منذ أكثر من 01 سنوات وزراعة أسطح المباني هو الحلم الذي راود خبراء قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي ومن خلال تجارب تطبيقية ناجحة حولوا سطح المباني إلي حدائق مثمرة تنتج 59٪ من احتياجات البيت المصري من أنواع الخضراوات ونباتات الزينة وزهور القطف والنباتات العطرية والطبية وذلك بقليل من الجهد والمال.. وهذا الحلم اصبح علي وشك التحقق الكامل بانطلاق الحملة القومية لزراعة أسطح العمارات بالخضراوات والفاكهة التي أعلنها وزير الزراعة واستصلاح الأراضي مؤخرا وذلك بالتعاون مع برنامج المدن الخضراء التابع لمنظمة الأغذية والزراعة »الفاو« التابع للأمم المتحدة وبذلك سوف تتحول أسطح العمارات من مساحات شاسعة تملؤها المهملات والكراكيب إلي مساحات خضراء لتمثل رئة جديدة للبيئة التي اختنق هواؤها من التلوث كما تمثل فرصة عمل ومشروعاً صغيراً للشباب وربات البيوت وأرباب المعاشات وذوي الاحتياجات الخاصة. أسباب كثيرة يعددها أ.د. أسامة البحيري رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ لبيان أهمية التوجه بتلك الحملة القومية لزراعة الاسطح فيقول إن النبات الأخضر هو المرشح الطبيعي الوحيد للتغلب علي ظاهرة الاحتباس الحراري. كما ان زراعة الأسطح تحول المكان إلي حديقة مثمرة تنتج أكثر من 59٪ من أنواع الخضراوات التي يحتاجها البيت المصري كما يمكن زراعة نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية والزهور. يقول أ.د. أسامة البحيري إن زراعة الاسطح تقلل درجة الحرارة 7 درجات بالدور الأخير من المبني الموجود اسفل السطح مباشرة لأن خروج بخار الماء عبر ثغور الأوراق الخضراء وكذلك المنبعث من التربة المزروعة بها النباتات يؤدي إلي تلطيف الجو كما لو كان المبني محمياً بظل شجرة كبيرة وافرة الخضرة وفي ذلك تخفيض لتكاليف التبريد بمقدار لا يقل عن 50٪ كما يخفض من تكاليف التدفئة بمقدار 52٪ وبالتالي يوفر من استهلاك الطاقة والمال. وهناك أنظمة متعددة لزراعة الأسطح بدون تربة فمنها مثلا نظام مناضد الأكياس وهو نظام يلائم معظم المحاصيل وهو ينتج في المتر المربع خلال السنة 04 كيلو جرام طماطم، و03 كجم خيار و6 كجم كنتالوب و04 رأس كرنب أحمر و04 رأس خس أما نظام »الحاويات الخشبية« فهو يلائم المحاصيل التي تزرع بكثافة وعلي مسافات ضيقة وتصل انتاجية المتر المربع منها في السنة 2 كجم بقدونس وشبت و5 كجم سبانج وجرجير و6 كجم ملوخية صيفا و6 كجم فاصوليا و8 كجم بسلة و»النظام الهرمي« يتميز بالتكثيف العالي وزيادة انتاج المتر المربع وهو نظام يصلح للنباتات محدودة النمو فمثلا المتر المربع في السنة ينتج 02 كجم فراولة 6 كجم فاصوليا، 6 كجم خس و04 كيلو جرام طماطم و03 رأس كرنب أحمر إلي جانب أنظمة تعتمد علي »المواسير المعلقة والبكتات« المعلقة علي الجدران والتي تنتج 51 كجم فراولة و03 كجم طماطم و6 كيلو جرام فاصوليا من المتر المربع في السنة. يقول د. أسامة لقد أخضعنا المتر المربع المزروع بالنباتات الخضراء فوق الاسطح للدراسة فأشارت النتائج إلي انخفاض الملوثات العالقة بالهواء 001 كجم سنويا كما أنه ينتج كمية من الأكسجين يكفي لسد الاحتياجات التنفسية لشخص بالغ لمدة عام كامل. أما عن البعد الاجتماعي لزراعة الاسطح فتمثل في ملء الفراغ للمحالين علي المعاش وربة المنزل والشباب في فترات الأجازات وذوي الاحتياجات الخاصة فزراعة الاسطح يمكن ان تكون وسيلة للكسب ورفع الدخل من خلال بيع تلك الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة وزهور القطن كما يمكن اعتباره أحد المشاريع الصغيرة للشباب فهو مشروع تنموي ممكن ان يكبر ويتوسع مع الزمن ليصبح مشروعا تجاريا. عن التكلفة فيقول د. أسامة البحيري انها غير ثابتة وتتوقف علي الأنظمة المستخدمة فالنظام البسيط »طاولة الخشب« التي تحوي البتيموس أو البرليت بداخلها يتم صرف المياه في أواني بلاستيكية يتم افراغها يدويا وتصل تكلفة المتر المربع المزروع بها حوالي 031 جنيها مصريا.