بعدما سعت الجماعة الإسلامية التى نفذت عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات إلى بدء مرحلة الجهاد بالعمل السياسى العلنى بعد ثورة يناير من خلال تأسيس حزب مدنى .. فوجئت اليوم برفض لجنة شئون الأحزاب تأسيس هذا الحزب. وقد رفضت لجنة شئون الأحزاب حزب البناء والتنمية الذى تقدمت به الجماعة الإسلامية وجاء فى حيثيات الرفض أن الحزب المقترح ينطلق من أرضية دينية واضحة وأنه يسعى لتوظيف الدين فى العمل السياسى بما يتعارض مع قانون الأحزاب الجديد الذى يقضى بمنع قيام الأحزاب على أساس دينى.. ومن ناحيتها أعلنت الجماعة أنها ستلجأ للقضاء حتى تحصل على حقها فى تأسيس الحزب المقترح. حول أسباب الرفض وهل يمكن أن تلجأ الجماعة للعنف فى حال منعها من ممارسة العمل السياسى العلنى، يقول الدكتور عبد الرحيم على الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية ومدير المركز العربى للبحوث والدراسات أنه كان من المتوقع أن ترفض لجنة شئون الأحزاب حزب الجماعة الإسلامية لعدة أسباب أولها أن الجماعة مصرة على عدم فصل الدين عن السياسة ولو حتى بشكل مظهرى كما فعل الإخوان الذين فصلوا أعضاء الحزب من الجماعة نفسها ومن مكتب الإرشاد حتى لا يتم الخلط بين تنظيم دينى وبين الحزب الجديد أما الجماعة الإسلامية فكان وكلاء مؤسسى الحزب هم أعضاء فى مجلس شورى الجماعة بل أنهم أعلنوا فى وسائل الإعلام عن عدم فصلهم بين الدين والسياسة والسبب الثانى أنهم لم يسعوا لتصحيح بعض المفاهيم التى تشبثوا بها من قبل مثل تحريم البرلمان وتحريم تشريعات البشر فلم يطرحوا تراجعاً نظرياً عن هذه الأفكار والسبب الثالث أن هناك جهات أمنية لا تزال تتابع الجماعة الإسلامية ولا تزال ترى أن الجماعة لم تتغير بالشكل الكافى ولم تتمرس سياسياً ولهذا كان من الطبيعى أن ترفض لجنة شئون الأحزاب هذه التجربة ولكنى لا أعتقد أن تعود الجماعة للعنف إذا لم تستطع أن تفرض نفسها بشكل مشروع مثل الإخوان وذلك لأن قادة الجماعة أدركوا أن الجهاد بالسلاح فى مصر كانت خسائره طائلة فى الأرواح ولم يفضى لنتائج إيجابية سوى القتل والتشريد والمطاردات والاعتقالات ولهذا هم لن يعودوا للعنف وذلك فى تقديرى وإنما ربما يسيرون فى الطريق القضائى حتى يحصلون على حقهم بتأسيس الحزب بعد أن يطوروا أفكارهم سياسياً. الجدير بالذكر أنه قد جاء فى أوراق تأسيس الحزب الذى تقدمت به الجماعة للجنة شئون الأحزاب أن الغاية التى يسعى لها مؤسسو حزب [ البناء والتنمية ] هى تحقيق مرضاة الله تعالى أولا ثم تحقيق مصالح البلاد والعباد بما يحقق لهم السعادة فى الدنيا والآخرة وحتى تتبوأ مصر مكانتها المستحقة فى طليعة الامم المتقدمة على أن يسعى الحزب لتحقيق الأهداف التالية: 1 الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية لمصر ومواجهة كل محاولات الانتقاض عليها أو الانتقاص منها. 2 رفض كل محاولات التغريب والتصدي للفساد والانحراف والتحلل الاخلاقى والقيمى . 3 الحفاظ على مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة التى فجرت الطاقات المصرية في لحظة تاريخية نادرة الحدوث. 4 العمل على تحقيق الإصلاح السياسى والدستورى والقانونى الذى يؤسس لنظام سياسى لا يستبعد تيارا سياسيا ولا يقصى فصيلاً وطنياً. 5 العمل على بناء مصر الجديدة التى تقوم على مبادئ العدالة والحرية والتعددية والمساواة وتداول السلطة والسعى لبناء نظام سياسى منفتح يضمن حقوق جميع المواطنيين ويؤمن الرعايا الأجانب من غير المصريين . 6 نشر مفاهيم وقيم الإسلام السياسية ومواجهة حملات التشويه التى تتعرض لها النظريات السياسية الاسلامية 7 ترسيخ القيم الإسلامية في المجتمع ومحاربة الظلم والفساد بكافة اشكاله ودعم دور الأسرة والتأكيد علي دور المرأة في بناء المجتمع وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وأحكامها . وتضم قائمة وكلاء مؤسسي الحزب كلاً من صفوت عبد الغني وطارق الزمر والشاذلي الصغير أما قوائم المؤسسين فتضم أغلب أعضاء الجماعة، ورجل قبطي من صعيد مصر، وأكثر من 700 أمرأة ، وفور علمها برفض لجنة شئون الأحزاب فقد أعلنت الجماعة أنها لن تتوقف عن الجهاد بالطرق المشروعة حتى تحصل على حقوقها السياسية حيث كانت تجهز لخوض الانتخابات القادمة بحوالى 50 مرشحاً لها.