في مثل هذا اليوم من كل عام تكون الليلة الافتتاحية لمولد سيدنا الحسين ، ومن المعروف أن هذا المولد هو واحد من أهم موالد الصوفيين في مصر ولكن هذا العام يبدو أن الاحتفال بمولد حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام سيكون مختلفاً .. ومتوتراً .. كتبت وصورت : شيماء ممدوح - هاجر اسماعيل فقد تزامن الاحتفال مع تهديدات بعض الجماعات السلفية بهدم أضرحة آل البيت كلها ومنع اقامة الموالد علي اعتبار أنها " بدعة " وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وبعد أن دعت الطرق الصوفية إلي مظاهرة مليونية ضد الدعوات السلفية التي وصفوها بالمتطرفة والبعيدة عن الروح المصرية .. جاءت الليلة وهي أول ليالي مولد سيدنا الحسين لتعبرعن خوف الصوفيين من النزول إلي ساحة الاحتفال ، وعلي عكس ما نراه كل عام .. كان المشهد الحسينى يكاد يكون خالياً حتي من رواده فى الأيام العادية .. فساحات المسجد تناثر بداخلها عدد قليل من الزوار ، وقال الشيخ محمد الرفاعي أحد مشايخ الطريقة الرفاعية إن رواد المولد هذا العام عددهم قليل لأكثر من سبب أولها هو الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد والتي منعت الكثيرين من خدام المولد من الحضور إليه خاصة من الصعيد ، أيضا بسبب صعوبة التنقل وحظر التجوال ، وأكد علي أن هذه الدعوات السلفية والتي وصفها بالغريبة لن تمنع عشاق سيدنا الحسين من الاحتفال به وبمولده الشريف . كما أكدت سيدة محمد أو أم الشهيد أنها فقدت ابنها في أحداث 25 يناير ولا تملك تكاليف الذهاب إلي الحرم النبوي الشريف وأنها تنتظر مولد سيدنا الحسين كل عام لتعيش أجواء روحانية لا يحق لأي فرد حرمانها منه . واضاف نبوي الطوبجي أن الليلة الافتتاحية تكون بمثابة البداية القوية للمولد وأنه يحضر مولد سيدنا الحسين منذ سنوات طويلة ولكنه لم يشاهد الليلة الافتتاحية نهائياً بهذا الفراغ ، وأوضح أنه ومجموعة من الصوفيين سوف يذهبون غدا الي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لتقديم طلب تأمين للمولد من أي اعتداء ، ويقول : سمعنا شائعات كثيرة عن نية السلفيين في الهجوم علي مولد سيدنا الحسين واقتحام قبره الشريف ، وعموما كلنا مقتنعين أنه محصن ولن يمسه أي أذي ولكن هذه التهديدات غير مقبولة أبدا خاصة أنها لمقام حفيد النبي عليه الصلاة والسلام . وأضاف محمد ترك إن معظم عشاق الحسين ورواده دراويش ليست لهم علاقة بالمظاهرات أو غيرها ، وكل ما يطلبوه هو اقامة مولدهم في سلام وبعيد عن أي تهديد ، وأوضح أن الشيخ احمد عمر هاشم والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وعدوهم برد أي اعتداء علي الصوفيين والوقوف إلي جوارهم وأن الصوفيين بكل طرقها وأطيافها لن تقبل إلغاء مولد سيدنا الحسين ، خاصة وأنه يتبعه عدد كبير من الموالد أهمها مولد السيدة زينب والسيدة سكينة وسيدنا شبل رضي الله عنهم أجمعين ، وهذه الموالد تصحبها حضرات وحلقات ذكر معروفة ومشهورة ويحضرها وزراء ومسئولون مهمون وهي لا تؤذي أي شخص انما تشكل متعة روحية لأصحابها وذكر لله ، واذا كانت ثورة 25 يناير قامت من اجل الحرية فإن أبسط قواعد الحرية هي أن يفعل كل شخص ما يريده و يعبد الله بالطريقة التي تريحه طالما لم يؤذ غيره ، وأكد علي أن الصوفيين لن يقبلوا أي مساس بمقامات آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم. أما تجار الحسين فقد وضعوا ايديهم علي قلوبهم حسب وصف عباس الكيال وهو احد أشهر تجار المنطقة ، حيث أكد أن معظم التجار يشترون هذه البضاعة بالدين ولا يعرفون كيف يسددونها في ظل الوضع الحالي ، وهذا اليوم كل عام كان طبيعياً ألا نجد مكاناً لقدم .. ولكن بعد التهديدات والأحوال الاقتصادية السيئة فالمولد قد يلغي أو يظل بهذا الشكل بدون فعاليات وبدون اقبال جماهيري ، إضافة إلي قلة أعداد السائحين .. وبالتالي فوضع التجار في الحسين خطر جدا ، ولكن ما يطمئنهم أنهم إلي جوار الحسين رضى الله عنه والذى قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم ( الحسين مني وأنا من الحسين وأحب الله من أحب الحسين ) .