د. أحمد حنفى مؤسس حملة زراعة المليون شجرة : - سيدنا نوح أول من استخدم فكرة زراعة الأسطح - نجحنا فى زراعة 617 ألف شجرة فاكهة فى 11 محافظة بدون أن نكلف الدولة جنيهاً واحدا .. وفى طريقنا لاستكمال زراعة المليون - نقوم بتشجير المناطق المحيطة بالمساجد للاستفادة مما يهدر من ماء الوضوء - قمنا بحملات توعية وتدريب للأطفال حتى يتعلموا كيفية المحافظة على الأشجار ويعتبرونها ملكاً لهم - يمكننا زراعة معظم المنتجات الغذائية من خضروات وأعشاب وفواكه عن طريق استغلال علب الجبنة البلاستيك أو "جرادل " مساحيق الغسيل و البويات - ميزة زراعة الأسطح أنها سهلة وقليلة التكلفة وتنتج محاصيل " أورجانيك" .. ويمكن زراعة طبق السلطة بالكامل فى البلكونة الدكتور أحمد حنفى رئيس إتحاد تنمية مصر .. لم يتجاوز عمره 31 سنة وقرر أن يستغل دراسته وكونه خبيراً فى مركز بحوث الصحراء لتطوير فكر جديد للزراعة فى مصر ، ولذلك أنشأ مبادرة زراعة المليون شجرة ، وبعد ما حققت تلك المبادرة نجاحا كبيرا وتم بالفعل زراعة ما يقرب من 617 ألف شجرة أطلق مبادرة جديدة وهى زراعة المليون سطح ..عن تلك المبادرات ونتائجها كان هذا الحوار . كيف بدأت الفكرة ؟ بعد ثورة يناير وتقريبا فى أبريل 2011 وفى الوقت الذى كان هناك من ينظمون مبادرات كثيرة لأهداف سياسية .. فكرت أنا ومجموعة من زملائى فى أن نطلق نحن أيضا مبادرة المليون ولكنها لابد أن تكون مفيدة للبلد ، وبما إننا دولة زراعية من الأساس ، كما أن تطوير وتنمية الصحراء هو مجال دراستى ، لذلك قررت أن أطلق مبادرة زراعة المليون شجرة فاكهة فى مصر ، وبدأنا بالمحافظات وتحديدا محافظة الوادى الجديد تلتها المنوفية والدقهلية و 6 أكتوبر حتى وصلنا الآن إلى زراعة ما يقرب من 11 محافظة وبمساعدة المجالس المحلية فى تلك المحافظات والأهالى والشباب وحتى الأطفال استطعنا أن ننجح فى زراعة 617 ألف شجرة فاكهة بدون أن نكلف الدولة جنيهاً واحداً ، ومازلنا فى طريقنا لاستكمال زراعة المليون . ولماذا اخترت الفاكهة تحديدا ؟ لأنها مناسبة أكثر لطبيعة التربة فى الشوارع خاصة أن شجر الفاكهة وتحديدا الموالح والليمون والزيتون والجوافة فكلها أشجار شكلها جميل وفى نفس الوقت من الصعب على أى شخص أن يؤذيها أو يقطف ثمارها نظرا لما تحتوى عليه من أشواك تحميها ، بالإضافة الى أن فكرة الحملة من الأساس تهدف لزراعة ما يعادل 250 ألف فدان من خلال الاستغلال الأمثل للمواد المهدرة ويتم زراعتها بأماكن متفرقة مثل الطرق العامة والمستشفيات والمدارس والجامعات والمصالح الحكومية والأحياء والكنائس والمساجد خاصة المساجد حيث نعتمد فى الزراعة حولها على ما يهدر من ماء الوضوء فنحن فى مصر نعانى من إهدار ما يقرب من 1.2 مليار متر مكعب دون أى فائدة فى الوقت الذى قد نكون فيه على وشك التعرض لأزمة كبيرة فى المياه . هل تعتمدون على مساعدة الأهالى ؟ بالتأكيد وتحديدا الشباب والأطفال حتى يشعروا أن هذا الشجر ملكية خاصة لهم ومن ثم تكون رعايته وحمايته مسئوليتهم وقد قمنا بعمل حملات توعية وتدريب للأطفال حتى يتعلموا كيفية المحافظة على البيئة وفى نفس الوقت ينشأوا على مبدأ كيفية الاعتماد على النفس وتوفير الاكتفاء الذاتى وهذا المبدأ فى حد ذاته هو جزء من الخطة التى قامت الحملة على أساسها حيث إن كل المشاريع التى نتبناها هى مشاريع قومية هدفها التوعية وتحقيق الأمن الغذائى والصناعى والبيئى من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مثل زراعة الأسطح ، بالإضافة الى أن تلك المشروعات تساهم فى حل مشكلة البطالة وتوفر دخلا جيدا جدا للشباب . وكيف يمكن زراعة الأسطح ؟ أولا دعينا نؤكد على أن أول من بدأ فكرة زراعة الأسطح على وجه الأرض هو سيدنا نوح عندما قام بنقل بعض النباتات وزراعتها بشكل مؤقت على سطح السفينة ليقوم بغرسها مرة أخرى فى أماكن وأرض جديدة وهو أيضا أول من استخدم نظام "الهيدروبونيك " فى الزراعة وهو الزراعة فوق سطح الماء ، والمصريون القدماء أيضاً كانوا ينقلون شتلات النباتات من الجنوب ويزرعونها على الأسطح حتى يقوموا بإعادة زراعتها مرة أخرى فى الدلتا ، ثم جاء بعد ذلك محمد على مؤسس مصر الحديثة ليعيد إحياء الفكرة خاصة الزراعة على أسطح الماء من خلال تسميد أسطح معينة وزرع النباتات عليها ووضعها على سطح المياه المؤكسجة ومن ثم تتغذى الأسماك على ما يخرج من النبات ويستفيد النبات من مخلفات الأسماك ومن هنا جاءت لى فكرة زراعة المليون سطح خاصة أن مصر مصنفة عالميا من ضمن أكثر مناطق العالم فقدانا للمساحات الخضراء بسبب تلوث المياه والبيئة وكان الهدف الأول من الحملة هو مساعدة الشباب على العمل ومحدودى الدخل على إيجاد وسيلة جديدة لزيادة دخلهم وتوفير محصولات غذائية خالية من المبيدات وفوق كل هذا إضفاء شكل جمالى على الأسطح . زراعة المنتجات الغذائية غالبا ما تحتاج الى تربة عضوية فكيف يمكن توفير ذلك على أسطح المنازل ؟ نستطيع أن نوفر ذلك على أسطح المنازل ، فالزراعة لايوجد أسهل منها وبأقل الإمكانيات نستطيع أن نزرع معظم المنتجات الغذائية من خضروات وأعشاب وفواكه عن طريق استغلال أشياء لم نكن نتخيل فوائدها فمثلا علب الجبنة البلاستيك أو "جرادل " مساحيق الغسيل و البويات وكل ما يشبه ذلك ونقوم بتسميدها بتربة عضوية وتهويتها من أسفل حتى تستطيع أن تتخلص من فضلات النباتات ومن ثم يصبح لدينا تربة صالحة للزراعة وتتميز زراعة الأسطح بسهولتها ورخص التكلفة بالإضافة الى العنصر الأهم وهو الحصول على منتجات "الأورجانيك" أما الرى فنعتمد فيه على طريقة الرش أو التنقيط . ألا تحتاج الزراعة بهذه الطريقة إلى تدريب لضمان نتيجة جيدة ؟ بالتأكيد لذا فنحن نقوم بعمل دورات تدريبية مجانية لأساسيات زراعة الأسطح والدورة مدتها يومين فقط يوم نظرى والآخر عملى ننزل فيه مع المتدربين الى أحد الحدائق ليقوم بنفسه بتطبيق ما تعلمه فى النظرى لأن الموضوع فى غاية البساطة ومن ثم يستطيع أن يزرع سطح بيته أو البلكونه بل وتقوم الحملة بشىء آخر فبخلاف أننا نوفر له بذور المنتجات التى يريد زراعتها رغم أن معظم تلك المنتجات يمكن الاعتماد على زراعتها مما يخرج من البيت نفسه مثل الطماطم والباذنجان أيضا فنحن كذلك نسوق له منتجاته بسعر يساعده على أن يتوسع فى مشروعه . هل يمكن أن تؤثر الزراعة بهذا الشكل على أسطح العمارات نفسها ؟ إطلاقا لأننا نزرع فى أوانى غالبا نضعها مرتفعة عن أرض السطح ومن ثم فليس لها أى علاقة بأساس العمارات وإنما العكس هو الصحيح فالزراعة بهذا الشكل تساهم فى تخفيض الحرارة داخل البيوت والمبانى وتقلل إنبعاث الكربون وتزيد من نسبة الأكسجين ونقاء الجو ومن ثم تبعث على بيئة نظيفة وصحية بالإضافة الى إنها تخلق متنفسا جديدا للأسرة وهو " الروف جاردن " هذا بخلاف أن زراعة الأسطح تفوق إنتاجية التربة العادية بنسبة الضعف خاصة فى محاصيل البطاطس والفلفل والأهم من هذا وذاك أن نسبة استهلاك المياه فيها 10% فقط من استهلاكها فى التربة العادية وذلك لكونها دورة مغلقة لايستغلها سوى النبات كما أن زراعة الأسطح تحمى ساكنى الأدوار الأخيرة من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة حيث أكدت الدراسات التى قمنا بها بعد زراعة الأسطح أن درجة حرارة الدور الأخير تقل بنسبة 7 درجات مئوية بعد زراعة السطح . وهل يمكن زراعة البلكونات أيضا ؟ نعم فالبلكونات غالبا ما نستطيع أن نستغلها فى زراعة الخضروات الورقية لأن زراعتها لاتحتاج سوى لأصيص بعمق 20 سم وعرض 30 سم وبالمناسبة فحزمة الجرجير الأورجانيك يتجاوز سعرها 7 جنيه أما ما هو موجود فى السوق بجنيه فهو مشبع بالمواد الكيماوية والحقيقة أننا نستطيع أن نزرع طبق السلطة بالكامل على السطح وفى البلكونه . وماذا عن إقبال الشباب على تلك الفكرة ؟ شىء غير متوقع فنحن نتلقى كل يوم طلبات تدريب من شباب وكبار وأطفال يريدون أن يشاركوا معنا والحمدلله كل من يتقدم يحل على التدريب فورا وفى يومين بالتحديد يستطيع أن يبدأ سواء كان من أجل زراعة منتجات خاصة به أو من أجل مشروع غذائى يريد أن يزود به دخله لذا فنحن الآن نقيم أسواقا لتوفير البذور وتسويق المنتجات