اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال كان قائد فرقة الاستطلاع بمنطقة غرب الاسماعيلية في حرب أكتوبر ، يقول عن بعض الملامح الانسانية التي شملتها الحرب : كنا من بداية شهر أكتوبر نشعر بأن شيئا ما قد يحدث .. خاصة بعد اصدار أوامر التجهيز ، ومررت ليلا علي الوحدة ووجدت مجنداً صعيدياً اسمه " مروان " في فرقة الاستطلاع مهموماً ، فسألته عن أحواله لكنه لم يرد الافصاح .. وفي اليوم التالي وجدته مهموماً ، وطلبت من الضابط ان يقوم باستدعائه بمفرده إلي مكاني ..وكررت السؤال فوجدته يبكي واخبرني بأنه شديد القلق علي أمه التي تركها في غرفة الانعاش ويخشي أن يصيبها مكروه بدون أن يراها ، وهو كان من العناصر المميزة التي يتم ارسالها خلف خطوط العدو للاستطلاع ، وطبعا الاستغناء عنه في هذا الوقت الحرج أمر غير وارد بالمرة ، فقمت بارساله في مأمورية الي المخابرات الحربية لاحضار بعض الأمور .. وقلت له إنه يمكنه السفر الي والدته بأسيوط ثم يعود فوراً الي ساحة القتال ، ووقعت له الإذن بإجازة 5 أيام حتي يتمكن من الاطمئنان علي أهله ، وفي اليوم الثاني للمأمورية وجدته عائدا وقد ارتفعت روحه المعنوية وقال لي " أمي تحسنت حالتها وخرجت من المستشفي وصحتها اصبحت افضل عندما شاهدتني وقالت لي ربنا ينصركم ولا تعود مرة ثانية إلا وأنت منتصر أو شهيد " ، وكان من أفضل العناصر التي شاركت في حرب أكتوبر وتحقق طلب أمه كغيرها من المصريات وظفرنا بالنصر .. وعاد اليها سالماً ، وهذا يعكس المعدن الحقيقي للمصريين وخاصة الصعايدة لأنهم النواة الحقيقية لنصر أكتوبر .. فهم أصحاب دم "حامي" ولا يتأخرون أبدا في أي نداء للوطن.