زراعة الأسطح من المشاريع التى اعتمدت عليها الدول فى تخفيض درجة الحرارة داخل البيوت والمبانى، وتقليل انبعاث الكربون، فمع ازدحام القاهرة التى بلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، ظهرت حملة قومية عام 1999 لزراعة الأسطح فى المدن المزدحمة بالتعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الفاو «المنظمة العالمية للزراعة والغذاء» خاصة بعد تصنيف مصر ضمن أكثر مناطق العالم فقدانًا للمسطحات الخضراء بسبب تلوث المياه وارتفاع ظاهرة التلوث البيئى، وكان الهدف الأول من الحملة مساعدة محدودى الدخل على زراعة الخضراوات والنباتات الطبية فوق أسطح المنازل، وللأسف لم تلقَ قبولاً إلا فى المناطق المعروفة بالزراعة كالقرى والمحافظات البعيدة وابتعدت عن المناطق التى خصصت من أجلها الحملة كالقاهرة والجيزة والإسكندرية. تتميز زراعة الأسطح بسهولة ورخص التكلفة، بالإضافة إلى ضمان الحصول على منتجات خالية من الكيماويات «أورجانيك»، تقوم الفكرة على الزراعة بدون تربة باستخدام بيئات زراعية بديلة للتربة العادية للابتعاد عن مشاكلها من حرث وعناصر غذائية وتسميد وتوفير كميات كبيرة من المياه تصل إلى 90% لكونها تعتمد على الرى بالرش او التنقيط. تنقسم الزراعة فوق الأسطح أو المنزلية إلى ثلاثة أنواع الأولى الأكوابونيك وهى الزراعة المائية وتعتمد على الأسماك حيث تحتاج إلى مياه مؤكسجة جيداً بينما يحتاج النبات إلى الأمونيا المستخرجة مخلفات الأسماك، وتقوم الفكرة على توفير كميات وفيرة من الأمونيا المستخرجة من فضلات الأسماك فيمتصها النبات وتوفير الأكسجين اللازم للأسماك من جذور النباتات، أما زراعة الهيدروبونيك وهى الزراعة المائية وتعتمد على توفير المغذيات التى يحتاجها النبات من التربة ولكن هذه المرة فى المياه عن طريق تمرير المحلول المغذى داخل أنابيب الزراعة وتفريغها داخل حوض متصل بها وتعاد الدورة مرة أخرى بشكل مستمر. حملة سطح أخضر حملة زراعة مليون سطح أخضر فى مصر بدأت منذ أيام بهدف تشجيع الشباب على تنظيف الأسطح، دكتور أحمد حنفى مؤسس اتحاد تنمية مصر ومنسق عام الحملة القومية زراعة المليون سطح أخضر فى مصر، أوضح أنه بعد نجاح اتحاد تنمية مصر فى إطلاق مبادرة زراعة ال 50 مليون شجرة فاكهة فى مصر التى لاقت مشاركة مجتمعية فعالة اتجهنا لإطلاق حملة زراعة الأسطح، ورغم أن الحملة منطلقة من أيام قليلة، فهناك تفاعل كبير من المواطنين، ونهدف من الحملة أولاً إلى التخلص من القوارض والحشرات داخل مليون منزل، بالإضافة لخلق متنفس جديد للأسرة «روف جاردن». وأشار «حنفى» إلي أن الحملة لا تهدف إلى جمع تبرعات وليس لها تعاون مع أى جهات حكومية أو شركات خاصة, إنما نبحث عن تعاون معنوى فى شكل توفير تربة وأدوات زراعة وبذور، ونرحب بالمشاركين ومساعدتهم دون أى مقابل فى حين أن الشركات المتخصصة فى زراعة السطح تتقاضى 135 جنيهاً لزراعة متر مربع واحد فوق الأسطح. وأوضح أن الحملة تقوم بعقد دورات تدريبية مجانية لأساسيات زراعة الأسطح، ولا تسلم الشهادات الخاصة بالدورة، إلا بعد تقديم مشروع تخرج خاص بالمشاركين، وقد لاقت الحملة تجاوب عدد من المشاركين فى مختلف المحافظات، حيث أرسل المشاركون للصفحة الخاصة بالحملة على موقع التواصل الاجتماعى صور للأسطح الخاصة بهم بعد زراعتها. وتشير الدراسات إلى أن إنتاجية الزراعة المائية تفوق إنتاجية التربة بنسبة تصل إلى الضعفين، خاصة فى محاصيل الطماطم والبطاطس والفلفل، بالإضافة إلي أن نسبة استهلاك المياه 10% فقط من استهلاكها فى التربة وذلك لكونها دورة مغلقة لا يستغلها غير النبات، كما أنها تجمع دون فرز، حيث إن كل الثمار بها متطابقة وسريعة الإنتاج بجودة عالية. زراعة نظيفة دكتور محمد نوفل رئيس الإدارة المركزية لاستصلاح الأراضى ووكيل وزارة الزراعة الأسبق يتحدث عن الزراعة المنزلية، قائلاً: «إذا نظرت الأسرة لزراعة الأسطح فالمكسب الأول لها هى تناول خضراوات آمنة دون كيماويات، فمصر فى مرحلة تلوث شديدة بسبب رى الأراضى بمياه الصرف الصحى ومن الممكن ألا تقتصر على الأسطح فقط، وإنما البلكونات أيضاً تستخدم فى النباتات الورقية، ولن تحتاج الأسرة إلا لاصيص بعمق 20 سم وبعرض 30 سم».. وهنا ينصح دكتور نوفل الأسرة أن طبق السلطة وهو أهم الأطباق على المائدة، بإمكان الأسرة أن تزرعه كاملاً فوق السطح. تشير الدراسات التى أعدت عن الأسطح المزروعة أن زراعة 1.5 متر مربع تمد الفرد بالأكسجين لمدة عام، بالإضافة إلى حماية ساكنى الأدوار الأخيرة من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، خاصة خلال فصل الصيف حيث وجد أنه خلال فصل أغسطس تقل درجة حرارة الدور الأخير 7 درجات مئوية، والأهم هو إنتاج غذاء صحى وآمن من خلال التحكم فى الأسمدة والاستغناء عن الكيماويات. وتنقية هواء المدن، حيث إن كل متر مربع سطح أخضر له القدرة على إزالة 100 جرام من تلوث الهواء.
