حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وقف البث ومنع البرامج إلى التشويش.. لا تنزعج إنها دولة النايل سات!
نشر في الدستور الأصلي يوم 18 - 06 - 2010

تعشق مصر النوم «علي ودانها» ثم تُفاجأ بقرصة قوية، فلا تعرف كيف تصرخ أو تقول حتي كلمة «أي»، هذا ما تنذر به واقعة قطع البث عن قناة الجزيرة الرياضية خلال المباراة الافتتاحية لكأس العالم التي هددت بسببها القناة القطرية بتصعيد الأمر واللجوء للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، وقد تطال مصر عقوبات دولية كما حدث في قضية وجيه سياج التي نامت فيها الدولة «علي ودانها» وركبت «دماغها» فكانت النتيجة الحكم بالتعويض، أو مثل قضية أتوبيس الجزائر الذي ملأنا الدنيا ضجيجاً بأن الجزائريين كانوا «بيمثلوا» وفي النهاية قالت الفيفا إن مصر مدانة بالثلاثة!
الغريب في الأمر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هو الآخر دخل علي الخط وأعلن تأييده لموقف قناة الجزيرة، والشعوب العربية مع الجزيرة بعد أن تم حرمانها من متعة مشاهدة مباراة افتتاح كأس العالم .
خبراء ومختصون: إدارة النايل سات مسئولة عن التشويش الذي حدث للجزيرة حتي لو فعل ذلك شخص في آخر الدنيا
لا تمر فترة إلا وتجد إدارة النايل سات في مقدمة الأحداث عندما تحجب إشارة البث عن قناة سواء داخل مصر لخلافات لا يعلمها إلا الله وأجهزة الأمن أو لخلافات خارجية مع دول عربية مثل قطر أو دول إقليمية مثل إيران، أو نتيجة ضغوط خارجية كالتي قامت بها فرنسا، إلا أن كل تلك الأحداث كانت تمر ولا تحظي باهتمام الكثيرين، حتي جاء افتتاح كأس العالم الذي ينتظره كل العالم العربي، فحدث ما لم يكن يتوقعه أحد، فإذ بإشارة البث تنقطع كده علي طول!
نائب الحزب الوطني محمد خليل قويطة حمّل إدارة النايل سات واللواء أحمد أنيس المسئولية عما يحدث، وأضاف: إدارة النايل سات تخالف الدستور المصري حيث إن المادة 48 من الدستور تنص علي حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام وكفالتها، وكذلك المادة 49 أكدت أن الدولة تكفل للمواطنين حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني والثقافي وتوفر وسائل التشجيع اللازمة لتحقيق ذلك.
وأضاف: تقدمت بطلب إحاطة في البرلمان إلي كل من وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة شركة النايل سات حول طلب اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية بوقف بث قناة «الرحمة» الفضائية، فكيف أن اتحاد الجمعيات اليهودية يتقدم بشكوي للمجلس السمعي والبصري الفرنسي لغلق القناة لأنها تعادي السامية، ثم يرسل هذا المجلس إلي إدارة قمر يوتل سات لوقف بث القناة في فرنسا، فخاطبت إدارة قمر يوتل سات إدارة نايل سات، فكانت المفاجأة أنها أوقفت بث القناة من علي القمر كله وليس في فرنسا فقط.
واعتبر أن شركة النايل منشأة بأموال مصرية، وأضاف: ما تم مخالف للقانون، لأن العلاقة التعاقدية يحكمها القانون المصري وليس المنوط بقناة الرحمة أن تلجأ للقضاء الفرنسي كما قال اللواء أحمد أنيس - رئيس إدارة النايل سات - فقناة الرحمة لا علاقة لها باليوتل سات، وكان ممكنا لإدارة النايل سات أن تحجب القناة عن فرنسا فقط، ففرنسا ومجلسها السمعي البصري لا سيادة لهم إلا علي الأجواء الفرنسية فقط، ولا سلطان لهم علي قناة مصرية أو أجواء مصرية.
أحمد السويفي - مدير مكتب قناة العالم الإيرانية بالقاهرة - التي أوقفت الحكومة المصرية بثها علي قناة نايل سات، قال ل « الدستور»: إن هناك خللا موجودا داخل النايل سات يتمثل في أشكال مختلفة، مرات يتعدي علي القانون كما حدث مع قناة العالم، وأحيانا يخضع لضغوط أجنبية ودولية - كما حدث مع قناة الرحمة، وهذا اعتداء صارخ علي القانون، كما أن القانون الدولي لا يعطي إدارة النايل سات الحق فيما تفعله.
وأضاف: ما حدث مع قناة الجزيرة والتشويش علي القناة في المباراة الافتتاحية لكأس العالم أحد احتمالين: إما أن هناك خطأ في الجوانب الفنية وهذا مسئول عنه النايل سات، أو أن هناك تعمدا للقيام بهذا العبث سواء من إدارة النايل سات أو جهات علي صلة بها أو جهات مجهولة، وكلا الأمرين يؤكدان أن هناك خللاً يستوجب المراجعة من إدارة النايل سات، فلم يعد هناك أحد يستطيع السيطرة علي شيء، كما أن أجهزة البث الحديثة أصبحت تتيح البث علي الهواء من ميدان التحرير إذا كان معك جهاز كمبيوتر محمول «لاب توب».
وعن الأسباب التي قد تدفع النايل سات إلي فعل ذلك التشويش، قال السويفي: بالتأكيد هي العقلية القديمة التي تعتقد أن كل شيء بالأوامر ولصالح جهات بعينها لصالح حكم الفرد الواحد والحزب الواحد الذي انتهي واندثر في العالم وعلينا أن نتأقلم مع الوضع العالمي باتجاه حرية التعبير، لذا نحن بصدد رفع دعوي قضائية أمام القضاء المصري، لأن الحكومة قامت بتعطيلنا بسبب اعتماد التوكيلات القانونية ووضعوا بعض العراقيل لكننا بصدد حلها. وحول اللجوء إلي الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، أضاف هذه خطوة قد نأخذها في وقت لاحق، لكننا نثق في القضاء المصري الذي سبق وأن أعطي الحق لقناة «المنار» اللبنانية بعد أن أوقفتها إدارة النايل سات، حيث إن هناك تعاقدًا لدينا مع النايل سات ووقف البث تم دون سابق إنذار أو أسباب.
وكشف «السويفي» عن مفاجأة من العيار الثقيل، وأكد أن إدارة قناة «العالم» استبدلت النايل سات بقمر أمريكي يسمي «أتلانتك بيرد 4» وهو قمر صناعي يدور في نفس مدار النايل سات نفسه، وبالتالي لن يمكن استقبالها من خلال أطباق الاستقبال الموجهة في اتجاه النايل سات، فعند البحث بالتردد ستظهر القناة، لكن السؤال هو: كيف تقبل أمريكا التي يوجد بينها وبين إيران عداء شديد استضافة قناة العالم الإيرانية، بينما ترفض مصر وتوقف بث القناة؟!
واعتبر أن ما تفعله إدارة النايل سات مع القنوات تطبيقا مبكرا لقانون البث الفضائي الذي سيكون بمثابة الكارثة في حال تطبيقه، حيث يجرم الاعتداء الاعلامي علي الرموز في الدول العربية وكل تعبيراته فضفاضة، وأضاف: أليست إهانة الشعوب تستحق هي الأخري التجريم؟!
من ناحية أخري، كشف مسئول بارز بوزارة الاتصالات - رفض ذكر اسمه - أن عمليات التشويش سهل حدوثها في أي مكان وباتت أمراً طبيعياً، وأضاف: نحن ندرس حالة قطع البث عن قناة «الجزيرة» مع إدارة النايل سات من خلال أي جهاز إرسال يعمل علي نفس التردد المتاح للقناة، ومصدر التدخل قد يأتي من أي مكان في العالم، فالقمر الصناعي نايل سات يغطي نصف الكرة الأرضية تقريباً، وإدارة النايل سات تمتلك الخبراء والمتخصصين في إدارة الأقمار الصناعية علي درجة عالية من الكفاءة.
وأضاف: دور وزارة الاتصالات يقتصر علي منح التراخيص بالترددات بأن يحدد التردد الفلاني للقناة الفلانية، وذلك من خلال جهاز تنظيم الاتصالات وفقاً للقانون 10 لسنة 2003، كما يقوم الجهاز بالتنسيق بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإدارة النايل سات والاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، حيث نتابع مع تلك الدول الترددات المتاحة التي يقوم الاتحاد الدولي للاتصالات بتقسيمها.
وأوضح المصدر أن هناك لجنة تابعة للوزارة تسمي لجنة الطيف الترددي وتضم كل الجهات السيادية وتشكيل هذه اللجنة يتم وفقا للقانون، ونعمل هذه الأيام علي التحول من البث التليفزيوني التماثلي إلي البث الرقمي بحلول 2015، وهي المدة النهائية التي حددها الاتحاد الدولي للاتصالات وهو ما سيوفر ترددات عديدة في مصر يمكن الاستفادة منها في نواح أخري.
من ناحية أخري، كشف مسئول بارز من لجنة التحقيق التي شكلتها إدارة النايل سات في تصريح خاص ل «الدستور» أن اللجنة لا تزال تدرس المشكلة وتفحص المتاح من معلومات عنها، لذا لم تحدد أسباب ما حدث ولم تنته من التحقيق،
وبينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية «الأحد الماضي» إن مصر تقدمت بشكوي للاتحاد الدولي للاتصالات للتحقيق في التداخل الذي تعرض له القمر الصناعي المصري «نايل سات» أثناء افتتاح بطولة كأس العالم والذي نتج عنه عدم انتظام الإرسال أثناء بث مباراة الافتتاح بين فريقي جنوب أفريقيا والمكسيك، قال الدكتور ميلود أمزيان - مدير المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات - في تصريح خاص ل «الدستور» إن الاتحاد لم يفتح أي تحقيق بشأن قطع البث.
وقال: رسمياً ليس لدينا علم بالموضوع أصلا حتي الآن، وهذه الأزمة سبق وأن حدثت في إيران فقط عندما كانت تقطع البث عن قناة بي بي سي الناطقة بالفارسية، وهو ما حقق فيه الاتحاد الدولي للاتصالات وتأكد من صحة الشكوي وحاورنا الإيرانيين وتم حل المشكلة وحتي الآن لم يتم قطع البث مرة أخري.
وحول المدة التي قد يستغرقها التحقيق إذا ما حدث، أضاف: لا أستطيع أن أحدد مدة معينة، لأن هناك إدارة فنية في الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف هي من تقوم بذلك، حيث تدرس الشكوي وفحواها، ثم تقوم بتشخيص الحالة ليتم معالجتها، وقد يكون التحقيق سريعاً وقد يأخذ وقتاً طويلاً.
من دريم وأوربت وحتي الزوراء والحوار.. تاريخ التعسف!
لم يكن قطع البث عن قناة الجزيرة أولي الوقائع ولن يكون آخرها، فالشركة المصرية للأقمار الصناعية المالكة للنايل سات تأسست عام 96، إلا أن خدماتها لم تبدأ إلا بعد إطلاق النايل سات 101 وهو أول قمر صناعي مصري، وكانت مصر أول دولة أفريقية وعربية تطلق قمراً صناعيا في ذلك الحين، ومنذ ذلك التاريخ والمشكلات تتوالي من وقف البث ومنع برامج إلي التشويش.. إنها دولة النايل سات! في 28 أبريل 1998، تم إطلاق نايل سات 101 علي الصاروخ أريان 4 من قاعدة جويانا الفرنسية بأمريكا اللاتينية وتم تشغيله رسميا في 31 مايو 1998 وعمره الافتراضي أوشك علي الانتهاء خلال العامين المقبلين، وكذلك نايل سات 102 الذي أطلق عام 2000، وتستعد مصر في أغسطس المقبل لإطلاق القمر الصناعي المصري الجديد «نايل سات 201» ، و«الدستور» ترصد حالات التعنت والتعسف من إدارة النايل سات مع القنوات التي قد ينذر بكارثة، ووجدنا هناك 12قناة فضائية حتي الآن نالها من الحب جانب.. والبقية تأتي أو تهرب إلي أقمار صناعية أخري!
قناة الجزيرة
- يونيو 2010، التشويش علي إرسال قناة الجزيرة الرياضية القطرية خلال بثها المباشر والمجاني للمباراة الافتتاحية لكأس العالم بجنوب أفريقيا، وتصاعد الاتهامات بين الجزيرة وإدارة النايل سات، ولجوء كلا الطرفين للتقاضي أمام الاتحاد الدولي للاتصالات.
قناة الرحمة
- مايو 2010 توقف بث قناة الرحمة المصرية علي القمر 104 بعدما تم قطع إشارة البث عنها، وذلك بعد اعتراض ومطالبة المجلس السمعي والبصري الفرنسي بوقف بث القناة بسبب اتهامها بمعاداة السامية، لأن أحد الشيوخ تحدث عن تاريخ اليهود، وقناة الرحمة هي قناة سلفية مملوكة للشيخ محمد حسان ويديرها شقيقه ولجأت القناة إلي تغيير اسمها إلي نسائم الرحمة ويتم بثها حالياً عبر قمر نور سات الأردني!
قناة أو تي في
- مايو 2010 طلبت إدارة شركة نايل سات من إدارة قناة OTV عدم ظهور أحمد شوبير علي شاشة القناة، وكان شوبير سيقدم أولي حلقات الأستوديو التحليلي علي القناة لمباريات دور ال32 من كأس مصر،وكان اتحاد الإذاعة والتليفزيون قد أصدر قرارًا بمنع ظهور شوبير في أي جهة تابعة له، سواء كمقدم أو معلق أو ضيف أو محلل في أي قناة تابعة للتليفزيون أو أي إذاعة، ورغم حصول القناة علي حكم قضائي بحقها فإنها فسخت العقد مع شوبير!
قناة دريم
- أكتوبر 2009، توقف بث برنامج الطبعة الأولي قبل أن يعلن الإعلامي أحمد المسلماني عن فاصل قصير وكان قبله يتحدث عن تحولات الدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار، وخرج المسلماني إلي الفاصل لكنه لم يعد، ولم تستكمل الحلقة، وظن البعض أن عطلاً أصاب البث!
- منعت قناة دريم قبل ذلك بث برنامج علي القهوة لإبراهيم عيسي بناء علي ضغوط مورست عليها، وكان البرنامج الوحيد الذي بثته قناة دريم دون الإعلان عنه أو عن موعده.. وكان يُبث بمواعيد مختلفة حتي تم منعه نهائيًا.
قناة العالم
- نوفمبر 2009 قامت إدارة القمرين الصناعيين «نايل سات» و«عرب سات» بوقف بث قناة العالم الفضائية الإيرانية دون تحديد السبب، وهو ما دفع القناة لأن تطالب مشاهديها بالانتقال إلي أقمار هوت بيرد 8، وآسيا سات 5، وجالاكسي 19، وتيل سات 12.
قناة الساعة
- مارس 2010.. فوجئ مشاهدو قناة «الساعة» بإيقاف بث القناة أثناء تقديم النائب مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع لبرنامجه «لقاء الأسبوع» الذي تعرضه القناة الممولة من ليبيا، حيث تم قطع البث تماما أثناء البرنامج وأعقبها منذ أسابيع غلق القناة بالكامل ونفت مصر مسئوليتها عن قطع البث.
قناة الحكمة
- مارس 2010 تم وقف البث علي النايل سات، وقيل إن السبب هو تأخر بعض الأقساط والمستحقات المالية من القناة وعاد البث مرة أخري، وهي قناة ذات توجه إسلامي.
قناة الحياة
- مايو 2010 قضت المحكمة الإدارية بتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بوقف بث برامج أحمد شوبير علي قناة الحياة بسبب دعوي قضائية أقامها ضده مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك الأسبق..وقالت إدارة النايل سات إنها ستوقف الإرسال إذا ظهر شوبير علي شاشة الحياة.
قناة أوربت
- ديسمبر 2009.. أغلقت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي قناة «أوربت» ومكاتبها الإدارية، وقيل إن السبب وجود ديون قيمتها 15 مليون جنيه، وتدخل الرئيس مبارك في اللحظات الأخيرة لحل الأزمة بعد أن تسربت أنباء عن أن السبب الحقيقي وراء الغلق هو زيادة حدة النقد.
قناة البركة
- فبراير 2008، قررت إدارة القمر الصناعي المصري نايل سات إيقاف بث قناة البركة وقيل إن السبب عدم استكمالها الأوراق الرسمية اللازمة لعملية البث رغم أن القناة بدأت عملها قبل عام من قرار وقف البث، هي قناة متخصصة في مناقشة القضايا الاقتصادية من وجهة نظر إسلامية ويملكها عدد من رجال الدين بالإضافة إلي قناة الناس الدينية.
قناة الحوار
- أبريل.. 2008 أوقفت إدارة «نايل سات» بث القناة دون سابق إنذار أو توضيح للأسباب رغم أن القناة يتم بثها من لندن، واكتفت القناة بأنها اعتبرت القرار مفاجئًا وغير مبرر، وعبرت عن أسفها واستهجانها لهذا الإجراء.
قناة الزوراء
- مارس 2007.. أوقفت إدارة «النايل سات» بث الزوراء وقيل إن السبب هو استمرار التشويش المصاحب للقناة وتأثيراته في نحو 10 قنوات أخري، بينما اتهم رئيس القناة العراقية النايل سات بالرضوخ للضغوط الأمريكية التي كانت قد حددت القناة بالاسم في مشروع قانون بالكونجرس ووصف القناة بأنها إرهابية لدعمها المقاومة العراقية وبعدها لجأت القناة للتعاقد مع عرب سات بدلاً من النايل سات.
هل يؤدي التشويش علي الجزيرة إلي هجرة القنوات من النايل سات؟
حتي تنتهي التحقيقات المحلية أو الدولية في قضية التشويش علي قناة الجزيرة، فإن القضية فيها العديد من الملاحظات، أولي تلك الملاحظات أن إدارة النايل سات التي تدير عملية بث القنوات الفضائية تتبع بعض الأساليب المخالفة للقانون الدولي، وتلجأ إلي عقاب الدول أو القنوات، وهناك أكثر من أسلوب للعقاب، أولها منع الحصول علي الترخيص بالبث من الأساس والتعقيد الأمني لإنهاء الإجراءات والموافقات المطلوبة، وثاني أساليب العقاب هو قطع البث عن قناة بعينها مملوكة لدولة ما لاختلافات معينة وثالثها هو الضغط علي القنوات لمنع إعلامي بعينه من الظهور علي شاشتها أو وقف برنامج معين أو حظر حديثها في قضية ما، وهو ما ترضخ له القنوات للأسف، ورابعها هو التشويش علي إرسال القناة في أوقات مهمة لتحريض المشاهدين ضدها، وهو ما قد يأتي بنتائج سلبية، بعد ما كل شيء «انكشفن وبان»!
عادة ما تكون هناك دوافع وراء كل تلك القرارات، أول تلك الدوافع سياسية، بأن تكون هناك مشكلة سياسية مع دولة أخري تبث إحدي قنواتها علي القمر الصناعي نايل سات مثل قناة العالم الإيرانية، أو لأسباب دينية كما حدث مع قنوات البدر والبركة والحكمة، أو لضغوط وحسابات خارجية كما في حالة قناة الرحمة نتيجة ضغوط من اللوبي اليهودي، والمجلس السمعي والبصري الفرنسي.
المصيبة الأكبر تكمن في تكرار تلك الأفعال، وسيكون أهمها، أولها سقوط مصداقية النايل سات لدي العديد من مالكي القنوات وأصحابها، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال لبحثها عن أقمار صناعية بديلة، وأول تلك الأقمار القمر القطري المزمع إطلاقه في أغسطس المقبل، وكذلك القمر الإيراني الذي تم الانتهاء من تصنيعه ويُنتظر إطلاقه خلال شهرين علي الأكثر، والقمر الثالث هو القمر الجزائري، والدول الثلاث لديها خلافات سياسية مع مصر وبحثت عن إطلاق أقمار صناعية تدور في نفس فلك مدار النايل سات، هذا بالإضافة إلي القمر الأردني نور سات، فهل تكون أزمة التشويش علي الجزيرة مسماراً في نعش النايل سات؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.