ناقشت حلقة برنامج " الحياة اليوم " أحدث استطلاع للرأى العام قامت به مؤسسة DNS العالمية المتخصصة فى قياسات الرأى العام ، وقد رصد الاستطلاع عددا من المشكلات التى تدعو للقلق باعتبارها قضايا باتت تؤرق المواطن بعد الثورة . استضاف البرنامج كل من الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بالمركز والكاتب الصحفى مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم .. وجاءت على رأس القضايا التى تؤرق المصريين حالياً ارتفاع الأسعار بنسبة 48% والبطالة بنسبة 43% وانعدام الامن 31% والأجور 19 % والفقر 19 % وجاءت قضايا اخرى بنسب أقل مثل الفساد والمرتبات . وكان السؤال الثانى والمهم فى الاستطلاع وهو : إلى أين تتجه مصر ؟! وقد تبين أن 73% من المصريين يعتقدون بأن البلاد تسير فى الاتجاه الصحيح رغم كل هذه المشكلات ..بينما رأى 5% فقط ان مصر تتجه فى الاتجاه الخاطىء ، وحول استقرار مصر رأى 54% ان مصر غير مستقرة بينما رأى 29% أن مصر مستقرة جدا فى حين أبدى 17% عدم معرفتهم. وحول تقييم الناس للموقف العام فى المجتمع بعد الثورة رأى 18% فقط ان الوضع العام إيجابى فى حين لم يستطع 58% ممن شملهم الاستطلاع ان يحددوا الإجابة ، اما النسبة الباقية فقد ذكرت ان الموقف سلبى، أما عن الموقف قبل الثورة فقد رأى 70% ممن شملهم الاستطلاع أن الوضع كان سيئا اما 16% فكان يرى ان الوضع كان إيجابياً ، فى حين لم يحدد الإجابة 14% ، أما عن مستوى الحرية والديمقراطية فإن الغالبية العظمى رأت أن الوضع الآن أفضل بنسبة 84% فى حين رأت نسبة 3% أن حال الديمقراطية الان أسوأ، وتطرق الاستطلاع إلى دواعى التفاؤل عند المصريين الان وقد تبين أيضاً أن 38% يرون أن التخلص من الفساد أبلغ دواعى التفاؤل فى حين رأى 21% من المبحوثين أن هناك مستقبل أفضل بعد الثورة كما جاءت أسباب أخرى للتفاؤل مثل حرية التعبير وامحاكمة الفاسدين وتغير الظروف والاتجاه فى الطريق الصحيح. ثم طرح الاستطلاع سؤالا حول مدى تأييد الثورة من عدمه وقد أيد 90% من الذين تم استطلاع رأيهم الثورة ..بما يدلل على التأييد الشعبى لها فى حين أعلن 3% عن معارضتهم للثورة ، وجاءت أسباب التأييد بالترتيب كالتالى: محاكمة الحكومة الفاسدة 76% وأن الثورة ستؤدى إلى تحسين الثورة 19% وحرية التعبير بنسبة 17% واستعادة حقوق الإنسان 4%، وتلخصت أسباب المعارضة فى ظهور البلطجية بنسبة 33%، وزيادة الخوف بنسبة 22% وارتفاع الأسعار بنسبة 19% وعدم الوجود الأمنى 15% . ثم انتقل الاستطلاع للسؤال حول مدى تحقيق الثورة لأهدافها حيث رأى 61% ان الثورة حققت اهدافها فى حين رأى 16 % فقط العكس ! اما عن أسباب التشاؤم فقد كشف الاستطلاع عن عدة عوامل أهمها غياب الأمن بنسبة 36% والظروف غير المستقرة 31% وظهور الخارجين على القانون بنسبة 21% وارتفاع الأسعار بنسبة 18% وبخصوص قضية الفتنة الطائفية راى 59% من المشاركين فى الاستطلاع ان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين قوية بينما رأى 19% ان العلاقة ضعيفة، أما عن طريقة التعامل مع مبارك وحبسه فإن 62% عبروا عن موافقتهم على ما يتعرض له ..فى حين رفض 30% من المشاركين فى الاستطلاع محاكمة مبارك واهانته فى وسائل الاعلام.. وإجمالا وحول نتائج الاستطلاع يقول الدكتور جمال عبد الجواد: الرأى العام يتغير كل يوم فى إطار حالة الحراك الذى يعيشها المجتمع الان على عكس زمان حيث كانت اللامبالاة تؤدى إلى ركود فى الراى العام لكن الناس الان أصبحت مشغولة بالشأن العام أيضا المواطن العادى يتمتع بالحس السليم ربما أكثر من الشخص المثقف والنقطة الهامة التى تظهر خلف نتائج هذا الاستطلاع هو الخلاف ما بين تعميق الثورة لمواصلة التطهير والقضاء على كل رموز الكيان السابق او التوقف قليلا من أجل البناء وهذه علاقة جدلية .. وفيما يتعلق بالفتنة الطائفية والنتائج التى ظهرت فى الاستطلاع فهناك نقطة هامة وهى أنه فى لحظات الصراع تفرض الأقلية نفسها على رأى الغلبية المعتدلة وهذا ماى حصل فى إمبابة مع ان نحو ثلث المصريين حسب نتائج الاستطلاع عندهم موقف قوى تجاه حرية العقيدة والاصلاح وهؤلاء رصيد يمكن استغلاله أما الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية فرأى أن مثل هذه الاستطلاعات لا يجب أن تعتمد على سؤال نعم او لا او راضى او غير راضى ، المصرى دائما راضى بحاله ولكن يمكن ان نقيس مستوى الرضا او معدلاته والناس كان عندها احسح ايجابى فى البداية ولذلك جاءت اغلب النتائج مؤيدة لنتائج الثورة ثم حدث نوع من القلق بعد ذلك بسبب الفتنة الطائفية و أما الأستاذ مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم فقال: أكثر المشاكل التى تدعو للقلق هو الأمن لأنه السلعة الأكثر طلبا ، والناس شعرت من خلال نتائج الاستفتاء فعلا بأن هناك تقدم على طريق الديمقراطية لكن تبقى الظروف المعيشية والاقتصادية مقلقة .