قصص كثيرة عن حياته الشخصية التي تحولت لبؤرة اهتمام ونكات رواد السوشيال ميديا!!
عام مختلف وفارق في حياته.. والسؤال ماذا حدث لعمرو في عامه ال 56 ؟؟ ولأن إجابة السؤال لديه فقط فيبدو أنه من الأجدى أن نعرض لكل الأسئلة التي قفزت في أذهان بعض محبيه لكنها تظل مجرد أسئلة حتى تجيب عنها السنوات القادمة والتي ستكون أصعب وأشد قسوة علي عمرو إذ لم يهتم بالإجابة عليها لأن محاربة الزمان والإصرار علي عدم تغيير الصورة في أعين الجماهير قد تكون النقطة الفاصلة في مسيرته القادمة.
وأول الأسئلة التي أظنها ممنوعة عند عمرو وعشاقه هي متى يعترفوا جميعا بسن عمرو؟؟ هذا السن الذي ليس دائما عدو لأي فنان إذا ما استفاد من خبرات السنين وتجارب الأيام في صقله والإضافة إليه باختيارات تثري رصيده الكبير عند محبيه. متى يتعامل عمرو وجمهوره مع العمر بترحاب يدفع للوقوف والقبول بضرورة التغيير...فمثلا لم يعد مقبولا أو ممكنا أن يظل عمرو في ماراثون من الجري والقفز علي المسرح فالهدوء قليلا صار مطلوبا .. أيضًا الاختيارات لابد أن تخضع لمزيد من التجديد والتطوير وليس الاستفادة من الشعبية الجارفة فقط ولنا في سميرة سعيد نموذجا حيا في ذلك...ف"الديفا" أنست الجميع بأعمالها وصوتها فقط واختياراتها المبتكرة سنها تمامًا ولم تدخل يوما في سباق لتكون اقوي أو أجمل أو أشيك مطربة بل كفاها أن تكون الأفضل.
وهذا ينقلنا للسؤال الثاني وهو متى يحسم عمرو أمره بأنه فنان وليس رياضي ...فإجراء التدريبات الرياضية أمر مفروض علي كل فنان لاسيما المطربين للحفاظ علي اللياقة والنفس .. وحمل الحديد وتربية العضلات مواكبة مرغوبة وسط جيل يعشق "الجيم" لكن أن تكون هذه هي فقط الصورة الأهم التي يبني عليها احد تواجده لاسيما بعد أن تخطي ال56 فهذا أمر يحتاج مراجعة.
نعم عمرو قدوة لعدد كبير من محبيه لكن يظل هذا الحب مرتبط بصوتك وان كان عند البعض مرتبط بصورتك فلابد أن تحل هذه المعضلة فورا لأن السنوات القادمة لن تنحاز لهذه الصورة الرياضية مفتولة العضلات التي ستبدو غير مقنعة....لذا عليه أن يفكر في وسائل للخروج الأمن من براثن هذه الصورة التي قد تظلم صوته .
بعد الخمسين تتواري غالبًا اهتمامات لتظهر أخري.. لكن هل من المنطقي أن يكون اهتمام مطرب بحجم شعبية عمرو هو التأكيد علي انتمائه للطبقة المخملية في مصر ..طبقة رجال الأعمال والنخب المصنوعة لاسيما مع الظروف الاقتصادية القاسية التي يعاني منها غالبية الشعب؟؟ بالتأكيد لا يمكن لأحد الادعاء انه كان مطرب البسطاء في يوم ما أو صوت الفقراء أو نبض مشاكلهم لكنه دائما صوت بسمة وبهجة وحلاوة تضفي علي بعض الأيام لكن ليس معني ذلك أن يظل في هذه المنطقة للأبد.. فأين هو وغيره من الفنانين من مشاكل الناس أين الدور المجتمعي في حياتهم ..أين المؤسسات التطوعية التي يمكن أن يتبنوها أو ينشئوها؟
عندما تزيد قسوة الحياة اليومية علي الناس لاسيما جمهورك من الشباب فلابد أن تكون معهم ولو بالعودة للصمت الإعلامي كما كنت في السابق بدلا من استفزازهم بصورك مع رجال الأعمال!!!
أيضا هل من اللائق الآن أن تكون قضيتك برج الحوت وهناك أطفال وشباب يموتون من نقص أدوية الكيماوي...اعرف أن البعض قد يري في هذا قسوة عليك لكنها ضريبة محبة الناس ضريبة شعبية وجماهيره وثروات حققتها في هذا الوطن وآن الأوان أن يكون هناك رد معلن لجمائل أهله عليك وعلي كل فناني مصر ولتكن البداية منك لأنك الرقم الأهم في معادلة الغناء المصري منذ عقود...واعتقد انه حان الوقت ليكون لصوت عمرو قضية مجتمعية.
يُقال أن العتاب يكون علي قدر المحبة لذا كانت تهنئتنا لدياب بشكل مختلف لا ينقصه حب واحترام لموهبة امتلكت من الذكاء ما ضمن لها الاستمرارية عشرات السنين وهم ما نتمنى أن يستمر.