فهذا يدخن ويبقى السيجارة في فمه أطول مدة ممكنة، وآخر يدخن بشراهة و"يلحم" السيجارة في الأخرى، وثمة شخص ثالث يدخن بمزيد من راحة البال، يرقب دخان السيجارة وهو يخرج من فهم باستمتاع.
مؤكد أنك فكرت، ولو لمرة، لماذا يدخن هذا الزميل بهذه الطريقة، بينما يدخن آخر بطريقة مختلفة.
مؤكد أنك، إن كنت تدخن لفترة طويلة نسبيا، سألت نفسك عن طباعك في التدخين، ولماذا تدخن بهذه السرعة كأن أحدهم يطلب منك أن تنهيها فورا.
هنا إجابة وافية من الكاتب عبد الفتاح سيد الطوخي، وهو كاتب له مؤلفات عديدة كتبها في بدايات القرن الماضي، ويعتبر واحدا من أشهر المهتمين بدراسة علم الفراسة في ذلك الوقت، وصاحب كتاب "الدراسة في علم الفراسة"..
إليك ما قاله الرجل:
المدخن الأناني: الشخص الأناني الذي يدخن، عادة لا يهتم برماد وطفية السيجارة، فتجده يرمي الرماد على الأرض غير عابئ بتنظيفها، ومن الذي سينظف وراءه ما خلفه من رماد، وقد يمتد الأمر لما هو أسوأ فتجده حرق مفرشا أو أوراق نتيجة لإهماله وإنانيته.
المدخن "الرايق": أما الذي ينفث الدخان ببطء فهو شخص خلي البال، يقل تدخينه خلال النهار، ويكثر في أوقات الفراغ وفي الليل حيث يستطعم السيجارة، ومثل هذا الشخص يستمتع بالتفكير العميق وسرعة البت في الأمور، وهو من النوع الذي يفضل المنطق ويتحلى بالرزانة وقوة الإرادة.
المدخن السريع: ثمة فريق آخر من المدخنين يسحبون الدخان وينفثونه في سرعة يخيل إليك معها أنها آلة تنفث العادم، فلا يكادون يضعون السيجارة في أفواههم حتى ينفثوا دخانها في عجلة، وهؤلاء يكونون واقعين تحت إرهاق عصبي لا يحتملون معه الانتظار، ومستغرقون في مشاكل لا يعرفون لها حلا.
المدخنة "الناقصة": سيدة أو فتاة تنفث الدخان من فمها بانتظام، وتعقب كل نفثة بفترة سكون، وهو ما يدل على الإحساس بالنقص، فإن هذه الحركة المتزنة تهم صاحبتها بأنها قد انتظمت في حياتها ولم تعد تشعر بنقص أو توتر.
المدخن "على الريق" إقبال المدخن على التدخين في بداية يومه معناه أنه في حاجة إلى ما يهدئ أعصابه، ومرجع ذلك هو قلق ينتابه و خوف يخشى معه أن يستقبل يومه، وكثيرا ما تكون هذه العادة عند بعض السيدات أيضا، فتصبح السيجارة أول أعمالها اليومية، لأنها مضطربة عاطفيا. ويمضي المؤلف قائلا أن أكثر من اعتادوا على أن يستفتحوا يومهم بالسيجارة يستغنون مع الوقت عن الإفطار، إذ أنهم لا يستشعرون الحاجة إليه.
السيجارة تلو الأخرى: ومن المدخنين من يشعل السيجارة تلو الأخرى، دون أن يشعر لها بطعم، وهذا النمط من المدخنين يكون كطفل بدأ يتعلم السير على قدميه، فلا يكاد يشعل السيجارة الأولى حتى يلحقها بالثانية دون أن ينال منها ما يرجوه.. وهذا المدخن تحديدا يعاني اضطرابا نفسيا حادا، وغالبا يكون من الرجال الواقعين تحت ضغط أعمال تتطلب التركيز وزيادة الإنتاج.
سحب الدخان: هناك مدخنون يحبون أن يروا أشكالا معينة خلال سحب الدخان الذي يخرج من أفواههم على شكل حلقات يتفننون في إخراجها، وهؤلاء من النوع الخيالي الذي تلازمه أحلام النهار.
الأنفاس القليلة: أما أولئك الأشخاص الذين اعتادوا على إشعال السيجارة ليبتلعوا نفسا أو اثنين ثم يدعونها تحترق وحدها، فإنهم يدللون لأنفسهم بذلك على أن العمل يستأثر بهم فينسيهم وجودها.
أما من يأخذ نفسين من السيجارة ثم يدعكها بقوة تحت قدمه، فهو شخص يميل في أعماقه إلى الرغبة العارمة في الكف عن التدخين.