حكاية شاب دخن 100 ألف سيجارة .. ثم أطلق مبادرة للإقلاع عن التدخين عبر دراجته أضعت نصف عمرى فى التدخين.. وأنفقت أكثر من 55 ألف جنيه شعورى بالخوف من العودة إلى السجائر جعلنى أدعو الآخرين إلى الإقلاع كما تقول حساباته .. فقد قام بتدخين نحو 100 ألف سيجارة وأنفق أكثر من 55 ألف جنيه، هذا هو حصاد محمود يحيي مع التدخين خلال 15 عاما، وهو شاب عمره 30 سنة، وحاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل بأحد محلات بيع الدراجات.. وقد استطاع أن يقلع عن التدخين خوفاً من ضياع صحته، وبعد أن تغيرت حياته للأفضل فكّر في دعوة الآخرين من أجل الإقلاع عن التدخين من خلال مبادرته التي يستخدم دراجته للدعوة إليها.. حكاية محمود مع التدخين والإقلاع عنه ومبادرته يرويها في السطور التالية.. في البداية يقول محمود يحيي: عمري 30 عاما عشت 15 سنة منها مدخنا، وأقلعت عن التدخين منذ 8 أشهر, فقد قررت الإقلاع عن التدخين بعد أن فوجئت بأنني أضعت نصف عمري في التدخين, وهناك من يقضي أكثر من 20 سنة في التدخين، لكنهم لم يفكروا لحظة ما فى شكل حياتهم بدون التدخين, فالتدخين يضيع المال ويهلك الصحة ويجعل المخ مشوها، فقد أنفقت الكثير من الأموال، فقد كنت أدخن أنواعا مختلفة من السجائر بمعدل علبتين في اليوم، العلبة ب 10 جنيهات, ولذلك فأعتقد أني أنفقت أكثر من 55 ألف جنيه في 15 سنة، كما أني دخنت حوالي100 ألف سيجارة, بالإضافة إلى أنني كنت أدخن الشيشة, فلم يخطر ببالي أن أكون دخنت كل هذه السجائر، فهذا داع أكبر بألا أعود إليها مرة أخري. محمود توصل إلى مبادرة مختلفة من أجل الإقلاع عن التدخين بالدراجة.. ويقول: كنت أدخن السجائر أثناء قيادتي للدراجة، ولذلك فكرت في استخدامها من أجل المبادرة، فأذهب إلى عملي يوميا بالدراجة، وفكرت في أن تكون دراجتي وسيلة للإعلان عن مبادرة ضد التدخين، فبدأت بوضع لوحات ورقية أكتبها بخط يدي، ويراها كل يوم الناس في طريقي من منزلي بالسيدة زينب إلى المعادي، وأرى أن الاحتكاك مع الناس بالشارع أفضل بكثير من الإعلانات من خلال فيديوهات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأتمني أن تتحول فكرتي "مبادرتي الصغيرة " إلى حملة يشارك وينضم الجميع إليها بالدراجات, وزيادة دور التثقيف والوعي كندوات والمؤتمرات, فقد تغيرت حياتي للأفضل بعد الإقلاع عن التدخين، فأصبحت أشعر بأن سني 16 عاما, ومن الواجب عليّ أن أنصح أصدقائي والمقربين إليّ بأن يقلعوا عن التدخين، باسترجاع حياتهم قبل التدخين، أعتقد أنها كانت أفضل بكثير، وبدأت المبادرة منذ شهرين عندما شاهدت بالصدفة فيديو عن تأثير التدخين وأضراره على رئة الإنسان. وعن الأسباب التي جعلته يفكر في هذه المبادرة يقول: التغيير الذي أصبحت أشعر به منذ أن أقلعت- ولكني أشعر بالخوف من أن أعود إلى التدخين مرة أخرى- فيتحدث إليّ الكثير من المدخنين، ويقولون لي: قد أقلعنا عن السجائر سنة وسنتين وعدنا إليها, فأصبحت أشعر دائما بأنني في منطقة غير آمنة، ويمكن أن أعود إلى التدخين في أي وقت, لكن مبادرة الدراجة جعلتني أشعر بأنني ناشط في محاربة التدخين وأشجع من حولي للإقلاع من خلال تنبيه غيري بأضرار التدخين وتدعيم نفسي، لكي لا أعود إلى التدخين مرة أخرى. ولكن يتعرض محمود إلى بعض المضايقات من الناس في الشارع بسبب مبادرته.. حيث يقول: أثناء طريقي بالدراجة يقوم بعض سائقي السيارات باعتراض طريقي، فمن الواضح أنهم أشخاص مهزومون نفسيا من الداخل وغير قادرين على الإقلاع عن التدخين, وهناك من يشعل أمامي السيجارة كنوع من الاستفزاز، هذا بجانب بعض التعليقات السخيفة مثل" ألاقي معاك ولاعة أو سيجارة"، ولكن في المقابل هناك من يستوقفني ليسألني عما أفعله ويتناقش معي، وكان هناك شخص يستقل دراجة ويدخن وعندما رآني أطفأ السيجارة، وهناك من يلتقط لي الصور ويرسلها إليّ على الفيس بوك مع عبارات تشجيعية، وأتلقى رسائل كثيرة ممن تفاعلوا مع مبادرتي وأقلعوا عن التدخين وهناك من يطلب نصيحتي، كما أتلقى التشجيع من عائلتي، فأرى أن مبادرتي مؤثرة لأن هناك كثيرين حولي بدأوا التفكير في الإقلاع. وعن مشروعاته القادمة لمبادرته يقول: سوف أعمل على كتابة عبارات توضح هدفي أكثر بشكل بسيط وسريع, بالإضافة إلى أنني أفكر في إضافة رسومات تعبر عن مخاطر التدخين، وبدأت بالفعل في أن أتحدث مع أصدقائي المهتمين بالرسم, وقد اقترح عليّ البعض بعمل " بانرات"، ولكني لا أرحب بتلك الفكرة، فأميل إلى بساطة توصيل الفكرة وأن تكون بخط اليد. ويوجه محمود نصيحة لكل شاب مدخن ويقول:" عليك أن تنظر حولك وتتخيل حياتك بدون تدخين, فأنا أقلعت عن التدخين بهذه الطريقة عندما تخيلت حياتي بدون تدخين، وأصبحت أشعر بحنين لتلك الأيام التي لم أكن أدخن فيها".