فوجئ مشاهدو برنامج " يسعد صباحك " الذى يعرض على القناة الثانية يوم الخميس الماضى بتأخير بث البرنامج الذى كان من المفترض أن يبدأ فى الثامنة صباحاً ولكن تم بثه في الساعة التاسعة والربع مع اعتذار لمذيعة البرنامج سارة الهلالى وتوضيحها لسبب التأخير . سبب تأخير البث كان " فضيحة " .. وتمت احالة 4 من عمال قطاع الهندسة الإذاعية إلى التحقيق من قبل القوات المسلحة المشرفة على مبنى ماسبيرو، وذلك لقيامهم بعملية منع البث المباشر للبرنامج حينما قاموا بإغلاق ومنع البث المباشر احتجاجاً على أوضاعهم الوظيفية والمالية، إلا أن قطاع الأمن بالارسال قام بكسر باب سيارة البث وواصل الإرسال على الماستر، وهو الأمر الذى استغرق 80 دقيقة، وبعدها عاد بث البرنامج بعد ساعة و20 دقيقة تقريبا، وطوال هذه المدة قامت القناة الثانية بإذاعة برامج أخرى قديمة لإنقاذ الموقف. اللواء نبيل الطبلاوى، رئيس قطاع الأمن، قرر إحالة العاملين الأربعة للتحقيق من قبل القوات المسلحة، حيث إن البث المباشر تعتبر مسالة أمن قومى لا يجوز العبث بها أو استغلالها للتعبير عن الاحتجاج ، وخلال اليومين الماضيين أحاطت قوات من الأمن والاجهزة المعنية استديوهات الهواء باتحاد الاذاعة والتلفزيون تحسبا لتنفيذ العاملين بالهندسة الاذاعية لتنفيذ تهديدهم بقطع برامج الهواء على القناتين الاولى والثانية إذا لم تصرف مستحقاتهم المالية .. سارة الهلالى مذيعة برنامج يسعد صباحك روت لنا لنا حقيقة ما حدث ، وقالت : حضرت إلى البلاتوه يومها في الساعة السابعة إلا الربع صباحا ، وبعد أن قمت بتجهيز كل شئ من ماكياج وقراءة الاسكريبت نظرت فى الساعة ووجدتها الثامنة والربع ولم نبث البرنامج ..فسألت زميلى المذيع احمد الصاوى عن التأخير فأخبرنى بأنه لا يعرف أي شئ ، ثم اخبرنى أحد المخرجين بأن هناك عدداً من العاملين بقطاع الهندسة الاذاعية قاموا بعمل اعتصام ولن يبثوا البرنامج اليوم مطالبين بتحسين اوضاعهم المالية والوظيفية اسوة بباقى زملائهم فى باقى القطاعات الاخرى بالتليفزيون ، وقاموا بتكرار هذا الموقف امس واعتصموا رافضين بث مباراة الاهلى وحرس الحدود ، فعدت مرة أخرى لاجلس مع الضيوف وبدأنا فى تسجيل الحلقة حتى عودة البث واذاعة الحلقة مسجلة ، ثم وجدنا المخرجين يقولون " ستاند باى احنا طالعين على الهوا " فبدأنا البرنامج من الساعة التاسعة والربع وحتى الحادية عشر ، وقالوا لنا أن نبرر للمشاهدين تأخير البث بأنه كان " نتيجة عطل فنى " لكنى قلت لزميلى أحمد لا اشعر بأننى سأقول هذا الكلام ..وفعلا قلت : يا جماعة أحنا آسفين جدا اننا طلعنا متأخر لكن ده على فكرة مش علشان اننا كمذيعين جينا متأخر أو احد من المخرجين ..لكن بسبب ظروف خارجة عن ارادتنا ، نحن ليس لدينا أي مانع ان يطالب اى بنى آدم بحقه لكن ممارستنا للمهنة علمتنا ان الهواء خط احمر وكل واحد عنده طلبات شرعية من حقه ان يطالب بها طالما كانت شرعية وواجبكم علينا مساندتكم لكن هناك اصول اعلامية تعلمناها واحاول بقدر المستطاع الحفاظ عليها ، وانا اساندكم وان شاء الله تحققوا مطالبكم لكن مش بورقة ضغط زى الهوا ! . وتضيف قائلة : كلمة الاصول هذه الذى قلتها ازعجت زملائى المعتصمين ..حيث ثار احدهم غاضبا منها فى البلاتوه فخرجت فى الفاصل وتحدثت اليه بهدوء وقلت له " اطلب منك ان تحضر الى اى كتاب فيه ما حدث ويصح فيه ما فعلتم " وشرحت له اننى لم اهاجمهم ..بالعكس انا قلت انا مع طلباتهم الشرعية لكنى ضد قطع الهواء ، فأنا بصراحة اعتبر الهواء زى أولادى وادافع عنه حتى الموتب لانه أمن قومى لا يمكن ان تكون ورقة للضغط ابدا ، أنا لست شخصية ثورجية بطبعى ولا اضايق احدا لكنى رفضت تغييب المشاهدين ..فنحن تحررنا من الغيبوبة الاعلامية وفى آخر البرنامج كررت اعتذارى للمشاهدين عن التأخير ، ولم يتحدث الى احد من المسئولين فى التليفزيون بسبب ما قلت ...وللحق اقول انه لولا وجود احمد مصطفى وايمن السيد مخرجى البرنامج لما تم بث البرنامج يومها اصلا .