"أنا استقالتي في جيبي" جملة جديدة بدأنا نسمعها كثيرا من بعض القيادات بعد ثورة 25 يناير، ومن هؤلاء الذين تقدموا فعلا باستقالتهم الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إلا أن الوزارة رفضت استقالته، تفاصيل أكثر سنعرفها من الدكتور سالم عبد الجليل في السطور القادمة. لماذا قررت تقديم استقالتك؟ عندما شعرت أن راتبي الذي أتقاضاه حرام لأنني أجلس علي الكرسي دون أن أفعل شيئا، وهذا أمر لا أقبله علي الإطلاق، فهل من الطبيعي أن أقول للناس في الوزراة يا جماعة لابد أن نحاول الإتصال بالدعاة في كل مساجد المحافظات للبدء في عمل خطابات توعية للناس بأهمية عودة الشرطة ومساعدة رجالها حتي نضمن عودة الأمن والأمان للشارع ولا اجد أي مردود بحجة عدم وجود تعليمات بذلك وأشياء أخري من هذا القبيل فطبيعي هنا أن أقدم استقالتي لأن الأمر لم يعد يحتمل. و لكن كان هناك بعض الإعتراضات عليك من العاملين في الوزارة؟ هذا حقيقي و لكن الحمد لله لم تكن اعتراضات سببها فساد إداري أو مالي، ولكنها نتيجة بعض الاختلافات الفكرية وتحديدا كانت علي موضوعات أبديت اعتراضي عليها مثل ختان الإناث والنقاب. و لماذا تراجعت في قرار الإستقالة؟ أنا لم أتراجع و لكن الوزارة هي التي رفضت قبولها، وقالوا لي نحن لا نستطيع الإستغناء عنك، وأيضا أخذت وعود بمحاولة عمل وحدة اتصال وتواصل بيننا وبين أئمة المساجد في مصر كلها. ظهرت حالة تخوين عامة لكل القيادات بعد ثورة 25 يناير .. فما رأيك؟ فيما يخص رجال الدين تحديدا كان لحالة التخوين هذه سبب رئيسي وهو تواجد بعض المشايخ أو علي الأقل سعيهم إلي مناصب قد تكون موضع شبهات، يعني عندما أكون شيخا ورجل دين فلا توجد ضرورة أن أصبح عضوا في مجلس الشعب، وأنا أعلم مسبقا أن كل نتائجه مزورة، فضلا عن انضمام بعض المشايخ لأحزاب أو طوائف وجماعات جعلتهم في موضع شبهات. إذاً أنت مع فصل الدين عن السياسة؟ نعم فرجل الدين لابد أن لا تكون له رسالة أخري غير توعية الناس بالقواعد السليمة والمعتدلة للشريعة السماوية وهذا ينطبق علي كل رجال الدين سواء كانوا مسلمين أو مسيحين. ما رأيك في فكرة ضم وزارة الأوقاف للأزهر؟ هذا لن يحدث أبدا، وكل ما في الأمر أن فضيلة شيخ الأزهر عندما وجد بعض الإعتراضات علي الوزارة والمطالبة بضرورة أن يأتي شيخ الأزهر بالإنتخاب، قال أنه لا توجد لديه أي إشكالية في تنفيذ تلك المطالب حتي لا يبدو أنه متمسك بالكرسي ولا يظن به البعض ظن سوء، وقد طرح هذا الحوار مع الدكتور عصام شرف ولكني لا أظن أبدا أن هذا الأمر سيتحقق، فوزارة الأوقاف بها 400 ألف موظف أين سيذهبون إذا ما ضمت الوزارة للأزهر، كما أن الأوقاف تشرف علي 107 ألف مسجدا وزاوية وهذا عددا ليس بالقليل فضلا عن نقطة أخري أكثر أهمية، وهي أن الأزهر لديه ما يكفيه من واجبات ومسئوليات، وبالتالي ليس من الطبيعي أن نثقل كاهله بمسئوليات إضافية. هل أنت راض عن نتيجة التصويت علي التعديلات الدستورية ؟ نعم راضي عنها جدا. هل تري أن الفكر الديني وتحديدا فكر الإخوان استطاع أن يسيطر علي الشارع؟ أعتقد ذلك ولكني لا أري فيه أي مشكلة فالإخوان هم الأكثر تنظيما ووعيا ثقافة، وأنا عن نفسي أتمني أن يصل الإخوان إلي الحكم، ومطمئن تماما لأسلوبهم في الحكم لأنهم ليسوا كما حاول النظام السابق تصويرهم لنا بكونهم ناس منغلقين علي أنفسهم ولا يستمعون إلي الرأي الآخر، بالعكس فهم ناس منفتحين علي العالم كله و لديهم فكر منظم ويضمون لعضويتهم كبار أساتذة الجامعة و الأكاديميين، ولكن كل مشكلتهم أنهم كانوا محذورين من أيام الشيخ حسن البنا مما أضاع عليهم فرصا كثيرة لشرح وجهات نظرهم، ومن أهم النقاط التي يجب أن يعلمها الناس عن الإخوان أنهم ليسوا ضد المرأة ولا عملها ولا مشاركتها في العمل السياسي، بالعكس فهم لا توجد لديهم أي مشكلة لتولي المرأة أعلي المناصب فضلا عن نقطة أخري أكثر أهمية وهي احترامهم الشديد للإخوة الأقباط وأظن لو كانت انتخابات مجلس الشعب الماضية بها قدرا محدودا من النزاهة لاستطاع الإخوان الحصول علي عدد كبير جدا من المقاعد، المشكلة أن الحكومات السابقة لم تعطهم أي فرصة لخدمة الناس، وربما هذا هو ما أثار تعاطف الناس معهم في التصويت علي التعديلات الدستورية.