سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كارثة .. الهجرة غير الشرعية وصلت إلي الأطفال 25٪ من الأطفال الذين يصلون إلي إيطاليا عبر البحر من مصر إيطاليا تمنحهم حق الإقامة.. ومن يهرب يعمل في البناء
" وصول مركب على متنه 560 طفلا مصريا" مهاجرين غير شرعيين" لسواحل إيطاليا" كان خبرا صادما أعلنت عنه وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج نبيلة مكرم.. لنكتشف بعد ذلك أن هناك ثلاثة آلاف طفل مصري هاجروا في ظروف غامضة إلى ايطاليا.. فكيف وصل هؤلاء الأطفال لإيطاليا.. ومن وراء تسفيرهم؟.. وزيرة شئون الهجرة والمصريين في الخارج نبيلة مكرم- حسبما ذكر الكاتب فاروق جويدة في مقال له- أكدت أن هذه القضية ليست جديدة، ولكنها تحدث منذ سنوات حيث يهرب الأطفال الصغار على السفن التي تحملهم إلى شواطئ إيطاليا، وهناك توفر لهم الحكومة الإيطالية مراكز للإيواء وتمنحهم حق الإقامة وتعلمهم حرفة، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال مابين 7 سنوات و13 سنة، ومعظمهم من قرى الصعيد وهذا الطفل المهاجر لا يحمل أي شيء يؤكد شخصيته غير شهادة ميلاد، وقالت الوزيرة: إن هؤلاء الأطفال يهاجرون بدافع من آبائهم للعمل هناك وتحويل الأموال بل إن منهم من كان يبكى لأنه لا يستطيع العودة خوفا من أبيه الذي أرغمه على السفر. وقالت الوزيرة: إنها تتابع هذه القضية منذ أن كانت تعمل قنصلا في سفارتنا في روما، حيث كانت السلطات الإيطالية تطلب منها استمارة بيانات عن كل طفل حتى يتم توثيق حالته في مركز الإيواء، ولكي يتعلم حرفة أو يعمل في أي مكان، وأنها كانت دائما تزور مراكز إيواء هؤلاء الأطفال للاطمئنان عليهم. ولكن من الواضح أن الموضوع أكبر من العدد الذي ذكرته وزيرة الهجرة، فمنذ شهر كشف سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر جيمس موران أن 60% من المهاجرين المصريين غير الشرعيين إلى إيطاليا" أطفال وقصّر"، وهناك إحصائيات أخرى تؤكد أنه يصل إلى إيطاليا سنويا حوالي 500 من المصريين من صغيري السن، ومن المهاجرين بشكل غير شرعي تتراوح أعمارهم مابين 14 و18 سنة. بجانب ذلك هناك من يستغل الأطفال في أمور أخرى.. ففي العام الماضي قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: إن المهربين في مصر وليبيا، يستغلون الأطفال لقيادة قوارب المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا، في محاولة للتهرب من السلطات الإيطالية، بعد احتجاز، وسجن الكثير من هؤلاء المراهقين من قبل السلطات الإيطالية، الذين يواجهون أحكاما تصل إلى 15 عاما في السجن وغرامات تصل إلى مئات الآلاف من اليورو، وتابعت أنه خلال هذا العام، تم إلقاء القبض على 18 طفلاً، وإرسالهم إلى السجن في مدينة كاتانيا، في جزيرة صقلية، بتهمة تهريب المهاجرين غير الشرعيين، بينما يحتجز آخرون في مراكز احتجاز الأحداث في مدن أجريجنتو، وباليرمو، وسيراكوزا، ووريجيو، وكالابريا الإيطالية. ونقلت الصحيفة عن قاصر مصرى تورط في تهريب المهاجرين غير الشرعيين، من مركز احتجاز "فوستر" في كاتانيا، قوله: إنه "عندما كان في الخامسة عشر، أرسلتني السلطات الإيطالية إلى السجن، بتهمة المساعدة، والتحريض على الهجرة غير الشرعية، والاشتراك في التنظيمات الجنائية الخطرة، ويروي الشاب- 19 عامًا- الآن وكيف تم استدراكه لقيادة القارب لتهريب المهاجرين غير الشرعيين". وأضاف: أنهم عرضوا عليه وظيفة صياد على متن قارب، لكن عندما غادروا الإسكندرية، قالوا إنهم في طريقهم لتهريب 100 شخص إلى أوروبا، وعندها حاولت التمرد، كان قائد القارب يحمل سلاحا وهدده. وأضاف: أنه أدرك أننا ذاهبون إلى السجن عندما قال أحد أفراد الطاقم إن السلطات الإيطالية كانت في طريقها لإلقاء القبض عليهم، عندها شعر باليأس، وبدأ في البكاء، ونقلت الجارديان، عن أحد المحامين الذين يدافعون عن القاصرين الذين يواجهون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة قولهم "لقد تعرض الأطفال من المحتجزين للتهديد، والاختطاف، وأساليب الخداع، لقيادة قوارب المهربين، فالأطفال المجندون من ليبيا، هم محتجزون الآن في السجون الإيطالية، وكانوا يتعلمون قيادة القوارب في مقابل السفر المجاني أو المنخفض التكاليف إلى أوروبا". القائمون على مشروع " بلدنا أولى بولادنا "- والخاص بالحد من الهجرة غير الشرعية- أكدوا أنه وفقاً إلى التقارير الدولية فإن 25٪ من الأطفال الذين يصلون إيطاليا بدون عائل هم من مصر، معظمهم مابين 16 و 17 سنة، بل إن من بينهم 13 و 14 سنة، و في عام 2008 سجلت شبكة الهجرة الأوروبية وصول 1068 طفلا مصريا بدون عائل وعلى الأرجح الأرقام الحقيقة سوف تكون أكثر من ذلك . خالد نبيل شاب مصري كان له تجربة مع الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا ويتحدث عن حكاية الأطفال مع الهجرة ويقول: الأطفال أقل من سن 18 سنة يهاجرون إلى إيطاليا من أجل الحصول على الإقامة، فأي طفل في هذه السن له حق الإقامة والرعاية والدراسة أيضا، وهو أمر مضمون، وبعد وصوله لسن 18 تكون أمامه فرص عمل، وهناك من يرسل أطفاله من أجل العمل بعيدا عن الإقامة ولو لم يلقى القبض عليه يستطيع أن يعيش حياته، ولكن في الغالب ما يحدث هو أن الطفل يسلم نفسه للسلطات هناك من أجل الإقامة، وهم يهاجرون مثل أي مهاجرين غير شرعيين عن طريق الاتفاق مع سماسرة وعلى مراكب تنطلق من البرلس أو أي مكان آخر حسب الاتفاق. بجانب ذلك هناك قرية" تطون" بالفيوم خرج منها آلاف المهاجرين إلى إيطاليا.. تحدثنا مع علي جودة أحد الشباب الذين هاجروا بطريقة غير شرعية أيضا ويقول: هناك بعض الأطفال يهاجرون عن طريق البحر وبعضهم يسافر في سفن تجارية، ولكنهم يذهبون إلى أحد أقربائهم، وإذا تمكنوا من الهروب ودخول إيطاليا في الغالب يعملون في مجال البناء والمعمار، وهناك من يعمل في شركات أسسها مصريون من نفس القرية، فنحن نساعد بعضنا في الغربة، والقليل منهم يسلمون أنفسهم للشرطة من أجل الانضمام لمراكز إيواء والحصول على الإقامة، ولذلك فالأرقام المعلن عنها هي المسجلة في سجلات السلطات الإيطالية فقط، ولكن الأرقام الحقيقية صعب التعرف عليها لأنهم مثل أي مهاجرين غير شرعيين ليس لهم أوراق.