راضية بما قسمه الله لى وتعلمت من والدىَ أن النجاح لا يأتى إلا لمن يستحقه إسعاد وإيمان بالنسبة لي بمثابة الأم والصديقة أكاديمية الفنون تدعم الاقتصاد المصرى والعلاقات السياسية مع أفريقيا والتوعية بمخاطر الجماعات المتطرفة ساهمنا في الاحتفاليات الوطنية والمشروعات الكبرى.. والدكتورة رشا يحيى قدمت بحثاً عن "القوى الناعمة" المرأة المصرية بغريزتها الفطرية ستظل حائط صد للدفاع عن وطننا.. والرهان دائماً على "المرأة الواعية" هى ابنة طيار حربى حامد يونس.. ولذلك تربت منذ صغرها علي عشق تراب وطنها، كما أن والدتها غرست بداخلها هي وأخواتها حب الفن، وهو ما كان نتيجته أن شقيقتيها أصبحتا صاحبة السعادة المبدعة إسعاد يونس والفنانة إيمان يونس نجمة فرقة المصريين.. أما هي فترأس أهم المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية فى الوطن العربى، كلامنا عن رئيسة أكاديمية الفنون الدكتورة أحلام يونس والتى تولت هذه المسئولية منذ عامين وتسابق الزمن لاستعادة الأكاديمية لدورها الريادى، وبمجرد أن تتحدث معها تكتشف أنها تلقائية ومتواضعة ومرحة.. وأيضاً حاسمة في الوقت نفسه وتواجه الأزمات بقوة وعزيمة، وهو ما سيظهر بين سطور الحوار التالي.. في البداية .. ماذا قدمت للأكاديمية خلال العامين الماضيين؟ أنا أسابق الزمن مع السادة عمداء المعاهد، وخلال العامين الماضيين أقمنا ولأول مرة الملتقى العلمى العربى الأول والمؤتمر العلمى الدولى الأول، بالإضافة لبروتوكولات مع عدد من الدول منها الصين وموسكو والإمارات والكويت وجيبوتى وبصدد توقيع بروتوكولات مع المغرب والسودان وفرنسا وألمانيا، وأقامت الأكاديمية مهرجان أبو الهول السينمائى والذى أسسه طلاب المعهد العالى للسينما، بالإضافة للمهر جان الأكاديمى لأفلام خريجى ودارسي السينما في العالم بأسوان والذى سيعود بعد توقف دام ثلاثة عقود منذ عام 1987 ودورته القادمة مع بدايات عام 2017 خلال إجازة نصف العام الدراسى حتى يتسنى للطلاب المشاركة، كما تم اتخاذ قرارات صارمة لمحاربة ومواجهة أى فساد داخل الأكاديمية، وسنفتتح قسماً للتليفزيون بالمعهد العالى للسينما لتدريس جميع المواد التى تتعلق بالدراما التليفزيونية والبرامج، وتم فتح فصول لذوى الإعاقة فى جميع معاهد الأكاديمية لأول مرة لشعورنا بضرورة إتاحة الفرصة للجميع.. فالفن موهبة وحق لابد أن يصل لكل عشاقه، كذلك قدمنا ولأول مرة 10 منح للدول الأفريقية الناطقة باللغة العربية موزعة على معاهد الأكاديمية بالمجان فى إطار سياسة الدولة مع دول القارة الأفريقية، فأردنا أن يكون لنا دور إيجابى لدعم الروابط المصرية الأفريقية وتدعيم السياسة الخارجية. أشرت سابقاً لتأسيس معهد جديد لفنون الطفل.. فمتى ستبدأ الدراسة به وهل تم الانتهاء من آليات التنفيذ؟ بالفعل تم الإعداد لكل شىء لكننا ننتظر اعتماد اللائحة الداخلية للمعهد من مجلس الدولة وبمجرد إقرارها ستبدأ الدراسة لأننا متشوقون لمجال مهم يتعلق بكيفية تقديم فنون للأطفال تتواكب مع المراحل العمرية وسيكولوجية الطفل بالنسبة للكتابة والعرائس والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها.. وبخلاف هذا المعهد فنحن بصدد تأسيس معاهد أخرى جديدة بالأكاديمية لهم أهمية كبيرة جداً منها البيئة، والترميم والإدارة الثقافية. هل دور الأكاديمية يقتصر على الفنون والثقافة فقط؟ إطلاقا.. فالأكاديمية لديها مبادرات لدعم الاقتصاد المصرى عن طريق مبادرة "اشترى مصري" بالتعاون مع سيادة السفيرة نائلة جبر والصندوق الاجتماعى، أيضاً للأكاديمية دور سياسى سواء من خلال علاقاتنا مع أفريقيا كما سبق وأشرت أو من خلال التوعية بمخاطر الجماعات المتطرفة والأفكار الظلامية عن طريق بعض الندوات التى نقيمها داخل الأكاديمية أو بمشاركة أعضاء هيئة التدريس، بجانب ما نقيمه من احتفاليات فى كافة المناسبات الوطنية والمشروعات الكبرى مثل حفر قناة السويس الجديدة والتى احتفلت بها الأكاديمية بصور متعددة، وهذا هو واجبنا الوطنى تجاه بلدنا بحب وإخلاص. وبالإضافة إلى ذلك لدينا تجربة تُعد سبقا للأكاديمية ولوزارة الثقافة بأكملها وهى دخول إحدى أعضاء هيئة التدريس بالكونسيرفتوار الدكتورة رشا يحيى للالتحاق بزمالة كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ودرست المواد العسكرية باستفاضة وقدمت بحثا عن القوى الناعمة وحصدت مركزا متقدما بكونها الأولى على المدنيين وهى تجربة تحسب للأكاديمية ونفتخر بها لما لأكاديمية ناصر من أهمية باعتبارها واحدة من أفضل الأكاديميات العسكرية فى العالم. صورة المرأة فى أذهان البعض أنها غير قادرة على تحمل المهام الكبرى والمسئوليات كرئيس جامعة أو أكاديمية على سبيل المثال.. فما ردك على هؤلاء؟ هذا كلام غير واقعى فالمرأة على مدار التاريخ أثبتت أنها ليست أقل من الرجل بل أخذت على عاتقها كثير من المهام الشاقة وكانت على قدر المسئولية ولا ننسى دور المرأة منذ عصر الفراعنة وحتى الآن، وخلال السنوات الأخيرة وما تتعرض له بلدنا من تحديات أن للمرأة دورا قويا جداً فى كافة الاستحقاقات.. ورأيى أن المرأة بوطنيتها وغريزتها الفطرية ستظل "حائط صد" للدفاع عن وطننا، وعلى نطاق الوظائف العملية تقلدت المرأة مناصب عديدة وكانت صورة مشرفة لنفسها على المستوى المهنى والشخصى وأيضاً على مستوى التمثيل الدولى والعالمى كفخر لمصر فى كل المحافل والمهرجانات واللقاءات وخلافه، وأقول"الرهان دائماً على المرأة الواعية". ماذا يمثل لك فن الباليه.. وكيف ترين وضعه الحالى فى مصر؟ الباليه فن من أرقى الفنون على الإطلاق وبالنسبة لى كل حياتى ودرسته فى الأكاديمية بيتى الثانى منذ أن كنت فى الثامنة من عمرى وحتى تخرجت وعينت بقسم التصميم والإخراج بمعهد الباليه وترقيت فى عدة مناصب منها رئيس قسم ووكيل ثم عميد ومدير مركز اللغات والترجمة وأخيراً رئيسة للأكاديمية، أما عن حال الباليه فى مصر فأعتقد أنه فى مسار جيد حيث أصبحت الأمهات تتسابق لتعليم أبنائهن الباليه والموسيقى ليس للاحتراف وإنما لرفع الذوق والارتقاء بالتعامل وسلوك الأطفال، وهى ظاهرة صحية جداً، وحالياً كثير من الأندية لديها فرق لتعليم فن الباليه هذا بخلاف فصول الهواة بالأكاديمية والتى يقبل عليها أعداد كبيرة. نعود للوراء ونتذكر .. كيف كانت سنوات طفولتك؟ عشت سنواتى الأولى بحب جارف بين والدىَ وشقيقاتي، وامتلأت حياتي خلالهم بمشاعر فياضة من الحنان والعطاء وغرس القيم الوطنية وحب الفنون، وكانت شقيقتاي قريبتين منى لدرجة أنهما أمهاتى وصديقاتى الأنتيم وفى نفس الوقت أبادلهما نفس الشعور. من هى أحلام يونس بعيداً عن أكاديمية الفنون؟ أنا إنسانة بسيطة ومحبة للحياة، تعشق العطاء للآخرين وتشعر بالبهجة حينما تقدم مساعدة لشخص دون سابق معرفة وحتى إذا لن تره مرة أخرى، تتفاءل دائماً.. ولدى رضا بما يقسمه الله لى فى حياتى ومستقبلى وأؤمن بقوة بالقضاء والقدر وتعلمت من والدىَ الاجتهاد والعمل والمثابرة وأن النجاح لا يأتى إلا لمن يستحقه. كيف ترين الأوضاع فى مصر عموماً حالياً؟ نحن فى وضع مستقر ولله الحمد وتكفى المشاريع الاستثمارية الكبرى والإنجازات التى تقوم بها الدولة وربنا يقويهم، ونحمد الله طول الوقت إن عندنا رئيسا وطنيا ومخلصا، ونعرف جيداً كم التحديات التى يواجهها وندركها لكننا سنواصل معه لآخر نفس. أخيراً.. ماذا عن أحلام الدكتورة "أحلام"؟ أحلامي للأكاديمية لا تنتهى وأتمنى أن يصل دورها للكافة وأن تستعيد الأكاديمية المكانة التى تستحق أن تتبوأها فى العالم أجمع وتكون مصر دائماً سباقة ورائدة فى كافة المجالات الفنية من خلال هذا الصرح العظيم أكاديمية الفنون العريقة، وأنا مؤمنة جدأً بالشباب وبأنهم المستقبل لمصر، ولذلك أستعين بكفاءات شابة بالأكاديمية فى أماكن مختلفة لأنهم طاقة إيجابية وهم فى حاجة للوقوف بجانبهم ومد يد العون لمساعدتهم لاستغلال إمكاناتهم بطرق صحيحة نستفيد منها.